أحمد خليل: أخشى تغييبي عن الساحة الفنية

قال لـ«الشرق الأوسط» إن النجاح لا يقاس بعدد المشاهد

TT

أحمد خليل: أخشى تغييبي عن الساحة الفنية

قال الفنان المصري أحمد خليل إنه «لم يبتعد عن التمثيل، لكن الأدوار التي تستهويه ابتعدت عنه بعدما غاب كبار الكتاب والمخرجين، أمثال محمد جلال عبد القوي وإنعام محمد علي»، معتبراً في حواره مع «الشرق الأوسط» أن «الدراما الحالية تركز على (النماذج المنحرفة) وتُغرق في مشاهد الضرب والقتل».
خليل الذي بدأ مسيرته الفنية، عقب تخرجه في معهد الفنون المسرحية بالقاهرة عام 1965، من خلال فرقة مسرح الجيب التي أسسها الفنان الراحل كرم مطاوع، عمل لفترة في مسلسلات كثيرة تم تصويرها في دول الخليج العربي، وقدم أعمالاً سينمائية وتلفزيونية ناجحة، من أبرزها «المومياء، ضد الحكومة، كتيبة الإعدام، امرأة من زمن الحب، قاسم أمين، حديث الصباح والمساء».
وجسد الفنان الكبير في مسلسل «لحم غزال» شخصية «الحاج مأمون»، وعن أسباب حماسه لهذا العمل، يقول: «أولاً لأنه سبق لي التعامل مع شركة الإنتاج التي يقودها المنتج صادق الصباح، وأعلم يقيناً أنها تنتج أعمالاً ذات قيمة، وأثق في تعاملهم، وفي رأيي أن أهم عنصر لضمان نجاح العمل الفني هو المنتج بمفهومه العلمي والفني، وليس الذي يملك فقط أموالاً، ولا يعنيه سوى الربح المادي، دون اعتبار لأي قيم فنية أو جمالية، فالمنتج الحقيقي يجب أن يتمتع بثقافة واسعة، ويملك القدرة على اختيار العمل الذي يحمل قيماً تفيد المجتمع، ويكون مؤمناً بأهمية العمل، وقوة تأثيره على الجمهور، ثم تأتي المرحلة الثانية، وهي قراءة النص الذي أوافق عليه غالباً لأن هذا المنتج الواعي لا يبخل في اختيار كل عناصر العمل الفني لتكون على المستوى الراقي، فعنصر الإنتاج هو ما يدفعني غالباً لاختياراتي الفنية».

- ضيف شرف
ويؤكد خليل أن النجاح لا يقاس بعد المشاهد: «مشاهدي لا تتعدى 20 مشهداً، وطوال حياتي لم أهتم بدور صغير أو كبير، فلست من هواة الظهور في مشاهد العمل كافة من البداية للنهاية. ففي مسلسل (حديث الصباح والمساء) شاركت في 14حلقة فقط، وفي مسلسل (هوانم جاردن سيتي) شاركت في 15 حلقة فقط من حلقاته الثلاثين، فالظهور في كل المشاهد يكون للنجوم الكبار الذين لا أعد نفسي منهم، كما أن النجاح لا يقاس بعدد المشاهد، ولا أعتقد أن أحداً يمكن أن ينسى المشهد الذي قدمته الفنانة الراحلة أمينة رزق في فيلم (أريد حلاً)، أو مشهدها في فيلم (ناصر 56)، فالمهم هو قيمة وتأثير المشهد في أحداث العمل، وكم من أشباه ممثلين أدوا أدواراً (من الجلدة للجلدة) ولم يتذكرهم أحد»، على حد تعبيره.
وعن ظهوره بصفته ضيف شرف، يقول: «لا أظهر كثيراً بصفة ضيف شرف، لكن ليس لدي عملاً آخر غير التمثيل أحبه، وبالتالي أرغب في المشاركة الفنية».

