بوليوود تنتج 1200 فيلم وإيراداتها تصل إلى 8.1 مليار دولار في العام

نموها المطرد جذب إليها استوديوهات فوكس وديزني ووارنر براذرز

طوابير لشراء التذاكر ومشاهدة فيلم «ديلويل ديلهانيا لي جايينج» في مومباي (إ.ب.أ)
طوابير لشراء التذاكر ومشاهدة فيلم «ديلويل ديلهانيا لي جايينج» في مومباي (إ.ب.أ)
TT

بوليوود تنتج 1200 فيلم وإيراداتها تصل إلى 8.1 مليار دولار في العام

طوابير لشراء التذاكر ومشاهدة فيلم «ديلويل ديلهانيا لي جايينج» في مومباي (إ.ب.أ)
طوابير لشراء التذاكر ومشاهدة فيلم «ديلويل ديلهانيا لي جايينج» في مومباي (إ.ب.أ)

تعتبر الهند أكبر منتج للأفلام على مستوى العالم (1200 فيلم في العام) مع مبيعات للتذاكر تصل إلى نحو 3 مليار دولار وإيرادات تبلغ 8.1 مليار دولار.
كما يتوقع لصناعة الترفيه الهندية مضاعفة إيراداتها بمقدار 37.2 مليار دولار بحلول عام 2018، مسجلة نموا بمعدل سنوي مركب يبلغ 15 في المائة، وفقا لتقرير صادر عن مؤسسة برايس ووتر هاوس كوبرز الاستشارية الهندية واتحاد الصناعات الهندية.
وحاولت استوديوهات الأفلام العالمية مثل فوكس وديزني ووارنر براذرز وسوني فياكوم، ونتيجة للنمو المطرد لتلك الصناعة، خلال السنوات العشر الماضية، إيجاد موطئ قدم لها في بوليوود، وهي صناعة السينما الناطقة باللغة الهندية.
وجاءت النتيجة عبارة عن ارتباطات مع دور الإنتاج الهندية الصغيرة، لتؤسس لشركات مثل فوكس ستار ستوديوز، وديزني يو تي في، وفياكوم 18. في عام 2014، كانت الاستوديوهات الأجنبية تقف وراء نصف الأفلام العشرة الأوائل التي أنتجتها بوليوود الهندية.
بوليوود الهندية في حالة ازدهار، وأفلامها الملونة التي يتخللها كثير من الغناء والرقص جذبت إليها ملايين المعجبين. لكن صناعة السينما الهندية تتحول إلى لاعب إقليمي قوي وجديد في عالم الأفلام، ويمتلك المخرجين والفنانين الهنود الجرأة لتحقيق أقصى ما يستطيعون من خلال الروايات المحبوكة جديا مع ثقة بالذات دائمة التجدد.
في حين أن أميركا الشمالية، والشرق الأوسط، وبريطانيا يشكلون جميعا سوقا كبيرة للسينما الهندية، إلا أن الأفلام الهندية تكتسب زخمها تدريجيا وببطء في الأسواق العالمية الأخرى. وفي فترة زمنية تتجاوز 10 سنوات، تمكن كثير من مشاهير الهنود أن يصبحوا من الوجوه المعروفة عالميا والذين يمثلون عالما مثيرا وبراقا لصناعة الأفلام الهندية في الخارج.
ساعدت الأفلام الهندية برواياتها ذات الصبغة العالمية، وفرق قوية من النجوم والفنانين، والتوزيع العالمي الجيد على اكتساب قاعدة من المعجبين غير الهنود عبر كثير من الأسواق العالمية.
كان هناك طلب متزايد في الأسواق الجديدة، مثل: اليابان، والصين، وكوريا الجنوبية، وألمانيا، وحتى بيرو، على الأفلام الهندية. كما تتضمن الأسواق الخارجية كذلك دول: فيجي، وكندا، وأستراليا، ونيوزيلندا، وإندونيسيا، وموريشيوس، وشرق أفريقيا، وسنغافورة، وهونغ كونغ، وماليزيا.
حينما زارت ممثلة بوليوود الهندية سريديفي اليابان أخيرا، لم تكن من بين السائحين غير المعروفين هناك. فقد انطلق كثير من المواطنين اليابانيين يطلبون منها توقيعاتها أو التقاط صور شخصية معها. إن نجومية الممثلة سريديفي غير المعروفة على نطاق واسع لم تكن نتيجة لأفلامها الشهيرة في فترة الثمانينات حينما كانت نجمة الشاشة الهندية الأولى. بل كانت نتيجة لفيلمها الأخير «إنجليش فانجليش». فالنسخة المدبلجة من الفيلم حققت نجاحا باهرا في دور العرض اليابانية وساعدت في اكتسابها لمعجبين جدد في تلك البلاد. سجل فيلم «إنجليش فانجليش» رقما قياسيا في اليابان ويمثل نقطة فارقة في دخول بوليوود إلى أسواق جديدة غير مطروقة من قبل، مثل: اليابان، وكوريا، ورومانيا، وتايوان، وإسرائيل، وفرنسا، ودول شرق أفريقيا. كما تم عرض فيلم «إنجليش فانجليش» في دور العرض بألمانيا.
يقول موزع الأفلام سليل شيخ إن الجمهور العالمي يستلزم قدرا من التكيف. بالنسبة لفيلم «إنجليش فانجليش»، ألغى الاستوديو أغنيتين من أغاني الفيلم، وتمت دبلجة الفيلم باللغة المحلية وتغير عنوانه ليناسب الحساسيات المحلية. كما اقتطع 30 دقيقة كاملة من النسخة الصينية لفيلم «دوم 3». واحتفظ استوديو واي أر إف بتلك الأغاني التي تساعد الحبكة الروائية للفيلم. سوف تنتقل نفس النسخة من الفيلم إلى اليابان في ديسمبر (كانون الأول). وفقا لتصريح إفتار بانيسار، نائب رئيس العمليات الدولية في استوديو واي أر إف الهندي.
يقول كومار أهوجا، مدير تطوير الأعمال لدى شركة إيروس إنترناشيونال ميديا المحدودة «اجتذبت الأفلام المدبلجة ذات الترجمة بلغات أجنبية، كثيرا من الجماهير. وأكد نجاح مثل تلك الأفلام في الأسواق الجديدة على حقيقة مفادها أن الأفلام ذات المحتوى القوي والتسويق والتوزيع المدروس سوف تلقى دائما التقدير الذي تستحقه».
تذهب أفلام بوليوود الهندية إلى أماكن غير معروفة مسبقا بالنسبة للموزعين الهنود مثل كينيا، وأوغندا، وسوريا، ولبنان، بالإضافة إلى دول جنوب آسيا. كان فيلم «كوكتيل» من بطولة الممثل سيف علي خان أول فيلم هندي يحصد مائة ألف دولار في شباك التذاكر في كازاخستان وقيرغيزستان.
تخرج الأفلام باللغة الهندية وغيرها من اللغات المنطوقة في الهند مع الترجمة الإنجليزية إلى سوق الشرق الأوسط. وقد بدأ توزيع الأفلام الهندية هناك منذ أربعينات القرن العشرين، مما جعل تلك المنطقة من أكبر 3 أسواق للسينما الهندية التي تأتي بعد الأفلام الأميركية والبريطانية.
يقول موزع الأفلام الهندية سليل شيخ: «إننا في حاجة إلى إعادة النظر في منطقة الشرق الأوسط بكاملها حيث لا يزال هناك إمكانية قوية للنمو. وهناك إمكانيات ضخمة من وراء ذلك التفاعل».
يغذي افتتان متابعي برامج التلفاز العربية بأفلام بوليوود الرائجة النمو السريع في مجال دوبلاج الأفلام إقليميا، وفقا لبعض المديرين التنفيذيين العاملين في تلك الصناعة. تدفع الأفلام من بطولة الأسماء الفنية اللامعة مؤسسات الدبلجة الإقليمية، التي توفر الأصوات العربية لدبلجة الأفلام الأجنبية، إلى توسيع قاعدة أعمالها مع عرض القنوات التلفزيونية بالشرق الأوسط للمزيد والمزيد من المحتويات الفنية المنتجة في بوليوود.
يضيف بانيسار: «هناك 35 قناة فضائية تعرض المحتوى المدبلج في منطقة الشرق الأوسط، مع المزيد من المحاولات للوصول إلى الأسواق العالمية ومحاولة لإيجاد الهوية وتأسيس الذات كمصدر مشهور من السينما الفنية والإبداعية. وقد تمكنت بوليوود من الوصول إلى السوق الصيني المغلقة. وقد قررت شركة ياش راج فيلم، وهي الأكثر شعبية في بوليوود، الارتباط مع الموزع الصيني المحلي المعروف باسم إتش جي سي للترفيه. دائما ما أعتقد أننا بحاجة إلى شريك محلي يتفهم السينما التي نقدمها وطريقتنا في عرضها. تهتم شركة إتش جي سي للترفيه كثيرا بأفلام بوليوود. ولذلك، فإنني اعتبرها خطوة أولى على الطريق».
حققت إصدارات بوليوود: فيلم «بي كي»، و«سنة جديدة سعيدة»، و«دوم 3»، نجاحات كبرى في شباك التذاكر الصيني. غير أن عرض أفلام بوليوود في الصين لن يكون بمثابة النزهة اللطيفة حيث لا يمكن السماح بإصدار كثير من الأفلام في تلك الدولة. في واقع الأمر، ووفقا للحكومة الصينية، يُسمح فقط بعرض 34 فيلما أجنبيا في كل عام ومن بينهم 5 أفلام فقط من بوليوود الهندية والبقية لأفلام دولية أخرى التي تتصدرها أفلام هوليوود الأميركية.
يقول أتول موهان، وهو محلل تجاري: «تمتلك الصين نحو 30 ألف دار عرض سينمائي، والهند في المقابل لا تمتلك إلا نحو 9500 دار عرض. وعدد دور العرض الصينية المسموح بعرض الأفلام الهندية فيها، لا يتجاوز 3500 إلى 5 آلاف دار عرض، وهو أكبر إصدار لأكبر ميزانية يمكن أن يُعرض في الهند».
في الوقت ذاته، يبحث كبار المديرين من شركة ياش راج فيلما في الإمكانيات المتاحة لفتح أسواق جديدة في كوريا الجنوبية، وأوزبكستان، وجنوب أفريقيا.
يعتقد المحلل التجاري تاران أدراش أن هناك تغيرا ما في تلقي السينما الهندية لدى الأسواق غير التقليدية، وربما هذا هو السبب الكامن وراء الاندفاع المفاجئ لأفلام بوليوود هنا. ويضيف قائلا: «الآن، تمتلك بوليوود كثيرا من العناصر التي هي على قدم المساواة مع المعايير الدولية مثل النهاية، ونظم الصوت، وجودة الأفلام أو نوعية المحتوى المقدم. إننا فقط نقدم لهم مذاقا لبوليوود الحالية».
شهدت دورة عام 2014 من المهرجان الدولي لجوائز السينما الهندية المنعقد في تامبا بولاية فلوريدا، حضور كبار فناني هوليوود مثل كيفين سبايسي، وجون ترافولتا الذي رقص أمام المعجبين بأفلام بوليوود الهندية. إن ذلك لا يؤكد إلا على اجتياز صناعة السينما الهندية للحدود الدولية.
في مهرجان السينما الدولي الأخير، جاء كثير من موزعي الأفلام من الصين وكوريا الجنوبية وكثير من دول شرق آسيا يبحثون عن أحدث الأفلام الهندية التي يمكن عرضها في بلدانهم.
يقول بروس لي وهو أحد موزعي الأفلام من كوريا الجنوبية «بصفتي موزعا للأفلام الكورية، فأنا أوجد في العاصمة سيول بشكل أساسي، وأحاول اختيار أفضل الأفلام الهندية لعرضها في كوريا. لذلك، فأنا هنا اليوم للمرة الثالثة، وللعام الثالث على التوالي. لا بد أن هناك بعض الأفلام الهندية الجيدة التي يمكن عرضها في بلادي، وذلك هو السبب من زيارتي».
كان هناك حضور أيضا لوزارات السياحة من مختلف الدول، ويختارون أماكن رائعة في بلادهم لجذب صناع الأفلام الهندية إليها. كما يأتي كثير من المؤلفين الدوليين بانتظام إلى الهند بحثا عن المؤلفين الهنود الصغار وعن رواياتهم.
يقول براناب كاباديا، مدير التوزيع لدى شركة إيروس إنترناشيونال ميديا المحدودة: «تعتبر السينما الهندية هي الأكبر والأفضل في العالم. لدينا جمهور عريض وهائل في الهند. ولكن الآن، إننا والناس في حاجة إلى رواية قصصنا بأسلوب يلقى تقديرا لدى الجمهور الدولي، نظرا لأن الناس يريدون المهارات التي يمتلكها صناع الأفلام الهندية. والناس من الشركات الكبرى بالخارج يريدون المهارات ذاتها. وإحدى تلك المهارات يجب أن تكون رواية القصص التي تلائم الجميع، وليس الجمهور الهندي فحسب».
يقول ناندكومار بيلي، وهو موظف لدى رابطة مصدري الأفلام الهندية: «هناك طلب متزايد على نوعية أفلامنا الهندية، وخصوصا أفلام بوليوود. غير أنهم لا يريدون أفلام العنف أو الجنس، بل يريدون قصص الحب، والموضوعات الأسرية، والميلودرامية».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».