«الفيدرالي» يلمح إلى زيادة مبكرة للفائدة

الذهب يفقد بريقه... والدولار يتجه للصعود

قال مسؤول بارز بالبنك المركزي الأميركي إن شروط زيادة أسعار الفائدة قد تُلبى في أواخر 2022... ممهداً الساحة لتحرك في أوائل 2023 (أ.ف.ب)
قال مسؤول بارز بالبنك المركزي الأميركي إن شروط زيادة أسعار الفائدة قد تُلبى في أواخر 2022... ممهداً الساحة لتحرك في أوائل 2023 (أ.ف.ب)
TT

«الفيدرالي» يلمح إلى زيادة مبكرة للفائدة

قال مسؤول بارز بالبنك المركزي الأميركي إن شروط زيادة أسعار الفائدة قد تُلبى في أواخر 2022... ممهداً الساحة لتحرك في أوائل 2023 (أ.ف.ب)
قال مسؤول بارز بالبنك المركزي الأميركي إن شروط زيادة أسعار الفائدة قد تُلبى في أواخر 2022... ممهداً الساحة لتحرك في أوائل 2023 (أ.ف.ب)

تعرضت أسعار الذهب لضغوط الخميس بعد تصريحات من مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) عززت الدولار، فيما يركز المستثمرون الآن على بيانات الوظائف في القطاعات غير الزراعية لاستقاء مؤشرات بشأن تعافي سوق العمل.
وقال نائب رئيس مجلس الاحتياطي ريتشارد كلاريدا إن شروط زيادة أسعار الفائدة قد تُلبى في أواخر 2022. ممهداً الساحة لتحرك في أوائل 2023. كما لمح هو وثلاثة أعضاء آخرين في البنك المركزي الأميركي إلى تحرك لتقليص تدريجي لمشتريات السندات في وقت لاحق من العام الحالي أو أوائل العام المقبل، بناء على الكيفية التي سيؤدي بها سوق العمل في الأشهر القليلة المقبلة.
وأدت تصريحات كلاريدا لأن يضع المستثمرون في الحسبان بشكل طفيف المزيد من الفرص لزيادة الفائدة في أواخر 2022 - أوائل 2023. وإلى تسطيح منحنى عائد الخزانة إذ ارتفعت العوائد في الأجل القصير.
وقد تأتي مثل تلك الخطوة على الأرجح قبل أي تشديد من البنك المركزي الأوروبي، الذي ما زال يكافح ليصل بالتضخم قرب هدفه. وعلى النقيض، اقترب بنك إنجلترا المركزي أكثر من تقليص التحفيز وقد يتوسع في التوقيت.
ونزل الذهب في المعاملات الفورية 0.1 في المائة إلى 1809.91 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 06:54 بتوقيت غرينتش، بينما انخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنفس النسبة إلى 1812.10 دولار.
وقال جيجار تريفيدي محلل السلع الأولية في شركة أناند راتي شيرز للسمسرة ومقرها مومباي: «لا يستطيع المضاربون على الصعود دفع هذه السوق إلى ما وراء نطاق 1810 - 1815 دولاراً وينتظرون محفزاً جديداً... إذا جاءت بيانات الوظائف في القطاعات غير الزراعية مرتفعة، فمن المحتمل أن يشهد الذهب عمليات بيع حادة، مع انخفاضه إلى 1790 دولاراً، مع احتمال انخفاضه إلى 1760 دولاراً أيضاً».
وصعدت أسعار الذهب أكثر من واحد في المائة في الجلسة السابقة على خلفية تقرير التوظيف الوطني المخيب للآمال الصادر عن «إيه بي دي»، لكنها قلصت المكاسب بعد تصريحات نائب رئيس «الفيدرالي»، إذ تؤدي أسعار الفائدة المرتفعة إلى زيادة تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الأصفر الذي لا يدر عائداً... ومع ذلك يرى المحللون أن تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا بمثابة دعم لأسعار الذهب.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، هبطت الفضة 0.1 في المائة إلى 25.34 دولار للأوقية بعد أن لامست ذروة ثلاثة أسابيع الأربعاء. وسجل البلاتين في وقت سابق أدنى مستوى فيما يربو على سبعة أشهر عند 1005.50 دولار وانخفض في أحدث التعاملات بنسبة 1.5 في المائة ليصل إلى 1010.46 دولار. وارتفع البلاديوم 0.2 في المائة إلى 2652.81 دولار.
وتحرك الدولار صعوداً الخميس، واستقر اليورو عند 1.1835 دولار، بعد أن نزل من قمة عند 1.1899 دولار أثناء الليل عقب أن فشل في كسر مستوى المقاومة عند نحو 1.1910 دولار. كما بلغ الدولار 109.67 ين، من مستوى منخفض عند 108.71 والذي سجله الأربعاء، متراجعاً عما كان سيشكل اختراقاً هبوطياً على جانب النزول.
وساعدت تلك التوقعات الجنيه الإسترليني على الارتفاع في أوائل العام، بيد أنه بات يتحرك صعوداً ونزولاً إلى حد كبير في الشهرين الأخيرين. وفي أحدث تعاملات، استقر قرب مستوى دعم عند 1.3884 دولار، بعد أن فشل أكثر من مرة في تجاوز مستوى مقاومة فوق 1.3980 دولار.
لكن تحركات جميع تلك البنوك المركزية تأتي متأخرة، مقارنة مع بنك الاحتياطي النيوزيلندي، الذي يبدو أنه سيرفع الفائدة على الأرجح في اجتماعه القادم بشأن السياسات في 18 أغسطس (آب)، ليصبح الأول في العالم المتقدم الذي يقوم بهذا التحرك منذ الجائحة.



عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو يوم الجمعة، إن «المركزي الأوروبي» لم يتأخر في خفض أسعار الفائدة، لكنه يحتاج إلى مراقبة خطر عدم تحقيق هدفه للتضخم من كثب، وهو ما قد يؤدي إلى تثبيط النمو بشكل غير ضروري.

وخفّض البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة ثلاث مرات هذا العام بالفعل، ويتوقع المستثمرون مزيداً من التيسير النقدي في كل اجتماع حتى يونيو (حزيران) المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى خفض سعر الفائدة على الودائع، الذي يبلغ حالياً 3.25 في المائة، إلى 2 في المائة على الأقل وربما أقل، وفق «رويترز».

ومع ذلك، تدعم البيانات الاقتصادية الضعيفة، كما يتضح من تقرير مسح الأعمال المخيّب للآمال الذي نُشر يوم الجمعة، الرأي القائل إن البنك المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى تسريع إجراءات التيسير النقدي، وقد يضطر إلى اتخاذ تدابير إضافية لدعم الاقتصاد.

وقال دي غالهاو في فرنكفورت: «نحن لسنا متأخرين في المسار اليوم. الاقتصاد الأوروبي يسير نحو هبوط ناعم».

واعترف بوجود مخاطر على التوقعات المستقبلية، مشيراً إلى أنه يجب على صانعي السياسات التأكد من أن أسعار الفائدة لا تبقى مرتفعة لمدة طويلة، مما قد يضرّ بالنمو الاقتصادي.

وأضاف قائلاً: «سوف نراقب بعناية توازن المخاطر، بما في ذلك احتمال عدم بلوغ هدف التضخم لدينا، وكذلك تأثير ذلك في الحفاظ على النشاط الاقتصادي بمستويات منخفضة بشكل غير ضروري».

وكانت التوقعات تشير إلى خفض للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 12 ديسمبر (كانون الأول) بوصفه أمراً شبه مؤكد، لكن بعد نشر أرقام مؤشر مديري المشتريات الجديدة يوم الجمعة، أصبح هناك احتمال بنسبة 50 في المائة لخيار خفض أكبر يبلغ 50 نقطة أساس، نتيجة لتزايد المخاوف من ركود اقتصادي.

ومع ذلك، يشير صانعو السياسات إلى أن المسوحات الاقتصادية قد تكون قد قدّمت صورة أكثر تشاؤماً عن وضع الاقتصاد مقارنة بالبيانات الفعلية التي كانت أكثر تفاؤلاً.

ورغم التباطؤ في التضخم الذي وصل إلى أدنى مستوى له بنسبة 1.7 في المائة هذا الخريف، فإنه يُتوقع أن يتجاوز 2 في المائة هذا الشهر، مما يجعل من الصعب اتخاذ قرار بخفض أكبر في الفائدة.

ومع ذلك، شدّد دي غالهاو على أن التضخم في طريقه للعودة إلى الهدف المتمثل في 2 في المائة، وأنه من المتوقع أن يتحقّق بشكل مستدام قبل الموعد الذي حدّده البنك المركزي الأوروبي في نهاية 2025.

وقال: «نحن واثقون للغاية بأننا سنصل إلى هدفنا البالغ 2 في المائة بشكل مستدام». وأضاف: «من المرجح أن نحقّق هذا الهدف في وقت أقرب من المتوقع في 2025، مقارنة بتوقعاتنا في سبتمبر (أيلول) الماضي».