- دراما البلطجة
وشارك الفنان أحمد خليل في موسم رمضان قبل الماضي في مسلسل «الفتوة»، ولفت الأنظار بأدائه المتمكن لشخصية «المعلم صابر أبو شديد» التي نالت إعجاب الجمهور، وهو ما يقول عنه: «رغم وفاة صابر في الحلقة 15، إلا أن الناس يتذكرونه ويشيدون به، وأنا لم أبتعد عن العمل الفني في أي وقت، ولكن الأعمال الفنية التي يشرفني العمل بها هي التي ابتعدت عني، كما أن هذه الأعمال تكاد تختفي بفضل ما تقدمه الآن ورش (الحدادة الفنية) من أعمال بلطجة وعنف، وبالتالي من الممكن أن أختفي أنا أيضاً مثلما اختفي أساتذتي المبدعين الكبار، أمثال محمد جلال عبد القوي ويسري الجندي وإنعام محمد علي ومحمد فاضل وجمال عبد الحميد، وآخرين».
وقدم أحمد خليل أعمالاً تاريخية مهمة، من بينها مسلسلات «سليمان الحلبي، أبو سفيان، سيف الدولة الحمداني، صقر قريش»، لاقت اهتماماً كبيراً من الجمهور، كما أنه يعتز بها بشكل خاص، ويفسر أسباب تراجع إنتاج هذه النوعية من الدراما، قائلاً: «هذه الأعمال لا يرغب أن يتعرض لها أحد الآن لأنها تتطلب جهداً ومعاناة ودراسة وقراءة وبروفات كثيرة وإنتاجاً سخياً في الملابس والديكورات».
كما شارك الفنان المصري في عدة أعمال اجتماعية مميزة، على غرار «امرأة من زمن الحب، يا ورد مين يشتريك، قصة الأمس»، طرحت قضايا اجتماعية مهمة، مؤكداً أن «المجتمع تغير في الآونة الأخيرة، والأعمال الدرامية تتنافس على تقديم نماذج منحرفة، ليس هذه عاداتنا ولا تقاليدنا، ولم نكن نجرؤ على التفوه بلفظ مسيء في التلفزيون، ماذا حدث للدراما التلفزيونية التي تحولت إلى قتل وضرب وألفاظ مخجلة؟ والناس تشاهد الإعلانات التي تتخللها الدراما، أين نحن من مسلسلات (ليالي الحلمية، الراية البيضا)».

- التلفزيون أقوى تأثيراً
وعلى الرغم من انحيازه للتلفزيون، قدم خليل أفلاماً مهمة في مسيرته الفنية مع كبار المخرجين، منها أفلام: «ضد الحكومة، كتيبة الإعدام، المومياء، فخ الجواسيس، معالي الوزير»، وعن ذلك يقول: «على الرغم من أن السينما تاريخ فنان وذاكرة أمة، فإن الأعمال التلفزيونية أصبحت الآن كذلك بعد التطور التكنولوجي لشريط الفيديو، لكنني لا أنكر أن التلفزيون استهواني بشكل كبير، وأرى أن تأثيره أقوى. ومع ذلك، فإنني استمتعت بالعمل مع مخرجين كبار، أمثال شادي عبد السلام وعاطف الطيب. وفي حياتي كلها، لم أقدم دوراً أخجل منه، وجميعها أدوار محترمة أفخر بها، تليق بالمجتمع والتربية والقيم التي نشأت عليها، وهناك أعمال نجحت بشكل كبير مثل (هوانم جاردن سيتي، حديث الصباح والمساء، رد قلبي، قصة الأمس)».
وشهدت بدايات الفنان أعمالاً مسرحية بارزة، خصوصاً التي قدمها مع الفنان كرم مطاوع من خلال مسرح «الجيب»، إذ يقول: «كانت تجربة رائعة، وقد كون الأستاذ كرم مسرح الجيب من عمالقة الفن، أمثال محسنة توفيق وسميحة أيوب وعبد الله غيث وآخرين، ومجموعة من الشباب، كنت أحدهم، مع الفنان أحمد مرعي، وفي رأيي أن الممثل الذي لا يقف على خشبة المسرح يفقد الكثير».
وقدم خليل كذلك أعمالاً درامية في الخليج، عقب تخرجه في معهد الفنون المسرحية، وعن ذلك يقول: «أنتمي لجيل عاش كل الحروب، من 48 إلى 67 و73. وقد عشنا ظروفاً صعبة، وكانت فترة السبعينيات قد شهدت سيطرة أهل الثقة على أهل الموهبة في مصر، فكنت أسافر لأصور أعمالاً في عجمان والشارقة، وأعود للقاهرة، ولا أنسى مساندة مبدعين كبار لي، مثل الكاتب محفوظ عبد الرحمن والمنتج مطيع زايد اللذين سانداني خلال تلك الفترة الصعبة التي استمرت 14 عاماً، والغريب أنني أتعرض لمواقف مماثلة حالياً، وأجد نفسي في مواجهة شركات إنتاج تخل بتعاقداتها معي، ولا تدفع مستحقاتي، بينما كنت أتعامل من قبل مع منتجين بالكلمة التي هي أقوي من أي عقد». ويعيش الفنان الثمانيني حياة مستقرة مع زوجته الألمانية وابنتيه: «كانت زوجتي متفهمة لعملي، فلم تنتابها الغيرة، وكانت تدرك أن الفنان محاصر بالشائعات، كما لم تشغلني بأي مشكلات أو أزمات، بل كانت تتصرف بحكمة وفهم في كل المواقف التي مرت بنا».

