محادثات أميركية تنموية في السودان

تضاعف إنتاج الذهب مع كبح التهريب

أشادت مديرة الوكالة الأميركيّة للتنمية الدوليّة سامنتا باور بالمرحلة الانتقاليّة في السودان (أ.ف.ب)
أشادت مديرة الوكالة الأميركيّة للتنمية الدوليّة سامنتا باور بالمرحلة الانتقاليّة في السودان (أ.ف.ب)
TT

محادثات أميركية تنموية في السودان

أشادت مديرة الوكالة الأميركيّة للتنمية الدوليّة سامنتا باور بالمرحلة الانتقاليّة في السودان (أ.ف.ب)
أشادت مديرة الوكالة الأميركيّة للتنمية الدوليّة سامنتا باور بالمرحلة الانتقاليّة في السودان (أ.ف.ب)

أشادت مديرة الوكالة الأميركيّة للتنمية الدوليّة سامنتا باور بالمرحلة الانتقاليّة في السودان، وذلك خلال زيارة تُجريها للبلاد وتبحث فيها مع المسؤولين الحاجات الاقتصاديّة والإنسانيّة الملحّة.
ويمرّ السودان بمرحلة انتقاليّة صعبة منذ إطاحة الرئيس عمر البشير في أبريل (نيسان) 2019. وقبل زيارة باول، أشارت الوكالة الأميركيّة للتنمية الدوليّة إلى سعي الدول الغربيّة لدعم الحكومة الانتقاليّة بعد عقود من الحكم الاستبدادي.
وقالت باور خلال مؤتمر صحافي في الخرطوم، إنّ «تركيزي في هذه الزيارة... ينصبّ في شكل مباشر على احتياجات التنمية الاقتصاديّة في السودان والاحتياجات الإنسانيّة المستمرّة». وأشارت إلى أنّ الولايات المتحدة تهدف إلى مساعدة السودان في «تنشيط الاقتصاد» و«جذب الاستثمارات الأجنبيّة».
والتقت المسؤولة الأميركيّة لاحقاً وزيرة الخارجيّة السودانيّة، على أن تلتقي أيضاً مسؤولين كباراً آخرين قبل أن تُغادر في 3 أغسطس (آب). وزارت باور السبت، دارفور في غرب السودان، حيث تحدّثت إلى أشخاص نزحوا خلال النزاع هناك.
وقالت باور في تغريدة السبت، إنّها زارت السودان أوّل مرّة عام 2004، عندما أجرت بحثاً استقصائياً حول «إبادة جماعيّة في دارفور». وحضور باور إلى السودان هو أحدث زيارة لمسؤول أميركي كبير إلى البلاد الساعية لإنهاء عقود طويلة من العزلة في ظلّ حكم البشير.
وفي ديسمبر (كانون الأوّل) الماضي، رفعت واشنطن اسم السودان من لائحتها للدول الراعية للإرهاب، وتعهّدت لاحقاً مساعدة البلاد على سداد متأخّراتها في البنك الدولي.
ومن الخرطوم، تتوجّه باور إلى أديس أبابا لإجراء محادثات مع المسؤولين الإثيوبيين بشأن وصول المساعدات الإنسانية إلى منطقة تيغراي التي تشهد نزاعاً. واستقبل السودان عشرات آلاف اللاجئين الإثيوبيّين، منذ اندلاع النزاع بتيغراي في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي.
وفي سياق منفصل، قال مسؤول في الشركة السودانية للموارد المعدنية، يوم الأحد، إن الإنتاج الرسمي للذهب في السودان تضاعف تقريباً في النصف الأول من عام 2021 مع كبح السلطات للتهريب، ما يمثل نجاحاً جزئياً في الجهود الرامية إلى إنقاذ الاقتصاد.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن الصادق الحاج، رئيس التخطيط والأبحاث بالشركة المملوكة للدولة، أن السودان سجل إنتاجاً بلغ 30.3 طن خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى نهاية يونيو (حزيران) العام الجاري، مقارنة بـ15.6 طن في الفترة نفسها من العام السابق.
وقال الحاج إن السودان حصّل نحو 38.2 مليار جنيه سوداني (86 مليون دولار) من الذهب في النصف الأول من عام 2021، ويستهدف 104 مليارات جنيه من إجمالي 100 طن بنهاية العام. وعزا هذا الارتفاع إلى «الإجراءات القوية» التي فرضتها وزارة المعادن ومؤسسات الدولة الأخرى لمنع التجارة غير المشروعة عبر الحدود.



«الفيدرالي» يُخفّض الفائدة مجدداً... وعودة ترمب ترفع الضغوط عليه

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» يُخفّض الفائدة مجدداً... وعودة ترمب ترفع الضغوط عليه

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)

خفّض «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس؛ استجابةً للتباطؤ المستمر في ضغوط التضخم، التي أثارت استياء كثير من الأميركيين، وأسهمت في فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية.

وكعادته، يكتسب اجتماع «الاحتياطي الفيدرالي» أهمية؛ حيث يترقبه المستثمرون والأسواق لمعرفة مقدار الخفض الذي سيطال الفائدة لما تبقى هذا العام والعام المقبل، لكن أهميته هذه المرة كانت مضاعفة، كونها تأتي غداة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة التي أفضت إلى فوز الجمهوري دونالد ترمب، المعروف بانتقاداته للسياسة النقدية المتبعة عموماً، ولرئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، خصوصاً.

ونقلت «سي أن أن» عن مستشار كبير لترمب أنه من المرجح أن يسمح الأخير لباول بقضاء بقية فترة ولايته التي تنتهي في مايو (أيار) 2026، بينما يواصل سياسته في خفض أسعار الفائدة.

وجاء خفض 25 نقطة أساس إلى نطاق 4.5 في المائة - 4.75 في المائة، بعدما خفّض في سبتمبر (أيلول) الماضي سعر الفائدة بمقدار بواقع 50 نقطة أساس.

وبعد نتائج الانتخابات، عزز المستثمرون رهاناتهم على الأصول التي تستفيد من فوز المرشح الجمهوري، أو ما يعرف باسم «تجارة ترمب»، التي تستند إلى توقعات بنمو اقتصادي أسرع، لكنها قد تؤدي أيضاً إلى تضخم أعلى.

وقفزت عوائد السندات الأميركية طويلة الأجل بنحو 20 نقطة أساس، في حين سجلت الأسهم الأميركية مستويات قياسية، وارتفع الدولار.

وقد باتت تحركات «الاحتياطي الفيدرالي» المستقبلية غامضةً بعد الانتخابات؛ نظراً لأن مقترحات ترمب الاقتصادية يُنظر إليها، على نطاق واسع، على أنها قد تسهم في زيادة التضخم.

كما أن انتخابه أثار احتمالية تدخل البيت الأبيض في قرارات السياسة النقدية لـ«الاحتياطي الفيدرالي»؛ حيث صرّح سابقاً بأنه يجب أن يكون له صوت في اتخاذ قرارات البنك المركزي المتعلقة بسعر الفائدة.

ويُضيف الوضع الاقتصادي بدوره مزيداً من الغموض؛ حيث تظهر مؤشرات متضاربة؛ فالنمو لا يزال مستمراً، لكن التوظيف بدأ يضعف.

على الرغم من ذلك، استمرّ إنفاق المستهلكين في النمو بشكل صحي، ما يُثير المخاوف من أن خفض سعر الفائدة قد لا يكون ضرورياً، وأن القيام به قد يؤدي إلى تحفيز الاقتصاد بشكل مفرط، وربما إلى تسارع التضخم من جديد.

وفي هذا الوقت، ارتفع عدد الأميركيين الذين قدّموا طلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل طفيف الأسبوع الماضي، ما يشير إلى عدم وجود تغييرات ملموسة في ظروف سوق العمل، ويعزز الآراء التي تشير إلى أن الأعاصير والإضرابات تسببت في توقف نمو الوظائف تقريباً في أكتوبر (تشرين الأول).

وقالت وزارة العمل الأميركية، يوم الخميس، إن الطلبات الأولية للحصول على إعانات البطالة الحكومية ارتفعت 3 آلاف طلب لتصل إلى 221 ألف طلب، معدَّلة موسمياً، للأسبوع المنتهي في 2 نوفمبر (تشرين الثاني).

وكان الاقتصاديون الذين استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا 221 ألف طلب للأسبوع الأخير، وفق «رويترز».

وتباطأ نمو الوظائف بشكل حاد في الشهر الماضي؛ إذ ارتفعت الوظائف غير الزراعية بواقع 12 ألف وظيفة فقط، وهو أقل عدد منذ ديسمبر (كانون الأول) 2020.