تطوير لقاح يستهدف فيروسات «كورونا» الحالية والمستقبلية لمنع تفشي الأوبئة

بعد أيام من الإعلان عن هدف علاجي

رجل يتلقى لقاح «كورونا» في لندن أمس (د.ب.أ)
رجل يتلقى لقاح «كورونا» في لندن أمس (د.ب.أ)
TT

تطوير لقاح يستهدف فيروسات «كورونا» الحالية والمستقبلية لمنع تفشي الأوبئة

رجل يتلقى لقاح «كورونا» في لندن أمس (د.ب.أ)
رجل يتلقى لقاح «كورونا» في لندن أمس (د.ب.أ)

يطور علماء في كلية جيلينغز للصحة العامة بجامعة نورث كارولينا الأميركية، لقاحاً يحمي ليس فقط من «كوفيد - 19»؛ ولكن أيضاً فيروسات «كورونا» الأخرى، ويحفز جهاز المناعة على محاربة أي فيروس مستقبلي، وهو ما يضيف بقوة إلى الجهد البحثي الذي يستعد من الآن لأي وباء مستقبلي. وقبل الإعلان عن هذا اللقاح، الذي نشرت دراسة علمية عنه في 21 يونيو (حزيران) الجاري، نشرت دورية «ساينس سيغنالينغ» دراسة لباحثين من جامعة نورث وسترن الأميركية، حددا فيها بروتينا فيروسيا «يمكن أن يكون هدفاً جديداً يتم استخدامه لتصميم علاج مقاوم لفيروس (كورونا) الحالي، وأي فيروسات (كورونا) جديدة يمكن أن تظهر مستقبلا».
وبينما لا يعرف أحد الفيروس الذي قد يتسبب في التفشي التالي، تظل فيروسات «كورونا» تهديداً بعد التسبب في تفشي السارس في عام 2003 ووباء «كوفيد – 19» العالمي. وللتعامل مع الفيروس الجديد حال ظهوره، رسم علماء جامعة نورث وسترن الأميركية خريطة ثلاثية الأبعاد لبنية بروتين فيروسي يسمى (nsp16)، وهو موجود في جميع فيروسات كورونا، وتوصلوا من خلالها إلى آلية تمنع وظيفة هذا البروتين، والذي يساعد الفيروس على الاختباء من جهاز المناعة، وقالوا بأن منع وظيفة هذا البروتين يمكن أن تكون هدفا علاجيا.
وأخذ باحثو نورث كارولينا الأميركية خطوة أخرى في الدراسة الأحدث المنشورة يوم 21 يونيو الجاري في دورية «ساينس»، حيث صمم الباحثون لقاحا لتوفير الحماية من فيروس «كورونا» الحالي ومجموعة من فيروسات «كورونا» الموجودة بالحيوانات، والتي يمكن أن تنتقل إلى البشر.
وقال عالم الأوبئة رالف باريك، الباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة نورث كارولينا بالتزامن مع نشر الدراسة، «بعد اختبار فعالية الجيل الأول من لقاحات (كوفيد - 19)، نهدف حاليا في لقاحات الجيل الثاني إلى لقاح موحد يستهدف فيروسات (الساربيك)». وفيروسات (الساربيك)، جزء من عائلة كبيرة من فيروسات «كورونا»، وأصبح توفير الحماية من أخطارها، من أولويات علماء الفيروسات بعد أن تسبب اثنان في مرض مدمر في العقدين الماضيين، وهما السارس و«كوفيد - 19». واستخدم الفريق البحثي في إعداد اللقاح تقنية مرسال الحمض النووي الريبوزي أو ما يعرف بـ«الرنا المرسال»، والمستخدمة اليوم في لقاحات «فايزر» و«موديرنا»، ولكن بدلاً من تضمين رمز «الرنا مرسال» لفيروس واحد فقط، قاموا بلحام «الرنا مرسال» الخاص بفيروسات متعددة.
وعند إعطاء هذا اللقاح الهجين للفئران، وجد الباحثون أنه ينتج بفعالية أجساماً مضادة معادلة ضد بروتينات (سبايك) المتعددة، الخاصة بكل فيروس، والتي تستخدمها الفيروسات للالتصاق بالخلايا السليمة. ويقول باريك، الرائد في التأهب لمواجهة الأوبئة، «اللقاح لديه القدرة على منع تفشي المرض عند استخدامه، حيث أظهر في اختبارات الفئران قدرة على الحماية من فيروس (كورونا المستجد)، والفيروسات التاجية ذات الصلة، وقد يؤدي هذا النجاح إلى تجارب إكلينيكية على البشر العام المقبل». ويصف ديفيد مارتينيز، الباحث المشارك بالدراسة، نتائجهم بأنها كانت «مشرقة». ويقول: «تشير نتائجنا إلى أنه يمكننا تصميم لقاحات أكثر عالمية لفيروسات (كورونا) للحماية بشكل استباقي من الفيروسات التي نعلم أنها يمكن أن تنتقل إلى البشر، ومع هذه الاستراتيجية، ربما يمكننا منع الجائحة المقبلة».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.