وزير الخارجية السعودي وممثل تحالف الحضارات يناقشان تعزيز الشراكة

الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي يستقبل الممثل السامي لتحالف الحضارات ميغيل موراتينوس (واس)
الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي يستقبل الممثل السامي لتحالف الحضارات ميغيل موراتينوس (واس)
TT
20

وزير الخارجية السعودي وممثل تحالف الحضارات يناقشان تعزيز الشراكة

الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي يستقبل الممثل السامي لتحالف الحضارات ميغيل موراتينوس (واس)
الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي يستقبل الممثل السامي لتحالف الحضارات ميغيل موراتينوس (واس)

استقبل الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، اليوم (الخميس)، الممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة ميغيل موراتينوس.
وجرى خلال الاستقبال، استعراض دور السعودية الدولي في دعم الحوار بين الحضارات المختلفة والثقافات المتعددة، والتطرق إلى جهود مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات «كايسيد» وما يقوم به من عمل حثيث في ترسيخ الحوار والتعايش بين شعوب العالم.
وتناول الجانبان أيضاً أهمية تعزيز الشراكة بين السعودية والأمم المتحدة بمختلف المجالات، من أبرزها دعم الحوار بين الحضارات عالمياً.


مقالات ذات صلة

إسرائيل تشجع وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة على تولي مهام «الأونروا» في غزة

شؤون إقليمية فلسطينيون يصطفون للحصول على مساعدات غذائية من مركز توزيع «الأونروا» في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة 3 مارس 2025 (أ.ف.ب)

إسرائيل تشجع وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة على تولي مهام «الأونروا» في غزة

قال مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة إن إسرائيل تشجع وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الأخرى على تولِّي عمل وكالة «الأونروا» في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا احتفال سابق في ليبيا بـ«ثورة 17 فبراير» (البعثة الأممية)

​البعثة الأممية تدعو لتعزيز وصول المرأة الليبية إلى مراكز القيادة

قالت البعثة الأممية إلى ليبيا إن «عدم وجود تشريعات شاملة تحمي حقوق المرأة يؤدي إلى تفاقم التحديات ويمنع المجتمع من الاستفادة من مساهماتها القيمة»

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد بمحافظة مأرب عن انتهاكات جماعة الحوثي في البيضاء (سبأ)

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

كشف تقرير حقوقي يمني عن توثيق نحو 13 ألف انتهاك لحقوق الإنسان في محافظة البيضاء (وسط اليمن) ارتكبتها ميليشيا الحوثي خلال السنوات العشر الأخيرة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي صورة ملتقطة في 7 مارس 2025 في اللاذقية بسوريا تظهر توجه قوات الجيش السوري إلى قرى ريف اللاذقية والساحل السوري بالأسلحة الثقيلة لمحاربة المقاتلين المرتبطين بالرئيس المخلوع بشار الأسد (د.ب.أ)

المبعوث الأممي: قلقون إزاء الاشتباكات العنيفة وحالات القتل في منطقة الساحل السوري

أعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، الجمعة، عن بالغ قلقه إزاء التقارير الواردة بشأن الاشتباكات العنيفة وحالات القتل في منطقة الساحل السوري.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
أفريقيا جنود يقفون في موقعهم بالقرب من نزارا جنوب السودان 15 فبراير 2025 (أ.ب)

مقتل 27 جندياً من جنوب السودان بعد إسقاط مروحيتهم

قال وزير الإعلام في جنوب السودان إن ما يقدّر بنحو 27 جندياً قُتلوا خلال هجوم على مروحية تابعة للأمم المتحدة حاولت إجلاء قوات في بلدة الناصر، اليوم (الجمعة).

«الشرق الأوسط» (نيروبي)

زخم سياسي في جدة... زيارة رابعة لزيلينسكي ومحادثات أميركية - أوكرانية

0 seconds of 2 minutes, 32 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
02:32
02:32
 
TT
20

زخم سياسي في جدة... زيارة رابعة لزيلينسكي ومحادثات أميركية - أوكرانية

ولي العهد السعودي مستقبلاً الرئيس الأوكراني في زيارة سابقة للسعودية (رويترز)
ولي العهد السعودي مستقبلاً الرئيس الأوكراني في زيارة سابقة للسعودية (رويترز)

قبل أن تحط طائرته في جدة بأربع وعشرين ساعة، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن كييف «مهتمة أكثر بالسلام». وسلَّط الرئيس الضوء على التزام بلاده «حواراً بنّاءً» مرتقباً مع الجانب الأميركي في جدة التي تشهد زخماً سياسياً هذه الأيام، مشيراً إلى أن فريقه سيبقى بعد زيارته التي بدأت الاثنين للقاء الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وستليها مباحثات مع الجانب الأميركي.

