نجوم الغانم: الحراك الفني السعودي سينعش السينما في الخليج

المخرجة الإماراتية طالبت بضرائب على الأفلام الأجنبية

الفنانة الإماراتية نجوم الغانم (الشرق الأوسط)
الفنانة الإماراتية نجوم الغانم (الشرق الأوسط)
TT

نجوم الغانم: الحراك الفني السعودي سينعش السينما في الخليج

الفنانة الإماراتية نجوم الغانم (الشرق الأوسط)
الفنانة الإماراتية نجوم الغانم (الشرق الأوسط)

أكدت المخرجة الإماراتية نجوم الغانم أن توقف مهرجانات السينما في بلادها أثر سلبياً على إنتاج الأفلام، وقالت في حديثها لـ»الشرق الأوسط» إن الحراك الفني الكبير في السعودية سينعش السينما الخليجية، مشيرة إلى أنها تتطلع لإخراج أول أفلامها الروائية الطويلة خلال الفترة المقبلة.
نجوم الغانم، أديبة ومخرجة سينمائية وشاعرة صدر لها ستة دواوين، وفنانة تشكيلية، أخرجت نحو 20 فيلماً روائياً قصيراً ووثائقياً، وفازت بجوائز دولية ومحلية عدة، وهي من أهم المخرجات في الإمارات، وقد حصلت على بكالوريوس في الإنتاج والإخراج من جامعة أوهايو الأميركية، كما حصلت على ماجستير في الاخراج السينمائي عام 1999 من جامعة غريفيث بأستراليا، وشاركت كعضو لجنة تحكيم بعدد كبير من المهرجانات أحدثها مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة .
وعن مشاركتها بمهرجان الإسماعيلية، تقول: «شاركت قبل عامين بالمهرجان بفيلم (آلات حادة) الذي يتناول سيرة الفنان التشكيلي الإماراتى حسن شريف مؤسس التيار المفاهيمي، وحصلت على جائزة أفضل فيلم من المهرجان، كما حصلت على تسعة جوائز من مهرجانات أخرى عن الفيلم ذاته، أما مشاركتي هذا العام في لجنة التحكيم فهي مسؤولية ومتعة في الوقت نفسه، تجعلني أشاهد أطيافا متعددة من سينما العالم، كونه مهرجانا دولياً، وهذا مهم لصناع السينما العرب، ودائما أقول أن المهرجانات السينمائية مهمة لصناع الأفلام وللمشاهد معا لأن المهرجانات تتيح لنا مشاهدة أفلام نوعية مختلفة.
وأخرجت نجوم الغانم الفيلم الوثائقي «عبور» الذى عرض بجناح دولة الامارات في بينالي «البندقية» عام 2019، وحسبما تؤكد: «الفيلم تم إنتاجه خصيصا للبينالي، وكان عبارة عن شاشتين متعاكستين و12 قناة صوتية، بالنسبة للمشاهد يحتاج أن يدور حول الشاشتين ليتابع القصة من الجانين، وقد استغرق تصويره عام وحظي بإشادات دولية عديدة .

- غياب المهرجانات
ورغم إخراج الغانم لعشرين فيلما ما بين وثائقي طويل وقصير، وروائي قصير منذ بدأت مسيرتها عام 1997، فإن حلم إخراجها فيلم روائي طويل يسيطر عليها منذ عشر سنوات: «كتبت الفكرة وأجددها منذ عشر سنوات، والمشكلة بالطبع في التمويل، ففي الأفلام الوثائقية يكون التمويل أهون كثيراً، بينما جهات الإنتاج للأفلام الروائية الطويلة تهتم بدعم الأفلام الكوميدية الأكثر طلباً وتسويقا، أما الأفلام غير التجارية فتواجه تحديات عديدة لأنها تتطلب جهات إنتاج تؤمن بها، سابقا كانت المهرجانات السينمائية تشجع وتدعم هذه الأفلام وقد توقفت مهرجانات «أبو ظبي» و»دبي» و»مهرجان أفلام الخليج»، وقد كنا نحصل على تمويل من صندوق (إنجاز) التابع لمهرجان دبي وصندوق سند التابع لمهرجان أبوظبي، هذه الصناديق توقفت بتوقف المهرجانات.
وعن حركة السينما في الإمارات تقول: «هناك إنتاج لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة سنويا للأفلام الطويلة، كما أن الأفلام القصيرة أصبحت شحيحة وقليلة، وكثير من شباب السينمائيين لا يجدون فرصة لتقديم تجاربهم القصيرة».
وتشير إلى أن العالم العربي، بشكل عام والخليج بشكل خاص، مستهلك جيد للأفلام الأميركية، إذ نساهم في انتعاش دائم لأفلام هوليوود وبوليوود، بينما الأفلام التي نصنعها تحتاج جمهور وهي لا تستطيع أن تصمد في دور السينما لأكثر من أسبوعين لأن الجمهور مشبع بالسينما الأميركية والهندية، لكن من جهة أخرى لدينا جهات دعم علي غرار (مؤسسة الشارقة للفنون) التي تقدم منحا لصناع الأفلام، وأيضا «مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون» تدعم كثيراً من الفنون والمشاريع الثقافية غير أن هذه المؤسسات لا تكفي، وقد طالبنا كثيراً بحاجتنا لصناديق دعم يتم إدارتها من قبل المؤسسات الحكومية أو شبه الحكومية، كما طالبنا بفرض ضرائب على الأفلام الأجنبية، ولابد من إيجاد حل ليس فقط للسينما في الخليج بل في العالم العربي كله.
وتطالب المخرجة الكبيرة باعادة النظر في مساحة الحرية المتاحة للسينمائي في الخليج قائلة: «أطالب بالتسامح في الطرح، لأن الرقابة تتسامح مع النص الروائي المكتوب فإذا تم ترجمته إلى نص بصري تتشدد بقوة، وأعتقد أن الفن يحتاج مسامحة كبيرة ومساحة من الحرية لكى يتطور، لا أطالب بحرية بلا ضفاف، ولا بالخروج عن التقاليد، لكن أن تطرق أفلامنا لموضوعات حقيقية تمس الناس.
وتهتم نجوم الغانم في أفلامها بتوثيق الشخصيات المتفردة في المجتمع الإماراتى فقد أخرجت سبعة أفلام تسجيلية طويلة شاركت في إنتاجها والكتابة فيها مع زوجها خالد البدور، فقدمت فيلم «المريد» عن شيخ إماراتي متصوف من المدرسة الرفاعية الصوفية، وفيلم «حمامة» عن مطببة شعبية من الإمارات، و»أمل» عن الممثلة السورية أمل حويجة وتجربة الاغتراب التى عاشتها، وفيلم «أحمر أزرق أصفر»عن الفنانة التشكيلية نجاة مكي، و»سماء قريبة «عن امرأة بدوية تعمل في مزاينة الإبل، و»آلات حادة» عن الفنان التشكيلي حسن شريف مشيرة الى أنها اختارت شخصيات استثنائية، ساهمت بقوة في مجتمعها لتكون محوراً لأفلامها.
وبشأن الحراك السينمائي في السعودية وقدرته على تحقيق رواج للسينما الخليجية، تقول نجوم الغانم: «المملكة تعد سوقا واعدة للأفلام، وأنا على ثقة أن هناك أيضا كوادر متميزة وشباب لديه رؤى مختلفة ،وقد ساهم مهرجان أفلام السعودية في تنمية ودعم جيل من السينمائيين يفكر بشكل مختلف، والآن الدولة تحتضنه، وهذه مسألة مهمة نهنئهم عليها، والحراك السينمائي الكبير في السعودية سوف يسهم في انعاش السينما الخليجية. وعن حضور المرأة في السينما العربية تؤكد غانم: «المرأة كمخرجة عربية لديها حضور كبير يتفوق على مثيلتها في أميركا، فهي فاعل مهم في صناعة السينما ،وتشغل نحو 25 بالمائة من طاقة العمل، بينما النساء في أميركا يمثلن أقل من 8 بالمائة في هوليوود.


مقالات ذات صلة

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)
سينما «موعد مع بُل بوت» (سي د.ب)

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم.

محمد رُضا‬ (لندن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.