السعودية تؤسس لقفزة في الصناعة المصرفية باعتماد البنوك الرقمية

مختصون لـ«الشرق الأوسط» : المملكة مهيأة ببنية تشريعية وتقنية متكاملة لاستقبال البيئة الافتراضية في القطاع المالي

السعودية ترخص لمصرفين رقميين تعزيزاً لبنية تكامل القطاع المالي التقني (الشرق الأوسط)
السعودية ترخص لمصرفين رقميين تعزيزاً لبنية تكامل القطاع المالي التقني (الشرق الأوسط)
TT
20

السعودية تؤسس لقفزة في الصناعة المصرفية باعتماد البنوك الرقمية

السعودية ترخص لمصرفين رقميين تعزيزاً لبنية تكامل القطاع المالي التقني (الشرق الأوسط)
السعودية ترخص لمصرفين رقميين تعزيزاً لبنية تكامل القطاع المالي التقني (الشرق الأوسط)

استمراراً لتطلعات السعودية في تطوير القطاع المالي، وافق مجلس الوزراء السعودي في جلسته أول من أمس الثلاثاء برئاسة خادم الحرمين الشريفين على قيام وزير المالية بإصدار الترخيص اللازم لكل من بنك «إس تي سي»، تحت التأسيس، برأسمال 2.5 مليار ريال (666 مليون دولار) والبنك السعودي الرقمي، تحت التأسيس، برأسمال 1.5 مليار ريال (400 مليون دولار)، ليؤكد مختصون لـ«الشرق الأوسط»، أن المستفيد من وجود المصارف الافتراضية اقتصاد الدولة والقطاع العام والخاص، لافتين إلى أن السعودية تستعد للمستقبل بتطوير القطاع المالي المدعوم بتشريعات وبنية تحتية في المجال التقني.
وأوضح، أمس، وزير المالية السعودي رئيس برنامج تطوير القطاع المالي محمد الجدعان، أن موافقة المجلس تُجسد حرص القيادة على مواكبة التطور المتسارع في «التقنية المالية» وتمكين المملكة لتكون ضمن أكبر المراكز المالية في العالم من خلال دعمها الكامل لبرنامج تطوير القطاع المالي أحد أبرز برامج تحقيق «رؤية المملكة 2030» الهادفة إلى مواكبة التطورات العالمية، وتحقيق قفزات نوعية في مجال الخدمات المالية تتواكب مع التطور المتواصل في الأعمال والخدمات بالمملكة.
وأشار إلى أن برنامج تطوير القطاع المالي عمل على وضع استراتيجية للقطاع خلال الفترة من 2021 إلى 2025 تتضمن عدداً من المبادرات الخاصة بالتقنية المالية التي من شأنها تطوير القطاع وتدعم تنمية الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر دخله.

تفاعل حكومي
وتفاعلت الجهات الحكومية على الموافقة بتأسيس البنوك الرقمية، حيث ذكر وزير الاستثمار السعودي المهندس خالد الفالح، أن موافقة مجلس الوزراء على الترخيص لمصرفين محليين رقميين تعزز مساعي برنامج تطوير القطاع المالي لإرساء بنية تحتية رقمية أكثر كفاءة وتقديم خدمات نوعية بقنوات متعددة لعملاء المؤسسات المالية وتدعم تنمية الاقتصاد الوطني وتحفز الاستثمار.
من جانبه، قال محافظ البنك المركزي السعودي الدكتور فهد المبارك إنه بصدور موافقة مجلس الوزراء سيعمل البنك على استكمال المتطلبات الفنية والتشغيلية اللازمة لبدء ممارسة البنكين أعمالهما بالمملكة، مؤكداً في هذا الصدد أن البنوك الرقمية ستخضع لجميع متطلبات الإشراف والرقابة المطبقة على المنشآت العاملة في الوقت الحالي، والتأكيد على الجوانب التقنية والأمن السيبراني ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب والمخاطر التشغيلية.
ولفت المبارك، إلى أن البنوك الرقمية ستقدم منتجات وخدمات مالية وبشكل حصري عن طريق القنوات الرقمية عبر نموذج عمل مصرفي مبتكر للقطاعات مما يسهم في ارتفاع الشمول المالي، حيث تهدف إلى مواكبة آخر التطورات في القطاع المالي والتقني العالمي.

مجموعة الاتصالات
من ناحيته، أكد الأمير محمد بن خالد العبد الله الفيصل، رئيس مجلس إدارة مجموعة الاتصالات السعودية stc، وهي كبرى شركات الاتصالات في السعودية والمنطقة، أن تحويل شركة المدفوعات الرقمية السعودية stc pay إلى بنك رقمي يعكس التزام الشركة بأداء دور محوري في التحول الرقمي والتمكين الرقمي للقطاعين الحكومي والخاص بالتوائم مع الأهداف الطموحة لـ«رؤية المملكة 2030» نحو اقتصاد مزدهر ومتنوع.
من جهة أخرى، أوضح المهندس عليان الوتيد الرئيس التنفيذي للمجموعة، أن البنك الرقمي المزمع يعكس الالتزام باستراتيجيتها «تجرأ» للنمو في مسارات جديدة غير تقليدية والتحول الرقمي، وأن هذه الخطوة امتداد للنجاحات التي سجلتها الشركة في مدة قصيرة.

الخدمات المصرفية
من ناحية أخرى، أكد أستاذ الاقتصاد في جامعة جدة الدكتور سالم باعجاجة لـ«الشرق الأوسط»، أن إنشاء بنكين رقميين يأتي في إطار تطوير منظومة القطاع المالي والمساهمة في دعم وتنمية الاقتصاد الوطني من خلال فتح المجال أمام شركات جديدة لتقديم الخدمات المالية.
وواصل باعجاجة، أن أهمية وجود بنوك رقمية في السعودية تواكب العالم في الارتقاء بالخدمات المصرفية إلى مستوى الدول المتقدمة وخاصة مع التطور التكنولوجي وما يتبعه من مميزات توفيراً للوقت والجهد والتكلفة، مبيناً أن البنية التحتية جاهزة، حيث صنف الاتحاد الدولي للاتصالات المملكة في أعلى مستويات مؤشر النضج التنظيمي الرقمي عقب نجاحها في بناء إطار مستدام ومتجانس لتكون في المرتبة الأولى في الشرق الأوسط وأفريقيا.
من جانب آخر، أبان الخبير الاقتصادي أحمد الشهري لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك اتجاها عالميا نحو الاقتصاد الافتراضي في جميع المجالات وفي هذا السياق الافتراضي يظهر جيل جديد من البنوك الرقمية والتي تمتلك أصولا دون أن يكون لها فروع، وهذا يتوافق مع التحولات والتغيرات الكبرى التي تطال الاقتصاد حاليا، ولعل أهمية وجود مصارف افتراضية ليست إلا أحد الممكنات لخدمة الأعمال المماثلة والاندماج في الاقتصاد الرقمي الذي يجتاح العالم لا سيما أن أزمة (كوفيد - ١٩) عززت العمل عن بعد والتسوق الإلكتروني وكذلك التحويل المالي.

البنية التحتية
وتابع الشهري، أن المملكة اليوم تستعد للمستقبل من خلال بنوك رقمية ومنصات بنكية للمؤسسات المالية العادية وجميعها من أجل تطوير القطاع المالي المدعوم بتشريعات وبنية تحتية في المجال التقني تمكنها من النجاح بسهولة، بالإضافة إلى قوة وسلامة النظام في الأمن التقني أو ما يعرف بالسيبراني، والسماح بإنشاء بنوك رقمية يجعل المنافسة أفضل بين المصارف ويزيد من ميزانيات التقنية والاستثمار فيها لمواجهة التحدي القادم.
وزاد الخبير الاقتصادي، أن المستفيد الأكبر من تطور النظام المالي عبر تنوع هياكل البنوك ما بين افتراضية وواقعية هو الاقتصاد السعودي بجميع قطاعاته، وبما في ذلك المستهلك للخدمات المالية سواء من الأفراد أو الشركات، مؤكداً أن البنية التحتية للاتصالات في المملكة جاهزة لأي ترقية تقنية لقطاعات البلاد الاقتصادية.