وبالتوازي مع وصول الوفد الأوكراني، يصل وفد أميركي على رأسه وزير الخارجية ماركو روبيو وزير الخارجية الأميركي، الذي قالت وزارته في بيان إنه سيقضي الأيام ما بين 10 و12 مارس (آذار) 2025 في السعودية، وسيلتقي قيادات سعودية، ويُجري محادثات مع مسؤولين أوكرانيين، ليستبق بذلك زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترمب، للسعودية بعد أسابيع، حسبما قال الأخير لجمع من الصحافيين نهاية الأسبوع الماضي.

الخارجية السعودية رحَّبت بدورها باستضافة اللقاء المقرّر بين الولايات المتحدة وأوكرانيا في جدة، مؤكّدةً، في بيانٍ، استمرارها في بذل الجهود لتحقيق سلام دائم لإنهاء الأزمة الأوكرانية، وذكّرت بأنها تواصل خلال السنوات الثلاث الماضية هذه الجهود من خلال استضافة كثير من الاجتماعات بهذا الخصوص.

يأتي ذلك عقب 3 أسابيع من محادثات أميركية - روسية هي الأولى من نوعها منذ بدء الحرب في أوكرانيا، والتي عُقدت في محافظة الدرعية، وشارك فيها وفدان رفيعا المستوى من واشنطن وموسكو، أثمرت اتفاق الجانبين على عدد من الأمور شملت تشكيل فرق رفيعة المستوى للتفاوض على إنهاء الحرب في أوكرانيا والعمل على إعادة فتح القنوات الدبلوماسية بين واشنطن وموسكو.

وتعاود جدة، استضافة مباحثات دولية حول أوكرانيا، بعدما احتضنت في أغسطس (آب) 2023، اجتماعاً لمستشاري الأمن الوطني وممثلين لأكثر من أربعين دولة ومنظمة دولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، برئاسة مساعد العيبان مستشار الأمن الوطني السعودي، بشأن الأزمة الأوكرانية، واتفق المشاركون في ذلك الاجتماع على مواصلة التشاور الدولي وتبادل الآراء بما يسهم في بناء أرضية مشتركة تمهد الطريق للسلام، وثمّنت كييف استضافة السعودية هذا الاجتماع.

الزيارة الرابعة

قبل الزيارة الحالية، زار الرئيس الأوكراني السعودية 3 مرات منذ اندلاع الحرب الروسية - الأوكرانية في فبراير (شباط) 2022، والتقى خلالها الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الذي أكّد بدوره حرص بلاده ودعمها جميع المساعي والجهود الدولية الرامية لحل الأزمة، وبحث السبل الكفيلة لتخفيف الآثار الإنسانية الناجمة عنها، فيما أعرب زيلينسكي عن تقديره الجهود التي تبذلها السعودية في هذا الصدد، لتأتي الزيارة يوم الاثنين، لتكون الزيارة الرابعة للرئيس الأوكراني إلى السعودية منذ بدء الحرب.

وفي تصريح سابق لـ«الشرق الأوسط» أكّد السفير الأوكراني لدى السعودية أناتولي بيترينكو، أن بلاده تثمّن بشدة جهود الوساطة السعودية «التي سمحت لنا بالإفراج الجماعي عن عدد من أسرى الحرب في سبتمبر (أيلول) 2022، وقد أدت الجهود الدبلوماسية الملموسة للسعودية إلى هذه النتيجة التي عززت سمعة السعودية في العالم».

وأشار بيترينكو أن إلى السعودية ساعدت السكان المدنيين في أوكرانيا منذ الأيام الأولى «للغزو الروسي الشامل»، حسب وصفه.

وأضاف السفير أن المساعدات السعودية «أسهمت في توفير ظروف معيشية لائقة لشعبنا، الذي أجبرته الحرب على الانتقال إلى مناطق آمنة من البلاد، كما ساعدتنا على الحفاظ على قدرة المواطنين على الوصول إلى الخدمات الطبية، واستدامة البنية الأساسية الاجتماعية».

نجاح الوساطة

نجحت وساطة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في تأمين الإفراج عن 10 أسرى من جنسيات مختلفة، بينهم مواطنون من الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والسويد، وكرواتيا، والمغرب، كانوا يقاتلون في صفوف الجيش الأوكراني، ليجري نقلهم إلى المملكة، قبل إعادتهم إلى بلدانهم.

جانب من المحادثات الأميركية - الروسية بقصر الدرعية في الرياض (رويترز)
جانب من المحادثات الأميركية - الروسية بقصر الدرعية في الرياض (رويترز)

وحول موقف بلاده من الحرب في أوكرانيا، شدّد الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، في حوار مع محطة «فوكس نيوز»، سبتمبر 2023: «علاقاتنا جيدة مع روسيا وأوكرانيا، ونفضِّل مسار الحوار، ولا ندعم طرفاً على حساب طرف»، وأردف بالقول إن «السعودية تدعم الوصول إلى حل بين روسيا وأوكرانيا، وتلعب دور الوسيط بين البلدين».

ومنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، أرسلت السعودية طائرات تحمل أطناناً من المساعدات الإنسانية للشعب الأوكراني عبر «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، وذلك نتيجة للاتفاقية ومذكرة التفاهم التي وقَّعها الجانبان عام 2023، وتضمّنت تقديم حزمة مساعدات إنسانية إضافية لأوكرانيا بمبلغ 400 مليون دولار، علاوةً على ما سبقتها من مساعدات طبية وإيوائية عاجلة بقيمة 10 ملايين دولار للاجئين من أوكرانيا إلى الدول المجاورة، وبالأخص بولندا، وذلك بالتنسيق مع الحكومة البولندية ومنظمات الأمم المتحدة.

وكشف «برنامج الأغذية العالمي» التابع للأمم المتحدة، عن أن الرياض أسهمت عبر «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» بمبلغ 10 ملايين دولار لدعم الأوكرانيين المتضررين من الحرب بوجبات ساخنة يومية في 1200 مؤسسة في جميع أنحاء البلاد.

جانب من مساعدات سعودية متوجهة إلى أوكرانيا (واس)
جانب من مساعدات سعودية متوجهة إلى أوكرانيا (واس)

وفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، من شأن المساعدات السعودية أن تسهم في توفير 50 مليون وجبة للمقيمين في المؤسسات التي يدعمها البرنامج الأممي، مثل المستشفيات وملاجئ النازحين ودور الأيتام ومرافق الطب النفسي وكبار السن، وغيرها من المنظمات العامة أو الخاصة التي ترعى الأوكرانيين الأكثر تضرراً؛ حيث واجه كثير من هذه المؤسسات ضغوطاً متزايدة وعجزاً في الميزانية بسبب الحرب والنزوح الداخلي الهائل.

وأعربت ماريان وارد، مديرة مكتب برنامج الأغذية العالمي في أوكرانيا بالإنابة، عن الامتنان لـ«مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، على «دعم عنصر حيوي في برامج الطوارئ لدينا في أوكرانيا، والذي يوفر الإغاثة للأوكرانيين الأكثر تضرراً مع تعزيز المؤسسات والمنظمات المحلية التي تهتم بهم»، بينما أشار من جانبه المهندس أحمد البيز، مساعد المشرف العام للتخطيط والتطوير في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إلى سعادتهم بأن «نكون جزءاً من برنامج الطوارئ المهم هذا للاستجابة للاحتياجات الإنسانية العاجلة للسكان المتضررين في أوكرانيا، وستوفر المساعدة الإنسانية لـ(مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية) المساعدة الغذائية المنقذة للحياة للمجتمعات الأكثر ضعفاً في جميع أنحاء البلاد».

وأظهرت أرقام البرنامج، أن هذه المساهمة ستمكِّن برنامج الأغذية العالمي من شراء وتسليم نحو 7600 طن متري من السلع الغذائية، بما في ذلك الدقيق والمعكرونة والحنطة السوداء والشوفان والبازلاء والسكر والزيت، التي يتم شراؤها داخل أوكرانيا لدعم الاقتصاد المحلي والنظم الغذائية، ويجري بعد ذلك استكمال هذه السلع بأغذية أخرى تشتريها المؤسسات مباشرةً لإعداد وجبات يومية مغذّية للمقيمين والأشخاص الذين تحت رعايتهم.

تعويل دولي

يرى المحلل السياسي عبد اللطيف الملحم، أن دور الرياض في الأزمة الروسية - الأوكرانية يمكن أن يكون متعدد الأوجه ومهمّاً على الصعيدين الإقليمي والدولي، ومن ذلك أن السعودية تلعب دوراً في تسهيل الحوار والتواصل بين الأطراف المعنية في الأزمة، والعمل على تحقيق التوافق والتفاهم المشترك، واستخدام علاقاتها الثنائية مع الدول المعنية للتأثير في القرارات وتعزيز الجهود الدبلوماسية، ومن جانبٍ آخر يرى الملحم في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن الدعم الإغاثي والإنساني الذي قدمته السعودية للشعب الأوكراني المتضرر من الأزمة، وأيضاً المساعدات الطبية، عملا على تخفيف معاناة الأشخاص المتضررين من النزاع، مما يعزّز من التأثير السعودي في طريق الحل.

الملحم أشار إلى لعب السعودية دور الوساطة من موقف قوة، ولا توفّر مجرد طاولة للمفاوضات فحسب، بل يمكنها أن تؤثّر في مسار المفاوضات بما تملكه من مشتركات استراتيجية مهمّة مع العواصم الثلاث «واشنطن وموسكو وكييف».

وبالنتيجة، وفقاً للملحم، فإن هذه الأدوار «تهدف إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي وحل الأزمة الروسية - الأوكرانية بطرق سلمية وبنَّاءة، وللسعودية باع طويل في التوسط والدعم الإنساني والدعم السياسي للمساهمة في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم».