غوتيريش: غياب العملية السياسية أكبر عقبة أمام التنمية الفلسطينية

جنود إسرائيليون يمنعون عمالاً فلسطينيين من اجتياز معبر قرب الخليل الشهر الماضي (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يمنعون عمالاً فلسطينيين من اجتياز معبر قرب الخليل الشهر الماضي (إ.ب.أ)
TT

غوتيريش: غياب العملية السياسية أكبر عقبة أمام التنمية الفلسطينية

جنود إسرائيليون يمنعون عمالاً فلسطينيين من اجتياز معبر قرب الخليل الشهر الماضي (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يمنعون عمالاً فلسطينيين من اجتياز معبر قرب الخليل الشهر الماضي (إ.ب.أ)

تعهد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مواصلة العمل لتحقيق «سلام عادل ودائم وشامل» بين الفلسطينيين وإسرائيل، وإقامة «دولة فلسطينية ديمقراطية متصلة الأراضي وتتمتع بالسيادة».
جاء ذلك في تقرير قدمه غوتيريش لأعضاء الجمعية العامة للمنظمة الدولية (193 دولة)، بشأن تقييم المساعدة التي تلقاها الشعب الفلسطيني بين 1 أبريل (نيسان) 2020 و31 مارس (آذار) 2021. وأكد فيه، أن «التطلعات المشروعة للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، لن تتحقق إلا بتنفيذ الرؤية القائمة على وجود دولتين تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن، وفي ظل اعتراف متبادل بينهما، وحلّ جميع مسائل الوضع النهائي حلاً دائماً عن طريق المفاوضات».
ومفاوضات السلام بين الجانبين متوقفة منذ أبريل 2014؛ جراء رفض إسرائيل وقف الاستيطان في الأراضي المحتلة والقبول بحدود ما قبل حرب يونيو (حزيران) 1967 أساساً لحل الدولتين.
وأردف غوتيريش «لا يزال غياب عملية سياسية تهدف إلى إنهاء الاحتلال والتوصل إلى حل قابل للتطبيق قائم على وجود دولتين، يشكل أكبر عقبة أمام التنمية الفلسطينية». وشدد على أن «عمليات التوسّع الاستيطاني الإسرائيلي وأعمال الهدم وإغلاق المعابر والقيود المفروضة على الحركة والتنقل، وغير ذلك من مظاهر الاحتلال العسكري التي طال أمدها، تؤثّر بشدة على الحالة الإنسانية والاقتصادية والحياة الاجتماعية والسياسية للفلسطينيين».
وتعهد غوتيريش «مواصلة العمل من أجل تحقيق سلام عادل ودائم وشامل بين الفلسطينيين وإسرائيل، على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بهدف إنهاء الاحتلال الذي بدا عام 1967. وإنشاء دولة فلسطينية ديمقراطية متصلة الأراضي تتوافر لها مقومات البقاء وتتمتع بالسيادة». وأفاد بأنه «بحلول نهاية عام 2020. كانت التقديرات تشير إلى أن نحو مليوني فلسطيني يعانون من نقص حاد أو معتدل في الأمن الغذائي، منهم1.4 مليون في قطاع غزة، و600 ألف في الضفة الغربية».
وأضاف «تمثل هذه الأرقام زيادة بنحو 300 ألف شخص مقارنة بعام 2019. وقد أدت القيود المفروضة فيما يتعلق بجائحة كورونا إلى زيادة تقويض إمكانية الحصول على الخدمات الاجتماعية في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة».
وتابع، أنه «في إطار خطة الاستجابة الإنسانية للأرض الفلسطينية المحتلة لعام2021، يُـتوخى جمع مبلغ قدره 417 مليون دولار لتأمين المواد الغذائية الأساسية والحماية والرعاية الصحية والمأوى والمياه وخدمات الصرف الصحي لنحو 1.8 مليون فلسطيني». وحذر الأمين العام من «تأثر الأداء المالي للسلطة الفلسطينية سلبا بمجموعة من العوامل، ومن مغبة «استمرار هدم البنية التحتية التي توفر للفلسطينيين المسكن وأسباب المعيشة والخدمات في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية».



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».