إصابات «كورونا» ترتفع مجدداً في أوروبا... و«الصحة العالمية» تحذّر

دعت إلى تتبع أفضل خلال «كأس أوروبا»

مشجعو فنلندا في ملعب سان بطرسبرغ في 21 يونيو الماضي (إ.ب.أ)
مشجعو فنلندا في ملعب سان بطرسبرغ في 21 يونيو الماضي (إ.ب.أ)
TT

إصابات «كورونا» ترتفع مجدداً في أوروبا... و«الصحة العالمية» تحذّر

مشجعو فنلندا في ملعب سان بطرسبرغ في 21 يونيو الماضي (إ.ب.أ)
مشجعو فنلندا في ملعب سان بطرسبرغ في 21 يونيو الماضي (إ.ب.أ)

أعلن الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية، أمس، أن عدد الإصابات بـ«كوفيد 19» ارتفع مجدداً الأسبوع الماضي في أوروبا بعد تراجعه لـ10 أسابيع متتالية، على خلفية تزايد انتشار المتحورة دلتا الأشد عدوى.
وأعلنت الوكالة الأوروبية للأدوية أن جرعتين من لقاح مضاد لـ«كوفيد» تحميان «كما يبدو» من المتحورة دلتا لفيروس كورونا، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وأكد مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا، هانس كلوغه، أثناء مؤتمر صحافي عبر الإنترنت: «ستكون هناك موجة جديدة في المنطقة الأوروبية، إلا في حال بقينا منضبطين». ورداً على سؤال حول القلق المرتبط بالمباريات الأخيرة لكأس أوروبا لكرة القدم فيما تتزايد الحالات في المدن المنظمة (لندن وباكو وسان بطرسبرغ)، دعت منظمة الصحة العالمية فرع أوروبا إلى تتبع المشجعين بشكل أفضل وليس فقط في الملاعب.
فبعد 10 أسابيع شهدت تراجعاً متواصلاً في الحالات، ارتفع الأسبوع الماضي عدد الإصابات بنسبة 10 في المائة في منطقة أوروبا التي تضم 53 دولة بسبب «تزايد الاختلاط والرحلات والتجمعات وتخفيف القيود الاجتماعية». وقال كلوغه إن «هذا الارتفاع يندرج في سياق وضع يتطوّر بسرعة، نسخة متحوّرة مقلقة - هي المتحوّرة دلتا - وفي منطقة حيث لا يزال ملايين الأشخاص غير ملقحين رغم الجهود الكبيرة من جانب الدول الأعضاء».
وتوقع المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها أن تمثّل المتحوّرة دلتا الشديدة العدوى 90 في المائة من الإصابات الجديدة بـ«كوفيد 19» في الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية أغسطس (آب). وحذّر كلوغه في هذا السياق؛ من أنه «في أغسطس لن يكون سكان المنطقة ملقحين بالكامل»، مذكراً بأن 63 في المائة من الأوروبيين لم يتلقوا بعد الجرعة الأولى.
من جهته، أكد مسؤول استراتيجية اللقاح في الوكالة الأوروبية للأدوية ماركو كافاليري خلال مؤتمر صحافي أن «المعطيات النابعة عن أدلة واقعية تظهر أن جرعتين من لقاح تحميان من المتحورة دلتا». وحذرت كاثرين سمالوود، وهي مسؤولة أخرى في منظمة الصحة، من أن موجة جديدة «قد تحصل قبل الخريف».
وهذه المتحورة التي رصدت في بادئ الأمر في الهند تنتقل بسرعة 40 إلى 60 في المائة أكثر من المتحورة «ألفا»، التي رُصدت أولاً في بريطانيا بحسب الدراسات المتوافرة. كذلك، أجمعت الدراسات على أن تلقي جرعة واحدة من اللقاح لا يقدم سوى حماية محدودة من المتحورة دلتا.
ورداً على سؤال حول خطورة أن تكون مباريات كأس أوروبا لعبت أو تلعب دوراً في تزايد الإصابات، قال كلوغه: «آمل ألا يكون ذلك السبب، لكن لا يمكنني استبعاده». واعتبرت منظمة الصحة العالمية أن المدن المضيفة للمباريات الأخيرة من بطولة كأس أوروبا لكرة يجب أن تضمن تتبعاً أفضل لحركة تنقل المشجعين، بما في ذلك قبل وصولهم وبعد مغادرتهم الملعب. وقالت سمالوود، رداً على سؤال حول التوصيات في مواجهة تزايد الحالات في لندن وسان بطرسبرغ ومنذ فترة في باكو: «نحن بحاجة للنظر إلى ما هو أبعد من الملاعب نفسها».
ومن المقرر أن تستضيف العاصمة البريطانية دور نصف النهائي ونهائي البطولة الأسبوع المقبل، فيما تقام في ثاني مدن روسيا مباراة ربع النهائي الجمعة بين سويسرا وإسبانيا. أما العاصمة الأذربيجانية فتستضيف السبت مباراة الدنمارك وتشيكيا.
ورصدت مئات الحالات لدى المشجعين في مباريات كأس أوروبا؛ خصوصاً لدى الأسكوتلنديين العائدين من لندن أو الفنلنديين العائدين من سان بطرسبرغ أو مشجعين في ملعب كوبنهاغن تبين أنهم مصابون بمتحورة دلتا. وأكدت سمالوود أن «ما يجب أن ننظر إليه حول الملاعب هو كيف يصل الناس إلى هناك، هل يتحركون في قوافل حافلات مزدحمة أم أنهم يطبقون إجراءات فردية؟». وأضافت أن منظمة الصحة العالمية في أوروبا تدعو أيضاً إلى متابعة أفضل لما يمكن أن يقوم به المشجعون «حين يغادرون الملعب».
ودعت المنظمة إلى التيقظ في كل التجمعات الصيفية الكبيرة بشكل عام سواء في بطولة كأس أوروبا أم غيرها.
في سياق متصل، سجّلت روسيا أمس 672 وفاة جرّاء فيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الأخيرة، وفق ما أعلنت الحكومة، في حصيلة قياسية للوفيات لثالث يوم على التوالي. وتواجه البلاد تفشياً واسعاً للوباء نجم عن انتشار المتحورة «دلتا» في إطار وضع يتدهور جرّاء بطء حملة التطعيم، فيما حضّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، السكان على تلقي اللقاحات.
وتسبب فيروس كورونا بوفاة 3949567 شخصاً في العالم منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2019. حسب تعداد أجرته وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى مصادر رسميّة أمس.


