انطلاقا من برنامج «نفس جديد» ينتقل الإعلامي زافين قيومجيان إلى العالم الرقمي في تجربة إعلامية جديدة، ويتعاون فيها مع «المنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية» في لبنان ومركزها الرئيسي برلين. ويتضمن البرنامج الذي يبدأ عرضه في الأول من يونيو (حزيران) المقبل عبر قناة يوتيوب والمنصة الإلكترونية للمنظمة المذكورة، حوارات مع وجوه شبابية غير مستهلكة في عالم الإعلام. وتهدف القناة إلى دعم الشباب اللبناني، واستحداث مساحات مشتركة معه، لإجراء التغيير على أصعدة مختلفة بينها إعلامية وسياسية واجتماعية. كما يرجى رسم آفاق جديدة لهؤلاء الشباب من خلال مناقشة هواجسهم ومخاوفهم ومصيرهم، في ظل موجة العواصف الأمنية والسياسية والاجتماعية المتراكمة. ويأتي هذا المضمون ليواكب أهداف «المنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية» صاحبة الفكرة.
وتعنى المنظمة بتعزيز المشاركة السياسية، ومساءلة الهيئات الحكومية، وتطوير المؤسسات الديمقراطية في أرجاء العالم كله، كما تساهم في إيجاد الوسائل المحلية الكفيلة بتعزيز حق المواطن العالمي في المشاركة في الحياة السياسية، وفق ما نص عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
ومن عنوان البرنامج «نفس جديد» يستطيع سامعه أن يكون فكرة واضحة عن مضمونه. فيتنفس الصعداء ويتوقع خيرا من فكرة برنامج حواري غير تقليدي. فهو يرتكز على استضافة وجوه مخضرمة وأخرى شابة، لديها تطلعات مستقبلية تتوق إلى الأفضل.
ويعلق زافين قيومجيان في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «إنها شريحة من اللبنانيين التي نحتاجها في أيامنا الصعبة هذه. هناك أسماء كثيرة سأستضيفها، غالبيتها من الشباب، وتتراوح أعمارهم بين العشرينات والثلاثينات، إضافة إلى آخرين من أساتذة جامعيين وخبراء وناشطين في جمعيات. وعادة ما يستعان بهؤلاء في برامج حوارية تلفزيونية للوقوف على رؤى مختلفة يملكونها. ولكن لا يأخذ بتطلعاتهم، بل يسخفونها ويستخدمونها فقط لتسخين النقاشات أو تسطيحها».
وعما إذا هو كإعلامي صاحب التاريخ الطويل في عالمي التلفزيون والإذاعة يقوم بنوع من المجازفة في انتقاله إلى العالم الرقمي يرد: «المجازفة تحضر في أي تجربة جديدة. العالم يتجه نحو الرقمي، وكنت من الإعلاميين الأوائل الذين مدوا جسر التواصل مع هذا العالم منذ منتصف التسعينات. واعتبر «نفس جديد» بمثابة عودة ومصالحة مع العالم الافتراضي. فعندما تراجعت عن انخراطي فيه في تلك الفترة كان بدافع حمايتي للشاشة الصغيرة. فتفاني ووفائي للتلفزيون دفعاني حتى للتفكير في التوقف من التواصل مع الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كي أحصر اهتمامهم بالشاشة الصغيرة. ولكني اكتشفت أن الزمن تجاوزني، وأن العودة إلى أحضان الافتراضي، أصبحت ضرورة لمواكبة التطور الإعلامي».
ويرى قيومجيان أن الرقمي لم يشكل يوما الإعلام البديل، «ولكنه اليوم أصبح أساسا لا يمكننا تجاهله أو أن نغض النظر عنه. وكنت أبحث عن الإطار الأفضل لانطلاقة تمثل طموحي، ولا تدخلني في زواريب السياسة في البلد، أو يقدمني بصورة الهاوي، ولذلك وافقت على قيامي بهذه الخطوة اليوم».
وعن سبب في حثه عن فرصة في العالم الرقمي يقول: «في فترة سابقة ليس من وقت طويل، وبعيد إقفال قناة «المستقبل»، التي قدمت فيها على مدى سنوات برنامجي «سيرة وانفتحت» و«بلا طول سيرة»، قمت بعدة تجارب في محطات تلفزة مختلفة، ولكنها لم ترحني. لمست أن هناك شيئا مكسوراً يشوب الإعلام المرئي، ومن الصعب ترميمه. فبرأيي يجب أن يكون هناك إعادة بحث عن هوية له. فهو يشهد انهياراً شاملاً، لم أرغب في أن أكون جزءا منه. فأنا أنتمي إلى الإعلام الحديث وأحد مؤسسيه، ولست بوارد تشويه تاريخي، فأكون جزءا من انهيار المنظومة الإعلامية، لذلك فضلت أن أكون بمنأى عنه».
ويرى زافين أن هناك تراجعاً هائلاً من حيث انتشار محطات التلفزة ونوعية برامجها، ويتابع: «هناك سباق نشهده يوميا عبر شاشاتنا المحلية حول كشف الفضائح. ولكن مع الأسف ليس هناك من يحاسب أصحابها. فتحولت مع الوقت إلى مادة مسلية ليس أكثر، ولا يتم التعاطي معها بجدية من باب الاستقصاء والملاحقة القانونية. وهو ما يفرغ الموضوع من هدفه الأساسي، ونكتشف أن هذه الفضائح، هي بمثابة تصفية حسابات لأجهزة داخل المنظومة السياسية يستخدم الإعلام منبرا لها».
ويصف زافين نفسه بالإعلامي الملتزم يهدف إلى تقديم المعلومة، التي تنعكس إيجابا على مجتمعنا اللبناني. ويوضح: «لست صاحب برامج حوارية هدفها أن تدر الأرباح على صاحب المحطة. أتمتع بمسؤولية كبيرة ولا أحاور لأملأ فراغاً. واليوم ومع تجربتي الجديدة هذه، أبحث عن نفس جديد نحتاجه كلبنانيين يشد من عزيمتنا ويضعنا على الطريق الصحيح من أجل بناء وطن أفضل».
ويشير زافين الإعلامي اللبناني الذي اختير عام 2005، من بين 40 شخصية الأكثر تأثيرا في العالم العربي، إلى أن برنامجه «نفس جديد» سيقدم ضمن الشروط التقنية المتبعة في الإعلام المحترف. ويقول: «لن يكون وثائقياً ولا حوارياً عادياً، بل نافذة حرة بعيدة عن الزبائنية، تقدم محتوى راقيا وجميلا يستمتع به المشاهد».
مدة البرنامج نحو 30 دقيقة، يعرض مرة في الأسبوع كحلقة حوارية، ليتبعها في الأسبوع التالي حلقة نقاش حول نفس الموضوع. «أود أن يحمل ضيوفي معهم نبضا جديداً بالسياسة اللبنانية، وأفكاراً ريادية بعيداً عن النقاشات الساخنة والحادة، التي لم أتبنها يوما في برامجي كوني لا أحبذها بتاتا».
زافين قيومجيان: «الافتراضي» يضعني بمنأى عن انهيار التلفزيون
«نفس جديد» عنوان برنامجه في الإعلام الرقمي
زافين قيومجيان: «الافتراضي» يضعني بمنأى عن انهيار التلفزيون
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة