مصر للتوسع في إنشاء محطات الطاقة النووية

جانب من الحلقة النقاشية عن الطاقة النووية أمس في القاهرة (الشرق الأوسط)
جانب من الحلقة النقاشية عن الطاقة النووية أمس في القاهرة (الشرق الأوسط)
TT

مصر للتوسع في إنشاء محطات الطاقة النووية

جانب من الحلقة النقاشية عن الطاقة النووية أمس في القاهرة (الشرق الأوسط)
جانب من الحلقة النقاشية عن الطاقة النووية أمس في القاهرة (الشرق الأوسط)

قال مسؤول مصري، أمس (الاثنين)، إن بلاده لديها خطط للتوسع في إنشاء المحطات النووية بغرض توليد الكهرباء، خاصة مع الطفرة التي تشهدها مصر في البنية التحتية، والتي تحتاج إلى مصادر طاقة مستدامة.
وأوضح هشام حجازي، رئيس قطاع الوقود النووي في هيئة الطاقة النووية المصرية، أن مصر لديها «خطط مستقبلية طموحة لإنشاء عدد من المحطات النووية في مناطق عدة، مثل الساحل الشمالي»، بالإضافة إلى محطة الضبعة النووية، مضيفاً أن مصر تستهدف زيادة الاعتماد على الطاقة النووية لتصل إلى 8 في المائة ضمن مزيج الطاقة بحلول 2030.
وجاء هذا خلال حلقة نقاشية تحت عنوان «دور الطاقة النووية في التنمية المستدامة»، نظمتها شركة «روساتوم» الروسية المسؤولة عن بناء محطة الضبعة النووية، بحضور ألكسندر فورونكوف الرئيس التنفيذي لشركة «روساتوم» الروسية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبولينا ليون رئيس الاستدامة في «روساتوم»، ويوليا تشيرناخوفسكايا نائب المدير العام في «روساتوم» للخدمات، وغريغوري سوسنين نائب رئيس شركة «آتوم ستروي إكسبورت» مدير مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية.
واستعرض حجازي آخر التطورات في تنفيذ محطة الضبعة للطاقة النووية، قائلاً إنه «على الرغم من القيود التي فرضها فيروس (كورونا)، والتي أوقفت كثيراً من المشاريع الدولية، فقد تمكنا من الحد من آثار الفيروس على محطة الضبعة للطاقة النووية».
وأضاف: «نواصل تنفيذ الالتزامات المتتالية المتعلقة بتطوير المشروع، وذلك تحت رعاية القيادة السياسية. وفي 29 يونيو (حزيران) الماضي، سلمت هيئة المحطات النووية المصرية وثائق الترخيص للوحدتين (1) و(2) من إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية إلى الهيئة المصرية للرقابة على الطاقة النووية والإشعاعية (ENRRA)، وهو ما يمثل علامة بارزة في تنفيذ مشروع الضبعة للطاقة النووية، ويؤكد أنها تسير في الاتجاه الصحيح لإصدار تصريح البناء لأول وحدتين».
ومن جانبه، قال ألكسندر فورونكوف إنه «انطلاقاً من خبرة (روساتوم)، يمكننا القول بثقة تامة إن (محطة الضبعة للطاقة النووية) ليست فقط مصدراً لتوليد الكهرباء الصديقة للبيئة، بل هي أيضاً أكبر مشروع للبنية التحتية يدعم تنمية القطاعات الاقتصادية المختلفة، وأحد مصادر الدخل القومي التي يساهم بقوة في تعزيز الاقتصاد. كما تعد (محطة الضبعة للطاقة النووية) أيضاً أحد أهم محركات التنمية المستدامة، ومصدراً للعمالة والتنمية الشاملة على مستوى المنطقة والبلد ككل».
وفيما يخص التنمية المستدامة، أشارت بولينا ليون، رئيس الاستدامة في «روساتوم»، إلى أن المشروع «سيساهم في تفعيل ما لا يقل عن 6 أهداف من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، حيث إن محطة الضبعة للطاقة النووية تعد منخفضة الكربون، وتوفر مصدراً للكهرباء بأسعار معقولة طويلة الأجل. كما تقوم المحطة بدعم المنتجين المحليين، وذلك من خلال توفير 4 مليارات دولار نتيجة استخدام الصناعات المحلية خلال فترة البناء، فضلاً عن خلق نحو 3 آلاف فرصة عمل جديدة للعمل في محطة الضبعة، وأكثر من 10 آلاف وظيفة غير مباشرة، وفقاً لتقديراتنا».
وأضافت ليون: «كونها شركة عالمية، تهتم شركة (روساتوم) بتأثيرها العالمي، لهذا السبب نلتزم بأجندة الاستدامة، وهذا الالتزام تم تأكيده في استراتيجية (روساتوم) طويلة المدى حتى عام 2030. وفي عام 2020، أصبحت شركة (روساتوم) عضواً في الميثاق العالمي للأمم المتحدة، حيث تساهم التقنيات النووية في أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، ونحن نؤمن بقوة بأن الطاقة النووية تستحق أن تصنف بصفتها مصدراً مستداماً للطاقة».
ومن جانبه، أوضح غريغوري سوسنين أن محطة الضبعة سيكون لها تأثير إيجابي على التنمية الصناعية في مصر، وستكون حافزاً كبيراً يؤثر على الناتج المحلي الإجمالي لمصر بشكل كبير، وقال إنه «وفقاً لتقديرنا، ففي أثناء إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية فقط، ستبلغ القيمة المضافة إلى الناتج المحلي الإجمالي لمصر من تنفيذ المشروع نحو 4 مليارات دولار سنوياً.
وبالإضافة إلى استقرار نظام الطاقة في مصر، سيتم توفير وظائف جديدة في جميع مراحل المشروع، بما في ذلك الشركات المشاركة في سلسلة التوريد».


مقالات ذات صلة

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

الاقتصاد منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

وقّعت مصر وشركة «إيميا باور» الإماراتية اتفاقين باستثمارات 600 مليون دولار، لتنفيذ مشروع محطة رياح، بقدرة 500 ميغاواط في خليج السويس.

الاقتصاد اجتماع وزير البترول  والثروة المعدنية المصري كريم بدوي بمسؤولي شركة «إكسون موبيل» (وزارة البترول والثروة المعدنية)

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

ستبدأ شركة «إكسون موبيل» المتخصصة في أعمال التنقيب عن البترول وصناعة البتروكيماويات يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بأنشطة الحفر البحري للتنقيب عن الغاز.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مصريون يلجأون للمعارض لشراء احتياجاتهم مع ارتفاع الأسعار (الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية)

الغلاء يُخلخل الطبقة الوسطى في مصر... رغم «التنازلات»

دخلت الطبقة الوسطى في مصر مرحلة إعادة ترتيب الأولويات، بعدما لم يعد تقليص الرفاهيات كافياً لاستيعاب الزيادات المستمرة في الأسعار، فتبدلت معيشتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر في العاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

قال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

«موديز» ترفع توقعاتها لنمو الصين في 2025 رغم التحديات التجارية

العلم الوطني الصيني أمام منطقة الأعمال المركزية في هونغ كونغ (رويترز)
العلم الوطني الصيني أمام منطقة الأعمال المركزية في هونغ كونغ (رويترز)
TT

«موديز» ترفع توقعاتها لنمو الصين في 2025 رغم التحديات التجارية

العلم الوطني الصيني أمام منطقة الأعمال المركزية في هونغ كونغ (رويترز)
العلم الوطني الصيني أمام منطقة الأعمال المركزية في هونغ كونغ (رويترز)

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني توقعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي للصين لعام 2025 إلى 4.2 في المائة من 4 في المائة، حيث توقعت استقرار ظروف الائتمان، وأن تؤدي جهود التحفيز التي بذلتها بكين منذ سبتمبر (أيلول) إلى التخفيف من بعض التأثيرات المحتملة للزيادات في التعريفات الجمركية الأميركية.

في المقابل، أظهرت بيانات وزارة المالية أن الإيرادات المالية للصين في أول 11 شهراً من عام 2024 انخفضت 0.6 في المائة مقارنة بالعام السابق، مما يمثل تحسناً طفيفاً عن الانخفاض بنسبة 1.3 في المائة في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أكتوبر (تشرين الأول). من ناحية أخرى، نما الإنفاق المالي بنسبة 2.8 في المائة في الفترة نفسها، مقارنة بزيادة قدرها 2.7 في المائة في أول 10 أشهر من العام.

نمو صناعي وتراجع استهلاكي

كما شهد الناتج الصناعي في الصين نمواً طفيفاً في نوفمبر (تشرين الثاني)، بينما جاءت مبيعات التجزئة مخيبة للآمال، مما عزز الدعوات إلى زيادة التحفيز الذي يركز على المستهلكين. وتعكس البيانات المتباينة التحديات الكبيرة التي يواجهها قادة الصين في تحقيق تعافٍ اقتصادي مستدام قبل عام 2025 في وقت قد تشهد فيه العلاقات التجارية مع أكبر سوق تصدير للصين تدهوراً، في حين يبقى الاستهلاك المحلي ضعيفاً، بحسب وكالة «أسوشييتد برس».

وأوضح المحللون أن تعهد ترمب بفرض تعريفات تصل إلى 60 في المائة على السلع الصينية قد يدفع بكين إلى تسريع خططها لإعادة التوازن إلى اقتصادها البالغ حجمه 19 تريليون دولار، وهو ما يعكس أكثر من عقدين من النقاشات حول التحول من النمو المدفوع بالاستثمار في الأصول الثابتة والصادرات إلى نموذج اقتصادي يعتمد بشكل أكبر على الاستهلاك.

وأظهرت بيانات المكتب الوطني للإحصاء أن الناتج الصناعي نما بنسبة 5.4 في المائة في نوفمبر مقارنة بالعام السابق، متجاوزاً التوقعات التي كانت تشير إلى نمو قدره 5.3 في المائة. ومع ذلك، سجلت مبيعات التجزئة، التي تعد مقياساً رئيساً للاستهلاك، أضعف زيادة لها في ثلاثة أشهر بنسبة 3 في المائة، وهو ما جاء أقل من الارتفاع المتوقع بنسبة 4.6 في المائة، وأقل من معدل النمو في أكتوبر البالغ 4.8 في المائة.

وأشار دان وانغ، الخبير الاقتصادي المستقل في شنغهاي، إلى أن السياسات الاقتصادية الصينية كانت تروج بشكل مستمر للمصنعين على حساب المستهلكين، على الرغم من مؤشرات الضعف المستمر. وأضاف أن بكين قد تتجه نحو تعزيز القدرة الإنتاجية، مما قد يفاقم مشكلة فائض الطاقة الإنتاجية، ويحفز الشركات الصينية للبحث عن أسواق جديدة خارجية.

كما شهد الاستثمار في الأصول الثابتة نمواً أبطأ بنسبة 3.3 في المائة في الفترة بين يناير ونوفمبر، مقارنة بتوقعات كانت تشير إلى نمو بنسبة 3.4 في المائة.

وفيما يتعلق بالسياسات المستقبلية، عبر صناع السياسات عن خططهم لعام 2025، مع الأخذ في الاعتبار أن عودة ترمب إلى البيت الأبيض قد تضع ضغوطاً كبيرة على الاقتصاد الصيني. وقال مسؤول في البنك المركزي الصيني إن هناك مجالاً لمزيد من خفض الاحتياطيات النقدية، رغم أن التيسير النقدي السابق لم يحقق تعزيزاً كبيراً في الاقتراض.

من ناحية أخرى، يواصل قطاع العقارات معاناته من أزمة طويلة الأمد تؤثر على ثقة المستهلكين، حيث تُعد 70 في المائة من مدخرات الأسر الصينية مجمدة في هذا القطاع. وفي الوقت نفسه، لا يزال من المبكر الحديث عن تعافٍ حقيقي في أسعار المساكن، رغم وجود بعض الإشارات المشجعة مثل تباطؤ انخفاض أسعار المساكن الجديدة في نوفمبر.

وفي إطار هذه التطورات، أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن الصين ستعزز من النمو المستدام في دخل الأسر خلال عام 2025 من خلال تكثيف الدعم المالي المباشر للمستهلكين، وتعزيز الضمان الاجتماعي. وقد حددت الصين توسيع الطلب المحلي بصفته أولوية رئيسة لتحفيز النمو في العام المقبل، في ظل استمرار التحديات الكبيرة التي تواجه قطاع العقارات المتضرر من الأزمة، والتي تعرقل الانتعاش الكامل.

ونقلت الوكالة عن مسؤول في اللجنة المركزية للشؤون المالية والاقتصادية قوله إن الصين ستزيد بشكل كبير من الأموال المخصصة للسندات الخاصة طويلة الأجل في العام المقبل، لدعم الترقيات الصناعية، وتعزيز نظام مقايضة السلع الاستهلاكية، بهدف تحفيز الاستهلاك. وأوضحت أن هذه الخطوات ستتركز على تعزيز دخل الأسر من خلال زيادة الإنفاق الحكومي على الاستهلاك، وتحسين الضمان الاجتماعي، وخلق مزيد من فرص العمل، وتطوير آليات نمو الأجور، بالإضافة إلى رفع معاشات التقاعد للمتقاعدين، ودعم التأمين الطبي، وتنفيذ سياسات تهدف إلى تشجيع الإنجاب.

وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، لوكالة «شينخوا»: «من خلال متابعة الوضع الاقتصادي الحالي، نتوقع أن يكون النمو الاقتصادي السنوي نحو 5 في المائة». كما توقع المسؤول أن تشهد سوق الإسكان مزيداً من الاستقرار، ودعا إلى اتخاذ تدابير سياسية ذات تأثير مباشر على استقرار القطاع العقاري في أقرب وقت، مع منح الحكومات المحلية مزيداً من الاستقلالية في شراء المخزون السكني.

من جانبه، أعرب جوليان إيفانز بريتشارد، رئيس قسم الاقتصاد الصيني في «كابيتال إيكونوميكس»، عن اعتقاده بأن التحفيز الاقتصادي في نوفمبر من المرجح أن يكون مؤقتاً، مع احتمالية تعافي النمو في الأشهر المقبلة بفضل الدعم السياسي الزائد. ولكنه أشار إلى أن هذا التحفيز لن يحقق أكثر من تحسن قصير الأمد، خاصة أن القوة الحالية للطلب على الصادرات من غير المرجح أن تستمر بمجرد أن يبدأ ترمب في تنفيذ تهديداته بشأن التعريفات الجمركية.

تراجع الأسواق الصينية

وفي الأسواق المالية، انخفضت الأسهم الصينية بعد أن أظهرت البيانات ضعفاً غير متوقع في إنفاق المستهلكين، في حين راهن المستثمرون على مزيد من الدعم السياسي لتحفيز النمو الضعيف. وفي فترة استراحة منتصف النهار، تراجع مؤشر «سي إس آي 300» للأسهم القيادية الصينية بنسبة 0.37 في المائة، ليضيف إلى التراجع الذي شهده الأسبوع الماضي بنسبة 1 في المائة.

في المقابل، سجل مؤشر «شنغهاي المركب» ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.1 في المائة ليصل إلى 3395.11 نقطة. وانخفض قطاع السلع الاستهلاكية الأساسية بنسبة 1.04 في المائة، في حين خسر مؤشر العقارات 1.41 في المائة وضعف مؤشر الرعاية الصحية الفرعي بنسبة 0.94 في المائة. كما تراجع مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ بنسبة 0.57 في المائة ليغلق عند 19856.91 نقطة.

وعلى الصعيد الإقليمي، تراجع مؤشر «إم إس سي آي» للأسواق الآسيوية باستثناء اليابان بنسبة 0.20 في المائة، بينما انخفض مؤشر «نيكي» الياباني بنسبة 0.18 في المائة. أما اليوان، فقد تم تسعيره عند 7.2798 مقابل الدولار الأميركي، بانخفاض بنسبة 0.09 في المائة مقارنة بإغلاقه السابق عند 7.2731.