«يورو 2020»: النقاد كانوا دائماً على مستوى الحدث في القنوات الرياضية الإنجليزية

من صدمة إريكسن... مروراً بإدخال البهجة في نفوس المشاهدين... وصولاً إلى نقد أداء بلادهم

لاعبو الدنمارك  قبل استئناف اللعب أمام فنلندا بعد سقوط إريكسن فجأة (غيتي)
لاعبو الدنمارك قبل استئناف اللعب أمام فنلندا بعد سقوط إريكسن فجأة (غيتي)
TT

«يورو 2020»: النقاد كانوا دائماً على مستوى الحدث في القنوات الرياضية الإنجليزية

لاعبو الدنمارك  قبل استئناف اللعب أمام فنلندا بعد سقوط إريكسن فجأة (غيتي)
لاعبو الدنمارك قبل استئناف اللعب أمام فنلندا بعد سقوط إريكسن فجأة (غيتي)

رغم أن هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) تلقت ما يقرب من 6500 شكوى بشأن «الأسلوب الفضولي» لتغطيتها للمحاولات الناجحة لإعادة النجم الدنماركي كريستيان إريكسن للحياة بعد سقوطه المفاجئ خلال مباراة الدنمارك الافتتاحية في يورو 2020 ضد فنلندا، إلا أن تغطية بي بي سي لذلك الحدث الذي كاد أن يتحول إلى كارثة، كانت بارعة إلى حد كبير. وأشارت بي بي سي في اعتذارها اللاحق لأولئك المستائين من صور اللاعب المصاب وهو يتلقى الرعاية الطبية، إلى أنها لا تملك أي سيطرة على التغطية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (الويفا) كهيئة بث، وزعمت أنها قطعت تغطيتها المباشرة للمباراة «في أسرع وقت ممكن» بمجرد إيقاف المباراة.
وفي حين أنه يبدو من الآمن افتراض أن معظم الشكاوى المسجلة كانت تركز على طول الوقت الذي استغرقه الأمر للعودة إلى الاستوديو بعد سقوط إريكسن، إلا أن زملاء اللاعب المصدومين فكروا بسرعة ورأوا أن زميلهم يجب أن يحصل على أكبر قدر ممكن من الخصوصية التي يستحقها، وبالتالي يجب إخفاء هذا المشهد عن الأنظار. وخلال ما وصفه بأنه «أصعب تغطية مؤلمة وعاطفية شاركت فيها على الإطلاق»، لم يكن بوسع غاري لينيكر وفريق المحللين الذين يعملون معه أن يتصرفوا بشكل أفضل في وقت لم يكونوا يعرفون فيه ما إذا كان هذا اللاعب المشهور الذي لديه عدد لا يحصى من المعجبين والمحبين البريطانيين سيموت أم لا.
وهناك حالة من الجدل بشأن الجانب الأخلاقي في أن تقوم القنوات التلفزيونية بالتركيز على الدوائر المغلقة التي نظمها لاعبو المنتخب الدنماركي حول إريكسن بعد سقوطه مغشيا عليه. لكن مهما كانت الأفكار التي تراود المرء فيما يتعلق بمثل هذا اللغز الأخلاقي الشائك، فلا جدال في أن لينيكر وسيسك فابريغاس وأليكس سكوت وميكا ريتشاردز، الذي كانت تظهر عليه علامات الحزن بشكل غير معهود، قد تعاملوا مع هذا الحدث بشكل جيد للغاية.
ورغم أن هؤلاء المحللين كانوا يشعرون بالصدمة والخوف والانزعاج مثل المشاهدين تماما، إلا أنهم رفضوا الانخراط في تكهنات لا معنى لها حول الأحداث التي تتكشف في ملعب بعيد في كوبنهاغن. وقالت أليكس سكوت وهي تبكي عندما أشار لينيكر إلى أنه من المستحيل معرفة ما سيقوله سوى أن يتمنى كل الخير لإريكسن: «أنا بالفعل متأثرة للغاية». واستطردت الظهيرة السابقة للمنتخب الإنجليزي قائلة إنها شعرت بأنه يتعين عليها «الاتصال هاتفيا بوالدتي لكي أخبرها بأنني أحبها»، موضحة أنه من السهل أن تنسى أن الحياة بأكملها يمكن أن تتغير بنبضة قلب واحدة!
