عرضت شركة الإنتاج «روك فيلمز»، التي أسسها المخرج الروسي المخضرم أليكسي أوتشيتيل، الإعلان الترويجي الأول لدراما الحرب السورية التي ستظهر على الشاشات قريباً «بالميرا» (تدمر) بالاشتراك مع شركة «فاريتي». وتبدأ الشركة عرض الفيلم خلال الأسبوع الحالي أثناء فعالية «كي بايرز».
ويتحرك فريق العمل بالفيلم خلف فريق التخلص من الذخائر المتفجرة، الذي استهدفه مسلحون من تنظيم «داعش»، في ظل العمل على إعداد وتجهيز الموقع التاريخي تدمر، الذي تم تحريره مؤخراً، لإقامة حفل رمزي لأوركسترا «مارينسكي» السيمفوني. ويمهد فريق التخلص من الذخائر المتفجرة الطريق بمسافة ميل في المرة، لكن كلما اقتربوا إلى قلب مدينة تدمر، ازداد عدد المتفجرات المدمرة. ويعد الفيلم حالياً في مرحلة ما بعد الإنتاج ومن المقرر أن يتم عرضه في دور السينما عام 2022.
وقال أوتشيتيل: «لقد سمع الجميع بالدمار الهائل الذي لحق بمدينة تدمر السورية التي كانت واحدة من أهم المراكز الثقافية في العالم القديم».
وأضاف قائلاً: «كان ذلك جزءاً من حملة مستمرة يشنّها تنظيم (داعش) ضد الآثار. وخلّف التنظيم وراءه في المدينة بعد مغادرتها العديد من المتفجرات المخبأة، وجاء أبطال قصتنا هنا من أجل تنظيف الموقع بصورة تدريجية متتابعة مخاطرين بحياتهم».
على الجانب الآخر، قال مخرج الفيلم أندريه كرافتشوك إنه قد بدأ من اللحظة التي أمسك فيها بنص الفيلم، واصفاً «بالميرا» بأنه قصة «تبحث عن شاشة».
وأوضح قائلاً: «من العناصر الأساسية في القصة شخصية مميزة قادمة من مكان منعزل ما، ركزت على شغفها ومشاكلها لتتحول إلى شخص يقدم تضحية من أجل إنقاذ رفاقه (وخصم). آمل أن يفاجئ الفيلم المشاهدين ليس فقط بالمؤثرات الخاصة وقيمة الإنتاج، بل أيضاً بما يقدمه من قصة إنسانية مذهلة».
وقامت شركة «روك فيلمز» بإنتاج الفيلم بدعم من صندوق السينما الروسية، الذي انضم إلى فريق الإنتاج في المراحل الأولى من الإنتاج. وتشارك منصة العرض «بريميير» «في أو دي» (اختصاراً لمصطلح المقاطع المصورة عند الطلب) الروسية في المشروع، في حين تتولى شركة «ريفيرليت فيلمز» أمر المبيعات الدولية.
ووصفت أولغا أيلاروفا من شركة «ريفيرليت» الفيلم بأنه «قصة قوية عالمية لأشخاص معاصرين يواجهون واقع الحرب، وأثرها عليهم». وأوضحت بينما تقارن الفيلم بكل من فيلمي «ذا هيرت لوكر» و«أميركان سنايبر» قائلة: «نرى اهتماماً كبيراً (وعروضاً من شركات) من جانب مشترين دوليين منذ المرحلة المبكرة السابقة للإنتاج، ونشعر بالحماسة والإثارة تجاه مشاركة العرض الترويجي الأول للفيلم خلال الفعالية».
ومن المقرر أن يعقب الفيلم مشروعات أخرى مقبلة من شركة «روك فيلمز»، التي أنتجت من قبل أفلام مثل «ذا ميجور» ليوري بيكوف، الذي تم عرضه خلال أسبوع النقاد بمهرجان «كان» السينمائي، و«ذا إيدج»، الذي تم ترشيحه لجائزة الـ«غولدن غلوب» من إخراج أوتشيتيل، وفيلم «ذا ويلر بوي» لفيليب يوريف الذي فاز بجائزة في «أيام فينيسيا». كذلك هناك فيلم «زيمون» وهو فيلم روائي يعرض للمرة الأولى للمخرج والكاتب الشاب إدوارد زولنين. وتدور أحداث الفيلم حول أخوين يحاكي صراعهما الصراع الذي كان بين قابيل وهابيل وجاء ذكره في الكتب المقدسة. ومن المقرر أن يتم عرض الفيلم في دور السينما خلال شتاء 2021.
ويقوم فيلم الفانتازيا والخيال «ذا فلاينغ شيب» على التراث الشعبي الروسي، وسيقوم بإخراجه إيليا أوتشيتيل بمشاركة ممثلين روس بارزين. والفيلم حالياً في مرحلة ما قبل الإنتاج، وسيتم البدء في تصويره في نهاية صيف 2021.
أما فيلم «شوستاكوفيتش» هو فيلم سيرة طموح يستند إلى القصة الحقيقية التي لا يعرف الكثيرون بها للمؤلف الموسيقي العبقري. وقد كتب الفيلم ألكسندر تريكوف (بنيلوبي وماتيلد)، وسيقوم بإخراجه أليكسي أوتشيتيل. وقد دخلت شركة إنتاج من المملكة المتحدة شريكاً في إنتاج ذلك الفيلم مع شركة «روك فيلمز»، وتستهدف الاستعانة بنجم لأداء الدور الرئيسي في الفيلم.
كذلك هناك مسلسل «غورباتشوف» المنتظر عرضه، والذي تستعرض أحداثه قصة حياة رجل الدولة الروسي الذي غير مسار تاريخ القرن العشرين بما فيها من حب وصراعات. ويعد المسلسل حالياً في مرحلة الإعداد. ويقول أوتشيتيل، الذي أثار مسلسله «ماتيلد» الذي تم عرضه في 2017. حفيظة وغضب جماعات دينية وقومية في روسيا، إن شركة «روك فيلمز» تتطلع إلى «تحقيق التوازن بين الصور المفعمة بالحركة التي تحصد الجوائز وتثير جدلاً في المجال العام، وبين الأفلام التجارية التي تحقق إيرادات كبيرة».
كذلك قدمت الشركة مسلسلاً جديداً عام 2019 باسم «التتويج»، وهو مسلسل صغير يقوم على مسلسل «ماتيلد»، الذي تم عرضه على خدمة البث الروسية «أميدياتيكا». ومن المنتظر عرض «بليفاكو»، وهو مسلسل من عشر حلقات عن فيدور بليفاكو، المحامي الروسي الأسطوري، وهو من بطولة النجم الروسي ألكسندر بيتروف. ويشارك في إنتاج المسلسل، الذي تم البدء في تصويره خلال سبتمبر (أيلول) 2021. خدمة البث الروسية الرائدة «بريميير».
وقال أوتشيتيل: «يخوض الأستوديو وأنا شخصياً في الوقت الحالي مناقشات مع عدد من المنصات، ونتفاوض على بعض المشروعات الكبيرة في الوقت ذاته. أنا على يقين من أننا سنعلن عن مسلسلات مميزة عديدة في المستقبل القريب».
* خدمات «تريبيون ميديا»