«البعض لا يذهب للمأذون مرتين» صناعة الضحك من مفارقات الطلاق

الفيلم من بطولة كريم عبد العزيز ودينا الشربيني

بطلا الفيلم كريم عبد العزيز ودينا الشربيني (الشركة المنتجة للعمل)
بطلا الفيلم كريم عبد العزيز ودينا الشربيني (الشركة المنتجة للعمل)
TT

«البعض لا يذهب للمأذون مرتين» صناعة الضحك من مفارقات الطلاق

بطلا الفيلم كريم عبد العزيز ودينا الشربيني (الشركة المنتجة للعمل)
بطلا الفيلم كريم عبد العزيز ودينا الشربيني (الشركة المنتجة للعمل)

في قالب كوميدي يطرح أسئلة مهمة، يتعرض الفيلم السينمائي المصري «البعض لا يذهب للمأذون مرتين» لمشكلات الطلاق، متطرقاً إلى العلاقات العاطفية ومدى تأثرها بالزواج. كما يضع المتفرجين أمام أسئلة عما إذا أُتيح لهم الاختيار من جديد لشريك حياتهم.
تأجيلات عدة طالت عرض الفيلم على مدى عام ونصف العام بسبب «جائحة كورونا»، إذ كان من المقرر عرضه الصيف الماضي؛ إلا أنّ الشركة المنتجة أجّلت الخطوة مراراً ليدخل منافسات أفلام موسم عيد الأضحى والصيف، اعتماداً على بطله النجم كريم عبد العزيز الذي يحظى بجماهيرية واسعة، ويتمتع بخفة ظل، وحضور كبير، الذي تشاركه البطولة الفنانة دينا الشربيني.
لكن يبدو أن تأجيل الفيلم جاء في صالحه تماماً، فالجمهور الذي غاب طويلاً عن ارتياد السينمات عاد إليها في حالة تلهف لتغيير نمط حياته الذي فرضته عليه «كورونا»، لذا حقق الفيلم في أول ثلاثة أيام عرض إيرادات تجاوزت 6.3 مليون جنيه مصري (الدولار 15.6 جنيه تقريباً) ليسيطر على قمة الإيرادات، بينما اضطرت بعض السينمات لعمل حفلات إضافية وعرضه داخل أكثر من قاعة بالمولات التجارية.
الفيلم من تأليف الممثل أيمن وتار، الذي تعاون سابقاً مع كريم عبد العزيز في فيلمه السابق «نادي الرجال السري»، والذي حقق نجاحاً كبيراً عند عرضه قبل عامين، بل إنه يجمع أيضاً بعضاً من فريق عمل الفيلم السابق حيث يتعاون كريم مع نفس شركة الإنتاج (أوسكار) لوائل ولؤي عبد الله، التي أنتجت أغلب أفلامه، كما يشارك في بطولته ماجد الكدواني الذي لطالما قاسمه أفلامه، وبيومي فؤاد، كما يضم عدداً كبيراً من ضيوف الشرف من بينهم: «مصطفى قمر، وعمرو عبد الجليل، وأحمد فهمي، ومحمد ثروت، وشيماء سيف، وشيكو، وهيدي كرم، ونسرين أمين، وأوتاكا، وباسل الزورو»، ومن إخراج أحمد الجندي.
ويحاكي اسم الفيلم عملاً آخر، قدمته السينما المصرية عام 1978 وهو «البعض يذهب للمأذون مرتين» من إخراج محمد عبد العزيز (والد كريم عبد العزيز)، وبطولة عادل إمام ونور الشريف ومرفت أمين ولبلبة وعقيلة راتب وسمير غانم وجورج سيدهم، وللمفارقة فقد ظهر فيه لأول مرة الطفل كريم عبد العزيز وكان عمره ثلاث سنوات فقط، وبعد نحو 43 سنة من إنتاجه يعود كريم ليستوحي عنوان أحدث أفلامه من فيلم والده، وإذا كان فيلم «البعض يذهب للمأذون مرتين» يتناول مشكلة الخيانة الزوجية، فإنّ الفيلم الأحدث لا يبتعد كثيراً عن المضمون مع مراعاة اختلاف الزمن.
يجسّد كريم عبد العزيز في الفيلم شخصية إعلامي (خالد مختار) يقدم برنامجاً تلفزيونياً بعنوان «من الآخر» يركز فيه على قضايا المجتمع فيسجل حلقة مع سيدة قتلت زوجها ومزقته (شيماء سيف) ويتنكر لأجل ذلك في عدة شخصيات سعياً لكشف الحقائق، بينما زوجته دينا الشربيني (ثريا الببلاوي) تقدم برنامجاً إذاعياً بعنوان «الخط الدافئ» لحل مشكلات المتزوجين، بوصفها خبيرة في العلاقات الزوجية، وصاحبة كتاب «الطلاق ليس هو الحل» لكنها لا تحقق نجاحاً مثل زوجها، ومن اللقطات الأولى للفيلم نكتشف أن «باب النجار مخلع» كما يقولون في الأمثال الشعبية، فبين الزوجين علاقة هشة تنطوي على كثير من الشد والجذب وانعدام التفاهم رغم احتفالهما في أحد المشاهد بعيد زواجهما الخامس.
ماجد الكدواني أو (أنيس الببلاوي) شقيق زوجة بطل الفيلم، محامٍ مختص بقضايا الطلاق ومحرض عليها أيضاً، إذ يرفع شعار «الطلاق انطلاق»، وفي مشهد ضاحك داخل المحكمة التي تنظر قضية طلاق المطرب الشهير مصطفى قمر يُشغل مقاطع من أغنيات يتغنى فيها بالحب ويسوقها دليلاً على سعادة الزوج مطالباً بحق زوجته في تقاسم ثروته، ويساوم المطرب الشهير ليتحول إلى الدفاع عنه بدلاً من موكلته.
يشكل كريم ودينا دويتو ناجحاً سينمائياً قد يدفعهما لتعاون مستقبلي، ويخرج الفيلم بالمشاهد إلى النيل حيث اتساعه في الصعيد، والمواقع الأثرية في الأقصر وأسوان، ليضفي متعة بصرية للمشاهد إلى جانب الكوميديا.
وحسبما يقول المؤلف أيمن وتار لـ«الشرق الأوسط»، فإنّ الفيلم «يطرح مشكلة الطلاق بشكل مختلف وفي إطار كوميدي يراه الأكثر تأثيراً على الجمهور والأكثر قرباً له»، ويضيف: «الكتابة الكوميدية صعبة، فكلما تقدم الزمن تزداد صعوبتها في الوصول لأفكار جديدة».
وبشأن ارتباط عنوان الفيلم بنفس عنوان الفيلم القديم للمخرج محمد عبد العزيز يقول وتار: «اختيار اسم الفيلم جاء مع كتابة السيناريو، ولم يكن مطروحاً منذ البداية لكنّه كان الأكثر تعبيراً عن الفكرة والأكثر جاذبية».
إضافات الممثل على الشخصية يرحب بها وتار، ويشرح: «حينما يتفاعل الممثل مع الشخصية تكون له إضافاته الخاصة من خلال حركة أو جملة فهي تخرج تلقائية، وتعد إضافة مهمة للفيلم وهو ما قام به كريم عبد العزيز ودينا في مشاهد أضافت كثيراً للفيلم».


مقالات ذات صلة

فيلم «لاف أكتشلي» من أجواء عيد الميلاد أول عمل لريتشارد كيرتس

لقطة من فيلم «عيد الميلاد» (أ.ب)

فيلم «لاف أكتشلي» من أجواء عيد الميلاد أول عمل لريتشارد كيرتس

بعد عقدين على النجاح العالمي الذي حققه الفيلم الكوميدي الرومانسي «لاف أكتشلي» المتمحور حول عيد الميلاد، يحاول المخرج البريطاني ريتشارد كورتس تكرار هذا الإنجاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما أغنييشكا هولاند (مهرجان ڤينيسيا)

أغنييشكا هولاند: لا أُجمّل الأحداث ولا أكذب

عد أكثر من سنة على عرضه في مهرجاني «ڤينيسيا» و«تورونتو»، وصل فيلم المخرجة البولندية أغنييشكا هولاند «حدود خضراء» إلى عروض خاصّة في متحف (MoMA) في نيويورك.

محمد رُضا (نيويورك)
يوميات الشرق من كواليس فيلم «المستريحة» (إنستغرام ليلى علوي)

أفلام مصرية جديدة تراهن على موسم «رأس السنة»

تُراهن أفلام مصرية جديدة على موسم «رأس السنة»، من خلال بدء طرحها في دور العرض قبيل نهاية العام الحالي (2024)، وأبرزها «الهنا اللي أنا فيه»، و«الحريفة 2».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق أحمد حلمي مع زينة عبد الباقي ووالدها وأبطال فيلمها (الشركة المنتجة للفيلم)

نجوم مصريون يدعمون ابنة أشرف عبد الباقي في تجربتها الإخراجية الأولى

حرص عدد كبير من نجوم الفن المصريين على دعم المخرجة الشابة زينة عبد الباقي ابنة الفنان أشرف عبد الباقي خلال العرض الخاص لفيلمها الروائي الطويل الأول «مين يصدق»

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان أمير المصري في «مهرجان القاهرة السينمائي» (صفحته على «إنستغرام»)

أمير المصري لـ«الشرق الأوسط»: خضت تدريبات شاقة من أجل «العملاق»

أكد الفنان المصري - البريطاني أمير المصري أنه يترقب عرض فيلمين جديدين له خلال عام 2025، هما الفيلم المصري «صيف 67» والبريطاني «العملاق».

انتصار دردير (القاهرة )

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.