مصر: «زحمة الأيام» تعيد نجوم «الكاسيت» إلى الصدارة

لقطات من كواليس تصوير أغنية «زحمة الأيام»
لقطات من كواليس تصوير أغنية «زحمة الأيام»
TT

مصر: «زحمة الأيام» تعيد نجوم «الكاسيت» إلى الصدارة

لقطات من كواليس تصوير أغنية «زحمة الأيام»
لقطات من كواليس تصوير أغنية «زحمة الأيام»

أعادت أغنية «زحمة الأيام» بعض نجوم الأغنية المصرية في تسعينات القرن الماضي إلى الواجهة مجدداً، بعد تصدرها قوائم المشاهدة بالمنصات الرقمية خلال الساعات الماضية.
أغنية الرباعي المصري حميد الشاعري، وإيهاب توفيق، ومصطفى قمر، وهشام عباس، (نجوم شرائط الكاسيت في العقد الأخير من الألفية الماضية)، تأجل طرحها لعدة أشهر بسبب وفاة مؤلفها الشاعر سامح العجمي، والملحن أشرف سالم، وهي من توزيع نديم الشاعري، وصورت بطريقة الفيديو كليب عبر إخراج ياسين حسن، وتوزيع شركة «ديجيتال ساوند»، ووضع منتج الأغنية في بدايتها إهداء كتب فيه «إلى تاريخ الموسيقى العربية».
وتدور قصة الأغنية عن ضغوط الحياة والاضطرار للقبول بها ومحاولة الرضا بالحال دائماً، ويقول مطلعها «وفي زحمة الأيام تتفتفت الأحلام وأرضى بقليل وبعيش، وأنده بصوت مبحوح على حلم كان مسموح بيعدي ما يشفنيش، عمر اتسرق مننا فين اللي كانوا هنا راحوا خلاص ومفيش، وبنتظاهر بالرضا ونقول نصيبنا كده مع دنيا ما بتديش».
الفنان هشام عباس يتحدث عن كواليس الأغنية، قائلاً في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، «ولدت فكرة الأغنية على يد الشاعر سامح العجمي الذي عرضها فور كتابتها على صديقه الفنان مصطفى قمر، الذي فضل تقديمها بطريقة الدويتو مع حميد الشاعري، وشرع الاثنان في العمل عليها مع الملحن أشرف سالم، وسجلا صوتهما عليها في شهر فبراير (شباط) من عام 2020»، مضيفاً أنه «بعد شهر من تسجيل الأغنية رحل عن دنيانا سامح العجمي، وبعد 4 أشهر رحل الملحن أشرف سالم أيضاً، وكنا في الوقت ذلك قد طرحنا أغنية (قادرين) التي عرضت في شهر رمضان 2020 كعمل دعائي لإحدى الصيدليات الكبرى، وحققت آنذاك نجاحاً كبيراً، فعرض حميد الشاعري عليّ أنا وإيهاب توفيق فكرة المشاركة معهم في الأغنية لتخليد اسم الراحلين سامح العجمي وأشرف سالم، فوافقت أنا وإيهاب، وقُسمت كوبليهات حميد الشاعري بيني وبينه وكوبليهات مصطفى قمر بينه وبين إيهاب توفيق، ثم صورنا الأغنية في شهر يوليو (تموز) من العام الماضي، في حضور زوجة الشاعر سامح العجمي تصوير الكليب»، مشيراً إلى «أن حميد الشاعري فضل طرح الأغنية في ذكرى مرور عام على رحيل شاعرها وملحنها بالاتفاق مع الشركة المنتجة (كامب) والمنتج ياسر القصراوي».
جدير بالذكر أن أغنية «زحمة الأيام» ليست التجربة الأولى التي تجمع الرباعي المصري مع بعضهم البعض، فقد قدموا العام الماضي أغنية «قادرين»، فيما تعاون مصطفى قمر مع حميد الشاعري في أغنية «غزالي» عام 2000، أما هشام عباس وحميد الشاعري فقدما سوياً عدداً من الأغنيات، من بينها «حلال عليك» و«الله يسلم حالك» و«عيني» و«فاكر أيام لمتنا»، في حين لم يقدم إيهاب توفيق من قبل أي أغنيات مع أي منهم.
وكشف المخرج ياسين حسن، في بيان صحافي، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن «كليب الأغنية صُور على مدار يومين، عبر أحدث التقنيات الحديثة في التصوير، حيث ظهر بالعمل سامح العجمي، وأشرف سالم رغم وفاتهما قبل التصوير بعدة أشهر».
وتوفي الشاعر المصري سامح العجمي في 11 مارس (آذار) عام 2020، إثر أزمة قلبية مفاجئة، قبل أن يرحل الملحن أشرف سالم بذبحة صدرية متأثراً بإصابته بفيروس كورونا في 4 يونيو (حزيران) من العام ذاته، لتطرح الأغنية في ذكرى وفاته الأولى.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».