«ملتقى الحوار» يناقش مقترح القاعدة الدستورية للانتخابات الليبية

حفتر يدعو المنفي والدبيبة وصالح لعرض عسكري ضخم في بنغازي

المبعوث الخاص لدى ليبيا خلال افتتاح الاجتماع الافتراضي لملتقى الحوار السياسي أمس (البعثة)
المبعوث الخاص لدى ليبيا خلال افتتاح الاجتماع الافتراضي لملتقى الحوار السياسي أمس (البعثة)
TT

«ملتقى الحوار» يناقش مقترح القاعدة الدستورية للانتخابات الليبية

المبعوث الخاص لدى ليبيا خلال افتتاح الاجتماع الافتراضي لملتقى الحوار السياسي أمس (البعثة)
المبعوث الخاص لدى ليبيا خلال افتتاح الاجتماع الافتراضي لملتقى الحوار السياسي أمس (البعثة)

استأنف «ملتقى الحوار السياسي» الليبي، أمس، اجتماعاته الافتراضية، التي ستتواصل إلى اليوم لمناقشة مقترح القاعدة الدستورية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، الذي أعدته اللجنة القانونية. وفي غضون ذلك، دعا المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي، أمس، رؤساء المجلس الرئاسي محمد المنفي، والنواب عقيلة صالح، والحكومة عبد الحميد الدبيبة، لحضور العرض العسكري الذي سيقام بقاعدة بنينا في مدينة بنغازي السبت المقبل، بمناسبة إحياء ذكرى «عملية الكرامة»، وفقاً لوسائل إعلام محيلة، تزامنا مع دخول مداولات مجلس النواب، أمس، يومها الثالث على التوالي بمقره في طبرق (شرق)، دون التمكن من حسم مصير الميزانية المقترحة من حكومة «الوحدة الوطنية».
وأكد يان كوبيش، رئيس بعثة الأمم المتحدة التي ترعى «ملتقى الحوار السياسي» في كلمة لدى افتتاح أعماله، على ضرورة تركيز المناقشات على القاعدة الدستورية للانتخابات، على النحو الذي توصلت إليه اللجنة القانونية المنبثقة عن الملتقى، خاصة فيما يتعلق بطريقة انتخاب الرئيس ومعايير الترشح. مشيرا إلى «الدور المحوري المستمر للملتقى، والمطالب به صراحة في اتخاذ الخطوات اللازمة لتيسير الانتخابات، إذا لزم الأمر»، وقال مخاطبا أعضاء الملتقى: «علينا جميعاً أن نرقى إلى مستوى مسؤوليتنا أمام الشعب الليبي، الذي يطلب إجراء الانتخابات في موعدها».
مهددا بأن «أي عمل، أو أي قرار تحت أي ذريعة، من شأنه أن يعرقل عملية الانتقال السياسي، ويضع عقبات وعوائق في طريق إجراء الانتخابات في موعدها، غير مقبول، وسيتم تقييمه على هذا النحو من قبل الشعب الليبي والمجتمع الدولي».
واقترح كوبيش على أعضاء الملتقى دعوة مجلس النواب أن «يوضح بعد التشاور مع المجلس الأعلى للدولة الإطار الدستوري والقانوني للانتخابات في غضون أسبوعين، إلى ثلاثة أسابيع تقريباً»، مشيرا إلى أن الاجتماع الوزاري القادم لعملية مؤتمر برلين، المقرر في 23 يونيو (حزيران) المقبل، «سيعمل على تقييم التقدم المحرز، أو عدمه، فيما يتعلق بالتحضيرات للانتخابات، وغير ذلك من القضايا». كما اقترح دعوة المجلس الرئاسي، وجميع المؤسسات والسلطات ذات الصلة، إلى «الإسراع بالدفع بمبادرات ملموسة للمصالحة الوطنية، وبناء الثقة». داعيا المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة إلى «التواصل مع جميع الأطراف المعنية قبل الانتخابات، وضمان اعتماد ميثاق وطني ومدونة لقواعد السلوك، مع الالتزام بالمبادئ والتدابير الرئيسية، اللازمة للتنفيذ السلس والسلمي لانتخابات حرة آمنة، وشاملة وديمقراطية».
ونقلت وكالة الأنباء الموالية للسلطات في العاصمة طرابلس عن بعض أعضاء الملتقى أنهم قدموا، خلال جلسة أمس، ملاحظات حول مقترح القاعدة الدستورية، من بينها مسألة مفردات اليمين القانوني، وشروط الترشح للرئاسة ومجلس الوزراء، والمكافآت المالية، والمكونات الثقافية. بالإضافة إلى موضوع الجنسية والزواج من غير الليبية، بينما ذكرت مصادر البعثة الأممية أنه في حالة توافق أعضاء الملتقى على مقترح القاعدة الدستورية «سيتم إحالتها لمجلس النواب لاعتمادها، وتضمينها بالإعلان الدستوري».
واعتبرت السفارة الأميركية لدى ليبيا في بيان لها، أمس، أنه أمام أعضاء المنتدى «فرصة ليصنعوا التاريخ مرة أخرى، من خلال إحالة القاعدة الدستورية إلى مجلس النواب الليبي، بهدف جعل تلك الانتخابات ممكنة دون تأخير»، لافتة إلى إقرار الولايات المتحدة بـ«الدور التاريخي الذي لعبه الملتقى في دفع ليبيا لإجراء الانتخابات في ديسمبر (كانون الأول) المقبل». مؤكدة أن الولايات المتحدة «ستتولى مراقبة هذا الاستحقاق باهتمام كبير».
في غضون ذلك، وطبقا لما أكدته مصادر عسكرية، فقد استعدت قوات الجيش الوطني خلال الأسابيع القليلة الماضية لإقامة عرض عسكري، وصفته بأنه «الأضخم» من نوعه في البلاد منذ إسقاط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011.
وقالت مصادر مقربة من المنفي إنه سيحضر العرض، باعتبار مجلسه القائد الأعلى للقوات المسلحة، بينما التزم مقربون من الدبيبة الصمت حيال قبوله حضور العرض، علما بأن الأخير يتولى أيضا حقيبة الدفاع بالحكومة، وامتنع عن زيارة بنغازي منذ تولي منصبه في مارس (آذار) الماضي، كما أنه لم يجتمع قط مع حفتر، الذي سبق أن التقى المنفي فور توليه منصبه.
في شأن آخر، ناقشت اللجنة المشكلة من مجلس النواب في اجتماع عقدته مساء أول من أمس، مع خالد عبد الله، وزير المالية بالحكومة، ردودها على ملاحظات المجلس حول مشروع الميزانية التي قدمتها، والتي استأنف المجلس مداولاته بشأنها أمس لليوم الثالث على التوالي.
وقال عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، عقب الجلسة التي عقدت مساء أول من أمس، برئاسة النائبين الأول والثاني لرئيس المجلس، إن المجلس مستمر في مناقشاته ومداولاته فيما يتعلق ببند مشروع الميزانية العامة للدولة عن العام الحالي، مشيرا إلى أنه تم تعليق الجلسة مجددا دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.



الحوثيون يفرجون عن طاقم السفينة «غالاكسي ليدر» بوساطة عُمانية

الحوثيون حولوا الناقلة المقرصنة «غالاكسي ليدر» مزاراً لأتباعهم (أ.ب)
الحوثيون حولوا الناقلة المقرصنة «غالاكسي ليدر» مزاراً لأتباعهم (أ.ب)
TT

الحوثيون يفرجون عن طاقم السفينة «غالاكسي ليدر» بوساطة عُمانية

الحوثيون حولوا الناقلة المقرصنة «غالاكسي ليدر» مزاراً لأتباعهم (أ.ب)
الحوثيون حولوا الناقلة المقرصنة «غالاكسي ليدر» مزاراً لأتباعهم (أ.ب)

بوساطة عمانية، وافقت الجماعة الحوثية، الأربعاء، على الإفراج عن طاقم السفينة العملاقة «غالاكسي ليدر» البالغ عددهم 25 بحاراً من جنسيات متعددة بعد 14 شهراً من قرصنة السفينة واحتجازها مع الطاقم تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

ولم تتحدث الجماعة الحوثية عن مصير السفينة نفسها، التي ترفع علم جزر الباهاما وتديرها شركة يابانية وتعود ملكيتها جزئياً لرجل أعمال إسرائيلي.

وفي بيان للجماعة المدعومة من إيران، قالت إن مجلس حكمها الانقلابي قرر «الإفراج عن طاقم السفينة (غالاكسي ليدر) التي تم احتجازها بتاريخ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 في إطار معركة إسناد غزة».

وقالت الجماعة الحوثية إن قرار الإفراج عن طاقم السفينة جاء بعد تواصل مع حركة «حماس» وجهود عُمانية، دون إيراد تفاصيل عن موعد الإفراج عنهم والترتيب لنقلهم، أو مصير السفينة نفسها.

مروحية عسكرية تابعة للحوثيين تحلّق فوق سفينة الشحن «غالاكسي ليدر» (رويترز)

وكانت الجماعة بدأت هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن في 19 نوفمبر، وبخاصة السفن المرتبطة بإسرائيل وموانيها بغض النظر عن جنسيتها قبل أن تضيف إليها السفن الأميركية والبريطانية.

وأدت الهجمات الحوثية إلى قرصنة السفينة «غالاكسي ليدر» واحتجاز طاقمها وتحويلها مزاراً لأتباعها قرب ميناء الحديدة، كما أدت الهجمات إلى غرق سفينة بريطانية وأخرى يونانية، وإصابة عشرات السفن بأضرار ومقتل نحو 3 بحارة في إحدى الهجمات.

وتعود ملكية السفينة «غالاكسي ليدر» المتخصصة بنقل السيارات إلى شركة «راي كار كارز»، وتديرها شركة «إن واي كيه» اليابانية، ويتشكل طاقمها من 25 بحاراً من الفلبين، والمكسيك، ورومانيا، وبلغاريا وأوكرانيا.

مهاجمة السفن الإسرائيلية

بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة الذي بدأ سريانه الأحد الماضي، أعادت الجماعة الحوثية النظر في مهاجمة السفن، وقالت إنها لن تستهدف سوى السفن المرتبطة بإسرائيل خلال الهدنة في غزة.

وجاء الموقف الحوثي في رسالة وزَّعها على شركات الشحن مركز أطلقت عليه «مركز تنسيق العمليات الإنسانية»، وهو مركز أنشأته للتواصل مع شركات الشحن العالمية قبل أشهر.

السفينة المقرصنة من قِبل الحوثيين «غالاكسي ليدر» (رويترز)

ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مسؤول في المركز الحوثي قوله إن استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل سيتوقف عند التنفيذ الكامل لجميع مراحل الاتفاق بين تل أبيب وحركة «حماس».

وكانت الهجمات الحوثية استدعت قيام الولايات المتحدة بإنشاء تحالف لحماية الملاحة، قبل أن تشنّ ضرباتها للحد من قدرات الجماعة بالاشتراك مع بريطانيا في بعض المرات، حيث استقبلت الجماعة نحو ألف غارة وقصف بحري منذ 12 يناير (كانون الثاني) 2024.

كما دفعت هجمات الحوثيين بالصواريخ والطائرات المسيَّرة باتجاه إسرائيل الأخيرة للرد بضربات انتقامية خمس مرات مستهدفة مواني الحديدة ومستودعات الوقود فيها ومحطتي كهرباء في صنعاء، إضافة إلى مطار صنعاء الدولي.

وأكد جوليان هارنيس، المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، خلال اجتماع للمنظمة الدولية في جنيف، الثلاثاء، عبر تقنية الفيديو أن تأثير الغارات الجوية على ميناء الحديدة، ولا سيما في الأسابيع القليلة الماضية، كان كبيراً للغاية.

وأفاد بغرق أربعة من أصل خمسة زوارق قطْر في الميناء مهمة لمرافقة السفن الكبيرة التي تحمل الواردات، في حين تضرر الزورق الخامس، مشيراً إلى انخفاض طاقة الميناء إلى نحو الربع.

الناقلة اليونانية «سونيون» بعد تعرُّضها لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر (رويترز)

وأعاق التصعيد الحوثي وردود الفعل الغربية والإسرائيلية مسار السلام اليمني؛ إذ كان اليمنيون يستبشرون أواخر 2023 بقرب إعلان خريطة طريق توسطت فيها السعودية وسلطنة عمان من أجل طي صفحة الصراع المستمر منذ 10 سنوات.

وتنفي الحكومة اليمنية السردية الحوثية بخصوص مناصرة الفلسطينيين في غزة، وتتهم الجماعة بتنفيذ أجندة إيران في المنطقة، خصوصاً أن الجماعة استغلت الأحداث لتجنيد عشرات الآلاف تحت مزاعم الاستعداد للمواجهة مع إسرائيل والولايات المتحدة، وفيما يبدو أن المسعى الحقيقي هو التجهيز لمهاجمة المناطق اليمنية الخاضعة للحكومة الشرعية.