لبيد يدشن في أبوظبي أول سفارة إسرائيلية في الخليج

يفتتح اليوم رسمياً قنصلية بلاده في دبي

وزير الدولة الإماراتي لشؤون الدولة أحمد الصايغ مستقبلاً وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد أمس في مطار أبوظبي
وزير الدولة الإماراتي لشؤون الدولة أحمد الصايغ مستقبلاً وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد أمس في مطار أبوظبي
TT
20

لبيد يدشن في أبوظبي أول سفارة إسرائيلية في الخليج

وزير الدولة الإماراتي لشؤون الدولة أحمد الصايغ مستقبلاً وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد أمس في مطار أبوظبي
وزير الدولة الإماراتي لشؤون الدولة أحمد الصايغ مستقبلاً وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد أمس في مطار أبوظبي

دشن وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد، الثلاثاء، في أبوظبي، أول سفارة إسرائيلية في الخليج، بعد أقل من عام على تطبيع العلاقات بين البلدين، داعياً دول المنطقة إلى السير على خطى الإمارات، والاعتراف بإسرائيل.
وزيارة لبيد للإمارات هي الأولى الرسمية لوزير إسرائيلي منذ اتفاق تطبيع العلاقات بين الدولتين في سبتمبر (أيلول) العام الماضي. ومن المقرر أن ينتقل بعد أبوظبي إلى دبي، حيث يفتتح رسمياً قنصلية بلاده، ويدشن الجناح الإسرائيلي في معرض «إكسبو 2020 دبي». وكتب لبيد في تغريدة على حسابه في «تويتر»: «قص الشريط في افتتاح سفارة إسرائيل في أبوظبي»، مرفقاً إياها بصورة تجمعه بوزيرة الثقافة الإماراتية نورة الكعبي.
وفي خطاب خلال حفل الافتتاح، قال الوزير إن بلاده ترغب في السلام مع جيرانها، موضحاً: «لن نذهب إلى أي مكان؛ الشرق الأوسط بيتنا. نحن هنا لنبقى، وندعو كل دول المنطقة للاعتراف بذلك، والقدوم للحديث معنا»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، لافتاً إلى أن «هذه البداية (...) علينا أن نسمح لاقتصاداتنا بأن تنمو وتزدهر».
وبدوره، أشاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في بيان، بالخطوة التي عدها «تاريخية»، و«تحمل أهمية بالنسبة لإسرائيل والإمارات العربية المتحدة والمنطقة».
وكان من المقرر أن يزور بنيامين نتنياهو الإمارات، في مارس (آذار) الماضي، ليصبح أول رئيس وزراء إسرائيلي يقدم على الخطوة، إلا أن «خلافاً» مع الأردن حول دخول مجالها الجوي أدى إلى إلغاء الزيارة، وفق ما قاله الجانب الإسرائيلي.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، إن «العلاقة بين إسرائيل والإمارات مهمة، وسينعم بثمارها ليس فقط مواطنو البلدين فحسب، وإنما الشرق الأوسط بأكمله». وبحسب البيان، فإن زيارة لبيد ستستمر ليومي الثلاثاء والأربعاء، وهي بدعوة من وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان.
ولدى وصوله إلى أبوظبي، كتب لبيد في تغريدة أرفقها بصور له في المطار الإماراتي: «نصنع التاريخ: فخور بتمثيل دولة إسرائيل في أول زيارة رسمية إلى الإمارات العربية المتحدة. شكراً على الترحيب الحار».
وكان سفير إسرائيل في الإمارات إيتان نائيه قد قال في تغريدة قبل أن تحط الطائرة الإسرائيلية: «30 عاماً وأنا دبلوماسي، لكن رؤية اللونين الأزرق والأبيض (علم إسرائيل) هنا في مطار أبوظبي، في أثناء انتظار وصول وزير الخارجية، أمر مثير للحماسة».
وفي تل أبيب، عد المراقبون أن زيارة لبيد تاريخية، وأشاروا إلى الاستقبال الحافل له في أبوظبي، وأبرزوا تصريحات لبيد التي امتدح فيها بنيامين نتنياهو، ووصفه بأنه «مهندس اتفاقيات إبراهيم». وفي الوقت نفسه، لفتوا إلى أن نتنياهو أضاع وقتاً ثميناً كان يمكن استغلاله لتعميق عملية السلام والعلاقات الثنائية مع الإمارات. ونقل على لسان مسؤول في وفد لبيد أن «نتنياهو منع وزراءه من زيارة الإمارات، بحجة أنه لن يسمح لأي شخصية إسرائيلية حزبية بالوصول إلى الإمارات قبله. ولولا هذا الموقف الأناني الشخصي لكانت العلاقات قد تقدمت خطوات جبارة إلى الأمام». وتأتي زيارة لبيد في ظل تصاعد التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وفي الأشهر الماضية، دفع قمع المظاهرات في القدس الشرقية المحتلة، ثم الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة التي أودت بحياة 254 فلسطينياً، من بينهم 66 طفلاً، الشركاء العرب الجدد للدولة العبرية إلى إدانتها علناً.
وألغت وزيرة السياحة الإسرائيلية أوريت فركاش - هكوهين مشاركتها في مؤتمر دولي في الإمارات الشهر الماضي.
يذكر أنه منذ توقيع اتفاق تطبيع العلاقات، أبرمت الإمارات وإسرائيل كثيراً من الاتفاقيات التجارية، وازدادت أعداد الشركات الإسرائيلية الناشئة العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية والزراعة في البلد الخليجي.
وفي أغسطس (آب) 2020، دخل مستشار البيت الأبيض السابق جاريد كوشنر، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شبات، التاريخ عبر رحلة إلى أبوظبي على متن طائرة تابعة لشركة «العال» الإسرائيلية قبل توقيع الاتفاقيات.
وكان نتنياهو قد زار سلطنة عمان في عام 2018، والتقى السلطان الراحل قابوس بن سعيد. ورافقت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية السابقة ميري ريغيف، في أكتوبر (تشرين الأول) 2018، منتخب الجودو الوطني إلى بطولة «أبوظبي غراند سلام»، في زيارة غير رسمية. كذلك شارك وزير الاتصالات الإسرائيلي السابق أيوب قرا، في العام ذاته، في مؤتمر دولي للاتصالات في دبي.



«الوزاري الإسلامي» يدعم مخرجات «قمة القاهرة» لإعمار غزة ويرفض التهجير

الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الدول الأعضاء الجمعة في جدة (منظمة التعاون الإسلامي)
الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الدول الأعضاء الجمعة في جدة (منظمة التعاون الإسلامي)
TT
20

«الوزاري الإسلامي» يدعم مخرجات «قمة القاهرة» لإعمار غزة ويرفض التهجير

الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الدول الأعضاء الجمعة في جدة (منظمة التعاون الإسلامي)
الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الدول الأعضاء الجمعة في جدة (منظمة التعاون الإسلامي)

أكد الاجتماع الوزاري الإسلامي الاستثنائي، الجمعة، دعمه الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، التي اعتمدتها «قمة فلسطين» في القاهرة، مع التمسك بحق الشعب الفلسطيني بالبقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت الاجتماع، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها.

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية.

وذكر عبد العاطي أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حول الخطة، وحسن نية وراءها، مضيفاً أن الجانب الأميركي طلب البديل، و«نحن قدمناه»، وسنظل ندفع باتّجاه تبنّيها للعمل على تنفيذها خلال الفترة القادمة.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وبحث الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي في جدة، العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، ومخططات الضم والتهجير من أرضه، وأقرّ استئناف عضوية سوريا في المنظمة.

وأوضح الأمين العام للمنظمة حسين طه، أن الخطة العربية تُشكِّل رؤية مشتركة وواقعية تستوجب من الجميع حشد الدعم المالي والسياسي اللازم لتنفيذها، في إطار مسار سياسي واقتصادي متكامل لتحقيق رؤية حل الدولتين، محذّراً من خطورة الإجراءات والمحاولات الإسرائيلية المرفوضة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين.

وأكد طه خلال الاجتماع أنه لا يمكن الاستغناء عن وكالة «الأونروا» ودورها الحيوي، أو استبداله في خدمة الملايين منهم، مشدداً على ضرورة مضاعفة الدعم السياسي والمالي والقانوني لها.

وأضاف طه أن الاجتماع يلتئم، وهو مثقل بالتحديات التي تشهدها القضية الفلسطينية نتيجة استمرار إسرائيل في احتلالها واستيطانها وجرائمها اليومية، ومخططات الضم والتهجير القسري للفلسطينيين من أرضهم، وتغيير المعالم الجغرافية والديموغرافية في الأرض المحتلة، ومحاولاتها تهويد مدينة القدس الشريف وانتهاك حرمة مقدساتها، وكذلك الحصار والتجويع والاعتقال، واقتحام المدن والمخيمات، وتدمير بنيتها التحتية والمنازل فيها.

ودعا الأمين العام إلى تضافر الجهود لتحقيق وقف إطلاق نار مستدام، والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال، وإيصال المساعدات الإنسانية، ومساعدة النازحين للعودة إلى بيوتهم، وتمكين الحكومة الفلسطينية من تولي مهامها والحفاظ على وحدة الأرض المحتلة، بما يشمل قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، وتنفيذ برامج الإغاثة الطارئة والإنعاش الاقتصادي وإعادة الإعمار، وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين.

