سحب أربع سفن متهالكة بعد غرق واحدة في ميناء عدن

باخرة مهجورة معرضة لخطر الغرق بسبب سوء الصيانة قبالة سواحل عدن (أ.ف.ب)
باخرة مهجورة معرضة لخطر الغرق بسبب سوء الصيانة قبالة سواحل عدن (أ.ف.ب)
TT

سحب أربع سفن متهالكة بعد غرق واحدة في ميناء عدن

باخرة مهجورة معرضة لخطر الغرق بسبب سوء الصيانة قبالة سواحل عدن (أ.ف.ب)
باخرة مهجورة معرضة لخطر الغرق بسبب سوء الصيانة قبالة سواحل عدن (أ.ف.ب)

تمكنت سلطات موانئ عدن من سحب أربع سفن متهالكة إلى خارج القناة الرئيسية للميناء، كما تستعد لسحب مجموعة أخرى من السفن المتهالكة ترابط في هذه المنطقة منذ سنوات عديدة، وذلك بعد غرق سفينة لنقل المشتقات النفطية قبل أيام عند محاولة جرها إلى خارج الميناء.
وفي حين فشلت كل محاولات انتشال السفينة الغارقة (ضياء) بسبب سوء الأحوال الجوية، لم تتطرق السلطات إلى حدوث تسرب كميات من النفط إلى مياه البحر، ووصولها إلى محمية الحسوة الطبيعية في غرب عدن أو تشر إلى مخاطر حدوث تلوث بيئي.
وذكرت إدارة مؤسسة موانئ عدن، في بيان تفصيلي، أنها قامت منذ الوهلة الأولى بعد حادثة غرق الباخرة «ديا»، التابعة لشركة «عبر البحار» للملاحة، بمحاولات عديدة لتعويمها وإزاحتها من موقعها، إلا أنها واجهت صعوبة بالغة، بسبب اشتداد الرياح.
وأوضحت، أنها وضعت خطة لسحب البواخر كافة التي تمثل عائقاً أمام النشاط الملاحي للميناء، بعد أن قامت في وقت سابق بإزاحة البواخر القريبة من القناة الملاحية التي كانت تشكل خطورة؛ حفاظاً على سلامة ملاحة السفن والقناة الملاحية المتجهة إلى أرصفة الحاويات وميناء الحاويات وميناء المعلا.
وبيّنت أنها حاولت إنقاذ السفينة «ضياء» من الغرق فور تلقيها بلاغاً منتصف الشهر الحالي، بدخول كميات كبيرة من المياه إلى السفينة، حيث أرسلت قاطرة لمحاولة سحبها بعيداً عن موقعها، إلا أن الأحوال الجوية السيئة حالت دون ذلك، خاصة أن منطقة المخطاف تعد موقعاً مفتوحاً يجعلها عرضة للرياح الشديدة والتيارات البحرية القوية والأمواج العاتية.
وبحسب البيان، أعادت إدارة الميناء المحاولة أكثر من مرة، لكن دون جدوى، وكررت المحاولة منتصف هذا الأسبوع، إلا أن العملية فشلت كون السفينة كانت قد غرقت ولامست قاع البحر، ولا يرى منها سوى غرفة القيادة ومقدمها، مشيرة إلى أن استمرار اضطراب حالة البحر لا يزال يحول دون إتمام العملية، وأنه كان من المخاطرة والصعوبة محاولة السحب.
ووفق ما ذكرته إدارة الميناء، فإنها وبعد دراسة وضع السفينة وحالة البحر والظروف الجوية المحيطة، قررت العمل على سحب السفن الأخرى المتهالكة القريبة منها والتي تشكل خطراً على القناة الملاحية للميناء، حيث تم البدء بسحب السفن «بيرل أوف أثينا» و«دوكن – 1» و«سيمفوني» و«نفط اليمن – 6»، اعتباراً من أول أيام عيد الأضحى، وحتى ثالث أيام العيد.
ورأت إدارة الميناء في ذلك «إنجازاً استثنائياً من الطاقم البحري والفني للميناء؛ كون ظروف العمل في مثل هذه الأيام ليست سهلة مطلقاً، بل تصل إلى درجة الخطورة للغاية على القطع البحرية والعاملين».
وتعهدت إدارة الميناء بمواصلة جهودها بحسب إمكاناتها المتواضعة والأحوال الجوية السائدة، في محاولات تعويم السفينة، وسحبها بعيداً عن موقع «المخطاف» ومجرى الملاحة الرئيسي، رغم أنه ليس من اختصاصها ويحتاج إلى شركات متخصصة.
وقالت الإدارة، إنها دعت لعقد اجتماع مشترك مع رئيس الهيئة العامة للشؤون البحرية، ورئيس الهيئة العامة لحماية البيئة، ومدير شركة «عبر البحار» للملاحة والشحن والتفريغ، لعقد اجتماع نهاية الأسبوع، لمناقشة حادثة غرق السفينة «ضياء» ووضع سفن النفط الأخرى في منطقة «المخطاف».
وكانت مصادر ملاحية ذكرت، أن أكثر من سبع سفن معظمها تعمل في مجال نقل المشتقات النفطية متوقفة في قناة الميناء منذ نحو ستة أعوام وأنها سفن متهالكة ولم يتم إجراء أي صيانة لها طوال هذه السنوات، وأنها تشكل تهديداً فعلياً لحركة الملاحة في ميناء الحاويات وميناء المعلا، وأن توجيهات وزير النقل عبد السلام حميد نصت على إلزام الشركة المالكة بسحب هذه السفن خارج منطقة الميناء لتجنب مخاطر غرقها كما حدث مع السفينة «ضياء».
في السياق نفسه، نقلت المصادر الرسمية عن الرئيس التنفيذي لإدارة مؤسسة موانئ عدن محمد أمزربه، قوله «إن إدارة موانئ عدن وضعت الخطط اللازمة لسحب البواخر كافة التي تمثل إعاقة للنشاط الملاحي في القناة الملاحية للميناء».
وأشار المسؤول اليمني إلى أن هذه العمليات الصعبة، تتم في ظروف استثنائية وبتكاتف وتعاون من مسؤولي وعمال الدائرة البحرية والدائرة الفنية في ميناء عدن وإلى أن إدارة الميناء حاولت تجنب غرق السفينة «ضياء» فور إبلاغها بدخول كميات كبيرة من المياه إلى السفينة، وأنه تم إرسال المرشد البحري المناوب لتقييم الوضع، والذي أفاد بضرورة الإسراع في سحبها بعيداً عن منطقة المخطاف، لتجنب غرقها. وأضاف «أنه تم إرسال القاطرة البحرية (ميون) لمحاولة سحب السفينة بعيداً عن موقعها الحالي، إلا أن الأحوال الجوية السيئة حالت دون ذلك، خاصة أن منطقة المخطاف تعدّ موقعاً مفتوحاً يجعلها عرضة للرياح الشديد والتيارات البحرية القوية والأمواج العاتية».
وأكد أمزربه، أن إدارة الميناء لن تألو جهداً بحسب إمكاناتها المتواضعة والأحوال الجوية السائدة، في مواصلة محاولاتها لتعويم السفينة، وسحبها بعيدا عن الموقع ومجرى الملاحة الرئيسي حسب إمكاناتها المتاحة.


