السعودية تطلق جسراً جوياً إلى ماليزيا لمساعدتها على «كورونا»

تأكيداً للدور الإنساني الذي تضطلع به المملكة تجاه الدول الأشد تضرراً من الجائحة

من أعمال تسيير الجسر الجوي أمس من الرياض (واس)
من أعمال تسيير الجسر الجوي أمس من الرياض (واس)
TT
20

السعودية تطلق جسراً جوياً إلى ماليزيا لمساعدتها على «كورونا»

من أعمال تسيير الجسر الجوي أمس من الرياض (واس)
من أعمال تسيير الجسر الجوي أمس من الرياض (واس)

بدأت السعودية، أمس (الخميس)، تسيير جسر جوي إلى ماليزيا لمساعدتها على مواجهة الأزمة الوبائية جراء تفشي فيروس كورونا «كوفيد - 19»، من بينها مليون جرعة لقاح مع عدد من الأدوات الطبية الأخرى.
ويأتي إطلاق الجسر الجوي إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسيّر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الجسر الجوي، الذي يحمل مساعدات طبية ووقائية لمكافحة فيروس كورونا (كوفيد - 19)، بناءً على ما عرضه الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد، إثر طلب الوزير الأول للشؤون الخارجية الماليزي هشام الدين حسين. وغادرت مطار الملك خالد الدولي بالرياض، طائرتان تمثلان أولى طلائع الجسر الجوي، وعلى متنهما أجهزة طبية وأجهزة عناية وعلاج ومستلزمات وقائية وغيرها من الاحتياجات الطبية، متجهة إلى مطار كوالالمبور الدولي.
ووفق وكالة الأنباء السعودية (واس)، فإن المليون جرعة من اللقاح المضاد لكورونا، سيتم تأمينها عبر التنسيق مع مكتب الوزير الأول للشؤون الخارجية الماليزي لسرعة التعاقد مع إحدى الشركات العالمية المعتمدة لتوريد الكميات المطلوبة من اللقاحات من مصانعها مباشرة إلى ماليزيا.
وقال البيان إن هذه المبادرة تأكيد للدور الإنساني الذي تضطلع به المملكة تجاه الدول الأشد تضرراً من جائحة كورونا (كوفيد - 19)، وتعكس عمق العلاقات المتينة التي تربط البلدين.
- إصابات قياسية
وفي كوالالمبور، أعلنت وزارة الصحة الماليزية تسجيل حصيلة إصابات يومية قياسية أخرى بفيروس كورونا، موضحة أن الغالبية العظمى من الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا في ماليزيا تظهر عليهم أعراض خفيفة أو لا تظهر عليهم أعراض على الإطلاق.
وقال المدير العام للصحة بالوزارة نور هشام عبد الله، أول من أمس (الأربعاء)، إن من بين 17405 أشخاص ثبتت إصابتهم بالفيروس، الأربعاء، يعاني 374 من أعراض، أي ما يزيد قليلاً على 2 في المائة. وأَضاف نور هشام: «هناك 17031 حالة إصابة أخرى من الفئة الأولى (دون أعراض) ومن الفئة الثانية (بأعراض خفيفة)». وسجلت ماليزيا 207 حالات وفاة بالفيروس يومي الاثنين والثلاثاء، وارتفعت حصيلة الوفيات إلى 8551 حالة، بعد تسجيل 143 حالة وفاة الأربعاء، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وقال نور هشام إن أكثر من 1000 شخص يتلقون العلاج في وحدات العناية المركزة، نصفهم تقريباً على أجهزة التنفس الصناعي. وتم تسجيل أكثر من نصف حالات الإصابة الجديدة في مدينة كوالالمبور، وولاية سيلانجور المجاورة.
وأوضح نور هشام أنه تم تطعيم نحو 1 من كل 10 حالات من إجمالي عدد الحالات الجديدة القياسي المسجل اليوم.
وسجلت ماليزيا حصيلة إصابات يومية قياسية أخرى بفيروس كورونا، الأربعاء، وذلك رغم فرض الحكومة لإجراءات إغلاق «كاملة» منذ أكثر من شهرين.
وكان البرلمان الماليزي قد انعقد لأول مرة هذا العام، الاثنين، ورفض رئيس الوزراء محيي الدين ياسين الدعوات المطالبة باستقالته بسبب طريقة تعامله مع جائحة كورونا.
يذكر أنه تم فرض أحدث إجراءات الإغلاق في مايو (أيار) الماضي، ومن المرجح أن تكون قد خلفت ضرراً للشركات الأصغر.
وكانت إجراءات الإغلاق التي فرضت لمدة أسبوعين العام الماضي قد أدت لانخفاض إجمالي الناتج المحلي بنسبة 17 في المائة خلال الربع الثاني.
ولكن يمكن أن يكون تأثير أحدث إجراءات الإغلاق أقل حدة بسبب الطلب القوي على البضائع الماليزية في المناطق التي تم فيها تخفيف القيود. وارتفعت الصادرات بأكثر من 14 في المائة خلال شهر يونيو (حزيران) مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.


مقالات ذات صلة

400 مليون شخص مصابون بـ«كوفيد طويل الأمد» في العالم

علوم 400 مليون شخص مصابون بـ«كوفيد طويل الأمد» في العالم

400 مليون شخص مصابون بـ«كوفيد طويل الأمد» في العالم

عدواه أدت إلى تغييرات دائمة وغير مرئية في أجزاء مختلفة من الجسم.

داني بلوم (نيويورك) أليس كالاهان (نيويورك)
آسيا قوات أمنية تقف خارج معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (رويترز)

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

حذر خبراء من أن العلماء الصينيين يخططون لإجراء تجارب «مشؤومة» مماثلة لتلك التي ربطها البعض بتفشي جائحة «كوفيد - 19».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ وسط ازدياد عدم الثقة في السلطات الصحية وشركات الأدوية يقرر مزيد من الأهل عدم تطعيم أطفالهم (أ.ف.ب) play-circle

مخاوف من كارثة صحية في أميركا وسط انخفاض معدلات التطعيم

يحذِّر العاملون في المجال الصحي في الولايات المتحدة من «كارثة تلوح في الأفق» مع انخفاض معدلات التطعيم، وتسجيل إصابات جديدة بمرض الحصبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جائحة كورونا نشأت «على الأرجح» داخل مختبر ولم تكن طبيعية (أ.ف.ب)

فيروس كورونا الجديد في الصين... هل يهدد العالم بجائحة جديدة؟

أثار إعلان علماء في معهد «ووهان» لعلم الفيروسات عن اكتشاف فيروس كورونا جديد يُعرف باسم «HKU5 - CoV - 2» قلقاً عالمياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك عالمة تظهر داخل مختبر معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (إ.ب.أ)

يشبه «كوفيد»... اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في مختبر صيني

أعلن باحثون في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في الصين، أنهم اكتشفوا فيروس «كورونا» جديداً في الخفافيش يدخل الخلايا باستخدام البوابة نفسها.

«الشرق الأوسط» (بكين)

جدة تحتضن مباحثات أميركية - أوكرانية وسط أجواء إيجابية

وفدا الولايات المتحدة الأميركية وأوكرانيا بحضور وزير الخارجية ومستشار الأمن الوطني السعوديين قبيل بدء اجتماعات جدة (واس)
وفدا الولايات المتحدة الأميركية وأوكرانيا بحضور وزير الخارجية ومستشار الأمن الوطني السعوديين قبيل بدء اجتماعات جدة (واس)
TT
20

جدة تحتضن مباحثات أميركية - أوكرانية وسط أجواء إيجابية

وفدا الولايات المتحدة الأميركية وأوكرانيا بحضور وزير الخارجية ومستشار الأمن الوطني السعوديين قبيل بدء اجتماعات جدة (واس)
وفدا الولايات المتحدة الأميركية وأوكرانيا بحضور وزير الخارجية ومستشار الأمن الوطني السعوديين قبيل بدء اجتماعات جدة (واس)

عقدت الولايات المتحدة وأوكرانيا مباحثات إيجابية في مدينة جدة، غرب السعودية، تمحورت حول ترميم العلاقات الثنائية ومناقشة مقترحات عملية لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب مع روسيا.

