في معرض «ألوان 35» للفنان التشكيلي المصري مدحت مراد، تتناثر مفردات الطبيعة الحُرة في نعومة ونبل، فالزهور تجدد حضورها في لوحات المعرض ما بين حس بالفرح وآخر بالشجن، وتسكنها حكايات 35 عاماً، وهي عمر تجربة الفنان مدحت مراد في احتراف العمل التشكيلي.
يستضيف المعرض حالياً قاعة صلاح طاهر بدار الأوبرا المصرية، ويضم نحو 70 عملاً للفنان مدحت مراد الذي يعتبر أن هذا المعرض له خصوصيته، لأنه يجمع أعمالاً رسمها على مدار أكثر من 30 عاماً، ويقول في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إن «اللوحات تضم كثيراً من ذكريات طفولته، ومنها اللوحات التي تظهر فيها ملامح الموالد الشعبية في القرى، فقد شغلتني القرية كثيراً منذ كنت أذهب لها في زيارات متفرقة مع أسرتي، وشغل جانب كبير من مشاهداتي في تلك الفترة الكثير من لوحاتي طيلة تلك السنوات».
يحتشد المُنشدون الريفيون في لوحات مدحت مراد، في حس غنائي وحركي يُجاور أبراج الحمام، يرتدون الجلاليب التقليدية، ويُطل أحياناً العلم المصري القديم ذو الهلال والنجمات الثلاث، في طابع يوحي بتشبع الفنان بالذكريات القديمة للقرى وبهجاتها الفطرية، وربما تُذكر بعض اللوحات في المعرض بومضات سينمائية عن الريف عصية على النسيان، كما في فيلمي «الحرام» و«الأرض»، لا سيما لوحة لفلاحة بسيطة تلتقط في يدها زهرة قطن ناصعة البياض، في شاعرية منح بها الفنان أفقاً رومانسياً لواحدة من أكثر المهام الشاقة في الريف التي تُعرف بموسم حصاد القطن، يقول مراد «أخذت تلك اللوحة مني تحديداً شهوراً طويلة في تجهيزها، حيث أردت التعبير عن حالة قيظ الصيف وحرارته الشديدة التي تواكب موسم زراعة القطن، ومدى ما يعانيه الفلاحون والفلاحات في هذا الجو، فقمت بضخ خامات متعددة لتكتيل اللون على مدار شهور، حتى أصل لونياً لحالة لهيب الشمس، وتلك العلاقة الخاصة بينها وبين الفلاحات والقطن».
وإلى جانب اللقطات التعبيرية كسيدة القطن، تبرز بعض البورتريهات التي تفصلها سنوات طويلة في رسمها، وكذلك تتباين في تعبيراتها وسماتها التشكيلة، إلا أن الفنان يرى أنه يجمعها «الشجن كإحساس نبيل»، ويعتبر أن لوحاته المتفرقة عن الزهور كذلك يسودها ذات الشجن، ويقول «الزهور إحساس وليست مجرد فانتازيا لونية»، ويروي مدحت مراد كيف أنه كان يستعين أحياناً بزهور حقيقية داخل مزهريات لرسمها «كنت أرسمها باعتبارها طبيعة صامتة، ولكنها تتغير في ملامحها كأي كائن حي، أبحث عن نقطة الضوء فيها وأرسمها بأسلوب تعبيري».
ويجمع مدحت مراد، مواليد 1960، منذ سنوات بين العمل الصحافي والفن التشكيلي، وله العديد من المعارض التي قدم فيها أعمالاً تحاكي الطبيعة ومفرداتها، كالنبات والأشجار، والبحر والطيور والخيول، ومشاهدات مستوحاة من التراث الشرقي القديم والعمارة الإسلامية كأعمدة المساجد التي تظهر أصداؤها في معرض «ألوان 35»، ويقول الفنان إن «مشاهد التراث مثل حلقات الذكر التي كان يشاهدها في صباه مع جده كانت لها أثر كبير في تعبيره عن تلك الحلقات بشكل فني واقعي بعيداً عن الصورة النمطية الشائعة عنها التي يسودها كثير من المغالطات».
14:11 دقيقه
زهور وذكريات ريفية في «ألوان 35»
https://aawsat.com/home/article/3121906/%D8%B2%D9%87%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%B1%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%C2%AB%D8%A3%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%86-35%C2%BB
زهور وذكريات ريفية في «ألوان 35»
معرض لفنان مصري يضم 70 عملاً
لمحات من التراث المحلي المصري في إحدى لوحات المعرض
- القاهرة: منى أبو النصر
- القاهرة: منى أبو النصر
زهور وذكريات ريفية في «ألوان 35»
لمحات من التراث المحلي المصري في إحدى لوحات المعرض
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة

