عودة تدريجية للحياة الطبيعية في المغرب

ساحة جامع الفناء بمراكش كما بدت في 6 مايو الماضي (أ.ف.ب)
ساحة جامع الفناء بمراكش كما بدت في 6 مايو الماضي (أ.ف.ب)
TT
20

عودة تدريجية للحياة الطبيعية في المغرب

ساحة جامع الفناء بمراكش كما بدت في 6 مايو الماضي (أ.ف.ب)
ساحة جامع الفناء بمراكش كما بدت في 6 مايو الماضي (أ.ف.ب)

بدأت الحياة الطبيعية تعود تدريجياً إلى مختلف المناحي الاقتصادية والاجتماعية في المغرب مع اتخاذ الحكومة قراراً بمزيد من التخفيف من إجراءات الحجر الصحي منذ أول يونيو (حزيران) الجاري.
وبات بإمكان الأسواق والمحلات التجارية والمطاعم والمقاهي مواصلة نشاطها حتى الحادية عشرة ليلاً. وأصبح المواطنون يشعرون بحرية أكبر في التنقل، إذ خفّت المراقبة على حركة السفر داخل البلاد، وصار بإمكان وسائل النقل العمومي ملء طاقة استيعابية تصل إلى 75 في المائة بعدما كانت في حدود 50 في المائة، كما جرى السماح لأول مرة بفتح المسارح وقاعات السينما والمراكز الثقافية والمكتبات والمتاحف في حدود 50 في المائة من طاقتها الاستيعابية، وذلك منذ إغلاقها قبل أكثر من عام مع ظهور الجائحة في بداية مارس (آذار) 2020، بيد أن المراقبين للشأن الثقافي في البلاد يلاحظون أن الإقبال على هذه المرافق ما زال محدوداً، لأن المواطنين ما زالوا حذرين من التوجه إلى الأماكن المغلقة، كما أن الاستعدادات لتهييء هذه الفضاءات ووضع برمجة لها ما زالت متواصلة.
وجرى السماح أيضاً لقاعات الحفلات والأفراح بالاشتغال في حدود 50 في المائة من طاقتها الاستيعابية، على ألا يتجاوز عدد الحضور 100 شخص، وذلك بعدما منعت الحفلات منذ ظهور (كوفيد - 19). ويراهن ممونو الحفلات على إنعاش نشاطهم مع قرب موسم الصيف، حيث تكثر المناسبات والأفراح والأعراس، وذلك بعد أكثر من سنة من الكساد. وأصبح بإمكان المواطنين ارتياد الشواطئ، مع ضرورة احترام التباعد الجسدي، وفتح المسابح العمومية في حدود 50 في المائة من إمكاناتها الاستيعابية.
ومع ارتفاع درجات الحرارة، لوحظ إقبال المواطنين على التوجه إلى الشواطئ خلال عطلة نهاية الأسبوع، كما جرى التخفيف من شدة المراقبة بخصوص استعمال الكمامات. وأصبح بإمكان المواطنين التجول والتبضع ليلاً حتى الساعة الحادية عشرة، وهو ما لم يكن مسموحاً به قبل أكثر من سنة.
وفي الأسواق، عبر أصحاب المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم عن ارتياحهم لتقليص مدة الحظر الليلي عبر تمديد ساعات العمل حتى الساعة الحادية عشرة، بدل الثامنة مساء. وحسب صاحب مقهى في شارع محمد الخامس بالرباط، فإن هذا التمديد «أتاح وقتاً لاستقبال مزيد من الزبائن»، مضيفاً أن المقاهي «تضررت كثيراً بسبب الجائحة». ويأتي ذلك بعدما عانى أصحاب المقاهي والمطاعم من الإغلاق التام خلال شهر رمضان.
وبخصوص تنظيم التجمعات والأنشطة في القاعات، جرى السّماح بتنظيمها بحضور أقل من 50 شخصاً، أما تنظيم التجمعات والأنشطة في الفضاءات المفتوحة فأصبح مسموحاً بحضور لا يتجاوز 100 شخص، مع إلزامية الحصول على ترخيص من لدن السلطات المحلية في حالة تجاوز هذا العدد.
من جانبها، أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عن جدولة زمنية لفتح مزيد من المساجد على أربع مراحل، الأولى تبدأ الثلاثاء المقبل 8 يونيو الجاري، وسيجري فيها فتح 12 ألف مسجد. والثانية في 22 يونيو وسيجري فيها فتح 9 آلاف مسجد، والثالثة في 6 يوليو (تموز) المقبل وستجري فيها فتح 9 آلاف مسجد. والرابعة في 20 يوليو وسيجري فيها فتح 10 آلاف مسجد.
وفيما يجري الفتح التدريجي لعدد من الأنشطة حسب تطور الحالة الوبائية، فإن الحكومة لم ترخص بعد بتنظيم المخيمات الصيفية، ما دفع العاملين في قطاع التنشيط والمخيمات إلى الاحتجاج أمس أمام مقر وزارة الشباب والرياضة بالرباط، منتقدين استثناء قطاع التخييم من التخفيف. كما يترقب المواطنون فتح النقل عبر الطيران مع أوروبا، لاستقبال أفراد عائلاتهم المقيمين في الخارج.
وكان رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، قال أول من أمس خلال اجتماع مجلس الحكومة إن المغرب «متحكم» في جائحة (كوفيد - 19)، مشيراً إلى «اتّساع دائرة المستفيدين من التلقيح، ليصل عددهم نحو 9 ملايين بما يمثل نحو ثلث الفئة المستهدفة».


مقالات ذات صلة

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

آسيا قوات أمنية تقف خارج معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (رويترز)

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

حذر خبراء من أن العلماء الصينيين يخططون لإجراء تجارب «مشؤومة» مماثلة لتلك التي ربطها البعض بتفشي جائحة «كوفيد - 19».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ وسط ازدياد عدم الثقة في السلطات الصحية وشركات الأدوية يقرر مزيد من الأهل عدم تطعيم أطفالهم (أ.ف.ب) play-circle

مخاوف من كارثة صحية في أميركا وسط انخفاض معدلات التطعيم

يحذِّر العاملون في المجال الصحي في الولايات المتحدة من «كارثة تلوح في الأفق» مع انخفاض معدلات التطعيم، وتسجيل إصابات جديدة بمرض الحصبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جائحة كورونا نشأت «على الأرجح» داخل مختبر ولم تكن طبيعية (أ.ف.ب)

فيروس كورونا الجديد في الصين... هل يهدد العالم بجائحة جديدة؟

أثار إعلان علماء في معهد «ووهان» لعلم الفيروسات عن اكتشاف فيروس كورونا جديد يُعرف باسم «HKU5 - CoV - 2» قلقاً عالمياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك عالمة تظهر داخل مختبر معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (إ.ب.أ)

يشبه «كوفيد»... اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في مختبر صيني

أعلن باحثون في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في الصين، أنهم اكتشفوا فيروس «كورونا» جديداً في الخفافيش يدخل الخلايا باستخدام البوابة نفسها.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» بنيويورك (أ.ب)

دراسة: بعض الأشخاص يصابون بـ«متلازمة ما بعد التطعيم» بسبب لقاحات «كوفيد-19»

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن اللقاحات التي تلقّاها الناس، خلال فترة جائحة «كوفيد-19»، منعت ملايين الوفيات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.