يطور علماء في كلية جيلينغز للصحة العامة بجامعة نورث كارولينا الأميركية، لقاحاً يحمي ليس فقط من «كوفيد - 19»؛ ولكن أيضاً فيروسات «كورونا» الأخرى، ويحفز جهاز المناعة على محاربة أي فيروس مستقبلي، وهو ما يضيف بقوة إلى الجهد البحثي الذي يستعد من الآن لأي وباء مستقبلي. وقبل الإعلان عن هذا اللقاح، الذي نشرت دراسة علمية عنه في 21 يونيو (حزيران) الجاري، نشرت دورية «ساينس سيغنالينغ» دراسة لباحثين من جامعة نورث وسترن الأميركية، حددا فيها بروتينا فيروسيا «يمكن أن يكون هدفاً جديداً يتم استخدامه لتصميم علاج مقاوم لفيروس (كورونا) الحالي، وأي فيروسات (كورونا) جديدة يمكن أن تظهر مستقبلا».
وبينما لا يعرف أحد الفيروس الذي قد يتسبب في التفشي التالي، تظل فيروسات «كورونا» تهديداً بعد التسبب في تفشي السارس في عام 2003 ووباء «كوفيد – 19» العالمي. وللتعامل مع الفيروس الجديد حال ظهوره، رسم علماء جامعة نورث وسترن الأميركية خريطة ثلاثية الأبعاد لبنية بروتين فيروسي يسمى (nsp16)، وهو موجود في جميع فيروسات كورونا، وتوصلوا من خلالها إلى آلية تمنع وظيفة هذا البروتين، والذي يساعد الفيروس على الاختباء من جهاز المناعة، وقالوا بأن منع وظيفة هذا البروتين يمكن أن تكون هدفا علاجيا.
وأخذ باحثو نورث كارولينا الأميركية خطوة أخرى في الدراسة الأحدث المنشورة يوم 21 يونيو الجاري في دورية «ساينس»، حيث صمم الباحثون لقاحا لتوفير الحماية من فيروس «كورونا» الحالي ومجموعة من فيروسات «كورونا» الموجودة بالحيوانات، والتي يمكن أن تنتقل إلى البشر.
وقال عالم الأوبئة رالف باريك، الباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة نورث كارولينا بالتزامن مع نشر الدراسة، «بعد اختبار فعالية الجيل الأول من لقاحات (كوفيد - 19)، نهدف حاليا في لقاحات الجيل الثاني إلى لقاح موحد يستهدف فيروسات (الساربيك)». وفيروسات (الساربيك)، جزء من عائلة كبيرة من فيروسات «كورونا»، وأصبح توفير الحماية من أخطارها، من أولويات علماء الفيروسات بعد أن تسبب اثنان في مرض مدمر في العقدين الماضيين، وهما السارس و«كوفيد - 19». واستخدم الفريق البحثي في إعداد اللقاح تقنية مرسال الحمض النووي الريبوزي أو ما يعرف بـ«الرنا المرسال»، والمستخدمة اليوم في لقاحات «فايزر» و«موديرنا»، ولكن بدلاً من تضمين رمز «الرنا مرسال» لفيروس واحد فقط، قاموا بلحام «الرنا مرسال» الخاص بفيروسات متعددة.
وعند إعطاء هذا اللقاح الهجين للفئران، وجد الباحثون أنه ينتج بفعالية أجساماً مضادة معادلة ضد بروتينات (سبايك) المتعددة، الخاصة بكل فيروس، والتي تستخدمها الفيروسات للالتصاق بالخلايا السليمة. ويقول باريك، الرائد في التأهب لمواجهة الأوبئة، «اللقاح لديه القدرة على منع تفشي المرض عند استخدامه، حيث أظهر في اختبارات الفئران قدرة على الحماية من فيروس (كورونا المستجد)، والفيروسات التاجية ذات الصلة، وقد يؤدي هذا النجاح إلى تجارب إكلينيكية على البشر العام المقبل». ويصف ديفيد مارتينيز، الباحث المشارك بالدراسة، نتائجهم بأنها كانت «مشرقة». ويقول: «تشير نتائجنا إلى أنه يمكننا تصميم لقاحات أكثر عالمية لفيروسات (كورونا) للحماية بشكل استباقي من الفيروسات التي نعلم أنها يمكن أن تنتقل إلى البشر، ومع هذه الاستراتيجية، ربما يمكننا منع الجائحة المقبلة».
تطوير لقاح يستهدف فيروسات «كورونا» الحالية والمستقبلية لمنع تفشي الأوبئة
بعد أيام من الإعلان عن هدف علاجي
تطوير لقاح يستهدف فيروسات «كورونا» الحالية والمستقبلية لمنع تفشي الأوبئة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة