الكشف عن أكبر هجمات سيبرانية من الصين على مواقع إسرائيلية

شركات تكنولوجيا المعلومات من أبرز الأهداف

ميناء حيفا اعترضت واشنطن على تسليم توسعته إلى الصين (رويترز)
ميناء حيفا اعترضت واشنطن على تسليم توسعته إلى الصين (رويترز)
TT

الكشف عن أكبر هجمات سيبرانية من الصين على مواقع إسرائيلية

ميناء حيفا اعترضت واشنطن على تسليم توسعته إلى الصين (رويترز)
ميناء حيفا اعترضت واشنطن على تسليم توسعته إلى الصين (رويترز)

تعرضت عشرات المواقع الإلكترونية التابعة لشركات حكومية إسرائيلية وشركات كبرى من القطاع الخاص، إلى هجمات سيبرانية يشتبه في أن منفذيها «هاكرز» من الصين.
وأعربت مصادر سياسية عن اعتقادها بأن هذه الهجمات نفذت منذ عام 2019 وتواصلت لعامين متتاليين، واستهدفت قرصنة بيانات وتحصيل معلومات عن الهيئات والشركات. وبحسب صحيفة «هآرتس»، التي كشفت عن الأمر، أمس الثلاثاء، فإن تفاصيل الهجوم السيبراني الصيني عرفت من خلال إعلان الشركة العالمية للأمن السيبراني «FireEye»، التي أجرت تحقيقات على مدار العامين الماضيين، وخرجت باستنتاج أن هذه «أوسع وأكبر هجمات سيبرانية رُصدت ووُثقت ضد مواقع وأهداف في إسرائيل».
وقالت الشركة إن الهجمات الصينية استهدفت شركات الملاحة البحرية والسفن الإسرائيلية، وشركات «هايتك» واتصالات ومؤسسات أمنية وأكاديمية، وشركات تكنولوجيا المعلومات التي تعدّ من أبرز الأهداف لقراصنة السايبر، لأنها في حال اختراقها يمكن الوصول إلى شركات أخرى. كما ذكرت الشركة أن هذه الهجمات تمكنت من سرقة كثير من المعلومات الحساسة والحصول على أسرار تجارية، واختراق بريد إلكتروني وسرقة وثائق ومستندات سرية عديدة.
وقالت الباحثة في شركة «FireEye»، سونز يشار، التي أشرفت على الجانب الإسرائيلي في التقرير، إن «الصين لديها خطة لإنشاء خط بري وبحري حول العالم». وأضافت أن ما ورد في التقرير عن الهجمات السيبرانية الصينية «يرتبط بمناقصات البنى التحتية الضخمة التي يشارك فيها الصينيون في إسرائيل، مثل الموانئ أو القطارات. وهناك العديد من الشركات الإسرائيلية التي تنشط وتختص في المجالات التي هي في صميم المصلحة الصينية، كما ينعكس ذلك في الخطط الخماسية لهذه الشركات». وبحسبها، فإن مصدراً آخر لاهتمام الصينيين بإسرائيل هو «قطاع التكنولوجيا؛ إذ يهتمون أيضاً بالمعرفة في مجال الإنترنت والطاقة المتجددة والتكنولوجيا في مجال الزراعة والاتصالات في الجيل الخامس... ومزيد من الموضوعات».
وتابعت يشار: «في أماكن أخرى من العالم، لكن ليس في إسرائيل، رأينا أن المجموعة التي قامت بتنفيذ الهجمات السيبرانية، مهتمة أيضاً بمعلومات حول لقاحات (كورونا). كما أننا لم نشهد في إسرائيل هجوماً على كيانات مالية». وقالت: «يمكن لأي شخص يتعامل مع الصين أن يكون في دائرة الاستهداف. والهدف ليس بالضرورة ملكية فكرية؛ لكنهم ربما يبحثون عن معلومات تجارية. بالنسبة للصينيين، يعدّ هذا التجسس شرعياً، فهم يرون أن مهاجمة شركة أثناء المفاوضات معها يستهدف معرفة كيفية تسعير الصفقة والمناقصة بشكل صحيح». وأضافت أنهم «لا يتعاملون مع المناقصات بأعين مغلقة، بل يفحصون المقترحات الأخرى، ورسائل البريد الإلكتروني لمجلس الإدارة، والمراسلات بين الناس، وما المخططات والمؤامرات، ومن هم الأشخاص الرئيسيون».
يذكر أن الولايات المتحدة تحذر إسرائيل منذ سنوات من التجسس الصناعي والأمني الصيني، ولذلك عارضت منح شركات صينية مناقصات عمل في الموانئ الإسرائيلية، مثل ميناء حيفا، وغيرها من المرافق الحساسة. وهددت بفرض عقوبات على إسرائيل إذا لم تضع حدوداً واضحة للتعامل مع الصين.


مقالات ذات صلة

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

العالم القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

قال مسؤول كبير في مجال الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة إن قراصنة إلكترونيين صينيين يتخذون مواطئ قدم في بنية تحتية خاصة بشبكات حيوية أميركية.

آسيا هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية نصحت السفن والطائرات في منطقة البحر الغربي بالحذر من تشويش إشارة نظام تحديد المواقع (أ.ف.ب)

سيول تتهم بيونغ يانغ بالتشويش على «جي بي إس»

كشف الجيش في كوريا الجنوبية اليوم (السبت) أن كوريا الشمالية قامت بالتشويش على نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) أمس (الجمعة) واليوم.

«الشرق الأوسط» (سيول)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يقف إلى جانب محاميه تود بلانش في محكمة مانهاتن الجنائية (أ.ب)

تقرير: قراصنة صينيون تنصتوا على هاتف محامي ترمب

أبلغ مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) أحد كبار محامي الرئيس المنتخب دونالد ترمب أن هاتفه الجوال كان تحت مراقبة قراصنة صينيين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ أنباء عن متسللين إلكترونيين تابعين للحكومة الصينية رصدوا تسجيلات لاتصالات هاتفية لشخصيات سياسية أميركية (رويترز)

صحيفة: متسللون صينيون رصدوا تسجيلات صوتية لمستشار في حملة ترمب

ذكرت صحيفة واشنطن بوست، اليوم الأحد، أن متسللين إلكترونيين تابعين للحكومة الصينية رصدوا تسجيلات صوتية لاتصالات هاتفية لشخصيات سياسية أميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة تعبيرية تظهر شخصاً جالساً أمام جهاز كمبيوتر وخلفه مزج بين علمي إيران والولايات المتحدة (رويترز)

قراصنة «روبرت» الإيرانيون يبيعون رسائل مسروقة من حملة ترمب

نجحت مجموعة قرصنة إيرانية، متهمة باعتراض رسائل البريد الإلكتروني لحملة المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترمب، أخيراً في نشر المواد التي سرقتها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)
القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)
TT

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)
القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)

قال مسؤول كبير في مجال الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة، الجمعة، إن قراصنة إلكترونيين صينيين يتخذون مواطئ قدم في بنية تحتية خاصة بشبكات حيوية أميركية في تكنولوجيا المعلومات تحسباً لصدام محتمل مع واشنطن.

وقال مورغان أدامسكي، المدير التنفيذي للقيادة السيبرانية الأميركية، إن العمليات الإلكترونية المرتبطة بالصين تهدف إلى تحقيق الأفضلية في حالة حدوث صراع كبير مع الولايات المتحدة.

وحذر مسؤولون، وفقاً لوكالة «رويترز»، من أن قراصنة مرتبطين بالصين قد اخترقوا شبكات تكنولوجيا المعلومات واتخذوا خطوات لتنفيذ هجمات تخريبية في حالة حدوث صراع.

وقال مكتب التحقيقات الاتحادي مؤخراً إن عملية التجسس الإلكتروني التي أطلق عليها اسم «سالت تايفون» شملت سرقة بيانات سجلات مكالمات، واختراق اتصالات كبار المسؤولين في الحملتين الرئاسيتين للمرشحين المتنافسين قبل انتخابات الرئاسة الأميركية في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) ومعلومات اتصالات متعلقة بطلبات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة.

وذكر مكتب التحقيقات الاتحادي ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية أنهما يقدمان المساعدة الفنية والمعلومات للأهداف المحتملة.

وقال أدامسكي، الجمعة، إن الحكومة الأميركية «نفذت أنشطة متزامنة عالمياً، هجومية ودفاعية، تركز بشكل كبير على إضعاف وتعطيل العمليات الإلكترونية لجمهورية الصين الشعبية في جميع أنحاء العالم».

وتنفي بكين بشكل متكرر أي عمليات إلكترونية تستهدف كيانات أميركية. ولم ترد السفارة الصينية في واشنطن على طلب للتعليق بعد.