مقالات ذات صلة

رئيس الوزراء اليمني يبحث مع الاتحاد الأوروبي الأولويات ومستقبل الشراكة

الخليج رئيس الوزراء اليمني خلال لقاء وفد الاتحاد الأوروبي في الرياض (سبأ)

رئيس الوزراء اليمني يبحث مع الاتحاد الأوروبي الأولويات ومستقبل الشراكة

يعتزم الاتحاد الأوروبي إصدار تقدير موقف قريباً بشأن اليمن والهجمات الحوثية المستمرة على الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي حرائق خزانات الوقود في ميناء الحديدة إثر غارات جوية (أ.ف.ب)

التصعيد بين الحوثيين وإسرائيل يتسبب بنزوح في صنعاء

لجأ سكان الأحياء المحيطة بالمنشآت الحيوية في العاصمة صنعاء مثل المطار إلى النزوح خشية على حياتهم من خطر التصعيد بين الجماعة الحوثية وإسرائيل.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي لقطة من فيديو لجلسة مجلس الأمن حول اليمن الأربعاء (الأمم المتحدة)

غروندبرغ: خريطة الطريق لحل الأزمة اليمنية سارية رغم التحديات الهائلة

«بيئة الوساطة شهدت تغيرات كبيرة منذ أواخر عام 2023 ما يقتضي إيجاد ضمانات إضافية تمكن الأطراف من المشاركة وتضمن دعم المنطقة والمجتمع الدولي».

«الشرق الأوسط» (عدن)
المشرق العربي حركة الملاحة في مطار بن غوريون توقفت في أثناء اعتراض الصاروخ (أ.ب)

الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخاً حوثياً ويطلق تحذيراً بشأن الموانئ

أنذر الجيش الإسرائيلي بإخلاء 3 موانئ يسيطر عليها الحوثيون بعد ثلاث هجمات نفذوها خلال أقل من 24 ساعة، في حين كشف مسؤول يمني عن اتفاق سري لتأمين السفن الإسرائيلية

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي أزمة جديدة في الغاز المنزلي تشهدها مناطق سيطرة الحوثيين وتشتد في محافظة إب (إعلام محلي)

تهديدات حوثية للسكان بسبب أزمات الوقود والغاز

تستمر أزمات الوقود والغاز في مناطق سيطرة الحوثيين، رغم محاولاتهم إنكار ذلك وسط اتهامهم بافتعال هذه الأزمات بالتزامن مع سعيهم لإقناع السكان بانتصاراتهم المزعومة.

وضاح الجليل (عدن)

تحضيرات يمنية تسبق زيارة العليمي إلى روسيا لحشد الدعم

الرئيس العليمي يلتقي الدبلوماسي الروسي كودروف القائم بأعمال السفير الروسي لدى اليمن (سبأ)
الرئيس العليمي يلتقي الدبلوماسي الروسي كودروف القائم بأعمال السفير الروسي لدى اليمن (سبأ)
TT

تحضيرات يمنية تسبق زيارة العليمي إلى روسيا لحشد الدعم

الرئيس العليمي يلتقي الدبلوماسي الروسي كودروف القائم بأعمال السفير الروسي لدى اليمن (سبأ)
الرئيس العليمي يلتقي الدبلوماسي الروسي كودروف القائم بأعمال السفير الروسي لدى اليمن (سبأ)

بحث رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، مع القائم بأعمال السفير الروسي لدى اليمن يفغيني كودروف، مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية والإقليمية، والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، ومناقشة التحضيرات للزيارة المرتقبة للعليمي إلى روسيا، وفقاً للمصادر اليمنية الرسمية.

وأشاد الرئيس العليمي بالموقف الروسي الثابت في كافة المحافل الدولية إلى جانب الشعب اليمني، وشرعيته الدستورية، ومؤسساته الوطنية، وجرى في اللقاء الذي جمع الجانبين، الخميس، التطرق لمجالات التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين، والملفات المطروحة على جدول أعمال الزيارة الرسمية المرتقبة للرئيس اليمني إلى جمهورية روسيا الاتحادية، نهاية الشهر الحالي، وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ».

وخلال اللقاء، نقل السفير كودروف تحيات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرئيس مجلس القيادة، وبدوره حمّل العليمي القائم بأعمال السفير الروسي، نقل تحياته إلى الرئيس بوتين، وتمنياته لروسيا وشعبها الصديق مزيداً من التقدم والازدهار.

وأشاد العليمي بالعلاقات الثنائية العريقة المتميزة بين الجمهورية اليمنية وروسيا الاتحادية، والحرص المشترك على الدفع بها نحو آفاق أوسع من التعاون والتنسيق المثمر في مختلف المجالات.

الرئاسة اليمنية تحضر لزيارة مرتقبة يقوم بها العليمي إلى روسيا نهاية الشهر الحالي (الرئاسة اليمنية)

ويأتي هذا اللقاء في إطار التحضيرات التي تجريها الرئاسة اليمنية بالتعاون مع الدبلوماسية الروسية لزيارة يقوم بها العليمي إلى جمهورية روسيا الاتحادية أواخر الشهر الحالي.

وفي السياق، التقى وزير الخارجية وشؤون المغتربين، شائع الزنداني، الجمعة، في العاصمة العراقية بغداد، المبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف.

وجرى في اللقاء، مناقشة التحضيرات الرسمية من الجانبين لزيارة الرئيس رشاد العليمي إلى روسيا، بحسب مصدر حكومي، إلى جانب بحث أوجه التعاون الثنائي بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة، وتبادل وجهات النظر حول المستجدات والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك كما نقلت «سبأ».

الزنداني في لقاء مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف في بغداد (سبأ)

وأجرى وزير الخارجية الزنداني عدة لقاءات خلال زيارته إلى العاصمة العراقية بغداد للمشاركة في «قمة بغداد» العربية العادية التي تنعقد، السبت، وشارك في اجتماع هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات المعنية بالقمة العربية، ومناقشة مسودة التقرير الختامي، كما التقى بعدد من نظرائه العرب.

