«صحتك تهمنا» تواجه شائعات «كورونا» في مخيمات نزوح سورية

متطوعون يطلقون حملة «صحتك تهمنا» في مخيم واشوكاني للنازحين السوريين بمدينة الحسكة (الشرق الأوسط)
متطوعون يطلقون حملة «صحتك تهمنا» في مخيم واشوكاني للنازحين السوريين بمدينة الحسكة (الشرق الأوسط)
TT

«صحتك تهمنا» تواجه شائعات «كورونا» في مخيمات نزوح سورية

متطوعون يطلقون حملة «صحتك تهمنا» في مخيم واشوكاني للنازحين السوريين بمدينة الحسكة (الشرق الأوسط)
متطوعون يطلقون حملة «صحتك تهمنا» في مخيم واشوكاني للنازحين السوريين بمدينة الحسكة (الشرق الأوسط)

في ظل انتشار المعلومات المغلوطة حول جائحة «كوفيد - 19» والشائعات المحيطة باللقاحات المعتمدة لدى «منظمة الصحة العالمية»، أطلقت «منظمة الهلال الأحمر» الكردية الناشطة في مناطق شمال شرقي سوريا حملة بعنوان «صحتك تهمنا» في مخيمات النازحين والبلدات والقرى الريفية التابعة لمحافظة الحسكة ومدينة القامشلي، لنشر وتعليم طرق الوقاية ومواجهة انتشار عدوى «كورونا»، وسط أجواء من القلق تثيرها الشائعات حول تحورات الفيروس والمعلومات المغلوطة حول اللقاحات المضادة له.
يقول دلكش عيسى عضو مجلس إدارة المنظمة، إن غالبية الناس يصدقون ما يُقال حول الوباء دون مراجعة علمية واستشارة طبية «طالما وُضعت المعلومة في صيغة قابلة للتداول والتفاعل، لذلك كان لا بد من إطلاق حملة لتصحيح المعلومات». وأوضح أن كوادر المنظمة أطلقوا حملة «صحتك تهمنا»، في قرى ومناطق بريف مدينة القامشلي ونواحيها وبلدة تل حميس، بالتنسيق مع لجان الصحة في تلك المناطق. ويقول: «الحملة ستستمر لأسبوع كامل من خلال 6 عيادات متنقلة مزودة بطواقم طبية كاملة مرفقة بأدوية، لتقديم الاستشارات الطبية وإجراء استبيان عن الوضع الصحي للمناطق التي يتم زيارتها وتفقدها».
وأضاف عيسى أن أطباء ولجاناً صحية ومتطوعين شاركوا في متابعة الحالة الصحية للمرضى والوقوف عند أوضاعهم وتوزيع الأدوية للمحتاجين، لافتاً: «بحثنا كيفية متابعة الأمور الصحية في تلك المناطق البعيدة وتقييم احتياجاتهم، وقمنا بنشر حقائق لمواجهة المعلومات والشائعات غير الصحيحة حول فيروس (كورونا)، وكيفية تدبير الأهالي في حالات الطوارئ».
وتعمل «منظمة الهلال الأحمر» عبر 55 مستوصفاً ونقطة طبية منتشرة في 7 مدن وبلدات رئيسية و12 مخيماً ومركز إيواء بشمال شرقي البلاد، ولديها كادر طبي يضم قرابة 1700 متطوع. وتعمل غرفة العمليات بالتنسيق مع مراكز الإسعاف والطوارئ المنتشرة في مناطق الإدارة بشكل منتظم على تلقي الاتصالات والاستشارات من الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس «كورونا» ومتابعتها وتوجيهها بالشكل المناسب على مدار 24 ساعة، بهدف تخفيض وتقليل خطورة انتشار الوباء.
وتواصل حالات الإصابة المسجلة بفيروس «كورونا» في مناطق الإدارة الذاتية تراجعها لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من 6 أشهر. وسجّلت هيئة الصحة، أمس (الأربعاء)، 39 إصابة جديدة دون تسجيل حالات وفاة لليوم الثالث على التوالي، وبلغ عدد الإصابات الإجمالي بفيروس كورونا 18435 إصابة، بينها 761 حالة وفاة، فيما وتماثلت 1861 حالة للشفاء.
في سياق آخر، شهدت مدينة الحسكة وبلدة الشدادي (جنوب المحافظة) ومناطق بريف دير الزور الشرقي زيادة ملحوظة بإصابات التسمم والإسهال، وسط تحذيرات طبية من تلوث مياه الشرب مع ارتفاع درجات الحرارة والطقس الساخن. وقال علي السعيد، مدير المركز الصحي في مدينة الشدادي جنوبي الحسكة، إن المركز استقبل منذ بداية الشهر الحالي أكثر من 200 حالة تسمم، بمعدل 7 حالات يومية جراء شربهم مياهاً ملوثة غير صالحة للشرب.


مقالات ذات صلة

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)

أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية

جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
TT

أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية

جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)

قرب ركام مبنى ما زال الدخان يتصاعد منه في مدينة صور، تحمل عائلة حقائب وتصعد على سلم مظلم إلى شقة خُلعت أبوابها ونوافذها، ولا يوجد فيها ماء ولا كهرباء، بعد أن استهدف القصف الإسرائيلي البنى التحتية والطرق، إضافة إلى الأبنية والمنازل.

في اليوم الثاني من سريان وقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل، كانت مئات العائلات صباح الخميس تتفقّد منازلها في أحياء استهدفتها الغارات الإسرائيلية، وحوّلتها إلى منطقة منكوبة.