المصرفية المفتوحة
وفي إطار السعي إلى تعزيز جاهزية البنية التحتية التقنية للقطاع المالي، كان البنك المركزي السعودي (ساما) أصدر سياسة المصرفية المفتوحة» العام الماضي والتي تمكن العملاء من إدارة حساباتهم ومشاركة البيانات بشكل آمن، حيث سيتاح للعملاء السماح للطرف الثالث من مزودي الخدمات بما في ذلك البنوك المحلية وشركات التقنية المالية بالوصول إلى المعلومات الخاصة به من خلال موافقة العميل الصريحة لذلك، كما أن البنك يعمل بشكل مستمر على تنمية وتطوير ودعم القطاع المصرفي من خلال الابتكار وإيجاد الفرص لشركات التقنية المالية ومواكبة ذلك بالتشريعات والمحافظة على مكتسبات الدولة في المحافظة على الاستقرار الاقتصادي ومتانة القطاع المالي.


مقالات ذات صلة

«صندوق الاستثمارات» يعزز انتشار العلامات السعودية في الأسواق الحرة العالمية

الاقتصاد السوق الحرة في مطار الملك خالد الدولي بالرياض (الشرق الأوسط)

«صندوق الاستثمارات» يعزز انتشار العلامات السعودية في الأسواق الحرة العالمية

اتخذ صندوق الاستثمارات العامة خطوة جديدة تعزز انتشار العلامات السعودية في الأسواق الحرة العالمية.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد جانب من العاصمة السعودية الرياض (رويترز)

«بلومبرغ»: السعودية تخطط لزيادة قدرة مراكز البيانات 37 % حتى 2027

تكثف السعودية جهودها لتعزيز رقمنة اقتصادها لترسيخ مكانتها مركزاً إقليمياً للذكاء الاصطناعي؛ مما يجعلها السوق الأسرع نمواً لمراكز البيانات في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مقر السوق المالية السعودية في الرياض (أ.ف.ب)

«تداول» توافق لـ«مورغان ستانلي السعودية» بمزاولة أنشطة صناعة السوق

وافقت شركة «تداول» السعودية أن تزاول شركة «مورغان ستانلي السعودية» أنشطة صناعة السوق على ثمانية أوراق مالية مدرجة في السوقين الرئيسية والموازية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد مشاريع وزارة البلديات والإسكان السعودية (الشرق الأوسط)

نسبة تملك المساكن في السعودية تقترب من مستهدفات 2030

تقترب الحكومة السعودية من تحقيق مستهدفات برنامج الإسكان؛ أحد برامج «رؤية 2030»، بعد أن حققت ارتفاعاً بنسبة تملك الأُسر المساكن إلى 63.7 في المائة.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

الاقتصاد السعودي ينمو في أعلى وتيرة من عامين

حقق الاقتصاد السعودي نمواً قوياً في الربع الرابع من عام 2024، مسجلاً أسرع وتيرة توسع فصلي خلال عامين، مدعوماً بتسارع الأنشطة غير النفطية، مما يعكس زخم التعافي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ارتفاع طفيف للنحاس في لندن بدعم من تراجع الدولار

عامل في مصهر كوديلكو فينتاناس للنحاس بتشيلي (رويترز)
عامل في مصهر كوديلكو فينتاناس للنحاس بتشيلي (رويترز)
TT
20

ارتفاع طفيف للنحاس في لندن بدعم من تراجع الدولار

عامل في مصهر كوديلكو فينتاناس للنحاس بتشيلي (رويترز)
عامل في مصهر كوديلكو فينتاناس للنحاس بتشيلي (رويترز)

تعافى النحاس في بورصة لندن للمعادن يوم الثلاثاء من خسائره المبكرة، مسجلاً ارتفاعاً طفيفاً بدعم من تراجع الدولار، إلا أن المخاوف المستمرة بشأن سياسات الرسوم الجمركية الأميركية والتوترات التجارية العالمية حدّت من مكاسبه.

وارتفعت عقود النحاس القياسية لثلاثة أشهر في بورصة لندن بنسبة 0.2 في المائة لتصل إلى 9.548 دولار للطن المتري بحلول الساعة 07:04 (بتوقيت غرينتش). في المقابل، تراجع عقد النحاس الأكثر تداولاً في بورصة شنغهاي بنسبة 0.5 في المائة إلى 78.030 يوان (نحو 10. 772.12 دولار) للطن، وفق «رويترز».

وفي أسواق العملات، برز الين الياباني بوصفه ملاذاً آمناً مفضلاً للمستثمرين، حيث لامس أعلى مستوياته في خمسة أشهر وسط تصاعد المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي الأميركي نتيجة السياسات الجمركية، مما أدى إلى تراجع الدولار وهبوط مؤشرات الأسهم الأميركية. ويُسهم ضعف الدولار في جعل السلع الأساسية المقومة به، مثل النحاس، أكثر جاذبية للمشترين من حاملي العملات الأخرى.

وفي سياق متصل، تجنّب الرئيس الأميركي دونالد ترمب التعليق على ردود الفعل السلبية للأسواق تجاه سياساته الجمركية المتقلبة، وسط تزايد المخاوف من أن تؤدي هذه الإجراءات إلى زعزعة استقرار الاقتصاد الأميركي المترهل ودفعه نحو الركود.

من جانبها، حذّرت ناتالي سكوت غراي، كبيرة محللي المعادن في «ستون إكس»، قائلة: «على المدى الطويل، قد تؤدي التغيرات في طرق التجارة وأي ردود فعل انتقامية على الرسوم الجمركية إلى صدمات اقتصادية وعدم يقين في الاستثمارات، ما يشكل رياحاً معاكسة لأسواق المعادن، لا سيما إذا تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة والصين».

وأضافت: «الوضع الاقتصادي في الصين اليوم أكثر غموضاً مقارنة بفترة الرسوم الجمركية السابقة».

تجدر الإشارة إلى أن الصين تستهلك نحو نصف الإمدادات العالمية من النحاس سنوياً، مما يجعلها لاعباً رئيسياً في سوق المعادن.

أداء المعادن الأخرى

شهدت أسواق المعادن الأساسية تبايناً في الأداء بين بورصتي لندن وشنغهاي، حيث تراجع الألمنيوم في بورصة لندن للمعادن 0.02 في المائة إلى 2693.5 دولار للطن، بينما انخفض في بورصة شنغهاي للعقود الآجلة 0.1 في المائة إلى 20845 يواناً.

في المقابل، ارتفع الزنك 0.3 في المائة في بورصة لندن إلى 2866 دولاراً للطن، في حين خسر 0.08 في المائة في شنغهاي ليستقر عند 23840 يواناً.

أما النيكل، فقد حقق مكاسب وارتفع بنسبة 0.2 في المائة في لندن إلى 16580 دولاراً، في حين ارتفع بنسبة واحد في المائة في شنغهاي إلى 132990 يواناً. وانخفض الرصاص بنسبة 0.2 في المائة في لندن إلى 2044 دولاراً، وبنسبة 0.09 في المائة في شنغهاي إلى 17400 يوان.

وفيما يتعلق بالقصدير، فقد ارتفع في لندن بنسبة 0.2 في المائة إلى 32720 دولاراً، وارتفع قليلاً بنسبة 0.1 في المائة في شنغهاي إلى 263030 يواناً.