مع انخفاض حالات الإصابة بفيروس كورونا والتخوف من الانزلاق من جديد إلى مستويات أكثر خطورة تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة وسجلت أمس 40 درجة مئوية؛ تدرس «الإدارة الذاتية لشمال وشرق» سوريا العودة إلى الإقفال الجزئي، واتخاذ تدابير احترازية في المعابر والمنافذ الحدودية مع مراعاة تسهيل عبور المرضى والحالات الإنسانية.
ويقول رئيس هيئة الصحة الدكتور جوان مصطفى، إن «جائحة (كوفيد - 19) لا تزال منتشرة ورفع الحظر يفتح المجال لانتشاره ما يضعنا أمام موجة ثانية، كل التقارير والمؤشرات تشير إلى أن وجود موجة ثانية لانتشار الفيروس قادمة مع حلول منتصف فصل الصيف، فالفيروس في حالة استقرار، حيث لاحظنا انخفاض عدد الإصابات». وحذر من وجود مخاطر بتعرض المنطقة لموجة أشد وأقوى من الموجات الماضية. وأوضح، أن هيئة الصحة اتخذت التدابير الاحترازية كافة وتعمل لإيصال اللقاح إلى المنطقة، ولفت مصطفى، أن «هناك احتمالية فرض إغلاق جديد في المرحلة المقبلة قبل وصول موجة جديدة خشية من مستويات أكثر خطورة».
وأنهت طواقم هيئة الصحة بالإدارة الذاتية بالتنسيق مع كوادر منظمة الصحة العالمية حملة تطعيم الكوادر الصحية في مستشفى بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، وانتقلت إلى تطعيم كوادر 11 مركزاً ونقطة طبية تعمل في مكافحة الوباء بعد وصول 23 ألف جرعة لقاح «أسترازينيكا» الهندي، مقدمة لمناطق الإدارة من منصة «كوفاكس»، على أن توزع 13200 جرعة في محافظة الحسكة، و4 آلاف لمناطق الإدارة بريف دير الزور الشرقي، و6 آلاف لمحافظة الرقة.
وأشار مصطفى إلى أنهم تسلموا حتى الآن نحو 17500 جرعة من اللقاح المضاد للفيروس، على أن تصل خلال الأيام القليلة القادمة 6 آلاف جرعة ثانية، «لتصل الكمية إلى 23 ألف جرعة وهذه الجرعات كانت مخصصة فقط لتطعيم الكوادر الطبية ومن هم في خط الدفاع الأول في مواجهة الفيروس وإبقائه إلى حد ما تحت السيطرة». وأشار المسؤول الطبي إلى خطة مستقبلية في هيئة الصحة بتطعيم الفئات المستضعفة التي تحتاج إلى اللقاح، من المتقدمين في السن الذين يتجاوزون أعمارهم 55 سنة، سيما الذين يعانون من أمراض مزمنة. وسجلت هيئة الصحة، أمس، 3 وفيات و62 إصابة إيجابية جديدة بفيروس كورونا، وبلغ عدد الإصابات في مناطق شمال شرقي سوريا إلى 17919 حالة، بينها 732 حالة وفاة، و1875 حالة تماثلت إلى الشفاء. بدورها، نقلت روجين أحمد، مديرة هيئة الصحة في مدينة القامشلي، وهي إحدى المدن الرئيسية في مناطق شرقي الفرات تتبع الإدارة الذاتية، إنهم «جهّزنا مراكز للحجر أحدهم بالقامشلي، ومركزاً ثانياً في ديرك، وخصصنا قسماً في مشفى ديرك العام بدعم من منظمة UPP لاستقبال الحالات المزمنة في المنطقة»، وتسجل الطواقم الطبية في المنطقة حالات إصابة إيجابية جديدة بشكل يومي وحالات وفاة، وأضافت أحمد «الحالات المشتبهة بها والمصابون تتم متابعتهم عبر الفرق الطبية ولجان الطوارئ وفحصهم عبر جهاز PCR، كما يتم إخضاعهم للحجر المنزلي وتأمين مستلزماتهم كافة». ويقول مسؤولي الإدارة، إن الزيادة في عدد الحالات المصابة والوفيات في الأيام الماضية تثير القلق، وشددت المسؤولة الكردية روجين أحمد على أن إهمال الأهالي وعدم حسهم بالمسؤولية بالتعامل مع الجائحة، «سيعرض المنطقة إلى الخطر؛ لذلك مطلوب من الجميع أخذ الحيطة والحذر والحفاظ على الوقاية؛ لأن حمايتهم الشخصية تؤمن حماية المجتمع».
غير أن الكثير من المتابعين والمراقبين يشتكون من عدم تقيد سكان المنطقة بالإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي، ومع رفع القيود وتخفيف الإجراءات الاحترازية يتسوق معظم السكان في الأسواق دون لباس الكمامات وعدم أخذ التدابير المطلوبة خشية من تفضي الفايروس، وأطلق نشطاء وفعاليات مجتمعية ومدنية هاشتاغات وحملات توعوية تدعو الأهالي إلى ارتداء الكمامة والحفاظ على مسافة أمان والبقاء بالمنزل.
وتعاني مناطق شرق الفرات أساساً من نقص بالمعدات الصحية والطبية، بعد توقف المساعدات عبر معبر اليعربية بفيتو روسي - صيني بداية عام 2019؛ مما يشكل تهديداً مضاعفاً يفرضه انتشار فيروس كورونا المستجد، وحذرت منظمات إنسانية دولية ومحلية، ومسؤولون أكراد، من العجز عن احتواء انتشار الوباء؛ إذ تسبب النزاع الدائر في سوريا منذ 9 سنوات في خسائر فادحة في أنظمة الرعاية الصحية، حيث دُمرت كثير من المستشفيات، وخرجت كثير من النقاط الطبية والعيادات عن الخدمة.
تحذيرات من موجة ثانية شمال شرقي سوريا
تحذيرات من موجة ثانية شمال شرقي سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة