«المياه» في «مرفأ» يعيد الحركة إلى بيروت

معرض يتضمن لوحات رسم وأفلام مصورة و«تجهيزات» فنية

يستمر معرض «مياه» لغاية منتصف شهر يونيو (حزيران) المقبل
يستمر معرض «مياه» لغاية منتصف شهر يونيو (حزيران) المقبل
TT

«المياه» في «مرفأ» يعيد الحركة إلى بيروت

يستمر معرض «مياه» لغاية منتصف شهر يونيو (حزيران) المقبل
يستمر معرض «مياه» لغاية منتصف شهر يونيو (حزيران) المقبل

بعيد انفجار بيروت في 4 أغسطس (آب) الفائت أصاب الشلل معظم المراكز الثقافية والغاليريهات والمتاحف الفنية في العاصمة. خفت وهج بيروت الثقافي وتحولت اهتمامات اللبنانيين إلى إعادة إعمار، وتأهيل ما تهدم.
اليوم تنبعث الحياة من جديد وسط بيروت، بعد سلسلة نشاطات ثقافية وفنية تشهدها هذه المراكز، التي أخذت على عاتقها أن تبعث نفسها من تحت الرماد تماماً كما في أسطورة طائر الفينيق.
وينضم غاليري «مرفأ» المتاخم لموقع انفجار بيروت إلى لائحة المنضوين تحت راية عودة لبنان الثقافة. فهذه الغاليري قررت استعادة أنفاسها والانخراط من جديد في برمجة أعمالها، من خلال معرض «مياه» (water) الذي انطلق أول من أمس الجمعة. ويشارك فيه نحو 10 فنانين لبنانيين من خلال منحوتات ولوحات رسم وصور فوتوغرافية ومقاطع أفلام مصورة وتجهيزات فنية (انستلايشن). وجميعها ترتبط ارتباطاً مباشراً بعنوان المعرض الذي يدور حول المياه. واللافت أن هذا المعرض ستتاح مشاهدته رقمياً عبر مواقع الشبكات الإلكترونية لغاليريهات عالمية. هذه المبادرة التي تقوم بها مجموعة «غاليريهات كيورات» العالمية، ضمن تجمع فني أطلقته مؤخراً، يشارك فيها إضافة إلى غاليري «مرفأ» في بيروت، أخرى تقع في ريو دي جانيرو ونيويورك وطوكيو وبرلين ليصل عددها إلى نحو 21 غاليرياً آخر. وتأتي هذه المبادرة من أجل إعادة جمع الشمل الثقافي في العالم. فالفنانون بصورة عامة عاشوا فترة طويلة من الانعزال والوحدة، أثرت على إنتاجاتهم بسبب جائحة «كوفيد - 19»، فكان لا بد من إعادتهم إلى الحياة، بشكل جماعي، من خلال هذه المبادرة.
وتقول جومانا عسيلي المديرة المنسقة للمعرض في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إننا من خلال هذا المعرض نعيد افتتاح الغاليري الذي تدمر تماماً من جراء الانفجار. استغرق تحضير هذا النشاط نحو 4 أشهر، بعدما قمنا بإعادة ترميم المساحة الكاملة لموقعنا على الأرض، والملاصق لمرفأ بيروت حيث حصل الانفجار».
وعن النشاطات المستقبلية التي سيشهدها «مرفأ» في الأيام المقبلة تقول: «معرض (مياه) سيستمر لغاية شهر يونيو (حزيران) المقبل. ونحن بصدد برمجة نشاطاتنا المستقبلية كوننا لن نتوقف عن الحركة والإنتاج، رغم جميع الصعوبات التي نواجهها في بلادنا وعلى أصعدة مختلفة».
اتخذ المعرض عنواناً له «المياه»، أسوة بباقي الغاليريهات العالمية المشاركة في المبادرة. لماذا المياه؟ «لأنها مصدر لجمع الناس والتحوكم حولها، فأينما تحضر المياه توجد معها الحياة». توضح ليتيسيا زلوم المساعدة في تنظيم المعرض. وتتابع في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «الفنانون العشرة المشاركون معنا في المعرض، هم بغالبيتهم ينفذون عادة أعمالهم الفنية حول المياه. كما أنهم من المشاركين الدائمين في معارض ننظمها. فكان من البديهي أن يتفاعلوا معنا، بحيث لم يترددوا ولا للحظة في المشاركة بهذا الحدث العالمي».
ومن الفنانين المشاركين في معرض «مياه» رائد ياسين وباولا يعقوب تمارا سمرائي ولمياء جريج وفارتان أفاكيان وغيرهم.
وتقدم باولا يعقوب مجموعة مكعبات فنية مصنوعة من الشمع، تبدو لناظرها شفافة كمياه البحر، تطوف على سطحها أقلام رصاص مستلقية عليها بأسلوب فني يخرج عن المألوف. أما فارتان أفاكيان فيعرض في ركن منفصل خارج موقع الغاليري فيلماً مصوراً نفذه في عام 2010 بعنوان «موجة قصيرة وموجة طويلة»، ويحكي فيه عن مشهد من بحر بيروت الذي يحيط بمنطقتي المرفأ والكرنتينا.
وتتناول لمياء جريج منطقة النهر في بيروت وتشير إلى الجفاف الذي أصابه، رغم أن اسمه لا يوحي بذلك. وتعرض إلى جانب الفيلم لوحة ورود حمراء رسمتها بنفس تعاريج منحى النهر الذي يمر في المدينة.
رائد ياسين ومن خلال صور فوتوغرافية ملونة يحكي فيها عن العمارة المنتشرة على طول بحر بيروت، يشير من خلالها إلى فقدان البحر قيمته الطبيعية في ظل هندسة معمارية غير متناسقة.
وتعلق ليتيسيا في سياق حديثها: «إن غالبية القطع الفنية المعروضة استوحت موضوعاتها من بحر بيروت ومن منطقة المرفأ. فنحن كغاليري موجودون هنا منذ نحو 5 سنوات. وهؤلاء الفنانون عاشوا وترعرعوا هنا، فتأثروا بالمنطقة ككل، بعد أن صار منظر بحر بيروت، لوحة يومية ينظرون إليها أثناء قيامهم بعملهم معنا».
الفنانة رانيا اسطفان تعرض لوحات لصور فوتوغرافية ركبتها بنفسها من خلال طبقات متراكمة، نفذتها في عام 2017، وتتميز هذه الصور بالطابع الضبابي الذي يخيم عليها، مما يزود بحر بيروت الذي تتناوله بمشهدية حالمة.
من ناحيته، يعرض أحمد غصين ودائما في معرض «مياه» مسامير ضخمة حديدية تحت عنوان «سر من أسرار الدولة»، كانت تستخدم في حقبة تاريخية سابقة لتعيين حدود بحر بيروت. فأعاد صنع سلسلة منها ليشير إلى أنه منذ الانتداب الفرنسي لم يجر مسح حدود بحر لبنان من جديد.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.