حرائق الغابات تتمدد في 5 ولايات تركية وإعلانها «منكوبة»

اتهامات من المعارضة والشارع بالتغاضي لتحويلها مشروعات سياحية

غابات العالم تدفع ثمن التغير المناخي.. مواطن تركي يشاهد الحريق الهائل الممتد في قرية كاكارلار (أ.ب)
غابات العالم تدفع ثمن التغير المناخي.. مواطن تركي يشاهد الحريق الهائل الممتد في قرية كاكارلار (أ.ب)
TT

حرائق الغابات تتمدد في 5 ولايات تركية وإعلانها «منكوبة»

غابات العالم تدفع ثمن التغير المناخي.. مواطن تركي يشاهد الحريق الهائل الممتد في قرية كاكارلار (أ.ب)
غابات العالم تدفع ثمن التغير المناخي.. مواطن تركي يشاهد الحريق الهائل الممتد في قرية كاكارلار (أ.ب)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان المناطق المتضررة من حرائق الغابات في 5 ولايات بجنوب وجنوب غربي البلاد مناطق كوارث تؤثر على الحياة العامة، وسط حالة من الجدل واتهامات للحكومة بالتغاضي عن إحراق الغابات في المناطق السياحية لتحويلها إلى فنادق ومنتجعات. وقال إردوغان، الذي تفقد أمس (السبت)، مناطق الحرائق في منفاجات بأنطاليا ومرمريس بموغلا، إنه تم إعلان المناطق المتضررة من حرائق الغابات في أنطاليا، وموغلا، ومرسين، وأضنة وعثمانية، مناطق كوارث تؤثر على الحياة العامة. وأسفرت الحرائق المستمرة على مدى 5 أيام عن مقتل 6 أشخاص بينهم رجلا إطفاء، فيما تتواصل الجهود لإخمادها. وأضاف إردوغان: «سنتخذ كل الخطوات اللازمة لتضميد جراح أمتنا وإصلاح أضرارها وجعل إمكاناتها أفضل من ذي قبل». ومنعت السلطات دخول المواطنين إلى الغابات في كل من إسطنبول، وبورصة وباليكسير، وأيدين، وتشاناق قلعة، ونيده وغازي عنتاب لمدة شهر. وأظهرت صور التقطتها أقمار صناعية حجم حرائق الغابات على الساحل الجنوبي لتركيا المستمرة منذ 5 أيام، حيث تم إخلاء عشرات القرى وبعض الفنادق، فيما يكافح رجال الإطفاء لإخماد الحرائق. وقال إردوغان إن أكثر من 70 حريقاً شب في أقاليم مطلة على بحر إيجة والبحر المتوسط، وكذلك في مناطق داخلية، وإن 14 حريقاً ما زالت مشتعلة. وساعدت طائرات من روسيا وأوكرانيا في إخماد النيران، وانضمت إليها طائرة أخرى من أذربيجان. وعبر إردوغان، لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، في اتصال هاتفي أمس، عن شكر بلاده على تقديم المساعدة لإخماد حرائق الغابات، حيث خصصت روسيا 5 طائرات من طراز «إليوشين - 76» بخزانات تتسع لـ40 طناً من المياه، و3 مروحيات إطفاء إضافية لمساعدة تركيا. وأعلنت البوسنة والهرسك أنها سترسل مساعدات إلى تركيا لدعم السيطرة على حرائق الغابات، وأن 100 عنصر من الوحدات الخاصة في حالة تأهب لمساعدة المناطق المتضررة من الحرائق. كما عرض كثير من دول العالم بينها اليونان تقديم المساعدة لتركيا في إخماد الحرائق. وفيما تعهدت الحكومة التركية بمحاسبة أي شخص يتم الكشف عن مسؤوليته في إشعال تلك الحرائق، أشارت المعارضة ومواطنون بأصابع الاتهام بتعمد القضاء على رقعة الغابات المنتشرة في تركيا على مدار العشرين عاماً الماضية، من أجل إقامة مشاريع سياحية مثل المنتجعات والفنادق من جانب الشركات والمقاولين المقربين منها. ونشر بعض المغردين على «تويتر» صوراً التقطها زوار شواطئ مدينة جريسون، على ساحل البحر الأسود، قبل 13 عاماً ومقارنتها مع صور حديثة التقطت خلال العام الحالي، تؤكد اعتقاد الأتراك بوجود شبهة تعمد وراء حرائق الغابات، حيث تظهر في الصور التذكارية الملتقطة في عام 2008 المساحات الخضراء والأشجار الكثيفة المطلة على ساحل البحر الأسود في جريسون والتي تحيط ببعض الكبائن الصغيرة، فيما تحول المشهد في الصورة الملتقطة عام 2021، حيث أقيمت الفنادق والمنتجعات بدلاً من الأشجار التي احترقت خلال الأعوام الماضية. ولفت البعض إلى أنه لا يوجد لدى الدولة أي طائرات إطفاء باستثناء 3 طائرات مستأجرة من روسيا، مقابل 203 ملايين ليرة لمدة 153 يوماً، ما دفع المعارضة لاتهام الحكومة بتعمد الإبقاء على ذلك الوضع من أجل أغراض استثمارية لقيادات حزب العدالة والتنمية الحاكم الذين يرغبون في إقامة مشروعات سياحية على أرض الغابات. وانتقد النشطاء الأتراك على وسائل التواصل الاجتماعي، تبرع إردوغان لكثير من الدول بمبالغ كبيرة من أموال الشعب لخدمة أغراضه السياسية، في حين لا تستطيع الدولة شراء طائرات إطفاء رغم تجدد الحرائق سنوياً. وقال البعض إن إردوغان تبرع بـ200 مليون ليرة تركية لصالح الجيش الأوكراني، وقام بسداد ديون الصومال البالغة 3.5 مليون دولار لصندوق النقد الدولي، ومنح العراق 5 مليارات دولار، وفتح 6 مصانع في صربيا، وأنفق 40 مليار دولار على السوريين ويركض الآن لمساعدة أفغانستان، لكنه في النهاية لا يستطيع شراء طائرة إطفاء واحدة.


مقالات ذات صلة

البرازيل تكافح حرائق الغابات... وتحقق في أسبابها (صور)

أميركا اللاتينية عنصر إطفاء يحاول إخماد الحريق في حقول قصب السكر قرب مدينة دومون البرازيلية (رويترز)

البرازيل تكافح حرائق الغابات... وتحقق في أسبابها (صور)

أعلنت وزيرة البيئة البرازيلية مارينا سيلفا، أمس (الأحد)، أن البرازيل «في حالة حرب مع الحرائق والجريمة»، في وقت أُعلِنت فيه حالة الطوارئ في 45 مدينة.

«الشرق الأوسط» (ريبيراو بريتو (البرازيل))
أميركا اللاتينية انخفاض الرطوبة وارتفاع الحرارة متخطية 35 درجة مئوية يفاقم الظروف المواتية للحرائق (رويترز)

استدعت إصدار أعلى درجات التحذير... حرائق غابات تستعر في البرازيل

امتدت حرائق غابات أمس (الجمعة) في أنحاء ولاية ساو باولو، أكثر ولايات البرازيل اكتظاظاً بالسكان، ما استدعى إصدار أعلى درجات التحذير في 30 مدينة.

«الشرق الأوسط» (برازيليا)
شؤون إقليمية حرائق الغابات لا تزال مستمرة في إزمير وسط جهود للسيطرة عليها (إكس)

تركيا تعلن السيطرة على حرائق الغابات بشكل كبير

نجحت السلطات التركية في السيطرة على حرائق الغابات المستمرة منذ أسبوع بصورة كاملة في بعض المناطق، في حين تتواصل الجهود للسيطرة على بقيتها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية صورة جوية تُظهر خلايا نحل محترقة بعد حريق الغابات في قرية سنجقلي (أ.ف.ب)

الحرائق تحول قرية سنجقلي الخلابة في إزمير التركية إلى جحيم (صور)

كانت قرية سنجقلي توفر منظراً خلاباً من مرتفعات إزمير على ساحل تركيا الغربي، حتى حوّلت ألسنة اللهب أقساماً واسعة منها إلى أثر بعد عين.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية منظر عام لمنطقتي بايراكلي وكارشياكا بعد الحريق مع استمرار جهود الإطفاء والتبريد في اليوم الثاني من حريق إزمير الكبير (د.ب.أ)

حريق غابات لا يزال يهدد مناطق سكنية في إزمير التركية

يستمر حريق غابات في تشكيل تهديد لمناطق سكنية في إزمير ثالثة مدن تركيا من حيث عدد السكان.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

يوم هزّت «أيلول الأسود» شباك «أولمبياد ميونيخ»


أحد منفّذي عملية ميونيخ يطلّ من مقر البعثة الإسرائيلية في القرية الأولمبية (غيتي)
أحد منفّذي عملية ميونيخ يطلّ من مقر البعثة الإسرائيلية في القرية الأولمبية (غيتي)
TT

يوم هزّت «أيلول الأسود» شباك «أولمبياد ميونيخ»


أحد منفّذي عملية ميونيخ يطلّ من مقر البعثة الإسرائيلية في القرية الأولمبية (غيتي)
أحد منفّذي عملية ميونيخ يطلّ من مقر البعثة الإسرائيلية في القرية الأولمبية (غيتي)

تفتتح، غداً، في باريس دورة الألعاب الأولمبية لعام 2024، وسط إجراءات استثنائية صارمة استدعتها المخاوف الأمنية وذكريات المجزرة التي شهدتها القرية الأولمبية في دورة ميونيخ عام 1972، إثر محاولة لاحتجاز رهائن إسرائيليين نفذتها مجموعة «أيلول الأسود» الفلسطينية.

«الشرق الأوسط» تعيد تسليط الضوء على تلك «الكارثة الأولمبية» انطلاقاً من أسئلة طرحتها على العقلين المدبرين للعملية. ولدت فكرة الهجوم في لقاء عُقد في مقهى بروما وضم صلاح خلف «أبو إياد» عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» ومساعده فخري العمري ومحمد داود عودة «أبو داود» عضو «المجلس الثوري» لـ«فتح». جاءت الفكرة من العمري وتبناها «أبو إياد» وأوكل التنفيذ إلى «أبو داود».

وتكشف رواية «أبو داود» عن أنه نجح في استطلاع مقر البعثة الإسرائيلية، وأن «أبو إياد» تولى شخصياً إحضار الأسلحة برفقة «زوجته» اللبنانية المزيفة التي سُميت جولييت. وشاءت الصدفة أن يسهم رياضيون أميركيون عائدون من سهرة عامرة في مساعدة الفريق الفلسطيني المهاجم في تسلق السياج ومن دون معرفة غرض الفريق ومحتوى الحقائب التي يحملها.

وتؤكد الرواية أن ياسر عرفات كان على علم بالعملية وأن الرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس (مسؤول المالية آنذاك) صرف للفريق المبلغ اللازم لتنفيذها. وانتهت العملية بمقتل 11 إسرائيلياً وخمسة من المهاجمين حين اختلط الرصاص الألماني بالرصاص الفلسطيني.