الرئيس السوداني يتعهد بالقضاء على التمرد وتجفيف معسكرات النازحين

أعلن غرب دارفور خالية من السلاح ووعد بإعادتها لسيرتها الأولى

الرئيس السوداني يتعهد بالقضاء على التمرد وتجفيف معسكرات النازحين
TT

الرئيس السوداني يتعهد بالقضاء على التمرد وتجفيف معسكرات النازحين

الرئيس السوداني يتعهد بالقضاء على التمرد وتجفيف معسكرات النازحين

أعلن الرئيس السوداني عمر البشير، ولاية غرب دارفور «خالية من التمرد والصراعات القبلية»، في خطاب انتخابي بمدينة «الجنينة» حاضرة الولاية.
ووعد البشير بتجفيف معسكرات النازحين وإعادتهم إلى مناطقهم الأصلية أو تخطيط أماكن لإقامتهم، وبإعادة الأمن وتحقيق السلام في الإقليم المضطرب الذي يشهد حربًا بين القوات الحكومية والحركات المتمردة منذ عام 2003، وبالقضاء على التمرد، وجمع السلاح وقصره على القوات النظامية. وقال إن حكومته ستحقق السلام بالقضاء على التمرد وبجمع السلاح وقصره على القوات النظامية.
ووجه البشير بإعادة النازحين بسبب الحرب إلى مناطقهم الأصلية، بقوله: «بعد تحقيق الأمن، نريد للنازحين أن يعودوا إلى مناطقهم، بعد أن نوفر لهم كل الخدمات، أو أن يتم التخطيط للذين لا يرغبون في العودة بالمدن، حتى يعيشوا مواطنين من الدرجة الأولى». ودخل البشير في حملة دعائية انتخابية مكثفة قادها بنفسه وخاطب خلالها مواطني كل من مدني وسط البلاد، والقضارف شرقها، وكادوقلي جنوبها، وآخرها كانت أمس في مدينة «الجنينة» بولاية غرب دارفور.
ويصر الرئيس البشير وحكومته على إقامة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية على الرغم من مقاطعة قوى المعارضة الرئيسية لها ومطالبتها بتأجيلها، والضغوط الدولية الرامية لتأجيل انتخابات أبريل (نيسان) المقبل، لتمهيد الطريق أمام الفرقاء السودانيين للدخول في حوار وطني لمواجهة مشكلات البلاد.
وعدل حزب الرئيس البشير (المؤتمر الوطني) دستور البلاد بما يتيح له فرصة الترشح لدورة انتخابية أخرى، وإلغاء انتخاب حكام الولايات وتمكينه من تعيينهم، وهو الأمر الذي تعتبره المعارضة خرقًا خطيرًا للدستور، وقتلاً للدعوة للحوار في مهدها. وقال البشير إن ولاية غرب دارفور قدمت نموذجًا متفردًا للسلام والتعايش السلمي، وحافظت على النسيج الاجتماعي من الاهتراء. وأضاف: «المبادئ والقيم التي ظل إنسان الولاية يقدم من أجلها الشهداء هي برنامجه القائم على الحفاظ على هذه القيم والمبادئ».
وأشاد البشير بتجربة القوات المشتركة السودانية التشادية التي تقوم بحفظ الأمن على الحدود بين الدولتين، وقال إن دولاً كثيرة تدرس هذه التجربة لتطبقها على حدودها المشتركة. وتعد ولاية غرب دارفور هي الأكثر استقرارًا بين ولايات الإقليم المضطرب الخمسة التي تشهد عمليات قتال واسعة بين القوات الحكومية وقوات الجبهة الثورية، إضافة إلى الحروب القبلية في بعضها، وقال البشير: «ولاية غرب دارفور تحديدًا الآن، تعتبر ولاية خالية من التمرد». وبذل البشير في سياق حملته الانتخابية عدة وعود بتلبية مطالب أهل دارفور، وبإعادة الإقليم المضطرب إلى ما سماه «سيرتها الأولى» باعتبارها أرضا للتعايش السلمي، وبجعلها خالية من التمرد والصراعات القبلية.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».