الأمير فيصل بن فرحان خلال الاجتماع الوزاري الاستثنائي في جدة (الخارجية السعودية)
الأمير فيصل بن فرحان خلال الاجتماع الوزاري الاستثنائي في جدة (الخارجية السعودية)

من جهته، دعا محمد مصطفى، رئيس الوزراء وزير الخارجية الفلسطيني، إلى تبني خطة «قمة القاهرة» بوصفها «خطة عربية - إسلامية مشتركة»، تضمن إعادة إعمار بأيادٍ فلسطينية، ثابتة في الأرض دون تهجيرها، وبدعم إقليمي ودولي، على طريق تجسيد دولة فلسطين، وبناء مؤسساتها واقتصادها، مؤكداً أن نجاحها مرهون بإلزام إسرائيل بوقف العدوان، وضمان عودة النازحين، وانسحاب قوات الاحتلال، وفتح المعابر، واستدامة وقف إطلاق النار، ودخول مواد البناء والمعدات اللازمة، وتوفير الدعم المالي اللازم.

وأضاف مصطفى: «سنعمل بكل الوسائل لإنجاح تنفيذ خطة إعادة الإعمار، لتكون أرضية ليس فقط لعودة الحياة إلى أهلنا في قطاع غزة وكامل فلسطين فحسب، بل أرضية ننطلق فيها نحو الانعتاق من نيران الاحتلال وتجسيد دولتنا الفلسطينية المستقلة على ترابنا الوطني».

وطالبَ رئيس الوزراء الفلسطيني بتكثيف الجهود لحشد الدعم الدولي، وتصعيد الضغط السياسي والدبلوماسي والقانوني والاقتصادي على دولة الاحتلال، «حتى ينال شعبنا حقوقه المشروعة كاملة، غير منقوصة، وتتويجها بحرية شعبنا، وبسيادته على أرضه، وقدسه العاصمة الأبدية لدولة فلسطين».

وأعرب مصطفى عن بالغ تقدير دولة فلسطين لعقد هذا الاجتماع الطارئ، بدعوة من السعودية وإيران وباكستان، وتأكيداً على التزام الأعضاء بالدفاع عن الحقوق الفلسطينية، وترسيخ مركزية القضية في وجدان الأمة الإسلامية، وفي صلب التزامات منظمة التعاون الإسلامي السياسية والدبلوماسية.

وشدد رئيس الوزراء الفلسطيني على أن وحدة الموقف الإسلامي، والالتزام الجماعي تجاه فلسطين، هو الطريق والأداة الفاعلة في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية، وتحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة.

جانب من الاجتماع الوزاري الإسلامي الاستثنائي في جدة الجمعة (الخارجية السعودية)
جانب من الاجتماع الوزاري الإسلامي الاستثنائي في جدة الجمعة (الخارجية السعودية)

من جانبه، دعا أسعد الشيباني وزير الخارجية السوري، في كلمته بالاجتماع، دول المنظمة للوقوف إلى جانب بلاده في هذه المرحلة الحاسمة من إعادة الإعمار، مشيراً إلى احتياج بلاده لدعمهم واستثماراتهم وتضامنهم، لتكون نهضة سوريا شاهداً على وحدة الأمة الإسلامية، ومؤكداً أن الاستثمار في إعادة الإعمار مكسب للأمة الإسلامية بأسرها.

وأضاف الشيباني: «خلال الأشهر الماضية، أسسنا مرحلة انتقالية تضمن وحدة سوريا وأمانها، ونجحنا في دمج الفصائل ضمن الجيش الوطني لضمان سيادة القانون. كما تم تعيين أحمد الشرع رئيساً انتقالياً، وبدأنا حواراً وطنياً شاملاً لتجاوز عقود من القمع والانقسام».

ولفت الوزير السوري إلى أن الحكومة تسعى لتخفيف معاناة الشعب، برفع العقوبات الاقتصادية التي تعيق إعادة الإعمار، مثمناً خطوات الاتحاد الأوروبي في تعليق بعض القيود، وداعياً الجميع لدعم التعليق الكامل لهذه العقوبات الجائرة.

وتابع الشيباني: «رغم جهودنا، لا تزال سوريا تواجه تهديدات داخلية وخارجية، حيث تستمر القوات الإسرائيلية في انتهاكاتها غير القانونية»، داعياً منظمة التعاون الإسلامي والمجتمع الدولي لاتخاذ موقف حازم ضد هذه الاستفزازات. وعدّ عودة سوريا إلى المنظمة خطوة نحو الاستقرار والتنمية، مؤكداً التزام بلاده بأهدافها.