مصر والسودان يبحثان تبادل خبرات في مواجهة الوباء وتوفير اللقاحات

القاهرة أكدت حرصها على تقديم جميع سُبل الدعم الصحي للخرطوم

عامل يجهّز أنابيب أوكسجين في الخرطوم مايو الماضي (رويترز)
عامل يجهّز أنابيب أوكسجين في الخرطوم مايو الماضي (رويترز)
TT

مصر والسودان يبحثان تبادل خبرات في مواجهة الوباء وتوفير اللقاحات

عامل يجهّز أنابيب أوكسجين في الخرطوم مايو الماضي (رويترز)
عامل يجهّز أنابيب أوكسجين في الخرطوم مايو الماضي (رويترز)

بحث مصر والسودان، أمس، تبادل خبرات في مواجهة فيروس «كورونا المستجد» وتوفير اللقاحات، في ظل بدء القاهرة إنتاج اللقاح محلياً.
وأكدت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة المصرية، خلال اجتماعها مع وزير الصحة السوداني الدكتور عمر النجيب، بالقاهرة، حرص الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على «تقديم جميع سبل الدعم الصحي للأشقاء السودانيين، بما يسهم في دعم المنظومة الصحية».
تناول الاجتماع مناقشة ملفات التعاون المشتركة بين الجانبين لدعم القطاع الصحي بالسودان في مجالات مكافحة الأمراض المعدية والوبائية، والتعليم الطبي المهني، بالإضافة إلى توطين صناعة الدواء، وتبادل الخبرات بين البلدين في مواجهة فيروس «كورونا».
وقال خالد مجاهد، مساعد وزيرة الصحة للإعلام، إن الوزيرين ناقشا العمل بمبادرة «رئيس الجمهورية لعلاج مليون إفريقي من فيروس سي» بالسودان، حيث أنهى وفد مصري تجهيز 5 مراكز بالسودان للعمل بالمبادرة، وتدريب الأطباء السودانيين على بروتوكولات التشخيص والعلاج، كما أشارت إلى توفير أجهزة الـ«pcr» والكواشف الطبية، بالإضافة إلى توفير جرعات أدوية تكفي لعلاج 250 ألف مواطن سوداني.
وأشار إلى أن الوزيرة وجهت بنقل خبرات وزارة الصحة المصرية في التغلب على جميع التحديات المتعلقة بتوفير الأكسجين الطبي للمعنيين في وزارة الصحة السودانية، تلبيةً لرغبة الجانب السوداني خلال الاجتماع بالاستفادة من الخبرات المصرية في هذا الشأن، مضيفًا أن الوزيرة استعرضت آلية العمل بمنظومة إدارة إمداد الأكسجين الطبي بالوزارة ومتابعة معدلات الاستهلاك والمخزون بالمستشفيات من خلال منظومة إلكترونية، بالإضافة إلى آليات توفير مخزون استراتيجي كاف من الأكسجين الطبي بجميع المحافظات.
تم الاتفاق أيضًا، وفق المتحدث، على تحديث بروتوكول التعاون فيما يخص مكافحة «بعوضة الجامبيا» في السودان وتفعيل العمل به خلال شهر أغسطس (آب) المقبل. وأكدت الوزيرة المصرية حرصها على دعم توطين صناعة الدواء بالسودان خاصة الأدوية الحيوية، من خلال التعاون مع شركات الأدوية بالسودان وتشجيع كبرى شركات الدواء الوطنية في مصر على زيادة ضخ الاستثمارات.
وأضاف مجاهد أنه تم مناقشة اعتماد المستشفيات في دولة السودان ضمن برنامج الزمالة المصرية والذي يتم بالتعاون مع كبرى المؤسسات التعليمية والجامعات العالمية، مما يسهم في الارتقاء بالخدمات الطبية المقدمة للمرضى بالسودان، وتوفير منح مقدمة من وزارة الصحة للأطباء السودانيين للحصول على شهادة الزمالة داخل المستشفيات المصرية ونقل خبراتهم إلى زملائهم من الأطباء داخل بلادهم.
وأكد استعداد مصر لاستقبال وفود أخرى من مصابي الثورة السودانية لاستكمال علاجهم داخل مستشفيات وزارة الصحة.
ونقل البيان المصري، عن وزير الصحة السوداني شكره للرئيس السيسي لدعمه الدائم للقطاع الصحي في السودان خاصة خلال مواجهة فيروس كورونا، مؤكدًا حرص بلاده على الاستفادة من التجربة المصرية في الارتقاء بالمنظومة الصحية، وهنأ الوزير مصر على إنتاج أول دفعة من لقاح فيروس كورونا بمصر، مشيدًا بجهود مصر المبذولة لتوفير اللقاحات مستقبلاً للأشقاء الأفارقة بعد تلبية الاحتياج المحلي.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.