وبعد خروج إريكسن من المستشفى وتعافيه بقدر كبير، وجد سكوت وريتشاردز نفسيهما بعد ستة أيام في وضع آخر لا يحسدان عليه. فبينما كانا يجلسان جنبا إلى جنب مع القائد السابق لمنتخب ويلز، آشلي ويليامز، في حوار يترأسه غابي لوغان، تم تكليفهما بتحليل واحد من أكثر الأشواط كآبة في تاريخ كرة القدم. لقد فضلا تجاهل ما حدث تماما في تلك المباراة بين السويد وسلوفاكيا، وقررا بدلا من ذلك غناء إحدى الأغنيات الشهيرة من أجل إدخال البهجة في نفوس المشاهدين الذين يشعرون بالملل، بدلا من أي محاولات عقيمة لتحليل المباراة المملة التي شاهداها للتو.
ورغم أن الأمر استغرق بعض الوقت، يبدو أننا وصلنا أخيراً إلى نقطة جيدة لا يؤدي فيها وجود نساء داخل استوديوهات تحليل المباريات إلى إثارة سخرية المشجعين على وسائل التواصل الاجتماعي. وعلى قناة «آي تي في» التلفزيونية، استغلت إيما هايز بطولة كأس الأمم الأوروبية 2020 لنشر أوراق اعتمادها كمحللة ماهرة للمباريات لجمهور أوسع قد لا يكون على دراية بعملها كمديرة فنية لفريق نادي تشيلسي للسيدات. وتتمتع هايز بحس فكاهي، كما أنها تمتلك شخصية جذابة يغمرها الحماس الشديد.
وإذا كان هناك انتقاد بسيط يمكن توجيهه إليها فربما يتمثل هذا الانتقاد في أنها ذكية وماهرة أكثر من اللازم! فبينما كانت تجلس إلى جوار المعلق التلفزيوني الشهير سام ماتيرفيس، كانت تتحدث في التفاصيل الدقيقة للمباراة التي حققت فيها سلوفاكيا الفوز على بولندا، لدرجة أن حديثها التفصيلي عن التغطية العكسية والتغلب على الدفاعات المتكتلة ربما كان صعبا أن يفهمه المتفرج العادي.
وبينما لم يتم اتهام روبي سافاج أبداً بأنه مهووس بالتفاصيل، يبدو أن التعليق على المباريات ما هو إلا جزء صغير من المواهب المتعددة التي يمتلكها ويقدمها بكل ثقة في النفس. وقد تعرض سافاج لانتقادات لاذعة لكونه متحيزاً بشكل مفرط خلال المباراة التي حققت فيها ويلز الفوز على تركيا، رغم أن مناشداته المليئة بالذعر إلى المعلق ستيف ويلسون لإخباره بالوقت المتبقي من المباراة، كانت رائعة بشكل يستحق الثناء.
وبالعودة إلى قناة «آي تفي في»، فقد قدم آلي ماكويست وغرايم سونيس أداء جيدا للغاية، ولم يكونا أقل تحيزا من سافاج، حيث أعلن ماكويست أنه «مستعد للسير على الأقدام مئات الأميال في حال فوز المنتخب الأسكتلندي على نظيره الإنجليزي على ملعب ويمبلي الشهير! ويجب أن نشير إلى أنه من الطبيعي والمفهوم للغاية أن تكون هناك تحيزات من قبل المحللين خلال البطولات الدولية، لأنه من المنطقي أن ينحاز محلل إلى منتخب بلاده، ويجب أن نشجع هذا الأمر، حيث يساهم ذلك في إثراء النقاش بين المحللين من أسكوتلندا وويلز وإنجلترا.
ورغم أن آيرلندا الشمالية التي ينتمي إليها روي كين لا تلعب في المسابقة، فإنه أثار موجة من الضحك عندما علق على قرار عزل بن تشيلويل وميسون ماونت ومنعهما من اللعب مع المنتخب الإنجليزي لأنهما تحدثا مع بيلي غيلمور، لاعب منتخب أسكوتلندا الذي ثبتت إصابته بفيروس كورونا، لفترة طويلة في نفق المباراة، حيث قال كين: «ما السبب الذي يجعلك تتحدث مع لاعب من الفريق المنافس لأكثر من 20 دقيقة؟ «أنا لا أهتم بما إذا كان هذا زميلك في الفريق أم لا. أنا نادرا ما أتحدث إلى أي شخص لأكثر من خمس دقائق!» وأشار كين إلى أن هذا الأمر ينطبق على جميع الأشخاص الذين يتحدث معهم، بما في ذلك زوجته!


