المتحف الوطني العراقي يستقبل زواره بحلة جديدة بعد 12 عاما على إغلاقه

حشود كبيرة توافدت عليه منذ ساعات الصباح الأولى

المتحف في أول أيام افتتاحه بعد 12 عاما على إغلاقه(إ.ب.أ)
المتحف في أول أيام افتتاحه بعد 12 عاما على إغلاقه(إ.ب.أ)
TT

المتحف الوطني العراقي يستقبل زواره بحلة جديدة بعد 12 عاما على إغلاقه

المتحف في أول أيام افتتاحه بعد 12 عاما على إغلاقه(إ.ب.أ)
المتحف في أول أيام افتتاحه بعد 12 عاما على إغلاقه(إ.ب.أ)

«يبدو أنه كالعرس الكبير» هذا ما قالته معلمة مادة التاريخ سلامة صباح وهي تقترب بخطواتها على أعتاب المتحف الوطني العراقي الكبير في مقره وسط العاصمة العراقية بغداد، برفقة طلبتها الصغار وجمهور حاشد من الناس، في أول أيام افتتاحه بعد 12 عاما على إغلاقه. وقالت والفرح بدا واضحا عليها: «هو افتتاح جاء بوقته، ليزيل بعض الحزن الذي أصابنا بعد جريمة (داعش) الأخيرة وتخريبها لآثار عراقية مهمة في الموصل».
بدورها عدت وزارة السياحة والآثار العراقية افتتاح المتحف بأنه «الرد المناسب والحقيقي لأعداء البلاد، وأن حضارة وتراث العراق ستبقى شوكة في عيون المخربين».
وكانت الحكومة العراقية، قد أعادت أول من أمس (السبت) افتتاح المتحف الوطني في بغداد بعد أن كان مغلقا لأكثر من 12 عاما إثر الاجتياح الأميركي عام 2003، والذي نتج عنه نهب 15 ألف قطعة من المعرض، أي نحو ثلث موجوداته.
يقول وكيل وزير السياحة والآثار قيس حسين رشيد، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: إن «إقبال الناس على زيارة المتحف اليوم يعكس رسالة واضحة للعالم بأن العراق سيبقى أرضا للحضارات العريقة» مضيفا: أن «المواطنين توافدوا على زيارة المتحف منذ الساعات الأولى في مشهد يبدو وكأنه احتفالية طال انتظارها». وعزا سبب الإقبال إلى أمرين الأول، هو رغبتهم برؤية الآثار بعد سنوات طويلة من إغلاق المتحف، والأمر الثاني، هو ما سببته لهم تلك المشاهد المؤلمة التي نشرها «داعش» الإرهابي وهو يحطم آثار متحف الموصل بمعاول وفؤوس عبرت عن حقدهم الدفين للحضارة العراقية.
وأكد: «أن المتحف شهد حملة تأهيل واسعة استمرت عدة شهور، شملت تأهيل قاعات لأجل عرض كل الآثار العراقية الموجودة بما فيها الآثار المستردة من الخارج بعد تأهيلها، كما أنه خضع لمنظومة حماية أمنية محكمة مزودة بالكاميرات للحفاظ عليه من أي اعتداء أو سرقة، وتم افتتاح القاعة الجديدة التي تضم كافيتريا للزوار ومكانا للاستراحة ووضع الأمانات وشراء بعض قطع الهدايا الصغيرة وقطع التذاكر وغيرها من خدمات».
أما السيدة نجوان إحدى المرشدات السياحيات في المتحف، فقالت: «أبواب المتحف ستكون مفتوحة طيلة أيام الأسبوع وخلال أوقات الدوام الرسمي، ولدينا كل الحماس لأجل تقديم المعلومات عن تاريخ القطع الأثرية وأماكن العثور عليها للزوار». وأشارت إلى أن معظم أسئلة الزوار تدور حول معرفة أصل القطع الأثرية إن كانت مقلدة أو أصلية.
بدوره عبر الزائر علاء حسين، عن فرحته برؤية آثار بلاده تشمخ في بغداد العاصمة وتمنى أن تتمكن الحكومة العراقية من استرجاع كل القطع المنهوبة في الخارج وأعادتها إلى مكانها الحقيقي في قاعات المتحف إضافة إلى الحفاظ على ما تبقى من آثار في مدن عراقية مهمة.
وأشار: «الآثار هوية العراق، ولدينا مدن تاريخية رائعة الجمال من حضارات مختلفة فهي ثروة لا تقدر بثمن ولولا الحروب والأزمات لكانت أكبر ثروة سياحية».
ويضم المتحف الوطني الحديث آثارا يعود تاريخها إلى ألف قبل الميلاد، ويتألف المتحف من 23 قاعة، ويعرض فيه حاليا نحو 10 آلاف قطعة، من الأحجار الصغيرة، إلى التماثيل الضخمة البالغ ارتفاعها نحو 3 أمتار، أو الجداريات الممتدة بعرض أمتار عدة. وتعود الآثار إلى العصور الآشورية والسومرية والبابلية والإسلامية وغيرها.
وأثارت عملية التدمير الكبيرة التي طالت متحف الموصل وبوابة مركال موجة استنكار عالمية، وطلبت منظمة «يونيسكو» عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي من أجل حفظ تراث العراق، وسط مخاوف من قيام المتطرفين بإلحاق أضرار مماثلة لمواقع أثرية أخرى موجودة في محافظة نينوى في مدينة الموصل.



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.