إثيوبيا لإنهاء مفاوضات سد النهضة بـ«نتائج مقبولة لجميع الأطراف»

TT

إثيوبيا لإنهاء مفاوضات سد النهضة بـ«نتائج مقبولة لجميع الأطراف»

قالت وزارة الخارجية الإثيوبية إنها تسعى لإنهاء مفاوضات سد النهضة بنتائج مقبولة بشكل متبادل، ودعت مصر والسودان إلى التفاوض بحسن نية لتحقيق هذه العملية، في وقت يترقب فيه السودان القرار الذي سيصدر عن مجلس الأمن الدولي بشأن مطالبه بتعزيز الوساطة، من خلال ترفيع دور المراقبين ومنهجية جديدة للمفاوضات.
وتطالب السودان ومصر بتدعيم وساطة الاتحاد الأفريقي في الملف بالآلية الرباعية، المكونة من الأمم المتحدة وأميركا والاتحاد الأوروبي وجنوب أفريقيا، ومنهج جديد يمكن الدول الثلاث من التوصل لاتفاق قانوني وملزم.
وتترقب الدولتان صدور قرار أو بيان رئاسي من مجلس الأمن الدولي في غضون الساعات المقبلة، يخاطب مطالبها بشأن مفاوضات جادة، تقود باتجاه حل الأزمة في مدى زمني لا يتجاوز ستة أشهر.
وذكر بيان الخارجية الإثيوبية، أمس، بشأن استئناف المفاوضات الثلاثية، بقيادة الاتحاد الأفريقي، أن «المفاوضات الثلاثية حول سد النهضة الإثيوبي بين إثيوبيا ومصر والسودان جارية... لكن من المؤسف أن نشهد أن المفاوضات قد تم جرها وتسييسها، وقد أوضحت إثيوبيا موقفها مراراً وتكراراً بأن هذا غير منتج، وأن طرح الموضوع على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كان غير مفيد، وبعيداً عن ولاية المجلس».
كما لفتت الخارجية إلى أن العملية التي يقودها الاتحاد الأفريقي «هي وسيلة مهمة لمعالجة مخاوف كل طرف»، مشيرة إلى أنهم تمكنوا من التوصل إلى فهم بشأن عدد كبير من القضايا.
وأكدت إثيوبيا التزامها بتحقيق العملية الثلاثية، بقيادة الاتحاد الأفريقي، بهدف الوصول إلى نتيجة مقبولة بشكل متبادل. وأبدت استعدادها للعمل على النهج المرحلي الذي اقترحه رئيس الاتحاد الأفريقي، وتشجيع مصر والسودان على التفاوض بحسن نية لتحقيق هذه العملية.
وقال خبير المياه السوداني، إبراهيم الأمين، إن قرار مجلس الأمن كان واضحاً من خلال تداول الأعضاء، وإعادة الثقة في الاتحاد الأفريقي لقيادة المفاوضات.
وأضاف الأمين في منتدى سياسي بالخرطوم، أمس، حول «دبلوماسية المياه، سد النهضة نموذجاً»، أن الاتحاد الأفريقي لا يستطيع وحده الوصول إلى حلول ولا مجلس الأمن الدولي، مبرزاً أن الموقف داخل إثيوبيا مختلف عن المرحلة السابقة، وتوقع أن يؤدي هذا التطور إلى موقف أكثر مرونة تجاه قضية سد النهضة في المفاوضات المقبلة.
كما أوضح الأمين أن مضي إثيوبيا في الملء الثاني لسد النهضة شكل حصانة من أي عمل عسكري محتمل ضد السد، وخفف من الاستعدادات العسكرية الإثيوبية لحماية جسم السد.
ومن المنتظر أن تعقد اللجنة السودانية العليا لمتابعة ملف سد النهضة، برئاسة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وعضوية كل من وزراء الخارجية والدفاع والداخلية والري وقادة المخابرات، اجتماعاً خلال الأيام المقبلة في موقع خزان «الرصيرص».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.