ليبيا تعود للإغلاق مع تفشي الإصابات

رحلات استثنائية لإعادة العالقين في الخارج

وزير الصحة الليبي الدكتور علي الزناتي (وزارة الصحة)
وزير الصحة الليبي الدكتور علي الزناتي (وزارة الصحة)
TT
20

ليبيا تعود للإغلاق مع تفشي الإصابات

وزير الصحة الليبي الدكتور علي الزناتي (وزارة الصحة)
وزير الصحة الليبي الدكتور علي الزناتي (وزارة الصحة)

أجبر الارتفاع المتزايد في الإصابات بفيروس «كورونا»، بعض البلديات الليبية إلى رفع حالة الطوارئ القصوى وإغلاق الأسواق والأماكن العامة للحد من تفشي الوباء، في وقت حذرت منظمة «يونيسف» من وطأة هذه الموجة، ودعت المواطنين إلى حماية أنفسهم وأسرهم بحصولهم على التطعيم. وسعياً لضبط المعلومات المتداولة عن الوباء في البلاد، نبهت إدارة الطوارئ بوزارة الصحة على أنها الإدارة المسؤولة عن كافة مركز العزل والفلترة، مطالبة جميع مديريها عدم نشر أي أخبار أو تصريحات عن الوضع الوبائي سواء إعلامية أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشارت إلى أن قنوات وزارة الصحة الرسمية المتمثلة في المركز الوطني لمكافحة الأمراض، وإدارة الطوارئ الصحية هما الجهتان المسؤولتان عن نشر ما يتعلق بالجائحة، محذرة من يخالف هذه التعليمات بتحمل المسؤولية القانونية. وأمام تزايد الإصابات، قرر المجلس البلدي لمدينة الزاوية في غرب ليبيا، غلق جميع الأماكن العامة بشكل كلي لمدة أسبوعين بداية من مساء الجمعة، وذلك كي تتمكن الأجهزة الطبية من التعامل مع الجائحة.
وقال المجلس البلدي في بيان أمس، إنه تقرر إغلاق الأسواق التجارية العامة والخاصة ذات الوضع المغلق، مثل الأسواق التجارية الكبيرة، والغذائية، والمنزلية، كما تم إغلاق المؤسسات التعليمية العامة والخاصة بجميع مراحلها، وصالات المؤسسات الاجتماعية، والمطاعم والمقاهي بجميع أنشطتها، ومحلات الحلاقة ومراكز الحجامة، والصالات الرياضية والملاعب، والبلاجات والمتنزهات والحدائق العامة.
وطالب المجلس البلدي بأخذ التدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية بالجهات العامة والخدمية والإنتاجية، ومن بينها المصارف بجميع فروعها، والصيدليات والمراكز الصحية، ومحال المواد الغذائية الصغيرة، والمخابز، واستبق المجلس البلدي على فتح المساجد لأداء جميع الصلوات مع أخذ التدابير اللازمة. وطالب المستشفيات العامة والمستوصفات والمراكز الصحية رفع حالة الاستعداد القصوى للتعامل مع أي ظروف طارئة، كما أهاب بمصانع الأوكسجين رفع الدرجة القصوى والعمل على مدار الساعة.
والأمر لا يختلف في مدينة الزاوية عن بلديات عدة، إذ أعلن المكتب الإعلامي لبلدية مصراتة أن الوضع الوبائي يشهد زيادة كبيرة في أعداد المصابين بالفيروس، مشيراً إلى أن مراكز العزل تعاني نقص الإمكانيات، إضافة إلى عزوف الفرق الطبية عن العمل، بجانب تجاهل المواطنين للإجراءات الاحترازية في المناسبات الاجتماعية والجمع بعداد كبيرة.
ونوه المكتب الإعلامي إلى إغلاق 8 مدارس بالبلدية بعد اكتشاف حالات مصابة من الطلاب والمعلمين. وتوقع مسؤولون محليون أن تتزايد وتيرة الإغلاق وخصوصاً بين المدن تجنباً لانتشار الفيروس في ظل التخوف من انتشار السلالة الهندية متحور دلتا في دول الجوار. وباتت ليبيا تسجل أرقاماً «ألفية» يومياً في أعداد الإصابات بعدما تراجعت إلى ما دون الثلاثمائة. وانضم معهد النفط للتأهيل والتدريب أمس، إلى المؤسسات التعليمية في ليبيا التي علقت الدراسة، وقالت إدارته: «حفاظاً على سلامة المتدربين وأعضاء هيئة التدريس والموظفين تقرر وقف التدريس بالمعهد، وذلك تماشياً مع تعميم المؤسسة الوطنية للنفط الأخير بشأن رفع درجة التدابير الاحترازية والالتزام بها».
وسيرت شركة الخطوط الجوية الأفريقية رحلة استثنائية إلى مطار قرطاج بتونس مساء أول من أمس، لإعادة المواطنين الليبيين العالقين هناك، بعدما قررت حكومة «الوحدة الوطنية» غلق جميع المنافذ البرية والجوية من الجارة تونس بقصد التصدي لجائحة «كورونا».


مقالات ذات صلة

استقالة مسؤول اللقاحات في «الغذاء والدواء» الأميركية

الولايات المتحدة​ بيتر ماركس شغل منصب رئيس قسم اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية (رويترز) play-circle

استقالة مسؤول اللقاحات في «الغذاء والدواء» الأميركية

استقال كبير مسؤولي اللقاحات في الولايات المتحدة أمس الجمعة احتجاجاً على ما وصفه بـ«معلومات مضللة وأكاذيب» يروج لها وزير الصحة الجديد، وفقاً لما أوردته تقارير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الفيروس اكتُشف في الخفافيش بمدينة فورتاليزا شمال شرقي البرازيل (رويترز)

اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في البرازيل

أعلن عدد من الباحثين عن اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في البرازيل، يتشابه مع فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) القاتل.

«الشرق الأوسط» (برازيليا)
الولايات المتحدة​ سيدة تقوم باختبار «كوفيد» في الفلبين (أ.ب)

بعد 5 سنوات من الجائحة... «كورونا» أصبح مرضاً متوطناً

بعد 5 سنوات من بدء جائحة «كورونا»، أصبح «كوفيد-19» الآن أقرب إلى المرض المتوطن، وفقاً لخبراء الصحة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم ألمانيا تطلب من علماء التحقق من الأدلة التي قدمها جهاز الاستخبارات بشأن نشأة فيروس كورونا في مختبر صيني (أ.ب)

علماء ألمان يتحققون من أدلة استخباراتية حول نشأة فيروس كورونا في مختبر صيني

كشفت تقارير إعلامية أن ديوان المستشارية الألمانية طلب من علماء التحقق من الأدلة التي قدمها جهاز الاستخبارات بشأن نشأة فيروس كورونا بمختبر بمدينة ووهان الصينية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
علوم 400 مليون شخص مصابون بـ«كوفيد طويل الأمد» في العالم

400 مليون شخص مصابون بـ«كوفيد طويل الأمد» في العالم

عدواه أدت إلى تغييرات دائمة وغير مرئية في أجزاء مختلفة من الجسم.

داني بلوم (نيويورك) أليس كالاهان (نيويورك)

مسؤول روسي لـ«الشرق الأوسط»: تنازلاتنا لواشنطن بشأن أنشطة التعدين مرهونة بتقدم ملموس في مفاوضات الرياض

ألكسندر لونوف عضو «مجلس حقوق الإنسان» التابع للرئيس الروسي (الشرق الأوسط)
ألكسندر لونوف عضو «مجلس حقوق الإنسان» التابع للرئيس الروسي (الشرق الأوسط)
TT
20

مسؤول روسي لـ«الشرق الأوسط»: تنازلاتنا لواشنطن بشأن أنشطة التعدين مرهونة بتقدم ملموس في مفاوضات الرياض

ألكسندر لونوف عضو «مجلس حقوق الإنسان» التابع للرئيس الروسي (الشرق الأوسط)
ألكسندر لونوف عضو «مجلس حقوق الإنسان» التابع للرئيس الروسي (الشرق الأوسط)

على خلفية التصريحات التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن مصير الاتفاقيات التي رعتها الرياض بشأن الأزمة الروسية الأوكرانية، أكد مسؤول روسي استعداد بلاده لتقديم تنازلات في بعض أنواع المواد الخام وأنشطة التعدين التي تتفاوض حولها واشنطن، غير أنه رهن ذلك بما تسفر عنه نتائج مفاوضات الرياض على أرض الواقع.

وقال ألكسندر لونوف، عضو «مجلس حقوق الإنسان» التابع للرئيس الروسي فلاديمير بوتين: «في الواقع، يُؤيد الجانب الروسي إقامة علاقات مع الولايات المتحدة، ونحن مستعدون لتقديم تنازلات في بعض أنواع المواد الخام وأنشطة التعدين. ولكن كل شيء يعتمد على المفاوضات بشأن أوكرانيا».

وأضاف في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «إذا حدث تقدم في التفاهمات الروسية الأميركية بشأن أوكرانيا، ورأينا نتائج فيما يتعلق برفع العقوبات، فربما يكون ذلك مفتاحاً للوصول إلى علاقات طبيعية جيدة، ولكن حتى الآن، لا يزال خطاب ترمب سياسياً بحتاً، من دون اتخاذ أي خطوات ملموسة».

ألكسندر لونوف عضو «مجلس حقوق الإنسان» الروسي (الشرق الأوسط)
ألكسندر لونوف عضو «مجلس حقوق الإنسان» الروسي (الشرق الأوسط)

وحول إمكانية ضم دول الاتحاد الأوروبي للمفاوضات المتعلقة بأوكرانيا في مرحلة من المراحل، قال لونوف: «المفاوضات تسير على ما يرام، ومع ذلك نرى أن الجانب الأوكراني يسعى لكسب دعم أوروبا ووضع شروطه الخاصة، والتي تتعارض مع رأي روسيا والولايات المتحدة. البيت الأبيض منزعج من خطاب كييف، وفريق ترمب يمارس ضغوطاً شاملة».

وتابع لونوف: «الجميع ينتظر بدء سريان اتفاق البحر الأسود الذي اتفق عليه الوفدان الروسي والأميركي، ولكن من الواضح أن هذا الاتفاق لن يُجدي نفعاً إلا بعد وقف إطلاق النار. في هذه الأثناء، تخسر كييف أراضيها، بينما حررت روسيا منطقة كورسك».

ووفق لونوف، فإن الدول الأوروبية «تسعى جاهدة للانضمام إلى عملية التفاوض، ولكن لأسباب واضحة، لا يمكنها أن تكون طرفاً كاملاً؛ إذ تدعم السيناريو الأوكراني للحكم الذاتي الذي يعني الحفاظ على أراضي أوكرانيا ضمن حدود عام 1991».

وأوضح أن قادة كثير من الدول -وبخاصة فرنسا والمملكة المتحدة- يدعون إلى إرسال قوات حفظ سلام تابعة لحلف شمال الأطلسي إلى أراضي أوكرانيا: «وهو أمر غير مقبول بالنسبة لروسيا، وبصورة عامة نرى موقفاً عدوانياً من القادة الأوروبيين المستعدين لمواصلة الاستثمار في هذا الاتجاه».

ويعتقد لونوف أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب «يريد تسريع عملية توقيع اتفاقية سلام بشأن النزاع الأوكراني؛ لأن -برأيه- هذا جزء من حملته الانتخابية، ولكن الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا يُبطئان العملية، بالإضافة إلى التوتر الشديد في المفاوضات بين الوفدين الأميركي والروسي، وعدم تحقيق أي تقدم يُذكَر».

الساحة الحمراء بوسط موسكو (رويترز)
الساحة الحمراء بوسط موسكو (رويترز)

وحول جدوى العقوبات المفروضة على روسيا، يرى لونوف أن «على الرئيس الأميركي ترمب أن يجد المُذنب في هذه القضية برُمتها، بدلاً من أن يُهدد بفرض قيود على النفط الروسي».

وقال: «عموماً لن يؤثر ذلك كثيراً على اقتصاد بلدنا؛ لأن المستهلكين الرئيسيين للمواد الخام الروسية ليسوا في الغرب؛ بل في الشرق. إضافة إلى ذلك، تتمتع روسيا بنفوذ أكبر بكثير على (أوبك) من الولايات المتحدة. تتعاون السعودية بنشاط مع روسيا وفنزويلا بشأن سوق النفط، والولايات المتحدة لا تستطيع فعل الكثير حتى الآن».

وزاد: «في الواقع، يُؤيد الجانب الروسي إقامة علاقات مع الولايات المتحدة، ونحن مستعدون لتقديم تنازلات في بعض أنواع المواد الخام وأنشطة التعدين. لكن كل شيء يعتمد على المفاوضات بشأن أوكرانيا، وحتى يحدث تقدم لن نرى نتائج رفع العقوبات. حتى الآن لا يزال خطاب ترمب سياسياً بحتاً، من دون اتخاذ أي خطوات ملموسة».

وأضاف لونوف: «بهذه المناسبة أرى أننا في روسيا نتعامل مع الشعب السعودي بمودة وود. ويُبذَل كثير من العمل على المستوى الرسمي؛ حيث تُعدُّ السعودية شريكاً رئيسياً لروسيا في منطقة الشرق الأوسط».

وتابع: «نلمس في التعاون السعودي الروسي تكاتف الجهود المشتركة في تطوير هيكل الأمن الإقليمي، بالإضافة إلى تطوير مشروعات في مجال التعاون الإنساني. وآمل أن تواصل المملكة مساعيها في تطوير مشروعات الطاقة المشتركة مع روسيا، وأن تشارك في أعمال تحالف (البريكس)».