وزير مصري: السعودية مُصرة على اجتثاث التطرف و«الفكر الإخواني»

جمعة أشار إلى جهود بلاده والمملكة لمواجهة الجماعات «الإرهابية»

TT

وزير مصري: السعودية مُصرة على اجتثاث التطرف و«الفكر الإخواني»

أكد وزير الأوقاف المصري، الدكتور محمد مختار جمعة، أن «مصر والسعودية تواجهان التطرف والجماعات (الإرهابية)، وتعملان وبقوة على خدمة دين الله عز وجل وبيان أوجه يسره ووسطيته وسماحته ووجهه المشرق وحضارته العظيمة الراقية». وأشار الوزير في تصريحات مساء أول من أمس عقب وصوله إلى القاهرة عائداً من زيارة عمل للمملكة العربية السعودية إلى «جدية السعودية في مواجهة الفكر المتطرف، والحرص البالغ من القيادة السعودية - سياسية ودينية - على نشر معاني الوسطية والاعتدال ومواجهة واستئصال الأفكار والجماعات (المتطرفة)».
ووفق وكالة أنباء «الشرق الأوسط» الرسمية في مصر، قال وزير الأوقاف المصري إنه «لمس على أرض الواقع إصراراً سعودياً على اجتثاث التطرف و(الفكر الإخواني)»، مبيناً أنه «سوف يعمل مع نظيره السعودي الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، على استئصال هذا الفكر واقتلاعه من جذوره»، مشيداً بـ«شجاعة آل الشيخ وجرأته في مواجهة (الفكر الإخواني) وعناصر هذه الجماعة»، مضيفاً أن «العمل على اجتثاث الفكر المتطرف وتجفيف منابعه هو واجب الوقت، ولا بد من تضافر الجهود للقضاء عليه، حيث تشكل هذه الجماعات المتطرفة خطراً داهماً على الدين والوطن».
وأعلنت «هيئة كبار العلماء السعودية» في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أن «(الإخوان جماعة إرهابية)، لا تمثل منهج الإسلام، وتتبع أهدافها الحزبية، وتتستر بالدين، وتمارس ما يخالفه من الفرقة وإثارة الفتنة والعنف والإرهاب»، محذرة حينها من «الانتماء إليها أو التعاطف معها». وهو الموقف الذي أيّده كذلك «مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي». وتُجمع مؤسسات مصر الدينية (الأزهر والأوقاف والإفتاء) على «حرمة الانضمام إلى الجماعة».
وشدد الوزير جمعة في الوقت نفسه على أن «مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان، وأنه لا بد للدين من دولة قوية تحمله وتحميه وترفع رايته عالية، راية رحمة للعالمين، وليس قتلاً وتخريباً ودماراً كما تفعل الجماعات (الإرهابية) وعناصرها المتطرفة التي تتدثر بعباءة الدين ظلماً وزوراً ومخادعة، حيث أعمتهم مطامعهم عن كل شيء؛ إلا ما يحقق مصالحهم الشخصية ومصلحة جماعتهم (الإرهابية)، فمصلحة الجماعة عندهم فوق مصلحة الدولة، ومصلحة التنظيم فوق مصلحة الأمة ومصلحة الدين معاً، والوطن عندهم (حفنة تراب) لا قيمة لها، متناسين أو متجاهلين أن الوطن عرض ودين».
موضحاً أن «الأديان جاءت لسعادة الناس وليس لشقائهم، وأن دورنا هو عمارة الدنيا بالدين وليس تخريبها باسم الدين، فلن يحترم الناس ديننا ما لم نتفوق في أمور دنيانا، فإن تفوقنا في أمور دنيانا، احترم الناس ديننا ودنيانا». وكان وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي، ووزير الأوقاف المصري، قد وقعا قبل أيام البرنامج التنفيذي للتعاون في مجال الشؤون الإسلامية. ويأتي توقيع البرنامج «اتساقاً مع العلاقات السعودية - المصرية المتميزة والقائمة على مبدأ الأخوة ووحدة الهدف والمصير المشترك، وحرص قيادة البلدين لكل ما فيه خير ومصلحة لخدمة الإسلام والمسلمين، ونشر مبادئ الوسطية والاعتدال، ونبذ الغلو والتطرف والتصدي للجماعات (المتطرفة)». من جهته، أشاد الوزير المصري بـ«الحفاوة البالغة التي تم استقباله بها من جانب المراسم الملكية ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة»، مؤكداً أن «تلك الحفاوة تنم عن عمق ومتانة العلاقة بين الدولتين الشقيقتين مصر والسعودية».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.