«المركزي» اللبناني يقر إتاحة المجال للمودعين لسحب جزء من أموالهم بالدولار

حاكم «المركزي» رياض سلامة يتحدث إلى الصحافيين بعد اجتماع في قصر بعبدا أول من أمس (الخميس) (أ.ف.ب)
حاكم «المركزي» رياض سلامة يتحدث إلى الصحافيين بعد اجتماع في قصر بعبدا أول من أمس (الخميس) (أ.ف.ب)
TT

«المركزي» اللبناني يقر إتاحة المجال للمودعين لسحب جزء من أموالهم بالدولار

حاكم «المركزي» رياض سلامة يتحدث إلى الصحافيين بعد اجتماع في قصر بعبدا أول من أمس (الخميس) (أ.ف.ب)
حاكم «المركزي» رياض سلامة يتحدث إلى الصحافيين بعد اجتماع في قصر بعبدا أول من أمس (الخميس) (أ.ف.ب)

أعلن مصرف لبنان المركزي، أمس، أنه سيكون بمقدور أصحاب الودائع بالدولار الأميركي في البنوك اللبنانية، معاودة سحب الدولار النقدي بدءاً من أول يوليو (تموز) المقبل، بحصة شهرية تبلغ 400 دولار، تضاف إليها حصة بالقيمة عينها يتم صرفها بالليرة بسعر المنصة المستحدثة لدى مصرف لبنان المركزي، أي بحدود 12 ألف ليرة حالياً أو ما يوازي 4.8 مليون ليرة.
ويرتقب أن يصدر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة تعميماً تفصيلياً، منتصف الأسبوع المقبل، يحدد فيه آليات وكيفية تنفيذ القرار الصادر بالإجماع عن المجلس المركزي للمصرف.
وقرر المجلس المركزي تخفيض التوظيفات الإلزامية بالعملات الأجنبية من 15 في المائة إلى 14 في المائة. وهو ما يشكل استجابة صريحة لمضمون الكتاب الذي رفعته جمعية المصارف إلى الحاكم قبل يوم من الاجتماع وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، حيث أكدت «عدم قدرتها على سداد أي مبالغ نقدية بالعملات الأجنبية مهما تدنت قيمتها، باعتبار أن سيولتها الخارجية لدى البنوك المراسلة لا تزال سلبية بمقدار مليار دولار. ولذا فهي تقترح أن يتم تمويل السحوبات من خلال خفض نسبة الاحتياطي الإلزامي، الذي يشكل أساساً ضمانة للودائع ويتم اللجوء إليه في الأزمات والحالات الطارئة مثيل القائمة في لبنان حاليا».
وحدد القرار التكييف الذي سيتم اعتماده لتلبية السحوبات بالدولار، بحيث إن المبالغ التي ستسددها المصارف في أول سنة، ستدفع من حساباتها لدى المصارف المراسلة في الخارج التي تتراوح بين مليار ومليار و200 مليون دولار أميركي. مقابل أن يتم تمكين المصارف من سحب نفس المبالغ من توظيفاتها الإلزامية لدى البنك المركزي. كذلك يمكن للمصارف استعمال نسبة الـ3 في المائة التي أودعتها في الخارج بناء على تعميم سابق للمركزي، مع استثناء الحسابات الجديدة (الفريش) للمودعين لهذه الغاية. كما جرى التلويح بأن القرار سيكون مدخلاً «لمعالجة المصارف غير الملتزمة به».
أما بخصوص مبادلة الشريحة الثانية بالليرة، فهي غير معقدة لجهة تأمين السيولة المطلوبة وضخها من قبل البنك المركزي في المصارف، إنما هي مقلقة في تعظيم كتلة النقد بالعملة الوطنية بإضافة بين 26 و27 تريليون ليرة في سنة واحدة، تضاف إلى كتلة ضخمة تناهز 38 تريليون ليرة حالياً.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.