تعاون يمني - أميركي

التقى سالم بن بريك، رئيس الوزراء اليمني، الخميس، مع كل من مدير عام الشرق الأدنى والأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الألمانية توبياس تونكل، والقائمة بأعمال السفارة الألمانية لدى اليمن يانينا كوبفمولر، ثمّ سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى اليمن ستيفن فاجن.

وتناول لقاء بن بريك مع السفير الأميركي جوانب التنسيق القائم لحشد الدعم المطلوب للحكومة اليمنية لتحسين موقف العملة الوطنية والخدمات الأساسية، وتخفيف المعاناة الإنسانية، إضافة إلى أولوياتها العاجلة، وتنفيذ خطة التعافي الاقتصادي والمضي في مسار الإصلاحات.

وتأتي هذه الجهود والتحركات الدبلوماسية اليمنية ضمن مساعي الحكومة اليمنية لتنويع وتعزيز علاقاتها وشراكاتها الدولية في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية لتعزيز الاستقرار في المناطق المحررة، وكسب المزيد من الدعم في مواجهة الانقلاب الحوثي بهدف تعزيز فرصها في استعادة مؤسسات الدولة المختطفة.

لقاء رئيس الوزراء اليمني بن بريك بالسفير الأميركي (سبأ)

وأوردت «سبأ» أن رئيس الحكومة اليمنية أشاد بالدعم الأميركي الثابت والمساند للحكومة والشعب اليمنيين، والتنسيق المشترك لضمان تنفيذ قرار تصنيف الجماعة الحوثية منظمة إرهابية أجنبية، بما يؤدي إلى تجفيف مصادر تمويلها وأنشطتها وردع تهديداتها.

وثمّن دور السعودية والإمارات في دعم الاقتصاد اليمني خلال الفترة الماضية، والتنسيق الجاري لتجديد الدعم لتجاوز الظروف الاستثنائية والتحديات الصعبة الراهنة.

وجدد السفير الأميركي تأكيد دعم بلاده للحكومة اليمنية وإجراءاتها الهادفة إلى تخفيف معاناة السكان، وحرصها على حشد الدعم الدولي لمساندتها، متمنياً لرئيس الحكومة اليمنية الجديد النجاح في تجاوز التحديات الراهنة.

تعزيز الدعم الألماني

يسعى رئيس الحكومة اليمنية الجديد إلى الحصول على دعم دولي وإقليمي لمساعدة حكومته في تنفيذ العديد من المهام الملحة الخاصة بتحسين الأوضاع المعيشية للسكان، ومواجهة التحديات التنموية والاقتصادية.

وفي اللقاء الآخر مع المسؤولين الدبلوماسيين الألمانيين، أكد بن بريك الدور المهم الذي يمكن أن تقوم به جمهورية ألمانيا على المستوى الثنائي، وفي إطار المنظومة الأوروبية لدعم جهود حكومته وأولوياتها العاجلة لتخفيف معاناة اليمنيين، وتحقيق تطلعاتهم في استكمال استعادة مؤسسات الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي.

من لقاء رئيس الحكومة اليمنية مع دبلوماسيين ألمانيين (سبأ)

وأوردت «سبأ» أن المسؤول اليمني تحدث معهما حول الجوانب المتصلة بتعزيز علاقات الصداقة اليمنية الألمانية، والموقف الألماني الداعم للشرعية الدستورية على مختلف المستويات.

واستعرض اللقاء أولويات الحكومة العاجلة في الجوانب الاقتصادية والخدمية والمعيشية، وأهمية تنسيق الجهود لحشد الدعم للقيام بواجباتها لتخفيف المعاناة القائمة، والوفاء بالتزاماتها الحتمية في دفع الرواتب، وتوفير الكهرباء، ووقف تراجع العملة الوطنية، وتحسين الوضع المعيشي.

ونوه بن بريك إلى التداعيات الإنسانية الكارثية للهجمات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني على المنشآت النفطية، وخطوط الملاحة الدولية.

وجدد المسؤول الألماني موقف بلاده الداعم للحكومة اليمنية الشرعية وجهودها لتجاوز الأوضاع الراهنة، وتقوية قدراتها في المجالات ذات الأولوية، مؤكداً الموقف الثابت لألمانيا في ردع تهديدات الجماعة الحوثي للملاحة الدولية، وتكثيف الضغط على داعميها في إيران، والحرص على تحقيق السلام في اليمن.