«ترداد» تدمج الفنون كي تتألق بيروت من جديد

يستضيفها «متحف سرسق» و«درج الفاندوم» و«شارع الكرنتينا»

فيلم «قلتلك خلص» يشارك في مبادرة «ترداد» الفنية
فيلم «قلتلك خلص» يشارك في مبادرة «ترداد» الفنية
TT

«ترداد» تدمج الفنون كي تتألق بيروت من جديد

فيلم «قلتلك خلص» يشارك في مبادرة «ترداد» الفنية
فيلم «قلتلك خلص» يشارك في مبادرة «ترداد» الفنية

بعيد انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس (آب) الماضي قررت الأونيسكو إطلاق حملة «لبيروت» لجمع التبرعات ومساعدة الأهالي المنكوبين وترميم بيوتهم. وبعد فترة من الوقت وجدت أن إعمار الحجر لا يكفي وحده لبث الأمل في نفوس الناس. ورأت أن هناك حاجة لتلوين حياتهم بنشاطات ثقافية وفنية، يستعيدون معها نبض مدينتهم المعتادين عليه. اتصلت اليونيسكو بـ5 جمعيات ومؤسسات فنية لينبثق من تعاونها معها مبادرة «ترداد». لماذا ترداد؟ لأن هذا النشاط سيكون بمثابة الصدى الثقافي الذي عرفت به العاصمة. وابتداءً من 2 يوليو (تموز) ينطلق برنامج «ترداد» ليحتضن فعالياته كل من متحف سرسق وشارع الكرنتينا ودرج الفاندوم في شارع مار مخايل، إضافة إلى مدرسة الفرير في منطقة الجميزة.
أما الجمعيات المشاركة في المبادرة فتتألف من «فرقة زقاق» المسرحية و«متروبوليس سينما» و«مقامات» و«ارتجال» و«السمندل». ويوضح جو إلياس، المتحدث باسم الجمعيات الخمس لـ«الشرق الأوسط»: «ميزة هذه المبادرة هي دمجها لفنون مختلفة، بحيث لا يقتصر البرنامج على لوحات خاصة بالمسرح وحده أو الموسيقى أو الرسم. هذا المزيج بينها يأتي نتيجة تعاون الجمعيات مع بعضها لاستحداث عروض سباقة وذات خلفية فنية غنية».
وعن طبيعة النشاطات التي تتضمنها «ترداد» وتستمر لغاية 4 يوليو (تموز) يقول إلياس: «ستنبض بيروت بلوحات فنية راقصة وأخرى سينمائية، يواكبها عزف موسيقي. ويتألف البرنامج من 16 عرضاً تفاعلياً و10 ورشات عمل. كما ستنشر المبادرة الفرح تحت عنوان «رحلة إلى»، مفتتحة فعالياتها في شارع مار مخايل. وضمن موكب أدائي يصور رحلة سوريالية لمجموعة من البدو، سنتابع لوحات تجمع بين الموسيقى والسيرك والرقص وتحريك الدمى مع فرقة زيرقون».
سيجد رواد مبادرة «ترداد» صعوبة في اختيار النشاطات التي يرغبون في متابعتها، لأنها ستكون متداخلة بالتوازي مع أخرى تتوزع على أماكن مختلفة.
وتشير ماري نور حشيمي المسؤولة الإعلامية في متحف سرسق لـ«الشرق الأوسط» أن المتحف سيستضيف نحو 9 نشاطات فنية في أرجائه بينها أفلام سينمائية ولوحات راقصة وأخرى موسيقية، إضافة إلى عروض رسم حية». وتتابع: «إننا سعداء باستضافة النسخة الأولى من (ترداد)، سيما وأنه وجه من وجوه بيروت المضيئة».
ويشهد اليوم الأول للمبادرة في 2 يوليو عرضاً تفاعلياً بعنوان «فولطير» لمجموعة كهربا الفنية، وذلك في السابعة مساء على درج فاندوم في مار مخايل. ويليه في الثامنة في متحف سرسق عرض راقص لرالف وروجيه قبلان بعنوان «هيب هوب سينك». فيقدمان عرضاً ديناميكياً من نوع الـ«بريك دانس» في لوحات سريعة الحركة. وفي مكان آخر من المتحف وبموازاة هذا النشاط يقدم الراقص بسام أبو دياب عرضاً راقصاً معاصراً بعنوان «تحت الجلد»، يروي خلاله تجربة شخصية حول علاقة جسد مع قنبلة في إطار كوميدي ساخر. ويطرح الراقص تساؤلاً حول جدوى مواجهة الخطر، وما هي ردات فعل الجسد في مواجهة حالات الموت والقصف، وكيفية البقاء على قيد الحياة، من وجهة نظر خيالية. وفي التاسعة مساء من اليوم نفسه، وعلى درج الفاندوم، سيتابع الحضور «قصصكم عالدرج» لفريق لبن من مسرح إعادة التمثيل. وهو مسرح مرتجل قائم على قصص شخصية يتشارك فيها الجمهور. أما في العاشرة مساء في متحف سرسق وفي نتاج مشترك لجمعيتي ارتجال ومتروبوليس سينما، سنتابع «طوبولوجيا بصفة الغائب» الجامع بين الموسيقى والعرض السينمائي. ويتضمن عرض لقطات مصورة صامتة وصوراً عن لبنان تبث لأول مرة. ويستند العرض إلى لقطات أرشيفية من عشرينيات القرن الماضي، تم التقاطها في لبنان بواسطة مصورين تابعين لمعهدي «باتيه» و«غومون». هذه الصور ذات الصلة بشكل خاص بحالة البلد اليوم، تعيد الحياة إلى الماضي، بعد مائة عام من التقاط الكاميرا لأول مرة هذه الأجساد والوجوه والعيون.
وفي اليوم الثاني (3 يوليو) من فعاليات المبادرة نتابع في متحف سرسق عرضاً راقصاً لخلود ياسين بعنوان «أبطال»، تأخذنا خلاله إلى الجسد وقدرته على التأثير. كيف يصبح الجسد رمزاً للقوّة؟ وكيف يصبح انهيار هذا الجسد إعلاناً لانهيار السلطة؟ أما على درج الفاندوم فسنشاهد فرقة زقاق المسرحية في قراءة مسرحية «هو الذي رأى»، وهو عمل مسرحي يتناول موضوع الموت وقيمة الحياة بالارتكاز على ملحمة غلغامش وغيرها.
وفي التاسعة مساء 3 يوليو سيتاح لهواة السينما مشاهدة أول عرض لفيلم إيلي خليفة «قلتلك خلص». ويطل علينا في متحف سرسق في العاشرة والنصف مساء حفل رسم مباشر بالتعاون مع السمندل. واختارت جمعية ارتجال 4 عازفين للمشاركة فيه موسيقياً يرافقون الرسامين في عملهم المباشر على المسرح.
وتختتم المبادرة فعالياتها في 4 يوليو بموكب مفتوح لفرقة «زيرقون» شبيه بعرض الافتتاح يلتقون فيه بالجمهور في حديقة الكرنتينا العامة. أما ألكسندر بوليكيفيتش فيقدم في الثامنة مساء في متحف سرسق عرضه الراقص «عليهم» المستوحى من تجربته الشخصية في الخسارة والألم. ويليه في التاسعة عرض أفلام قصيرة لمانون نمور وفيروز سرحال وفادي باقي.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.