في كل مرة تفاجئ الميليشيات الحوثية، ذراع إيران في اليمن، سكان المناطق القابعة تحت سيطرتها بأساليب وممارسات قمعية جديدة، بغية التنكيل بهم وتضييق الخناق عليهم، إذ عادت لدهم حفلي زفاف منفصلين في محافظة إب (170 كيلومتراً جنوب صنعاء)، وفق ما أفادت به لـ«الشرق الأوسط» مصادر محلية.
جاء ذلك في الوقت الذي لم يجف فيه بعد دم الشاب (غمدان. س) من محافظة عمران (شمال صنعاء) منذ إصابته بأعيرة نارية حوثية مطلع يوليو (تموز) الحالي، أثناء حضوره حفل زفاف صديقه في صالة أفراح وسط المدينة لحظة اقتحامها من قبل مسلحين يقودهم المدعو أبو خالد النمري ومباشرتهم إطلاق الرصاص بشكل عشوائي وتحويل الفرح إلى مأتم.
وذكرت المصادر في محافظة إب أن مسلحي الجماعة اقتحموا قبل 3 أيام حفلي زفاف منفصلين، الأول يقع في إحدى قرى مديرية الشعر، والآخر في مديرية فرع العدين، في ظل انتهاكات واسعة، ما تزال تشهدها المحافظة الواقعة تحت سيطرة الميليشيات.
وأكدت المصادر، بحديثها إلى «الشرق الأوسط»، أن المسلحين اقتحموا مخيم العرس في قرية رباط السريمة لأحد الشبان، ويدعى رياض البحري، وأطلقوا النار داخل الخيمة ثم باشروا بتكسير أجهزة الصوت بحجة استقدام فنان للغناء في حفل الزفاف.
وحَمل الأهالي فور سماعهم إطلاق النار أسلحتهم وتوافدوا، وفق المصادر، إلى المكان، في مساعٍ منهم للتصدي لمسلحي الجماعة الذين اقتحموا العرس، غير أن المسلحين غادروا المكان بعد معرفة جدية الأهالي في التصدي لهم ومواجهتهم.
المصادر ذاتها تحدثت عن تقديم الأهالي بلاغاً بتلك الجريمة لمسؤولي المديرية المعينين من قبل الجماعة، إلا أنهم تفاجأوا بتبرير ذلك بوجود توجيهات صريحة من قيادات في الجماعة تقضي بمنع الأغاني والموسيقى في الأعراس.
وفي فرع العدين (جنوب غربي إب)، أفادت المصادر المحلية بأن حادثة أخرى مماثلة تعرضت لها إحدى الأسر في المديرية عندما دهمت دورية حوثية على متنها 7 مسلحين منزلاً يقام فيه حفل زفاف حيث قام المسلحون الحوثيون بمصادرة أجهزة مكبرات الصوت واعتقال 3 من أشقاء العروس، وسط ذهول واستغراب من قبل الحاضرين.
وقالت المصادر إن الجماعة اشترطت على أسرة العريس دفع مبلغ يعادل 500 دولار مقابل الإفراج عن المعتقلين كغرامة مالية، بعد أن وجّهت لهم تهماً، من بينها التهاون في تنفيذ توجيهات قيادة الميليشيات المحرمة للغناء.
وتأتي الحادثتان بعد أقل من أسبوعين على اقتحام الجماعة عرساً في محافظة عمران (شمال صنعاء) واختطاف العريس وعدد من أقاربه وصحافي وثّق عملية الاقتحام بحجة «حرمة الأغاني».
وسبق جملة الانتهاكات الأخيرة تلك بأيام إصدار الانقلابيين تعميماً يقضي بمنع الفنانين من حضور المناسبات والأعراس التي تقام في ريف صنعاء ومدن تحت سيطرتها، ثم توسع ذلك التعميم فيما بعد ليشمل قاعات أعراس النساء والمنازل التي تقام فيها المناسبات، وهو الأمر الذي أثار غضب كثير من الناشطين والحقوقيين اليمنيين.
وأثارت الممارسات الحوثية موجة تنديد وغضب في أوساط اليمنيين، ووصف ناشطون ذلك بأنه «ترسيخ ممنهج لهوية مستوردة ودخيلة على اليمنيين، وتتطابق مع ممارسات التنظيمات الإرهابية الخارجية».
وكانت مصادر مقربة من دائرة حكم الجماعة تحدثت أواخر الشهر الفائت عن شروع الميليشيات بتدريب كتيبة أمن نسائية، تضم 100 امرأة، أطلقت عليها اسم «كتيبة البتول» مهمتها الإشراف المباشر على ملابس النساء خلال المناسبات الاجتماعية التي تقام في المنازل وقاعات الأعراس.
وطبقاً للمصادر التي تحدثت في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط»، تسعى الجماعة من وراء تشكيل الكتيبة إلى قمع وابتزاز اليمنيات عبر سلسلة جديدة من الاقتحامات والمداهمات للمنازل وقاعات الأعراس النسائية، تنفيذاً لما ورد بتعميمها الصادر أخيراً والمتعلق بمنع الفنانين والفنانات من حضور المناسبات والأعراس.
انقلابيو اليمن يداهمون حفلي زفاف في إب
انقلابيو اليمن يداهمون حفلي زفاف في إب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة