جهود لمنع فتنة درزية ـ شيعية وحوادث متفرقة في الجبل وجنوب لبنان

إطلاق عناصر «حزب الله» من دون إعلان رسمي

جنود الجيش اللبناني بعد توقيفهم عناصر «حزب الله» والشاحنة التي أطلقوا منها الصواريخ (أ.ف.ب)
جنود الجيش اللبناني بعد توقيفهم عناصر «حزب الله» والشاحنة التي أطلقوا منها الصواريخ (أ.ف.ب)
TT

جهود لمنع فتنة درزية ـ شيعية وحوادث متفرقة في الجبل وجنوب لبنان

جنود الجيش اللبناني بعد توقيفهم عناصر «حزب الله» والشاحنة التي أطلقوا منها الصواريخ (أ.ف.ب)
جنود الجيش اللبناني بعد توقيفهم عناصر «حزب الله» والشاحنة التي أطلقوا منها الصواريخ (أ.ف.ب)

نجحت الدعوات السياسية إلى التهدئة بوقف اتساع رقعة المشاكل الفردية التي حصلت أول من أمس في لبنان على خلفية إيقاف أهالي قرية شويا الدرزية شاحنة تابعة لـ«حزب الله» تحمل منصة صواريخ، ولا سيما أن هذه المشاكل حملت في طياتها مؤشرات لصدامات شيعية - درزية، فيما أظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي إطلاق عناصر الحزب من قبل الجيش اللبناني من دون إعلان رسمي بعدما كان الجيش تسلمهم من أهالي شويا.
وكان تعرض عدد من السيارات «فانات» التي تعمل على طريق بيروت - البقاع أول من أمس لاعتداء عند مستديرة عاليه (جبل لبنان) ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى قبل تدخل الجيش اللبناني الذي انتشرت عناصره في المنطقة.
وسبق هذه الاعتداءات انتشار مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تصور طرد مجموعة من بائعي الفاكهة الدروز من جنوب لبنان ومنعهم من بيع منتجاتهم في المنطقة.
وأتت هاتان الحادثتان كردة فعل على توقيف وتطويق عدد من أهالي بلدة شويا في منطقة حاصبيا (جنوب لبنان) لشاحنة تابعة لـ«حزب الله» وضعت فيها منصة للصواريخ وسيارة من نوع «رابيد» كانت ترافق الشاحنة التي كانت في طريق عودتها عقب إطلاقها صواريخ استهدفت «مناطق مفتوحة» حول مواقع إسرائيلية في مزارع شبعا.
ويؤكد مصدر في الحزب «التقدمي الاشتراكي» أن الأمور عادت إلى طبيعتها أمس بعد معالجة ردود الفعل والدعوات إلى التهدئة التي شددت عليها مختلف الجهات السياسية، مضيفاً في حديث مع «الشرق الأوسط» أن ردات الفعل كانت فردية وعفوية ولو أنها غير مقبولة وغير مرحب فيها.
وأشار المصدر إلى أن اتصالات حصلت مع القوى السياسية المعنية ولا سيما «حزب الله» وحصل اتفاق على ضرورة معالجة ذيول الحادثة بسرعة والعمل على توقف الأمور عند هذا الحد، ولا سيما أن الأوضاع في لبنان لا تحمل المزيد من التوتر، فكان التوجه العام من الجميع نحو التهدئة.
ورغم الهدوء الواضح في الشارع لا تزال منصات التواصل الاجتماعي تشهد حرباً كلامية بين مؤيدين لما قام به «حزب الله» وبين من يرى أن ضرب الصواريخ ومرورها من مناطق قريبة من الأحياء السكنية يعرض حياة المواطنين الآمنين لخطر الرد الإسرائيلي.
وارتفعت حدة الردود الكلامية المتبادلة على وسائل التواصل الاجتماعي بعد انتشار مقاطع فيديو تظهر عودة عناصر «حزب الله» الذين كانوا يستقلون الشاحنة بعد أن تم توقيفهم من قبل الجيش اللبناني أول من أمس إلى منازلهم. وأظهرت مقاطع الفيديو الاستقبالات الشعبية لهؤلاء العناصر في بلداتهم.
وكانت قيادة الجيش أعلنت عقب حادثة شويا أنها أوقفت في البلدة أربعة أشخاص قاموا بإطلاق الصواريخ، وأنها ضبطت الراجمة المستخدمة في العملية.
ودعا الحزب «الديمقراطي اللبناني» (يرأسه طلال إرسلان) أهالي حاصبيا إلى الوقوف إلى جانب المقاومة وعدم الانجرار وراء الأقاويل المضللة ونبذ الفتنة والتصدي لمطلقيها، كما دعا الأجهزة الأمنية إلى القيام بواجباتها وعدم التساهل مع أي مخل بأمن المنطقة. ورأت دائرة حاصبيا مرجعيون في الحزب بعد اجتماع طارئ أن ما حصل من أهالي بلدة شويا هو تسرع وسوء تقدير من قبل البعض، ولا يمثل أهل وأبناء المنطقة لا من قريب ولا من بعيد، معتبرة أن منطقة حاصبيا لم تكن خنجراً في خاصرة المقاومة ولن تكون، وأن أي اعتداء على المقاومة هو تعد على «الحزب الديمقراطي»، وأن حاصبيا كانت وستبقى منطقة التلاقي والعيش المشترك وأي فتنة مذهبية سيتم قمعها من المهد.
من جهته، شدد عضو كتلة «التنمية والتحرير» (تضم نواب حركة أمل) النائب قاسم هاشم أن ما حصل في بلدة شويا حادث عابر، ولكن هناك من يحاول أن يصطاد في الماء العكر، مضيفاً أن أحداً لن يستطيع استثمار واستغلال لمثل هذا الأمر، لأن الانتماء الوطني المقاوم لكل بلدات وقرى منطقة حاصبيا بكل انتماءاتها السياسية والاجتماعية هو حقيقة راسخة.
وتتواصل دعوات التهدئة منعاً للانجرار إلى فتنة شيعية درزية، إذ رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أنه بين الانهيار النقدي والكارثة الاقتصادية والفراغ السياسي وانفجار المرفأ والبؤس الذي يلتهم الناس ويلهب أسواقها، هناك من يتعمد الاستثمار بالفتنة الطائفية ويعمل عليها ويزيد من منسوب الحقد ولهيب النار لطوأفة أي عمل على قاعدة طائفة بطائفة، معتبراً أن هذا أمر كارثي ومدان ولا تبرير له وهو أخطر تهديد للعيش المشترك وأكبر أسباب الحرب الأهلية وأسوأ قناع ديني.
وشدد قبلان على أن لا أزمة بين الطوائف ولا خصومة ولا افتراق بل عيش مشترك واحترام متبادل وإصرار على مشروع الدولة الجامع، وأن المطلوب فقط إبعاد السياسة النفعية عن الطوائف لأن النفط السياسي يحرق كل شيء.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.