مشكلة فنية تعرقل دخول المتابعين حفلة «غلاستونبيري» الافتراضية

الطبال النيجيري توني ألين في مهرجان «غلاستونبيري» (أ.ف.ب)
الطبال النيجيري توني ألين في مهرجان «غلاستونبيري» (أ.ف.ب)
TT

مشكلة فنية تعرقل دخول المتابعين حفلة «غلاستونبيري» الافتراضية

الطبال النيجيري توني ألين في مهرجان «غلاستونبيري» (أ.ف.ب)
الطبال النيجيري توني ألين في مهرجان «غلاستونبيري» (أ.ف.ب)

حالت مشكلة فنية لفترة وجيزة دون دخول المتابعين أوّل من أمس (السبت)، إلى الموقع الإلكتروني لمهرجان «غلاستونبيري» البريطاني الذي أُلغي حضورياً للسنة الثانية على التوالي واستُبدلت به حفلة افتراضية من دون جمهور.
وبدأت الحفلة الافتراضية بعرضٍ لفرقة الروك البريطانية «وولف أليس»، أعقبه مرور لثلاثي الروك «هاييم»؛ من ثمّ قُدم في الحفل عرض لفرقة «كولدبلاي» المعتادة على مهرجان «غلاستونبيري»، وقد أدت بعضاً من أشهر أغنياتها مثل «ذي ساينتست» و«كلوكس» و«فيكس يو».
وبُث الحدث الذي حمل عنوان «لايف أت وورثي فارم» على الهواء مباشرة، من الموقع الاعتيادي للمهرجان وهو مزرعة في منطقة سومرست جنوب غربي إنجلترا.
واشتكى مستخدمون كثر كانوا قد اشتروا تذاكرهم للحفل في مقابل 20 جنيهاً إسترلينياً (28 دولاراً) للتذكرة، عبر «تويتر» من صعوبات تقنية حالت دون متابعتهم الحدث.
وكتب أحد المستخدمين: «ثمة الآلاف منّا يكتبون تغريدات ليقولوا إنّهم غير قادرين على الدخول بسبب عدم صلاحية أسماء التعريف. لقد بدأت الحفلة قبل عشر دقائق وفوّتنا علينا البداية».
وغرّدت شركة «دريفت لايف» المنظِّمة للعرض عبر «تويتر»: «ندرس بصورة طارئة مشكلة عدم صلاحية أسماء التعريف. إذا ما كانت لديكم مشكلات مع البث المباشر، لا تقلقوا لأنّكم ستتمكنون من العودة للوراء في البث فور اتصالكم. شكراً».
وأرسل المنظمون لاحقاً رابطاً مجانياً يتيح متابعة الحفلة.
وكانت منظِّمة الحفل إميلي إيفيس التي أعلنت في يناير (كانون الثاني) إلغاء الحدث السنوي للعام الثاني، قد أوضحت لقناة «بي بي سي» نهاية مارس (آذار) أنّ الحفل الافتراضي سيكون «مثل المهرجان الفعلي ولكن من دون حضور».
وبدأت بريطانيا رفع القيود الصحية تدريجاً، بعد آخر إغلاق فرضته لمكافحة الوباء. وأثار توقيت حدث «غلاستونبيري» الذي جاء في وقت يأمل عدد من أماكن الحفلات الأصغر بإعادة افتتاح أبوابها، بعض الانتقادات. ويقام المهرجان عادةً في نهاية يونيو (حزيران)، ويستضيف أكثر من 200 ألف شخص. وقد أُلغي السنة الحاليّة للعام الثاني على التوالي بسبب جائحة «كوفيد - 19».
وتزامن موعد الحفلة الافتراضية مع الحفلة النهائية لمسابقة «يوروفيجن» الغنائية الأوروبية الكبرى التي استضافتها السنة الحاليّة مدينة روتردام الهولندية.


مقالات ذات صلة

«الزامبو» أحد أغرب المهرجانات في المنطقة العربية

يوميات الشرق الأطفال يحبون الزامبو (إنستغرام)

«الزامبو» أحد أغرب المهرجانات في المنطقة العربية

احتفلت مدينة الميناء في طرابلس، شمال لبنان، بواحدٍ من أغرب المهرجانات التي يمكن أن تراها على الإطلاق.

سوسن الأبطح (طرابلس (شمال لبنان))
سينما من «كثبان- 2»: أفضل تصوير (وورنر)

يومان على الأوسكار... من سيفوز ولماذا؟

يومان فقط يفصلانا عن حفل جوائز الأوسكار الـ97. تلك الجائزة الأقدم تاريخياً والأكثر متابعة بين كل الجوائز السنوية.

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق نال الفيلم إشادات عدة بسبب مستواه الفني - (إدارة المهرجان)

«Têtes Brûlées»... عندما يواجه الأطفال فاجعة الفقد

الفيلم الروائي التونسي - البلجيكي «Têtes Brûlées»، الذي عرض للمرة الأولى عالمياً في مسابقة «أجيال +14» بمهرجان «برلين السينمائي» عبّر عن مشاعر الفقد والحزن.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق المخرج يوهان هاوغرود يحمل جائزة الدب الذهبي التي فاز به فيلمه «أحلام» (أ.ب)

مهرجان برلين يعلن جوائزه الرسمية وينتصر للتغيير

هناك فيلمان بعنوان واحد في مسابقة برلين، هذا العام، أحدهما هو الذي خطف الدب الذهبي من الآخر ومن باقي الأفلام التي تنافست على الجائزة الأولى.

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق سلط الفيلم الضوء على معاناة كبار السن (إدارة المهرجان)

مخرج «المسار الأزرق» يكشف كواليس تهجير العجائز بـ«الأمازون»

كشف المخرج البرازيلي غابرييل ماسكارو عن كواليس فيلمه «المسار الأزرق» الحائز على جائزة الدب الفضي بالدورة الـ75 من مهرجان برلين السينمائي الدولي.

أحمد عدلي (القاهرة )

«الزامبو» أحد أغرب المهرجانات في المنطقة العربية

الأطفال يحبون الزامبو (إنستغرام)
الأطفال يحبون الزامبو (إنستغرام)
TT

«الزامبو» أحد أغرب المهرجانات في المنطقة العربية

الأطفال يحبون الزامبو (إنستغرام)
الأطفال يحبون الزامبو (إنستغرام)

كما كل سنة، احتفلت مدينة الميناء في طرابلس، شمال لبنان، بواحد من أغرب المهرجانات التي يمكن أن تراها على الإطلاق. مهرجان «الزامبو» السنوي الذي يخرج له الأهالي في صباح الأحد الذي يسبق صيام الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي.

الزامبو واحد من أغرب المهرجانات في المنطقة العربية (إنستغرام)

تجمّع صباح الأحد، عشرات المشاركين في شوارع الميناء، وقد ارتدوا الأقنعة أو رسموا وجوههم بالأسود والذهبي والفضي والأصفر، وما بدا لهم من الألوان. بعض المشاركين قرروا أن يطلوا أجسادهم أيضاً، ويزينوها كأنها لوحات، رغم البرد والحرارة المتدنية، وساروا في الأزقة، يتبعهم الأولاد، ويلحق بهم السياح الذين جاءوا خصيصاً لحضور هذا العرض العفوي الشعبي، الذي توارثه أهالي هذه المدينة الساحلية، منذ أكثر من مائة سنة.

وبصحبة الموسيقى، وصيحات زامبو... زامبو... سار الموكب، وهو يكبر، وتنضم إليه مجموعات جديدة، كلما مرّ في حيّ يتبعه الأهالي، بينما المتنكرون يضعون على رؤوسهم الريش كالهنود الحمر، أو القبعات الغريبة. وقد تظن أن المحتفلين آتون من إحدى دول أميركا اللاتينية، وهم يرقصون على قرع الطبل الذي يرافقهم، ويحملون بأيديهم السيوف والرماح، ويرددون كلمات أفريقية.

الريش جزء مهم من أدوات الاحتفال (إنستغرام)

وهو بحق مشهد للفرجة، ويستحق هذا التوافد من أماكن مختلفة لحضور طقس، من الصعب رؤيته في أي مكان آخر، في المنطقة العربية، علماً بأنه محلي، من صلب بيئة المدينة، وإرث جميل تتناقله الأجيال وتحرص عليه.

وبعد انتهاء الجولة الاحتفالية السنوية التي تنتظرها طرابلس من سنة إلى أخرى، وصل ركب المتنكرين إلى شاطئ البحر كما تجري العادة، وقفزوا في الماء، وسط ذهول السياح الذين يرون أن الحرارة أبرد من أن تحتمل الأجساد السباحة. لكن لحسن الحظ كان الجو مشمساً، ولا بد مهما كانت الحرارة، أن يرمي هؤلاء المحتفلون أنفسهم في البحر، ويغسلوا وجوههم وأجسادهم من رسومات الفحم والألوان التي تزينوا بها، ليعودوا وكأنما تطهروا، ليبدأوا موسم الصوم.

وإن أحببت معرفة أصول هذا المهرجان ومتى ولد، فستجد صعوبة في ذلك. إذ تتعدد الروايات حول تاريخ ولادته، أو سبب وجوده أصلاً. وثمة إجماع على أن هذا الطقس السنوي يعود لأكثر من مائة سنة، وكان يقوم به عدد محدود من الناس، لا يتجاوز العشر في بعض السنوات، يجوبون الأزقة والأحياء، وهم متنكرون. وكان يحدث هذا يوم الاثنين، وربما بسبب وقوع العطلة يوم الأحد تم تغيير يوم الاحتفال.

الأجساد تتحول إلى لوحات (إنستغرام)

وما يرويه الأهالي هنا أن المهرجان ولطرافته، خصوصاً بعد انتهاء الحرب الأهلية في بداية التسعينات، أخذ شكلاً مرحاً واحتفالياً، وأحبه الناس، وباتوا يتجمعون بشكل أكبر من أجله، إلى أن ذاع صيته، وبات السياح يتقصّدون وجودهم مع موعده ليستمتعوا برؤيته.

ويقول البعض إنه يرمز إلى الانتقال من الوثنية إلى المسيحية. ويتحدث آخرون عن أنه مهرجان حمله معهم المغتربون اللبنانيون الذين هاجروا إلى البرازيل وعادوا، وأحبوا أن يعيشوا تلك الأجواء التي عرفوها هناك. وثمة رواية أخرى تقول إن الجالية اليونانية التي جاءت لتعيش في الميناء هي التي جلبت «الزامبو» وعاداته معه. أما الرواية الأخيرة فهي أن القوة السنغالية التي كانت مع جيش الانتداب الفرنسي تركت عاداتها واحتفالها في هذه المنطقة الحميمة من طرابلس على شاطئ البحر. ومن بين الحكايا أيضاً أن أهالي الميناء كانوا مولعين بالأفلام السينمائية، وكانت لهم صالات بالعشرات تعرض الأفلام، وأنهم ربما تحت تأثير شرائط الكاوبوي بدأوا يقيمون هذا الطقس، الذي كبر بمرور الوقت، واكتسب أهمية.

وأياً تكن الجذور، فإن أهالي الميناء احتفلوا الأحد بمهرجانهم الأثير، ورقصوا وابتهجوا وسبحوا، وبدأوا صومهم الذي يتزامن هذه السنة مع شهر رمضان المبارك للمسلمين. ولم تعد الكنيسة تتحسس من هذا الاحتفال الذي لا علاقة له بالدين، ولا بالعبادات، وإنما هو مرح وفرح وضحك ورقص وموسيقى، وإن كان تم توقيته قبيل الصوم الكبير الذي يبدأ يوم الاثنين لدى الطوائف المسيحية.