سياسي تونسي يتهم الغنوشي بإسقاط حكومة الفخفاخ

رئيس الحكومة السابقة إلياس الفخفاخ (أ.ف.ب)
رئيس الحكومة السابقة إلياس الفخفاخ (أ.ف.ب)
TT

سياسي تونسي يتهم الغنوشي بإسقاط حكومة الفخفاخ

رئيس الحكومة السابقة إلياس الفخفاخ (أ.ف.ب)
رئيس الحكومة السابقة إلياس الفخفاخ (أ.ف.ب)

اتهم أحد أعضاء حكومة إلياس الفخفاخ، التي أُطيح بها السنة الماضية من تسيير دواليب الحكم في تونس، راشد الغنوشي، رئيس حركة «النهضة» ورئيس البرلمان، بـ«الإشراف المباشر على إسقاط الحكومة السابقة»، التي تم التخلي عنها إثر اتهامها بتضارب المصالح، والاستفادة من المنصب الحكومي لعقد صفقات تجارية مع الحكومة. وسبق أن اتهمت عدة أطراف سياسية معارضة قيادات حركة «النهضة» بتضييق الخناق على الفخفاخ، الذي اختاره الرئيس التونسي قيس سعيد لتسيير الائتلاف الحكومي، لكن تبقى هناك أسباب أخرى تتجاوز تهمة تضارب المصالح التي كانت وراء الإطاحة بتلك الحكومة.
وقال فتحي التوزري، مدير ديوان إلياس الفخفاخ، في تصريح إعلامي، إن الحكومة السابقة «كانت تمثل فرصة حقيقية أمام تونس لتغيير واقعها الاجتماعي والاقتصادي، لكن عدة أطراف سياسية ساهمت في إهدار هذه الفرصة، وهو ما تسبب في الإطاحة بها». متهماً بالأساس حركة «النهضة» ورئيسها راشد الغنوشي بـ«الإشراف المباشر على إجهاض هذه التجربة»، قائلاً إن رئيس حركة «النهضة»، «أشرف مع طاقمه، ومن تعاون معه، على إسقاط حكومة الفخفاخ لحسابات سياسية». وفي معرض حديثه عن الأسباب الخفية التي دفعت حركة «النهضة» ورئيسها إلى إسقاط حكومة الفخفاخ، أكد التوزري أن ذاك القرار يعود إلى أن حكومة الفخفاخ «لم تكن طيعة، على الرغم من وجود تعاون متواصل بين رئيس الحكومة آنذاك ورئيس البرلمان وبقية الأطراف السياسية».
وفي هذا السياق، كشف التوزري عن برمجة مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية التي كانت حكومة الفخفاخ تنوي القيام بها، وقال إنها كانت ستلعب دوراً مهماً في تعزيز الثقة بين مؤسسات الدولة، وأنها نجحت خلال فترة عملها في الحد من التأثيرات السلبية لجائحة «كورونا».
وكان الفخفاخ قد قدم استقالته إلى رئيس الجمهورية التونسية، بعد نحو خمسة أشهر من توليه المنصب، وذلك إثر اتهامه بتضارب المصالح وشروع لجنة برلمانية في التحقيق في تلك الاتهامات. وجاءت تلك الاستقالة إثر إعلان حركة «النهضة» اعتزامها سحب الثقة من الحكومة بسب عدم تخلي الفخفاخ عن حصص يمتلكها في شركة متخصصة في تدوير النفايات، تمكنت من الفوز بمناقصات حكومية تزيد قيمتها المالية على 42 مليون دينار تونسي (نحو15.7 مليون دولار).
جذير بالدكر أن الرئيس قيس سعيد كلف الفخفاخ بتشكيل الحكومة بداية السنة الماضية، بعدما رفض البرلمان المصادقة على حكومة الحبيب الجملي، مرشح حركة «النهضة».
على صعيد آخر، قرر مجلس القضاء العدلي توقيف القاضي البشير العكرمي عن العمل، في انتظار البت فيما نُسب إليه، وإحالة الملف فوراً إلى النيابة العامة لاتخاذ ما تراه صالحاً من إجراءات، عملاً بأحكام الفصل 63 من قانون المجلس الأعلى للقضاء، وهو ما خلّف تساؤلات عدة حول طبيعة الاتهامات الموجّهة إلى العكرمي، ومدى تأثير الحملة الإعلامية، التي نظّمتها هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي، في الكشف عن تجاوزات السلطة القضائية في تونس. كانت الساحة القضائية قد شهدت خلال السنة الماضية تبادل اتهامات بين القاضي العكرمي، الرئيس الأول لمحكمة التعقيب، والطيب راشد وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس، حيث وجه العكرمي مراسلة إلى وزارة العدل، واتهم فيها العكرمي بالفساد وتلقي رشوة، وطالب المجلس الأعلى للقضاء برفع الحصانة عنه في ثلاثة ملفات.
في السياق ذاته، وجّه القاضي الطيب راشد اتهامات إلى زميله القاضي العكرمي، منها التلاعب في ملفي شكري بلعيد ومحمد البراهمي، اللذين تعرضا للاغتيال سنة 2013، واتهامات أخرى تتعلق بأمن الدولة.
وكان المحامي رضا الرداوي، عضو هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي، قد اتهم الغنوشي رئيس حركة «النهضة»، بالسعي الدؤوب لإنقاذ القاضي بشير العكرمي، وتحدث عن «تقاسم المغانم بين الطرفين»، على حد قوله.



تأكيد عربي على دعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.