لم تسلم سوى غرفة الجلوس في شقة عائلة نجدة. تقول ربّة المنزل دنيا نجدة (33 عاماً)، وهي أم لطفلين، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، بينما تقف على شرفتها المطلة على دمار واسع: «لم نتوقّع دماراً إلى هذا الحدّ. رأينا الصور لكن وجدنا الواقع مغايراً وصعباً».

وغطّى الزجاج أسرّة أطفالها وألعابهم، في حين تناثرت قطع من إطارات النوافذ الحديدية في كل مكان. وتضيف دنيا نجدة: «عندما وصلنا، وجدنا الدخان يتصاعد من المكان، وبالكاد استطعنا معاينة المنزل».

على الشرفة ذاتها، يقف والد زوجها سليمان نجدة (60 عاماً)، ويقول: «نشكو من انقطاع المياه والكهرباء... حتى المولدات الخاصة لا تعمل بعد انقطاع خطوط الشبكات».

ويقول الرجل، الذي يملك استراحة على شاطئ صور، الوجهة السياحية التي تجذب السكان والأجانب: «صور ولبنان لا يستحقان ما حصل... لكن الله سيعوضنا، وستعود المدينة أفضل مما كانت عليه».

وتعرّضت صور خلال الشهرين الماضيين لضربات عدّة؛ دمّرت أو ألحقت أضراراً بمئات الوحدات السكنية والبنى التحتية، وقطعت أوصال المدينة.

وأنذرت إسرائيل، خلال الأسابيع القليلة الماضية، مراراً سكان أحياء بأكملها بإخلائها، ما أثار الرعب وجعل المدينة تفرغ من قاطنيها، الذين كان عددهم يتجاوز 120 ألفاً.

لن يحصل بنقرة

خلال جولة في المدينة؛ حيث تعمل آليات على رفع الردم من الطرق الرئيسة، يحصي رئيس بلدية صور واتحاد بلدياتها، حسن دبوق لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أكثر من 50 مبنى، مؤلفة من 3 إلى 12 طابقاً دُمّرت كلياً جراء الغارات الإسرائيلية»، غير تضرّر عشرات الأبنية في محيطها، بنسبة تصل إلى 60 في المائة. ويضيف: «يمكن القول إنه يكاد لم يبقَ أي منزل بمنأى عن الضرر».

وشهدت شوارع المدينة زحمة سير مع عودة المئات من السكان إلى أحيائهم، في حين أبقت المؤسسات والمحال التجارية والمطاعم أبوابها موصدة.

ويوضح دبوق: «يتفقّد السكان منازلهم خلال النهار، ثم يغادرون ليلاً بسبب انقطاع الماء عن أنحاء المدينة والكهرباء عن الأحياء التي تعرّضت لضربات إسرائيلية قاسية».

ويقول إن الأولوية اليوم «للإسراع في إعادة الخدمات إلى المدينة، وتأمين سُبل الحياة للمواطنين»، مقرّاً بأن ذلك «لن يحصل بنقرة، ويحتاج إلى تعاون» بين المؤسسات المعنية.

ويضيف: «من المهم أيضاً إزالة الردم لفتح الشوارع حتى يتمكّن الناس من العودة».

واستهدفت غارة إسرائيلية في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) شركة مياه صور، ما أسفر عن تدميرها، ومقتل موظفيْن، وانقطاع المياه عن 30 ألف مشترك في المدينة ومحيطها، وفق ما قال رئيس مصلحة مياه صور وليد بركات.

ودمّرت الغارة مضخّات المياه وشبكة الأنابيب المتفرّعة منها، وفق ما شاهد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية»، الخميس، في إطار جولة نظمها «حزب الله» للصحافيين في عدد من أحياء المدينة.

وتحتاج إعادة بنائها إلى فترة تتراوح بين 3 و6 أشهر، وفق بركات، الذي قال إن العمل جارٍ لتوفير خيار مؤقت يزوّد السكان العائدين بالمياه.

ويقول بركات: «لا صواريخ هنا، ولا منصات لإطلاقها، إنها منشأة عامة حيوية استهدفها العدوان الإسرائيلي».

قهر ومسكّنات

بحزن شديد، يعاين أنس مدللي (40 عاماً)، الخيّاط السوري المُقيم في صور منذ 10 سنوات، الأضرار التي لحقت بمنزله جراء استهداف مبنى مجاور قبل ساعة من بدء سريان وقف إطلاق النار. كانت أكوام من الركام تقفل مدخل المبنى الذي تقع فيه الشقة.

ويقول بأسى: «بكيت من القهر... منذ يوم أمس، وأنا أتناول المسكنات جراء الصدمة. أنظر إلى ألعاب أولادي والدمار وأبكي».

وغابت الزحمة، الخميس، عن سوق السمك في ميناء المدينة القديمة، الذي كان يعجّ بالزبائن قبل الحرب، بينما المراكب راسية في المكان منذ أكثر من شهرين، وينتظر الصيادون معجزة تعيدهم إلى البحر لتوفير قوتهم.

بين هؤلاء مهدي إسطنبولي (37 عاماً)، الذي يروي أنه ورفاقه لم يبحروا للصيد منذ أن حظر الجيش اللبناني في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) حركة القوارب في المنطقة البحرية جنوب لبنان.

ويقول: «لم يسمح الجيش لنا بعد بالخروج إلى البحر حفاظاً على سلامتنا» باعتبار المنطقة «حدودية» مع إسرائيل.

ويقول إسطنبولي: «نراقب الوضع... وننتظر»، مضيفاً: «نحن خرجنا من أزمة، لكن الناس سيعانون الآن من أزمات نفسية» بعد توقف الحرب.

ويقول أب لأربعة أطفال: «أحياناً وأنا أجلس عند البحر، أسمع صوت الموج وأجفل... يتهيّأ لي أن الطيران يقصف. نعاني من الصدمة».