الجزائر: الحكومة تبحث العودة إلى الإغلاق

البلاد تواجه موجة ثالثة من الفيروس

الجزائر: الحكومة تبحث العودة إلى الإغلاق
TT

الجزائر: الحكومة تبحث العودة إلى الإغلاق

الجزائر: الحكومة تبحث العودة إلى الإغلاق

تبحث الحكومة الجزائرية العودة إلى الحجر المنزلي وإغلاق الفضاءات التجارية الكبيرة والأسواق، بسبب الوضعية المقلقة لوباء كورونا. فمنذ أسبوع، تقترب الإصابات من 500 حالة يومياً مع إحصاء 9 وفيات يومياً على الأقل. ويوجد إجماع لدى الأطباء الموجودين في الخطوط الأمامية لمواجهة الوباء، بأن موجة ثالثة من الفيروس تضرب البلاد حالياً.
وقال الطبيب رياض مهداوي، عضو «اللجنة العلمية لمتابعة فيروس كورونا» التي تتبع وزارة الصحة، للإذاعة العمومية، أمس (الثلاثاء)، إن «اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمواجهة تصاعد حالات الإصابة بفيروس كورونا، أمر غير مستبعد». وأوضح أن «الحالة الوبائية ببلادنا غير مطمئنة، بل تدعو إلى القلق في ظل تصاعد منحى الإصابات والوفيات؛ خصوصاً في عدد من الولايات ذات الكثافة السكانية العالية مثل الجزائر العاصمة وقسنطينة (شرق) ووهران (غرب)».
وأكد أن «الأرقام المصرح بها بخصوص عدد الإصابات لا تمثل حقيقة الواقع، لأن هناك كثيراً من المواطنين لا يصرحون بإصاباتهم ويفضلون عدم زيارة الطبيب أو المصالح المختصة، ويكتفون بتناول الأدوية. كما أن الحصيلة التي تعلنها اللجان الطبية المختصة تمثل نتائج التحاليل والفحوصات الأولية فقط، لذلك يتوجب علينا دق ناقوس الخطر والبحث عن حلول مستعجلة، منها العودة إلى الإجراءات الاحترازية الغائبة، للأسف، في شوارعنا وأسواقنا ومحلاتنا التجارية».
يشار إلى أن إجمالي الإصابات رسمياً، يقترب من 150 ألف، فيما عدد الوفيات فاق 3700. أما المتعافون من المرض فهو في حدود 100 ألف.
وبشأن السلالات الجديدة للفيروس المنتشرة بكثرة، خاصة «دلتا»، ذكر مهياوي أن «الأعراض الكلاسيكية للفيروس تغيرت فضلاً عن ظهور أعراض أخرى. كما أن الكشف عنها صعب جداً، في ظل نقص الإمكانات، لكن المؤكد أن جميع السلالات كالبريطانية والهندية منتشرة بلادنا، لذلك يتوجب على كل من يشعر ببعض الأعراض أن يتوجه للطبيب، كما يتوجب علينا البحث سريعاً وبصفة مستعجلة عن إجراءات للتصدي لها».
وأوضح مهياوي أن تطبيق نظام الحجر الصحي «أعطى ثماره خلال انتشار السلالة الأولى للفيروس، لكن في ظل التهاون التام وعدم احترام إجراءات الوقاية، لا نستبعد العودة للإغلاق أو اتخاذ قرارات وإجراءات بصفة مستعجلة، للتصدي لانتشار الفيروس في سلالاته الجديدة».
وأضاف أن أقسام الإنعاش والاستعجالات في كل المستشفيات، تعاني من ضغط شديد بسبب كثرة المصابين، مشيراً إلى البدء في تحويل أسرة الأجنحة الطبية والجراحية غير المستعجلة إلى مصالح «كوفيد 19». في كامل المستشفيات والمصحات الكبيرة، للتكفل بحالات الإصابة بالفيروس، تنفيذاً لنتائج اجتماع عقد، خلال الأسبوع الماضي، بين وزير الصحة ومديري الصحة بالولايات ومسيري المستشفيات.
وبحسب مصادر طبية، قررت وزارة الصحة إعادة النظر في مخطط العطل السنوية للأطقم الطبية، بخفضها من 3 أسابيع إلى أسبوعين. وقال مهياوي بهذا الخصوص، إن تصاعد وتيرة الإصابات يحتم مراجعة الإجازات رغم الإرهاق الشديد الذي يعاني منه الأطباء والممرضون، حسبما جاء في تصريحاته. ونفى أخباراً نشرتها وسائل الإعلام، تتعلق بـ«نقص في مادة الأكسجين»، مؤكداً أن المخزون «متوفر ولا داعي للقلق».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».