ألمانيا في ذيل القائمة الرقمية الأوروبية

اتحاد الصناعات يطالب بإنهاء إلزام العمل من المنزل

ألمانيا في ذيل القائمة الرقمية الأوروبية
TT

ألمانيا في ذيل القائمة الرقمية الأوروبية

ألمانيا في ذيل القائمة الرقمية الأوروبية

على الرغم من تأثيرات جائحة كورونا، أظهرت دراسة حديثة أن ألمانيا لا تزال في ذيل القائمة الأوروبية عندما يتعلق الأمر باستخدام العروض الرقمية.
وجاء في الدراسة، التي أجرتها شركة «ماكينزي» للاستشارات الإدارية وشملت 19 دولة أوروبية، أنه على الرغم من أن الجائحة أدت إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يستخدمون العروض الرقمية، لا سيما في مجالات التعليم والإدارة العامة والمواد الغذائية، فإنه لا يزال الألمان، مقارنة بجيرانهم الأوروبيين، يفضلون التواصل الشخصي.
وبحسب الدراسة، التي نُشرت نتائجها أمس (الاثنين)، قام 65 في المائة من المستهلكين الألمان خلال الجائحة باستخدام عروض رقمية في التسوق أو الدراسة أو التعامل مع السلطات، بينما بلغ المتوسط الأوروبي 80 في المائة.
واستخدم ما يقرب من 20 في المائة من المستهلكين في ألمانيا الخدمات الرقمية لأول مرة منذ تفشي الجائحة، وذكر نصفهم بوضوح أنهم لجأوا إليها بسبب كورونا. وفي جميع المجالات، باستثناء تجارة المواد الغذائية وقطاع الصحة، تم استخدام العروض الرقمية مؤخراً بشكل متزايد عن الذهاب إلى المتجر أو البنك أو السلطات.
ومع ذلك، يتوقع معدو الدراسة حدوث تراجع في استخدام العروض الرقمية، حيث أظهرت الدراسة أن نحو 10 ملايين مستخدم للإنترنت في ألمانيا يرغبون في العودة إلى التواصل الشخصي عقب الجائحة.
وقال مدير أبحاث الرقمنة في «ماكينزي»، جيرارد ريشتر: «وصلت عوائد العروض الرقمية إلى ذروتها خلال الجائحة»، موضحاً أن الكثيرين يتوقون إلى التقارب الجسدي وسيعودون جزئياً على الأقل إلى قنوات الاختلاط المفضلة لديهم.
وأشار ريشتر إلى عدة نقاط كأسباب لتأخر ألمانيا عن الركب الأوروبي، مثل أن تكون واجهات المستخدم في البلدان الأخرى أكثر سهولة في الاستخدام، على سبيل المثال عند التعامل مع السلطات. بالإضافة إلى ذلك، تؤدي خدمة العملاء السيئة أو عدم توفر عروض المنتجات بشكل شامل على الإنترنت إلى عدم الرضا، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الألمان حساسون بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بحماية بياناتهم.
على صعيد آخر، طالب اتحاد الصناعات الألمانية بإنهاء إلزام العمل من المنزل واختبارات الكشف عن كورونا للموظفين.
وجاء في خطاب وجهه الاتحاد إلى الحكومة الألمانية، أن خطوات التقدم المحرزة في حملة التطعيم يجب أن ترتبط بالعودة إلى المسار الطبيعي للأعمال. ودعا الاتحاد إلى وضع خطة تدريجية لكيفية تقليص وإلغاء إجراءات كورونا في الشركات.
كما حث الاتحاد على إتاحة السفر على نطاق أوسع مما هو عليه الآن. وجاء في الخطاب: «من أجل حرية نقل البضائع، يجب أن تكون المعابر الحدودية غير بيروقراطية وسلسة لجميع وسائل النقل». وطالب الاتحاد بإلغاء قيود الدخول، مثل إلزام تقديم شهادات بسلبية نتيجة اختبارات الكشف عن كورونا في النقل الجوي، كما حث على إصدار شهادات رقمية أوروبية خاصة بمتلقي لقاح كورونا لإعادة رحلات العمل.



«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
TT

«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)

قالت مصادر مطلعة لـ«رويترز» إن بنك «إتش إس بي سي» سينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين بعد 8 سنوات من إطلاقها؛ حيث كافح البنك للتوسع وجعل المشروع مربحاً في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وقالت 3 مصادر مطلعة مباشرة على الأمر إن البنك الذي يركز على آسيا، توقّف عن إصدار بطاقات جديدة، ويعمل على تقليص الخدمة المقدمة لجزء كبير من العملاء الصينيين. وقال اثنان منهم إن الإغلاق المخطط له يأتي بعد محاولات فاشلة لبيع الأعمال.

وقالت المصادر إن البنك الذي لا يزال في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على الخطط، قد يستمر في خدمة بطاقات الائتمان لشريحة صغيرة من العملاء «المميزين». وقال أحد المصادر إن عملاء بطاقات الائتمان «المستقلين» لدى البنك، أولئك الذين لا يستخدمون خدمات «إتش إس بي سي» المصرفية في الصين، لن يتمكنوا من تجديد بطاقاتهم عند انتهاء صلاحيتها، مضيفاً أن هؤلاء العملاء يشكلون جزءاً كبيراً من الأعمال في البلاد.

ويؤكد قرار الانسحاب، الذي لم يتم الإبلاغ عنه سابقاً، على التحديات التي يواجهها البنك في توسيع نطاق وجوده في الصين كجزء من تعهده بالتحول إلى آسيا وتعميق وجوده في الاقتصادات الإقليمية الرئيسية.

ورفضت المصادر الكشف عن هُويتها لأنها غير مخوّلة بالتحدث إلى وسائل الإعلام. وقال متحدث باسم الشركة لـ«رويترز»، دون الخوض في التفاصيل: «كجزء من خدماتنا المصرفية الخاصة المتميزة والعالمية في البر الرئيسي للصين، نواصل تقديم خدمات بطاقات الائتمان التي تركز على السفر الدولي وميزات نمط الحياة».

وتمثل هذه الخطوة تراجعاً عن طموح البنك في تنمية أعمال بطاقات الائتمان في الصين بسرعة بعد إطلاقها في أواخر عام 2016 كجزء من محوره الآسيوي وتوسيع خدماته المصرفية للأفراد وإدارة الثروات في الصين.

وتُظهر بيانات من إصدارات البنك أن «إتش إس بي سي»، الذي يقع مقره الرئيسي في لندن، والذي يحقق الجزء الأكبر من إيراداته في آسيا، كان لديه نحو مليون مستخدم لبطاقات الائتمان الخاصة به في الصين بحلول سبتمبر (أيلول) 2019.

وقال أحد المصادر إنه في غضون 18 شهراً من إطلاق الخدمة، شهد بنك «إتش إس بي سي» وصول الأعمال إلى 500 مليون دولار من الرصيد المستحق، قبل أن يتوقف النمو وتنخفض المعاملات بسبب عمليات الإغلاق الصارمة الناجمة عن كوفيد في الصين... ومنذ ذلك الحين، شدد المستهلكون الصينيون الإنفاق في ظل تباطؤ الاقتصاد، مما أدى إلى انكماش سوق بطاقات الائتمان بشكل أكبر.

ووفقاً لبيانات من «إنسايت آند إنفو كونسالتينغ»، نما إجمالي إصدار البطاقات في 6 سنوات متتالية ليصل إلى ذروة بلغت 800 مليون بطاقة في عام 2021، وانخفض إلى 767 مليون بطاقة بحلول عام 2023.

وقالت مصادر إن «إتش إس بي سي» واجه أيضاً منافسة شديدة وقيوداً تنظيمية في أعمال بطاقات الائتمان في الصين لم يواجهها من قبل في أسواق أخرى، مثل القواعد المتعلقة بتسعير أسعار الفائدة وكيفية تعامل البنوك مع التخلف عن السداد. وأضافوا أن هذه القيود، إلى جانب ارتفاع تكلفة اكتساب العملاء والاحتيال، قوضت آفاق الأعمال.

وبصرف النظر عن نظرائها المصرفيين الصينيين، تواجه البنوك الأجنبية مثل «إتش إس بي سي» أيضاً تحديات من المنصات الرقمية الصينية التي توسعت بسرعة لتقديم خدمات القروض الاستهلاكية بتكاليف أقل بشكل حاد. ولا تقدم سوى حفنة من البنوك الأجنبية خدمات بطاقات الائتمان في الصين، بما في ذلك «ستاندرد تشارترد» وبنك شرق آسيا.

كما يراجع بنك «إتش إس بي سي» النفقات والضوابط التشغيلية في أعمال الثروة الرقمية الصينية، في خطوة قد تؤدي إلى تسريح العمال، حسبما ذكرت «رويترز»، الشهر الماضي.

وتُعد منطقة الصين الكبرى، التي تضم هونغ كونغ وتايوان، أكبر مصدر للدخل للمجموعة، لكن الصين هي السوق الوحيدة عالمياً التي لم تحقق فيها أعمال الثروة والخدمات المصرفية الشخصية في «إتش إس بي سي» أرباحاً بعد. وفي النصف الأول من عام 2024، أعلنت الوحدة عن خسارة قدرها 46 مليون دولار مقارنة بـ90 مليون دولار في الفترة المقابلة من العام الماضي.