مقالات ذات صلة

جاك كولز «كشاف» يستخدم لعبة «فوتبول مانجر» للعثور على لاعبين لمنتخب غينيا بيساو

رياضة عالمية منتخب غينيا بيساو المغمور يأمل الاستفادة من ابناء الجيل الثاني لمواطنيه المغتربين بأوروبا (غيتي)

جاك كولز «كشاف» يستخدم لعبة «فوتبول مانجر» للعثور على لاعبين لمنتخب غينيا بيساو

قاد جاك تشارلتون جمهورية آيرلندا للوصول إلى الدور ربع النهائي في كأس العالم. فعندما تم تعيينه مديرا فنيا للمنتخب في أواخر الثمانينات من القرن الماضي، بدأ يبحث

ريتشارد فوستر (لندن)
رياضة عالمية كين (يمين) يسجل هدفه الثاني من ثلاثية فوز أنجلترا على أيطاليا (ا ب)

9 منتخبات تضمن تأهلها لـ«يورو 2024» وإيطاليا تنتظر معركة مع أوكرانيا

مع ختام الجولة الثامنة لتصفيات كأس أوروبا (يورو 2024) المقررة الصيف المقبل في ألمانيا، تأكد تأهل 9 منتخبات إلى النهائيات هي إنجلترا والنمسا وبلجيكا وإسبانيا

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متسوق يدفع بورقة من فئة عشرة يوروات بسوق محلية في نيس بفرنسا (رويترز)

اليورو يسجّل أدنى مستوى له مقابل الدولار منذ 20 عاماً

سجّل اليورو، اليوم (الثلاثاء)، أدنى مستوياته مقابل الدولار الأميركي منذ نحو 20 عاماً وبلغ 1.0306 دولار لليورو متأثراً بالتوترات المرتبطة بالطاقة في أوروبا وقوة العملة الأميركية التي تستفيد من السياسة النقدية المشددة للاحتياطي الفيدرالي. وارتفع الدولار قرابة الساعة 08.50 بتوقيت غرينتش بنسبة 1.03 في المائة مسجّلاً 1.0315 للدولار مقابل اليورو.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أشخاص يسيرون أمام مكتب صرافة في موسكو (إ.ب.أ)

الروبل الروسي يصعد أمام اليورو إلى أعلى مستوى في 7 سنوات

تواصل العملة الروسية ارتفاعها أمام العملتين الأميركية والأوروبية، وتم تداول الدولار اليوم دون 53 روبلاً، فيما جرى تداول اليورو عند مستوى 55 روبلاً وذلك للمرة الأولى في نحو سبع سنوات. وبحلول الساعة العاشرة و42 دقيقة بتوقيت موسكو، تراجع سعر صرف الدولار بنسبة 1.52% إلى مستوى 95.‏52 روبل، فيما انخفض سعر صرف اليورو بنسبة 1.92% إلى 18.‏55 روبل، وفقاً لموقع «آر تي عربية» الروسي.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الرياضة اتحاد الكرة الإنجليزي وشرطة العاصمة مسؤولان عن فوضى المباراة النهائية ليورو 2020

اتحاد الكرة الإنجليزي وشرطة العاصمة مسؤولان عن فوضى المباراة النهائية ليورو 2020

قالت لويز كيسي «عضو مجلس اللوردات البريطاني» في تقريرها الشامل عن الأحداث التي وقعت خلال المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية 2020 على ملعب ويمبلي في 11 يوليو (تموز): «أنا لست بصدد إلقاء اللوم على بعض الأفراد. لذا، إذا كان الناس يبحثون عن تقرير يحاول تحويل بعض الأفراد إلى كبش فداء، فلن تجدوا ذلك. كانت هناك إخفاقات جماعية حددتها وكانت واضحة. وهناك أيضاً عوامل مخففة أصفها في التقرير بأنها (عاصفة كاملة) جعلت من الصعب للغاية إدارة هذه المباراة النهائية». وبعد صدور التقرير الصادر من 129 صفحة، يبدو من غير المحتمل أن كلمات كيسي ستوقف الأشخاص الذين يتطلعون إلى تحميل فرد ما مسؤولية ما حدث.

بول ماكينيس (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.