مصر: بدء تطعيم بعض المواطنين في المنازل

تجهيز أول غرفة عزل لمصابي «الفطر الأسود»

وزيرة الصحة المصرية تعقد مؤتمراً صحافياً حول تصنيع لقاح «كورونا» في 9 مايو الماضي (إ.ب.أ)
وزيرة الصحة المصرية تعقد مؤتمراً صحافياً حول تصنيع لقاح «كورونا» في 9 مايو الماضي (إ.ب.أ)
TT

مصر: بدء تطعيم بعض المواطنين في المنازل

وزيرة الصحة المصرية تعقد مؤتمراً صحافياً حول تصنيع لقاح «كورونا» في 9 مايو الماضي (إ.ب.أ)
وزيرة الصحة المصرية تعقد مؤتمراً صحافياً حول تصنيع لقاح «كورونا» في 9 مايو الماضي (إ.ب.أ)

قامت مصر، أمس، باتخاذ تدابير احترازية لمواجهة «الفطر الأسود»، في حين بدأت وزارة الصحة «توفير خدمات التطعيم بلقاح فيروس (كورونا) بالمنازل للمواطنين الذين يعانون من أمراض تجعلهم غير قادرين على الحركة تيسيراً عليهم، في إطار خطة الدولة للتصدي للفيروس». وسجلت إصابات «كوفيد - 19» بمصر 1151 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معملياً للفيروس، و43 حالة وفاة جديدة. ووفق وزارة الصحة، فإن إجمالي عدد الإصابات الذي تم تسجيلها في مصر بالفيروس، حتى مساء أول من أمس، هو 257275 من ضمنهم 188567 حالة تم شفاؤها، و14850 حالة وفاة.
وأعلنت مديرية الصحة بمحافظة مطروح في أقصى الشمال الغربي للبلاد، أنه «تم تجهيز غرف عزل لأي حالة مصابة بـ(الفطر الأسود) في مستشفى النجيلة بالمحافظة». وأشار وكيل مديرية الصحة بمطروح، محمد علي، إلى أنه «تلقى تعليمات من وزارة الصحة لتجهيز أول غرفة للعزل كإجراء احترازي استباقي»، مضيفاً في تصريحات متلفزة، مساء أول من أمس، أن «الطواقم الطبية على علم بطريقة التعامل مع حالات (الفطر الأسود)»، مشيراً إلى أن «(الفطر الأسود) موجود منذ فترات طويلة؛ لكن ينشط في الحالات التي تعاني من ضعف حاد في جهاز المناعة نتيجة استخدام المضادات الحيوية بكثرة».
وتشير وزارة الصحة إلى أن «هذه التجهيزات جاءت في إطار الحفاظ على سلامة وصحة المواطنين والاستعداد التام لأي فيروس أو أي أمراض معدية». وكشفت «الصحة» عن طرق علاج المصابين بـ«الفطر الأسود»، حيث «يتم العلاج بأدوية مضادة للفطريات تحت إشراف طبي كامل، وفترة العلاج من 4 لـ6 أسابيع».
وأعلنت وزيرة الصحة المصرية، هالة زايد، مساء أول من أمس «توفير خدمات التطعيم باللقاح بالمنازل للمواطنين». وأوضحت وزارة الصحة أن «المواطنين غير القادرين على الحركة الذين يتم توفير اللقاح لهم بالمنازل، هم (المصابون بشلل نصفي أو رباعي أو شلل أطفال أو الشلل الرعاش، ومرضى اعتلال المفاصل غير القادرين على الحركة، ومرضى الأمراض العصبية التي تؤثر على الحركة، الذين يعانون من كسور الحوض والأطراف السفلية أو بتر في الأطراف السفلية، ومرضى ضمور العضلات، وضمور النخاع الشوكي، ومرضى التصلب المتعدد، ومرضى الوهن العضلي)».
وبحسب المتحدث الرسمي للصحة المصرية، خالد مجاهد، فإن «التطعيم بالمنازل يتم من خلال فرق طبية مدربة على منح اللقاحات، وتم توفير سيارتي إسعاف مجهزتين بكل محافظة لنقل الفرق الطبية إلى منازل المواطنين غير القادرين على الحركة لتطعيمهم باللقاح»، لافتاً إلى أنه «تم تخصيص 27 مركزاً من ضمن المراكز المخصصة لتلقي اللقاحات كنقاط انطلاق رئيسية لتوفير خدمات تلقي اللقاحات بالمنازل»، موضحاً أنه «بعد استقبال طلبات المواطنين، يتم تعديل أماكن تلقي اللقاحات المحددة لهم على المنظومة الإلكترونية تلقائياً من مراكز التطعيم المختلفة إلى المراكز الخاصة بتوفير اللقاحات بالمنازل، وإرسال قائمة المواطنين الذين يرغبون في الحصول على اللقاح بالمنازل لمديري المراكز للتواصل معهم لتوفير اللقاح بالمنزل لهم، وذلك بعد تقييم حالتهم الصحية».


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.