كيف تكسر عزلتك بعيداً عن أصدقاء العمل؟

امرأة تعمل من منزلها وسط تفشي فيروس كورونا (رويترز)
امرأة تعمل من منزلها وسط تفشي فيروس كورونا (رويترز)
TT
20

كيف تكسر عزلتك بعيداً عن أصدقاء العمل؟

امرأة تعمل من منزلها وسط تفشي فيروس كورونا (رويترز)
امرأة تعمل من منزلها وسط تفشي فيروس كورونا (رويترز)

يعتبر فقدان الحياة الاجتماعية التي توفرها بيئة المكاتب أحد أصعب أجزاء العمل عن بُعد. ولكن، لمجرد أنك لست في نفس المبنى مع الآخرين لا يعني أنه عليك بأن تكون بعيداً عن زملائك، وفقاً لمجلة «تايم».
وعليك البدء في بناء حياتك الاجتماعية خارج المكتب من خلال التواصل مع زملاء العمل الذين تحبهم - والتحدث عن أشياء إلى جانب العمل. تقول شاستا نيلسون، خبيرة الصداقة ومؤلفة كتاب «أعمال الصداقة: تحقيق أقصى استفادة من العلاقات حيث نقضي معظم وقتنا»، إن هناك كثيراً من الأسباب التي تجعل هذا الأمر محرجاً في البداية.
وأشارت الى أنه ربما لم تكن معتاداً على بدء التواصل خارج العمل، أو قد تشعر بالإرهاق من التواصل الافتراضي، لذا فإن فكرة جدولة مكالمة «زووم» أخرى ليست جذابة بشكل خاص، لكنها في الواقع طريقة جيدة للتغلب على انزعاجك.
وقالت نيلسون إن أي شكل من أشكال التواصل الاجتماعي مفيد لصحتك العقلية والجسدية؛ يرتبط الشعور بالوحدة بزيادة مخاطر المشاكل الصحية مثل القلق والاكتئاب وأمراض القلب، في حين أن وجود روابط اجتماعية قوية يرتبط بالعكس. العلاقات مع زملاء العمل مهمة بشكل خاص ليس فقط لرفاهيتك، ولكن أيضاً لمؤسستك بأكملها.
لذا، حتى لو كان ذلك غير مريح، أو إذا كنت تشعر بالخجل، فلا يزال يتعين عليك بذل جهد لتنمية الصداقات في العمل.
* كن الشخص الذي يقدم على التواصل
تقترح نيلسون تدوين أسماء ثلاثة إلى خمسة أشخاص في مكتبك تفتقدهم، أو ترغب في التعرف عليهم بشكل أفضل. سيساعدك هذا في تحديد أولويات العلاقات التي تحرص على الحفاظ عليها أو تطويرها.
عندما تتواصل معهم، تقترح نيلسون كتابة سطراً افتتاحياً، مثل: «هل ترغب في إجراء مكالمة لمدة 15 دقيقة، قبل اجتماع فريقنا الأسبوع المقبل للتحدث عن بعض الأمور؟».
أثناء المكالمة أو الدردشة المرئية، تشجع تيري كيرتزبيرغ، أستاذ الإدارة والأعمال العالمية في كلية روتجرز للأعمال الأشخاص على أن يكونوا صريحين، ومشاركة ما يحدث بالفعل في حياتهم. تقول: «في بعض الأحيان، نهدف إلى ان نكون محترفين إلى الحد الذي لا نظهر فيه كبشر، وأعتقد أن الناس يحبوننا بشكل أفضل إذا كنا مجرد أشخاص طبيعيين».
وإذا كنت قلقاً بشأن إجراء محادثة، فيمكنك تحضير الأفكار حول عدد قليل من الموضوعات التي يجب مناقشتها قبل أن تبدأ في إجراء مكالمة: «الكتب التي قرأتها أو ملفات (البودكاست)، التي استمتعت بها أو البرامج التليفزيونية التي شاهدتها».

* إيجاد أرضية مشتركة

تقول نيلسون: «الإيجابية لا تعني مجرد قول أشياء إيجابية... هدفنا ليس أن نكون إيجابيين؛ هدفنا هو أن يترك كلا الشخصين شعوراً أفضل بالتفاعل».
لتعزيز الإيجابية في صداقات العمل لديك، اسأل زملاءك عما جعلهم يشعرون بالسعادة مؤخراً. يمكنك أيضاً بدء مجموعة موحدة عبر إحدى القنوات الإجتماعية لنشر المقالات والأغاني والوصفات، التي كانت ملهمة أو مريحة بالنسبة إليك.
بغض النظر عن مدى قربك من زملائك الآن، قد تبتكر هدفاً متعلقاً بالصحة أو بهواية معينة ترغب في تحقيقه معاً. تقول ماريسا فرانكو، اختصاصية علم النفس وخبيرة الصداقة: «العلاقات هي وسيلة رائعة للمساءلة... هذه طريقة مفيدة للطرفين لتلبية الحاجة للتواصل والمساعدة أيضًا في كومة الأمور التي قد تحدث».
* الانقطاعات ستحدث: كن صريحًا بشأنها
تقول كيرتزبيرغ: «عندما نكون متصلين بالإنترنت، عندما نتحدث عبر مكالمة فيديو، يمكنك أن تعرف في ثانية عندما يتشتت انتباه شخص ما... وهذا ضار».
وأشارت إلى أنه عليك أن تكون متسامحاً عندما تحدث المقاطعات. وعندما تحدث لك، اشرح نفسك ببساطة بشكل صريح.
* لقاءات مجدولة
تقترح فرانكو جدولة موعد متكرر مع أحد زملائك في العمل، للحاق بما فاتك - في وقت الغداء، بعد ظهر يوم الاثنين، أياً كان ما يناسبكما معاً. وتقول فرانكو إن هذه هي أنواع التفاعلات التي تفتقدها عند العمل من المنزل، ولكن يمكنك الحصول على نفس التجربة من خلال الارتباط افتراضياً.
يؤدي إجراء عمليات تسجيل الوصول تلقائياً أيضاً إلى التخلص من الحيرة عندما تتواصل مع زملائك في العمل بعد ذلك.
* التعبير عن التقدير
في نهاية محادثتك، توصي نيلسون بالتعبير عن تقديرك لزميلك في العمل. اشكره على قضاء الوقت في التحدث معك، ومشاركة ما استمتعت به في محادثتك. ويمكن لتقديم مجاملة صادقة، مثل «أعتقد أن أفكارك ستحدث فرقًا»، أن يسعد يومه ويومك.



روبوت بحجم راحة اليد ينفذ مهام دقيقة في البيئات القاسية

الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)
الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)
TT
20

روبوت بحجم راحة اليد ينفذ مهام دقيقة في البيئات القاسية

الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)
الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)

طوّر مهندسون من جامعة يوكوهاما الوطنية في اليابان روبوتاً بحجم راحة اليد، قادراً على العمل بدقة فائقة في جميع الاتجاهات، حتى في أكثر البيئات قسوةً وتطرفاً.

وأوضحت النتائج، التي نشرت الجمعة، بدورية «Advanced Intelligent Systems» أن الروبوت الجديد يمكنه العمل في البيئات المعزولة، والمختبرات عالية الأمان، وحتى البيئات الفضائية، حيث يصعب على البشر التدخل.

واستلهم الباحثون تصميم الروبوت (HB-3) من خنافس وحيد القرن، وهي حشرات معروفة بحركتها القوية والمتعددة الاتجاهات، ما جعلها نموذجاً مثالياً لتطوير روبوت صغير يتمتع بالاستقلالية والدقة الفائقة. ويبلغ وزن الروبوت، الملقّب بـ«الخنفساء الآلية»، 515 غراماً فقط، وحجمه لا يتجاوز 10 سنتيمترات مكعبة، وهذا يجعله أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة.

ويتميز الروبوت بقدرة فريدة على التحرك في جميع الاتجاهات بدقة عالية، معتمداً على مشغلات كهروضغطية (Piezoelectric Actuators)، وهي تقنية تحول الطاقة الكهربائية إلى حركة ميكانيكية دقيقة للغاية. وتعمل هذه المشغلات بطريقة تشبه العضلات الصناعية، حيث تتمدد أو تنكمش عند تطبيق مجال كهربائي، مما يمنح الروبوت قدرة غير مسبوقة على التحرك بدقة تصل إلى مستوى النانومتر.

ووفق الباحثين، يتم التحكم بحركات الروبوت عبر دائرة قيادة مدمجة تعمل بمعالج متقدم، ما يتيح له تنفيذ مهام معقدة دون الحاجة إلى كابلات خارجية. كما زُوّد بكاميرا داخلية وتقنيات تعلم آلي، وهذا يسمح له بالتعرف على الأجسام وضبط حركاته في الوقت الفعلي وفقاً للبيئة المحيطة به.

بالإضافة إلى ذلك، يمكنه استخدام أدوات مختلفة، مثل ملقط دقيق لالتقاط وتجميع المكونات، وحاقن صغير لوضع قطرات دقيقة من المواد، كما يمكن تحويل أدواته إلى مجسات قياس، أو مكواة لحام، أو مفكات براغي، مما يمنحه مرونة واسعة للاستخدام في نطاقات مختلفة.

وأظهرت الاختبارات كفاءة عالية للروبوت في تنفيذ مهام متعددة داخل بيئات مغلقة، باستخدام أدوات دقيقة مثل ملقاط تجميع الشرائح الدقيقة أو محاقن لتطبيق كميات متناهية الصغر من السوائل، حيث حقق دقة فائقة مع معدل نجاح بلغ 87 في المائة.

بيئات صعبة

ووفق الباحثين، صُمم الروبوت للعمل في بيئات يصعب فيها التدخل البشري، حيث يمكن استخدامه في الجراحة الدقيقة ودراسة الخلايا، إضافة إلى تحليل المواد النانوية داخل البيئات المعقمة، ما يجعله أداة مهمة في مختبرات التكنولوجيا الحيوية والفيزياء المتقدمة.

وفي الصناعة الدقيقة، يساهم الروبوت في تصنيع المكونات الإلكترونية الصغيرة مثل رقائق أشباه الموصلات، مع القدرة على العمل في البيئات القاسية مثل الفراغ أو الغرف ذات الضغط العالي.

وخلص الباحثون إلى أن هذا الابتكار يمثل خطوة نحو روبوتات دقيقة مستقلة، مع إمكانات ثورية في المجالات الطبية والصناعية والبحثية. ورغم إنجازاته، يسعى الفريق إلى تحسين سرعة المعالجة وتطوير كاميرات إضافية لتعزيز دقة التوجيه مستقبلاً.