تقرير: 23 مليون طفل حول العالم حُرموا من التطعيمات الروتينية بسبب «كورونا»

صبي بعمر 13 عاماً يتلقى جرعة من لقاح «كورونا» في فريبورت نيويورك (أ.ب)
صبي بعمر 13 عاماً يتلقى جرعة من لقاح «كورونا» في فريبورت نيويورك (أ.ب)
TT

تقرير: 23 مليون طفل حول العالم حُرموا من التطعيمات الروتينية بسبب «كورونا»

صبي بعمر 13 عاماً يتلقى جرعة من لقاح «كورونا» في فريبورت نيويورك (أ.ب)
صبي بعمر 13 عاماً يتلقى جرعة من لقاح «كورونا» في فريبورت نيويورك (أ.ب)

حذّرت الأمم المتّحدة، اليوم (الخميس)، من خطر حدوث «كارثة مطلقة» إذا لم تعالج سريعاً مشكلة تفويت ملايين الأطفال حول العالم لقاحاتهم الدورية من جرّاء جائحة «كوفيد - 19» وتزامن ذلك مع ما يجري حالياً من رفع سريع جداً للقيود الصحّية المفروضة لمكافحة «كورونا».
ووفقاً لبيانات نشرتها منظمتا «الصحة العالمية» و«الأمم المتحدة للطفولة» (يونيسف) فقد حرمت الجائحة في العام الماضي 23 مليون طفل حول العالم من تلقّي الجرعات الثلاث من اللّقاح الثلاثي البكتيري المضادّ لثلاثة أمراض مُعدية هي الخناق والكزاز والسعال الديكي، وهو لقاح معياري.
وهذا أعلى رقم يسجّل منذ 2009، كما أنّه يزيد بمقدار 3.7 ملايين طفل عمّا كان عليه في 2019.
وقالت كايت أوبراين، مديرة دائرة التحصين في منظمة الصحة العالمية في مقرّ المنظمة في جنيف، إنّه «في 2021 نحن أمام احتمال حدوث كارثة مطلقة» بسبب هذا الوضع. وأوضحت أنّ السبب في الزيادة الكبيرة في أعداد الأطفال الذين تخلّفوا عن تلقّي لقاحاتهم في مواعيدها هي جائحة «كوفيد - 19» وتداعياتها، إذ إنّها أجبرت السلطات على تحويل مواردها وطواقهما إلى جهود مكافحة «كوفيد»، في حين اضطرت الجائحة الكثير من خدمات الرعاية الصحية إلى إغلاق أبوابها أو تقليص ساعات عملها.
كذلك فإنّ الناس الذين كان مسموحاً لهم بالتنقّل في الفترات التي لم تكن فيها إجراءات الحجر سارية، كانوا يتردّدون في التنقّل خوفاً من أن يلتقطوا الفيروس.
ولفتت المسؤولة في منظمة الصحة العالمية إلى أنّ الوضع الحالي بالغ الخطورة إذ هناك أطفال لم يتلقّوا اللّقاحات المفروض بهم تلقّيها وبالتالي هم معرّضون لخطر الإصابة بهذه الأمراض المُعدية، وهذا الأمر يتزامن مع رفع سريع جداً للقيود الصحية المفروضة لمكافحة «كوفيد - 19» والتي تحدّ في الآن نفسه من تفشّي عدد من الأمراض المُعدية لدى الأطفال.
وأعطت أوبراين مثالاً على ما تقول بمشكلة تفشّي الحصبة في باكستان.
وشدّدت أوبراين على أنّ هذين العاملين مجتمعين هما «الكارثة المطلقة التي ندقّ ناقوس الخطر الآن بشأنها لأنّه يجب علينا أن نتحرّك الآن لحماية هؤلاء الأطفال».
والأكثر خطورة من هذا الوضع، بالنسبة إلى المنظّمتين الأمميّتين، هو أنّ هناك 17 مليون طفل -تعيش غالبيتهم العظمى في مناطق نزاعات أو في أماكن نائية أو في أحياء فقيرة محرومة من بنى تحتية صحيّة- لم يتلقّوا على الأرجح أي جرعة لقاح خلال العام الماضي.
وقالت مديرة «يونيسف» هنرييتا فور، إنّ هذه الأرقام «هي إشارة إنذار واضحة. لقد تسببت جائحة (كوفيد – 19) والاضطرابات التي نجمت عنها بفقداننا أرضاً ثمينة لا يمكننا التنازل عنها، وستترجم العواقب بوفيات وبتراجع في نوعية حياة الفئات الأكثر ضعفاً».
ولفتت فور إلى أنّ «الجائحة زادت من تدهور وضع كان سيئاً أصلاً».
ووفقاً للبيانات الصادرة اليوم، فإنّ نسبة الأطفال حول العالم الذين يتلقّون سنوياً «اللّقاح الثلاثي البكتيري» لم تتزحزح على مدى سنوات كثيرة عن مستوى 86% قبل أن تهبط إلى 83% في 2020، سنة الجائحة.
وفيما يتعلّق بالحصبة وهي مرض شديد العدوى تتطلّب السيطرة عليه نسبة تطعيم لا تقلّ عن 95% فإنّ 71% من الأطفال فقط تلقّوا الجرعة الثانية من اللّقاح المضادّ لهذا المرض.


مقالات ذات صلة

غوتيريش: انسحاب إسرائيل وانتشار الجيش اللبناني يفتحان صفحة جديدة للسلام

المشرق العربي غوتيريش يستعرض حرس الشرف في القصر الجمهوري اللبناني (رويترز)

غوتيريش: انسحاب إسرائيل وانتشار الجيش اللبناني يفتحان صفحة جديدة للسلام

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن استعداده لتعبئة المجتمع الدولي بالكامل لتقديم كل أشكال الدعم للبنان

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون مستقبِلاً الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في القصر الجمهوري (إ.ب.أ)

غوتيريش: أمام لبنان فرصة لاستعادة السيطرة على أراضيه

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (السبت)، من مقر الرئاسة اللبنانية في بعبدا، إن لبنان أمامه فرصة لإعادة بسط سيطرة الدولة على أراضيها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم العربي المبعوثة الجديدة للأمم المتحدة في الشرق الأوسط سيغريد كاغ (رويترز)

سيغريد كاغ مبعوثة جديدة للأمم المتحدة بالشرق الأوسط... من هي؟

أعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، تعيين وزيرة الخارجية الهولندية السابقة سيغريد كاغ مبعوثةً جديدة للمنظمة الدولية في الشرق الأوسط... فمن هي؟ وما أبرز محطات حياتها؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لدى وصوله إلى بيروت وكان في استقباله وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب (اليونيفيل)

غوتيريش من بيروت: الأمم المتحدة ستدعم لبنان بكل ما تملك

وصل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى بيروت في زيارة «تضامن» تستمر ثلاثة أيام، وفق ما أعلن متحدث باسمه.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
خاص المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا آدم عبد المولى (الشرق الأوسط)

خاص منسق الأمم المتحدة في سوريا: متفائلون بإعادة الإعمار بشرط «نجاح الانتقال»

في حوار مع «الشرق الأوسط» يتحدث المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، آدم عبد المولى، عن شرط نجاح الفترة الانتقالية كأساس لإعمار سوريا.

موفق محمد (دمشق)

باريس بعد تهديدات ترمب: سنرد إذا تعرضت مصالحنا التجارية للضرر

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
TT

باريس بعد تهديدات ترمب: سنرد إذا تعرضت مصالحنا التجارية للضرر

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)

حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أمس (السبت)، من أنه «إذا تعرضت مصالحنا للضرر فسوف نرد»، في وقت ينذر فيه وصول دونالد ترمب إلى السلطة في الولايات المتحدة بعلاقات تجارية ودبلوماسية عاصفة بين واشنطن والاتحاد الأوروبي.

وقال بارو في مقابلة مع صحيفة «ويست فرنس»: «من لديه مصلحة في حرب تجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا؟ الأميركيون لديهم عجز تجاري معنا، ولكن العكس تماماً من حيث الاستثمار. فكثير من المصالح والشركات الأميركية موجود في أوروبا».

وأضاف: «إذا رفعنا رسومنا الجمركية، فستكون المصالح الأميركية في أوروبا الخاسر الأكبر. والأمر نفسه ينطبق على الطبقات الوسطى الأميركية التي ستشهد تراجع قدرتها الشرائية».

ووفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، فقد حذر بارو قائلاً: «إذا تأثرت مصالحنا، فسوف نرد بإرادة من حديد».

وتابع: «يجب أن يدرك الجميع جيداً أن أوروبا قررت ضمان احترام العدالة في التبادلات التجارية. وإذا وجدنا ممارسات تعسفية أو غير عادلة، فسنرد عليها».

وقد هدد ترمب الذي يعود إلى البيت الأبيض، الاثنين، الأوروبيين بفرض رسوم جمركية شديدة جداً. وهو يتوقع خصوصاً أن يشتري الاتحاد الأوروبي مزيداً من النفط والغاز الأميركي ويقلل من فائضه التجاري مع الولايات المتحدة.