وعقدت المحادثات بين وفدي الولايات المتحدة وأوكرانيا بفندق الريتز كارلتون، بحضور وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مساعد العيبان.

في حين مثّل الجانب الأميركي في جلسة المحادثات: وزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايكل والتز، فيما مثل الجانب الأوكراني: مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك، ووزير الخارجية أندري سيبها، ووزير الدفاع رستم عمروف.

ووفقاً لمصادر مطلعة، سادت أجواء إيجابية خلال المناقشات بين الجانبين، التي استمرت لأكثر من 6 ساعات، تخللتها فترات استراحة. وقال رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية، أندري يرماك، الذي يقود وفد بلاده، إن المباحثات اتسمت ببداية «بناءة» للقاءات بين الطرفين المخصصة للبحث في تسوية للحرب بين موسكو وكييف.

جانب من المحادثات بين الوفدين الأميركي والأوكراني برعاية سعودية في جدة أمس (رويترز)
جانب من المحادثات بين الوفدين الأميركي والأوكراني برعاية سعودية في جدة أمس (رويترز)

وقال يرماك، في منشور عبر «تلغرام» مرفق بصور للقاء، إن «الاجتماع مع الفريق الأميركي بدأ بشكل بنّاء للغاية، نعمل على إحلال سلام عادل ومستدام» بعد 3 أعوام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

وتأتي هذه المحادثات في وقت يكثّف فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب من ضغوطه على كييف لإنهاء الحرب التي بدأت بالغزو الروسي لأوكرانيا في 2022.

وتأمل كييف أنّ يؤدي عرض الهدنة الجزئية لإقناع واشنطن باستئناف مساعداتها العسكرية لها وتبادل المعلومات الاستخباراتية والوصول إلى صور الأقمار الصناعية، التي أوقفتها واشنطن بعد مشادة حادة في البيت الأبيض بين ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض.

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن «موقف أوكرانيا في هذه المحادثات سيكون بنّاءً بالكامل»، وذلك عقب لقائه بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي وصفه بـ«اللقاء المتميز»، مشيداً بجهود ولي العهد في تعزيز فرص تحقيق سلام حقيقي.

وزير الخارجية الأميركي ماركو أثناء حديثه مع الصحافيين في طريقه إلى مدينة جدة (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي ماركو أثناء حديثه مع الصحافيين في طريقه إلى مدينة جدة (أ.ف.ب)

إلى ذلك، قال المستشار العسكري السابق في الخارجية الأميركية، عباس داهوك، إن هذه الاجتماعات يمكن أن «تلعب دوراً حاسماً في استعادة الثقة وتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا».

وأوضح داهوك، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إن هذه «المناقشات رفيعة المستوى توفر فرصة لتوضيح الالتباسات، وتوحيد الأولويات الاستراتيجية، وإبراز الأهداف المشتركة في مواجهة العدوان الروسي المستمر». على حد تعبيره.

وأضاف: «مع ذلك، فإن مدى نجاحها سيعتمد على الالتزامات السياسية الملموسة، وما إذا كان الطرفان قادرين على معالجة الإحباطات الناجمة عن تأخير المساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية أو التغيرات السياسية في واشنطن».

ولفت المستشار العسكري إلى أن «تحقيق اختراق دبلوماسي فعلي يعتمد على مدى استعداد روسيا للتفاوض بشأن استعادة الأراضي المحتلة، وكذلك على الأهداف الاستراتيجية لأوكرانيا فيما يتعلق بعلاقتها الأوسع مع أوروبا وحلف الناتو».