مقالات ذات صلة

صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )

الصين تحظر تصدير معادن أساسية إلى أميركا وسط حرب تجارية محتملة

الصين تحظر صادرات مواد متعلقة بمعادن الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون التي لها استخدامات عسكرية محتملة إلى أميركا (رويترز)
الصين تحظر صادرات مواد متعلقة بمعادن الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون التي لها استخدامات عسكرية محتملة إلى أميركا (رويترز)
TT

الصين تحظر تصدير معادن أساسية إلى أميركا وسط حرب تجارية محتملة

الصين تحظر صادرات مواد متعلقة بمعادن الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون التي لها استخدامات عسكرية محتملة إلى أميركا (رويترز)
الصين تحظر صادرات مواد متعلقة بمعادن الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون التي لها استخدامات عسكرية محتملة إلى أميركا (رويترز)

قالت الصين، الثلاثاء، إنها حظرت صادرات مواد متعلقة بمعادن الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون التي لها استخدامات عسكرية محتملة إلى الولايات المتحدة، وذلك غداة حملة إجراءات أميركية صارمة على قطاع أشباه الموصلات في الصين.

ووفقاً لـ«رويترز»، عزت وزارة التجارة الصينية قرارها بشأن المواد ذات الاستخدام المزدوج في التطبيقات العسكرية والمدنية إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي.

ويتطلب القرار الذي دخل حيز التنفيذ فور إعلانه مراجعة صارمة أيضاً بشأن عناصر الغرافيت التي يتم شحنها إلى الولايات المتحدة.

وقالت الوزارة: «من حيث المبدأ، لن يُسمح بتصدير الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون والمواد شديدة الصلابة إلى الولايات المتحدة».

ويشدد القرار القيود المفروضة على صادرات ما يعرف بالمعادن الحرجة التي بدأت بكين في طرحها العام الماضي، لكنها تنطبق فقط على السوق الأميركية، في أحدث تصعيد للتوتر التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم قبل تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب منصبه.

وتُظهر بيانات الجمارك الصينية عدم وجود شحنات من الجرمانيوم أو الغاليوم إلى الولايات المتحدة منذ بداية العام حتى أكتوبر (تشرين الأول)، رغم أنها كانت رابع أكبر مستورد للجرمانيوم وخامس أكبر مستورد للجاليوم قبل عام.

ويستخدم الغاليوم والجرمانيوم في أشباه الموصلات، ويستخدم الجرمانيوم أيضا في تكنولوجيا الأشعة تحت الحمراء وكابلات الألياف الضوئية والخلايا الشمسية.