لندن قد تمنع مجموعة صينية من المشاركة في مشاريع نووية

العلم الصيني يتوسط علمين لبريطانيا (أرشيفية - رويترز)
العلم الصيني يتوسط علمين لبريطانيا (أرشيفية - رويترز)
TT

لندن قد تمنع مجموعة صينية من المشاركة في مشاريع نووية

العلم الصيني يتوسط علمين لبريطانيا (أرشيفية - رويترز)
العلم الصيني يتوسط علمين لبريطانيا (أرشيفية - رويترز)

تبحث الحكومة البريطانية في سبل لمنع مجموعة «سي جي إن» الصينية من المشاركة في مشاريع جديدة لمحطات الطاقة النووية في البلاد، وفق ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية نقلاً عن الصحافة البريطانية، اليوم (الاثنين).
وأكدت وكالة أنباء «بي إيه»، نقلاً عن مصدر حكومي، المعلومات التي كشفتها صحيفة «فايننشال تايمز»، وتوضح أن أعضاء الحكومة يسعون لمنع أي مشاركة للمجموعة الصينية في المشاريع النووية البريطانية.
وقد تؤدي هذه الخطوة إلى استبعاد مجموعة «سي جي إن» من مشاريع عدة، بما فيها مجموعة تخطط لبناء محطة نووية على ساحل سافك في شرق إنجلترا، وفقاً لصحيفة «فايننشال تايمز».
وقالت مصادر مقربة من الحكومة البريطانية للصحيفة إن مناقشات الوزراء والمسؤولين لمنع مشاركة المجموعة الصينية قد تؤثر أيضاً على مصنع آخر مخطط له في إسيكس بجنوب شرق إنجلترا.
ويأتي ذلك فيما أصبحت العلاقات بين المملكة المتحدة والصين متوترة بشكل متزايد بشأن قضايا منها التجسس والهجمات الإلكترونية وحقوق الإنسان والحريات في هونغ كونغ.
وبضغط من بعض أعضاء حزبه المحافظ الحاكم ليكون أكثر صرامة مع بكين، قال رئيس الوزراء بوريس جونسون، أمام النواب، في وقت سابق من العام الحالي، إن بريطانيا يجب أن تقيم «علاقة واضحة» مع الصين.
وأثارت لندن غضب بكين عندما منعت العام الماضي مجموعة هواوي الصينية من المشاركة في بناء شبكة الجيل الخامس (5 جي)، بعدما أثارت الولايات المتحدة مخاوف على صعيد التجسس.
وتعمل «سي جي إن» مع «أو دي إف» الفرنسية في بناء محطة للطاقة النووية في هنكلي بوينت في جنوب غرب إنجلترا من المقرر أن تكتمل في عام 2025.
كما تنتظر المجموعتان الموافقة الرسمية على إنشاء مصنع جديد في سايزويل على ساحل سافولك مع كون «سي جي إن» شريك أقلية في المشروعين، لكنها، في مصنع برادويل النووي المقترح في إسيكس، ستملك حصة الغالبية.
وأي قرار لمنع تدخلها في المستقبل من شأنه أن يؤثر سلباً على القطاع النووي البريطاني، نظراً إلى أن استثمارات المجموعة الصينية المخطط لها تبلغ مليارات الجنيهات الإسترلينية وتؤمن آلاف الوظائف.
وقال ناطق باسم وزارة الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية في بريطانيا إن الطاقة النووية «تلعب دوراً مهماً في مستقبل الطاقة منخفضة الكربون في المملكة المتحدة». وأوضح: «تنفذ كل المشاريع النووية في المملكة المتحدة بموجب قواعد صارمة ومستقلة تلبية للمتطلبات القانونية والتنظيمية والمتعلقة بالأمن الوطني في البلاد، ما يضمن أن مصالحنا محمية».
من جانبه، قال تشاو ليجيان، الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، للصحافيين، إن البلدين «شريكان تجاريان واستثماريان مهمان»، وحضّ لندن على «توفير بيئة أعمال منفتحة وعادلة وغير تمييزية للشركات الصينية». وأضاف: «من مصلحة الجانبين إقامة تعاون على أساس مبدأ الفائدة المتبادلة والتعاون المربح للجانبين».


مقالات ذات صلة

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

العالم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

تسعى روسيا إلى تصعيد التهديد النووي، في محاولة لتثبيط الدعم الغربي لأوكرانيا بانتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض، آملة التوصل إلى اتفاق سلام بشروطها.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
تحليل إخباري «أتاكمز» صاروخ موجَّه بعيد المدى يبلغ مداه نحو 300 كيلومتر (رويترز)

تحليل إخباري تحليل: صواريخ أتاكمز التي تطلقها أوكرانيا على روسيا ستنفجر في وجه أميركا

دخلت الحرب الروسية الأوكرانية مرحلة بالغة الخطورة من بعد استخدام كييف للصواريخ بعيدة المدى التي حصلت عليها من أميركا وبريطانيا لضرب أهداف في العمق الروسي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا أعمال تنفيذ محطة الضبعة النووية (هيئة المحطات النووية المصرية)

مصر وروسيا لتسريع العمل بمحطة «الضبعة» النووية

بحث مسؤولون من مصر وروسيا، الثلاثاء، في القاهرة، سبل تسريع إجراءات تنفيذ مشروع محطة «الضبعة» النووية، الذي تقيمه الحكومة المصرية بالتعاون مع روسيا.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شؤون إقليمية صورة عامة لمفاعل بوشهر النووي في إيران، على بعد 1200 كيلومتر جنوب طهران، 21 أغسطس 2010 (رويترز)

عرض إيراني مشروط لعدم التوسع في إنتاج اليورانيوم المخصب

أعلنت الأمم المتحدة أن إيران زادت مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى ما يقترب من مستويات تصلح للاستخدام في صنع الأسلحة.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
العالم جانب من إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً عابراً للقارات من طراز «هواسونغ 18» في 18 ديسمبر 2023 (رويترز)

خبراء: تجربة كوريا الشمالية الباليستية تشير إلى احتمال القدرة على استهداف البر الأميركي

يدل إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً عابراً للقارات، اليوم (الخميس)، على تقدم محتمل في قدرتها على إطلاق هجمات نووية يمكن أن تصل إلى البر الأميركي.

«الشرق الأوسط» (سيول)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو يوم الجمعة، إن «المركزي الأوروبي» لم يتأخر في خفض أسعار الفائدة، لكنه يحتاج إلى مراقبة خطر عدم تحقيق هدفه للتضخم من كثب، وهو ما قد يؤدي إلى تثبيط النمو بشكل غير ضروري.

وخفّض البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة ثلاث مرات هذا العام بالفعل، ويتوقع المستثمرون مزيداً من التيسير النقدي في كل اجتماع حتى يونيو (حزيران) المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى خفض سعر الفائدة على الودائع، الذي يبلغ حالياً 3.25 في المائة، إلى 2 في المائة على الأقل وربما أقل، وفق «رويترز».

ومع ذلك، تدعم البيانات الاقتصادية الضعيفة، كما يتضح من تقرير مسح الأعمال المخيّب للآمال الذي نُشر يوم الجمعة، الرأي القائل إن البنك المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى تسريع إجراءات التيسير النقدي، وقد يضطر إلى اتخاذ تدابير إضافية لدعم الاقتصاد.

وقال دي غالهاو في فرنكفورت: «نحن لسنا متأخرين في المسار اليوم. الاقتصاد الأوروبي يسير نحو هبوط ناعم».

واعترف بوجود مخاطر على التوقعات المستقبلية، مشيراً إلى أنه يجب على صانعي السياسات التأكد من أن أسعار الفائدة لا تبقى مرتفعة لمدة طويلة، مما قد يضرّ بالنمو الاقتصادي.

وأضاف قائلاً: «سوف نراقب بعناية توازن المخاطر، بما في ذلك احتمال عدم بلوغ هدف التضخم لدينا، وكذلك تأثير ذلك في الحفاظ على النشاط الاقتصادي بمستويات منخفضة بشكل غير ضروري».

وكانت التوقعات تشير إلى خفض للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 12 ديسمبر (كانون الأول) بوصفه أمراً شبه مؤكد، لكن بعد نشر أرقام مؤشر مديري المشتريات الجديدة يوم الجمعة، أصبح هناك احتمال بنسبة 50 في المائة لخيار خفض أكبر يبلغ 50 نقطة أساس، نتيجة لتزايد المخاوف من ركود اقتصادي.

ومع ذلك، يشير صانعو السياسات إلى أن المسوحات الاقتصادية قد تكون قد قدّمت صورة أكثر تشاؤماً عن وضع الاقتصاد مقارنة بالبيانات الفعلية التي كانت أكثر تفاؤلاً.

ورغم التباطؤ في التضخم الذي وصل إلى أدنى مستوى له بنسبة 1.7 في المائة هذا الخريف، فإنه يُتوقع أن يتجاوز 2 في المائة هذا الشهر، مما يجعل من الصعب اتخاذ قرار بخفض أكبر في الفائدة.

ومع ذلك، شدّد دي غالهاو على أن التضخم في طريقه للعودة إلى الهدف المتمثل في 2 في المائة، وأنه من المتوقع أن يتحقّق بشكل مستدام قبل الموعد الذي حدّده البنك المركزي الأوروبي في نهاية 2025.

وقال: «نحن واثقون للغاية بأننا سنصل إلى هدفنا البالغ 2 في المائة بشكل مستدام». وأضاف: «من المرجح أن نحقّق هذا الهدف في وقت أقرب من المتوقع في 2025، مقارنة بتوقعاتنا في سبتمبر (أيلول) الماضي».