عرب و عجم

عرب و عجم
TT

عرب و عجم

عرب و عجم

> هشام بن سلطان القحطاني، سفير خادم الحرمين الشريفين المعين لدى جمهورية الفلبين، قدم نسخة من أوراق اعتماده سفيراً لدى جمهورية الفلبين، لرئيس إدارة المراسم بوزارة الخارجية الفلبينية السفير بيسنتي بانديلو، حضر تقديم أوراق الاعتماد، القائم بالأعمال بالسفارة المستشار عيسى بن عبد الرحمن المالكي، والقائم بالأعمال بوزارة الخارجية الفلبينية لإدارة الحضانات والمزايا ماريكال يمباو.
> أحمد محمد الدوسري، سفير مملكة البحرين لدى اليابان، أقام أول من أمس، مأدبة عشاء على شرف الوفد الرسمي البحريني المشارك بدورة الألعاب الأولمبية «أولمبياد طوكيو 2020»، برئاسة الشيخ عيسى بن علي بن خليفة آل خليفة، نائب رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية. حيث أعرب الشيخ عيسى عن بالغ شكره وتقديره لسفارة مملكة البحرين في اليابان على ما قامت به من جهد كبير، ودور مساند لبعثة المملكة، مثمناً اهتمام ومتابعة السفير ووجوده الدائم مع البعثة لتذليل مختلف الصعوبات.
> الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار المصري، التقى نوكي ماساكي، سفير دولة اليابان في القاهرة، لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين على المستوى السياحي والأثري خلال الفترة المقبلة، ومناقشة آخر مستجدات الأعمال بالمتحف المصري الكبير، كما بحث الجانبان إمكانية تدعيم المتحف بخبراء من دولة اليابان في مختلف المجالات في ظل عمق العلاقات المصرية اليابانية، ولفت إلى أن الاجتماع تطرق كذلك لمناقشة دفع الحركة السياحية الوافدة إلى مصر من اليابان، خصوصاً مع افتتاح المتحف المصري الكبير.
> ناصر محمد البلوشي، سفير مملكة البحرين لدى الجمهورية الإيطالية، اجتمع أول من أمس، بنائبة رئيس مجلس النواب الإيطالي ماريا إسبادوني، جرى خلال الاجتماع استعراض علاقات الصداقة المتميزة القائمة بين مملكة البحرين والجمهورية الإيطالية، وسبل تطوير التعاون الثنائي بين البلدين في شتى المجالات، إضافة إلى مناقشة عدد من الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
> الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي المصرية السابقة، أصدر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قراراً أول من أمس، بتعيينها عضواً بمجلس أمناء بيت الزكاة والصدقات المصري، الذي يترأسه الدكتور أحمد الطيب، وجاء في القرار أن التعيين استند لما تتمتع به من خبرة كبيرة في مجال التنمية الاقتصادية. يذكر أن «نصر» شغلت العديد من المناصب كان آخرها منصب وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، وعملت قبلها لسنوات طويلة كبيرة اقتصاديين بالبنك الدولي، وتعمل حاليا أستاذة للاقتصاد بالجامعة الأميركية بالقاهرة.
> فوميو إيواي، سفير اليابان لدى المملكة العربية السعودية، التقى أول من أمس، بنائب وزير الخارجية السعودي المهندس وليد بن عبد الكريم الخريجي، جاء ذلك بمقر الوزارة في الرياض، وجرى خلال الاستقبال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
> أوصاف سعيد، سفير الهند لدى المملكة العربية السعودية، التقى أول من أمس، برئيس جامعة جازان الدكتور مرعي بن حسين القحطاني، حيث بحثا خلال اللقاء أوجه التعاون العلمي والبحثي وتطوير مجالات وفرص التدريب الطلابي والأكاديمي.
> أحمد نايف الدليمي، سفير جمهورية العراق في القاهرة، التقى أول من أمس، برئيسة اتحاد المستثمرات العرب هدى يسي، حيث تم التباحث حول الفرص الاستثمارية بالعراق وخاصة إعادة إعمار العراق في المناطق المحررة من «تنظيم داعش» الإرهابي، وعرض السفير الفرص الاستثمارية وخاصة في مجال البناء، حيث ستقوم «يسي» بعرض هذه الفرص للمستثمرين العرب، وأشار السفير في هذا الصدد إلى أن العراق بلد واعد وفيه إمكانيات هائلة، وأن هناك رغبة بوجود شركات مصرية وعربية لإعادة إعمار العراق.
> شيمازاكي كاورو، سفير اليابان لدى الأردن، التقى أول من أمس، وزير العدل الأردني الدكتور أحمد الزيادات، لبحث سبل دعم واستمرار التعاون القانوني والقضائي بين الجانبين، وتفعيله بما يخدم قطاع العدالة، وأكد الوزير على عمق العلاقات التاريخية التي تربط البلدين الصديقين، وأشار إلى أهمية هذا اللقاء في دعم واستمرار التعاون القانوني والقضائي بين الجانبين، وسبل تفعيله بما يخدم قطاع العدالة. من جهته، أعرب السفير عن العلاقات الوطيدة والمتينة التي تربط اليابان بالأردن، وعن رغبة بلاده في تعزيز أواصر هذا التعاون في المستقبل.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)