رونالدينو... بقعة ضوء في سماء بيروت الملبدة

يزور مرفأ العاصمة ومركز فوج الإطفاء في الكرنتينا

رونالدينو خلال زيارته لبيروت في عام 2017
رونالدينو خلال زيارته لبيروت في عام 2017
TT

رونالدينو... بقعة ضوء في سماء بيروت الملبدة

رونالدينو خلال زيارته لبيروت في عام 2017
رونالدينو خلال زيارته لبيروت في عام 2017

منذ مساء الثلاثاء 27 الجاري، ينشغل اللبنانيون بزيارة نجم كرة القدم البرازيلي رونالدينو إلى بيروت. سبق لرونالدينو أن زار العاصمة اللبنانية في عام 2017، يومها عبّر عن سعادته لتعرفه إلى بلد جديد لطالما سمع عنه من أصدقائه. أما هذه المرة فتأتي زيارته لتكون بمثابة بقعة ضوء في سماء لبنان الملبدة بأزمات متراكمة. فهي تحمل رسالة تضامن مع أهالي ضحايا المرفأ في ذكرى مرور عام على انفجار بيروت. وعشية وصوله إلى لبنان، دعا النجم البرازيلي محبيه عبر صفحته الإلكترونية على «إنستغرام»، لملاقاته في لبنان متوجهاً إليهم بالقول: «أراكم قريباً».
وسيبقى رونالدينو في لبنان، حتى مساء اليوم (الخميس)، ويتألف برنامج زيارته من محطات محددة سيقوم بها ضمن نطاق العاصمة.
سيتوجه عند الثالثة والنصف من بعد ظهر اليوم (الخميس)، إلى مركز فوج الإطفاء في منطقة الكرنتينا، ومن بعده إلى مرفأ بيروت، حيث سيضع إكليلاً من الزهور تكريماً للضحايا الذين سقطوا فيه من جراء انفجار 4 أغسطس (آب) من العام الماضي. كما من المتوقع أن يزور مركز الدفاع المدني في منطقة المرفأ. وسيعرج على بعض مراكز الجمعيات الخيرية التي أسهمت في إعادة إعمار بيروت وقدمت المساعدات للمتضررين من الانفجار. وكذلك سيقوم رونالدينو بزيارة سريعة لنادي المنتخب اللبناني لكرة القدم.
وفي حديث مع رجل الأعمال ورئيس نادي البرج الرياضي سابقاً عدنان ياسين، الذي يقف وراء دعوة رونالدينو إلى لبنان، أكد أن هدف زيارة أسطورة كرة القدم البرازيلية رونالدينو هو للإضاءة على وجه لبنان الرياضي والثقافي، بعيداً عن أزماته المتراكمة. ويتابع في سياق حديثه: «على كل لبناني أن يخدم لبنان انطلاقاً من طبيعة عمله وبالطريقة والأسلوب المتاحين له. أنا شخصياً كوني أدعم مجال الرياضة في لبنان فكرت بدعوة رونالدينو. فهو ليس شخصاً عادياً، وبمجرد أن يعلن عبر صفحاته الإلكترونية التي يتابعها ما فوق 60 مليون شخص أنه يزور لبنان، يتحول تلقائياً إلى سفير فوق العادة لبلاد الأرز». ويضيف: «لقد حددنا تاريخ زيارته في هذا الموعد عشية مرور عام على انفجار بيروت، كي لا ينسى المجتمع الدولي هذه الذكرى الأليمة. لقد كان متأثراً جداً لما حصل في بيروت، ولم يتردد ولا للحظة للتعبير عن تضامنه مع أهالي ضحايا الانفجار. فهو معروف بأعماله الخيرية وفي تقديمه مبادرات شتى لمواساة كل متألم».
رونالدينو الذي كان من المقرر أن يبدأ جولته في بيروت بعد ظهر أمس الأربعاء، أُجلت إلى اليوم بقرار من صاحب الدعوة الذي يعلق: «لقد وصل مساء الثلاثاء وبدا مرهقاً لكثرة أسفاره. فاقترحت عليه تأجيل الجولة كي يأخذ قسطاً من الراحة، وبذلك تتاح له الفرصة ليزور مناطق من لبنان».
نزل النجم البرازيلي في أحد فنادق منطقة ضبية يرافقه شقيقه روبرتو في جولته إلى لبنان. وكان أمضى نهار أمس، متنقلاً بين منطقتي ضبية ومدينة جبيل. ويعلق عدنان ياسين: «رغبنا في أن تبقى زيارته إلى العاصمة محددة بالأماكن التي أعلنا عنها في البرنامج. وكان سعيداً للتعرف إلى مناطق جديدة وبينها مدينة جبيل الأثرية».


مقالات ذات صلة

رياضة عالمية نيكولاس جاكسون يحرز هدف تشيلسي الثاني في مرمى برنتفورد (رويترز)

البريمرليغ: تشيلسي يقترب من ليفربول... وصحوة توتنهام

واصل تشيلسي نتائجه الجيدة على ملعب «ستامفورد بريدج» بقيادة مدربه الجديد الإيطالي إنزو ماريسكا، محققاً فوزه الخامس توالياً على حساب ضيفه برنتفورد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عربية نهضة بركان يحلق في صدارة مجموعته بالكونفدرالية الأفريقية (نادي نهضة بركان)

«الكونفدرالية الأفريقية»: نهضة بركان يحلق في الصدارة... واتحاد الجزائر يستعرض بثلاثية

فاز فريق نهضة بركان بشق الأنفس على ضيفه الملعب المالي بنتيجة 1 - صفر في الجولة الثالثة بالمجموعة الثانية لكأس الكونفدرالية الأفريقية.

«الشرق الأوسط» (بركان)
رياضة عالمية سيموني إنزاغي مدرب إنتر ميلان (رويترز)

إنزاغي: أرشح لاتسيو للمنافسة على لقب الدوري الإيطالي

يعتقد سيموني إنزاغي مدرب إنتر ميلان أن ناديه السابق لاتسيو بإمكانه المنافسة على لقب الدوري الإيطالي.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية لايبزيغ هزم ضيفه آينتراخت فرنكفورت (إ.ب.أ)

البوندسليغا: لايبزيغ يهزم فرنكفورت ويحرمه من الوصافة

فاز لايبزيغ على ضيفه آينتراخت فرنكفورت 1-2، الأحد، ضمن منافسات الجولة 14 من الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا).

«الشرق الأوسط» (لايبزيغ)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».