- بروفة للموت
لم يسلم أحمد خليل من شائعات الموت التي طاردته وأثارت قلق محبيه وأسرته، لكن المثير أنه اعتبر شائعة وفاته بروفة ناجحة للموت، وهو ما يوضحه ضاحكاً: «نعم، أعدها بروفة ناجحة لأن الاتصالات لم تنقطع من الناس والأقارب والجمهور العادي في سائر الوطن العربي، ما أشعرني أن هناك أناساً تحبني، وأنني حين أموت فعلاً سيكون هناك أناس تتذكرني دوماً بالخير».


مقالات ذات صلة

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق من وجهة نظر العلاج بالفنّ (غيتي)

علاج القلق والكآبة... بالمسلسلات الكورية الجنوبية

رأى خبراء أنّ المسلسلات الكورية الجنوبية الزاخرة بالمشاعر والتجارب الحياتية، قد تكون «مفيدة» للصحة النفسية؛ إذ يمكنها أن تقدّم «حلولاً للمشاهدين».

«الشرق الأوسط» (سيول)
يوميات الشرق الفنانة مايان السيد في لقطة من البرومو الترويجي للمسلسل (الشركة المنتجة)

«ساعته وتاريخه»... مسلسل ينكأ جراح أسرة مصرية فقدت ابنتها

أثار مسلسل «ساعته وتاريخه» التي عرضت أولى حلقاته، الخميس، جدلاً واسعاً وتصدر ترند موقع «غوغل» في مصر، خصوصاً أن محتوى الحلقة تناول قضية تذكّر بحادث واقعي.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق سهر الصايغ خلال تسلمها إحدى الجوائز (حسابها على إنستغرام)

سهر الصايغ: تمردت على دور «الفتاة البريئة»

قالت الفنانة المصرية سهر الصايغ إنها تشارك في مسلسل «أسود باهت» بدور «شغف» التي تتورط في جريمة قتل وتحاول أن تكشف من القاتل الحقيقي.

مصطفى ياسين (القاهرة )
يوميات الشرق مريم الجندي في مشهد يجمعها بأحد أبطال المسلسل (لقطة من برومو العمل)

«ساعته وتاريخه» مسلسل مصري يجذب الاهتمام بدراما حول جرائم حقيقية

في أجواء لا تخلو من التشويق والإثارة جذب المسلسل المصري «ساعته وتاريخه» الاهتمام مع الكشف عن «البرومو» الخاص به الذي تضمن أجزاء من مشاهد مشوقة.

انتصار دردير (القاهرة )

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».