هناك القليل من الأشياء التي تثير انقساما في الآراء في إسبانيا كما هو الحال مع المهاجم ألفارو موراتا، الذي يراه البعض بطلا وآخرون يرونه شيطانا.
فبعد دخوله في لحظات عصيبة وخلال دقيقة حاسمة أظهر موراتا أنه واحد من أخطر المهاجمين في كرة القدم العالمية عندما سجل هدف التعادل لإسبانيا أمام إيطاليا في قبل نهائي الكأس القارية، لكن في لحظة تالية، تعثر أمام المرمى، وأهدر ركلة ترجيح تسببت في خروج بلاده من البطولة. لحظات الصعود والهبوط لمهاجم يوفنتوس الإيطالي مع منتخب بلاده خلال البطولة القارية جعلته وعائلته يتعرضون لإساءات وصلت إلى حد التهديد بالقتل. ورغم أنه تعرض لصيحات استهجان من المشجعين في إشبيلية خلال دور المجموعات، فإن هدف موراتا المهم أمام كرواتيا في دور الستة عشر جعله يحصل على بعض الدعم. وأمام إيطاليا، حدث هبوط جديد حيث تركه المدرب لويس إنريكي بشكل مفاجئ على مقاعد البدلاء في ويمبلي، رغم أنه كان في التشكيلة الأساسية في كل مباريات بلاده بالبطولة. لكن بعد التأخر بهدف فيدريكو كييزا، لجأ إنريكي إلى موراتا لإنقاذ الفريق، وأصبح اللاعب بطلا، حين تبادل الكرة مع داني أولمو قبل أن يسدد أرضية بهدوء وإتقان داخل شباك إيطاليا مسجلا التعادل. وسارت الأمور بشكل إيجابي مرة أخرى بين موراتا وإسبانيا، حيث يعني هذا الهدف أنه أصبح أفضل هداف لبلاده في بطولة أوروبا (6 أهداف) ومتفوقا على فرناندو توريس صاحب الأهداف الخمسة.
كما أصبح موراتا أول لاعب إسباني على الإطلاق يسجل مع ناديه ومنتخب بلاده في استاد ويمبلي. وفي الوقت الإضافي، كان موراتا خطيرا، لكنه لم يسجل لتصل المباراة إلى ركلات الترجيح التي لم تبتسم له . ومنذ اللحظة التي وضع فيها اللاعب البالغ عمره 28 عاما الكرة عند علامة الجزاء لتنفيذ الركلة الرابعة لإسبانيا، لم يكن من السهل الاقتناع أنه سيهز الشباك.
وسدد موراتا كرة ضعيفة أنقذها الحارس جيانلويجي دوناروما بسهولة، ليتحول من بطل إلى شيطان في دقائق قليلة . وعلق لويس إنريكي على إهدار موراتا للركلة الحاسمة قائلا: «كان يعاني من أزمة، ورغم ذلك كان يريد تنفيذ ركلة الترجيح. لقد مر بأوقات صعبة خلال البطولة لكنه كان رائعا». ويملك موراتا معدلا مقبولا في تسجيل الأهداف مع بلاده، حيث يسجل هدفا واحدا تقريبا كل مباراتين، بينما فشل الكثير من المهاجمين البارزين في امتلاك مثل هذا المعدل. لكن إهدار بعض الفرص المؤثرة، كما حدث في ركلة الترجيح في ويمبلي، ستعني أنه سيبقى عنصرا جاذبا لمشجعي إسبانيا الذين يبحثون عن ضحية لتحميله مسؤولية الخروج من بطولة أوروبا 2020.
موراتا «المحبط» يودّع كأس أوروبا بعد أن تحوّل من بطل إلى شيطان في دقائق
موراتا «المحبط» يودّع كأس أوروبا بعد أن تحوّل من بطل إلى شيطان في دقائق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة