سفير المغرب: رسائل سياسية وراء القرار الملكي دعم تونس

طارق نوّه بتطور المشاورات بين الملك محمد السادس والرئيس قيس سعيد

طبيب يقدم الإسعافات الأولية لمصاب بـ«كورونا» داخل أحد مستشفيات العاصمة التونسية (أ.ف.ب)
طبيب يقدم الإسعافات الأولية لمصاب بـ«كورونا» داخل أحد مستشفيات العاصمة التونسية (أ.ف.ب)
TT

سفير المغرب: رسائل سياسية وراء القرار الملكي دعم تونس

طبيب يقدم الإسعافات الأولية لمصاب بـ«كورونا» داخل أحد مستشفيات العاصمة التونسية (أ.ف.ب)
طبيب يقدم الإسعافات الأولية لمصاب بـ«كورونا» داخل أحد مستشفيات العاصمة التونسية (أ.ف.ب)

حطت في تونس، أمس، دفعة جديدة من الطائرات العسكرية المغربية، محملة بتجهيزات طبية متطورة للمساعدة في علاج ضحايا جائحة «كوفيد»، واستقبال المرضى وعلاجهم فوراً.
وبلغ عدد الطائرات المشاركة في الجسر الجوي بين الرباط وتونس ثماني، وصلت منها أول من أمس ثلاثة، ثم تعاقبت بقية المساعدات أمس، واستقبلها في مطار قرطاج بتونس وفد من رئاسة الجمهورية، وأعضاء الحكومة وكبار المسؤولين في الطب العسكري، حسب ما كشف عنه السفير المغربي في تونس، حسن طارق، في حديث لـ«الشرق الأوسط».
وتوقف السفير المغربي عند «الرسائل السياسية والأخلاقية والاقتصادية»، بعد قرار الملك محمد السادس إرسال 8 طائرات عسكرية؛ تلبية للنداء الذي توجه به الرئيس التونسي قيس سعيد والشعب التونسي.
وأوضح حسن طارق، أن الأمر يتعلق بـ«مستشفى عسكري كبير يتكون من وحدتين، سيتم تركيزه في ضاحية منوبة غربي العاصمة تونس، وكل وحدة منهما مستقلة ومتكاملة، تصل حمولتها إلى مائة سرير، ومجهزة بمائة جهاز للأوكسيجين، وبمولدين كبيرين مركزيين للأوكسيجين المكثف».
وبسؤاله إن كانت هذه المبادرة المغربية ستنعكس على علاقات تونس بالرباط، وعلى علاقات الدول المغاربية ببعضها بعضاً، رغم تجميد مؤسسات الاتحاد المغاربي، وتأجيل لقاءات القمة الثنائية واجتماعات اللجان العليا التونسية - المغربية التي يشرف عليها رئيسا الحكومتين؟ أوضح السفير المغربي، أن «الاجتماعات الثنائية رفيعة المستوى لم تعقد منذ أعوام، كما لم ينظم لقاء قمة تونسي - مغربي منذ نحو سبعة أعوام، أي منذ الزيارة التاريخية التي قام بها الملك محمد السادس إلى تونس في عهد الرئيس منصف المرزوقي في 2014، والتي دامت عشرة أيام كاملة، وكانت ناجحة رسمياً وشعبياً». منوهاً في هذا السياق بالأجواء الإيجابية الحالية، وبتطور المشاورات بين الملك محمد السادس والرئيس قيس سعيد، وبين الحكومتين والمؤسسات الممثلة للشعبين.
وتوقع السفير المغربي، أن تنظم قريباً زيارة مسؤول تونسي كبير إلى المملكة المغربية لتفعيل الشراكة بين البلدين، اقتصادياً وسياسياً وأمنياً، مشيراً إلى أن الزيارة كانت مقررة أصلاً، لكنها تأجلت بسبب عوامل ظرفية.
في سياق ذلك، وصف السفير الخطوة المغربية الجديدة اتجاه تونس بكونها «تأكيداً لتضامن إنساني له أفق مغاربي ودولي، وهي رد مغاربي رسمي وشعبي على الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية السلبية لجائحة كورونا في كامل المنطقة». معتبراً أن موجات التضامن المغربية والعربية والدولية مع تونس في محنتها الحالية هي «بمثابة رد على أزمات مستجدة في العلاقات الدولية، وترجمة لنظرة الشعوب إلى السياسيين في العالم، بسبب عودة الأنانية والحس التجاري، وتسليع المنتوجات الطبية الوقائية والعلاجية». كما اعتبر أن هذه الخطوة تؤكد أن العلاقات بين الدول «تحكمها كذلك مرجعيات أخلاقية، وقيم التضامن الكونية، وليس فقط المصالح الضيقة والاعتبارات الخاصة والأنانية المقيتة».
وبهذا الخصوص، ذكر السفير المغربي، أن للمملكة «سوابق إيجابية في علاقاتها بالدول الشقيقة خلال الجائحة، حيث قدمت العام الماضي دعماً طبياً وصحياً للعديد من الدول الأفريقية عبر قوافل طبية وصحية».
من جهتها، نوّهت الرئاسة التونسية بتعاقب وصول أفواج من المساعدات العربية والدولية، والطائرات المحملة بمساعدات طبية ومعدات وتجهيزات طبية لمستشفيات عسكرية ميدانية. وقد قدمت هذه الطائرات بالخصوص من المملكة العربية السعودية، والكويت ومصر والإمارات، وقطر وتركيا وفرنسا وإيطاليا.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.