إسرائيل أكثر دول العالم تلقياً للمساعدات الأميركية

واشنطن تعتبرها حجر الزاوية في أجندة سياساتها الخارجية

إسرائيل أكثر دول العالم تلقياً للمساعدات الأميركية
TT

إسرائيل أكثر دول العالم تلقياً للمساعدات الأميركية

إسرائيل أكثر دول العالم تلقياً للمساعدات الأميركية

بصرف النظر عن صفقة مبيعات الأسلحة الأخيرة لإسرائيل البالغة قيمتها 735 مليون دولار، فالولايات المتحدة تدعمها بمبلغ 3.8 مليار دولار كمساعدة أمنية سنوية، تطبيقا لـ«مذكرة التفاهم» التي وقعتها إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما عام 2016 لمدة 10 سنوات، ودخلت حيز التنفيذ عام 2018، وتنقسم تلك المساعدة إلى مساهمة في تمويل عسكري بقيمة 3.3 مليار دولار و500 مليون دولار كمساعدة للدفاع الصاروخي سنوياً. ويمكن القول من دون أي مبالغة إن الولايات المتحدة لا تزال أكبر داعم ومموّل لإسرائيل منذ تأسيسها. وفي الآونة الأخيرة تكثفت تلك المساعدات، لأسباب سياسية واقتصادية ودينية وجيو - سياسية، بعضها متصل بالسياسات الأميركية المحلية، والبعض الآخر بالسياسات الخارجية، في ظل التحوّلات التي شهدتها السنوات الأخيرة منذ بداية عهد أوباما، مع تغيير واشنطن أولوياتها الاستراتيجية، ورغبتها في الانسحاب من منطقة الشرق الأوسط، وتسليمها إلى وكلاء إقليميين، على الأقل.

غاب الحديث عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في الولايات المتحدة، منذ أن توقفت مفاوضات السلام بين الطرفين، بعد آخر جولاتها التي عقدت في واشنطن خلال عهد الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، تحت شعار «حل الدولتين». وباستثناء جولات الحروب المتقطعة خلال العقدين الأخيرين بينهما، كالحرب التي شنتها إسرائيل أيضاً على غزة عام 2014، بالكاد يُذكر الطرفان في وسائل الإعلام الأميركية، أو يحظيان بتغطية ومتابعة من الأميركيين.
وتكرّر سلوك الإدارات الأميركية المتعاقبة في التعامل مع الحروب التي خاضتها إسرائيل، كما هو حاصل اليوم مع الحرب المستمرة على غزة، حيث تتمدد «فترة السماح» الأميركية لآلة الحرب الإسرائيلية لتحقيق أهدافها، بعيداً عن الدخول في تفسير أسباب تلك الحرب، أو تعيين المشترَك أو المتعارض منها، مع المواجهات التي جرت بين فلسطينيي 48، في المدن والبلدات المحتلة داخل إسرائيل.

- الرأي العام الأميركي وإسرائيل
حتى الآن لا يمكن القول إن تغييراً حقيقياً قد حصل في مزاج الرأي العام الأميركي، من الموقف من إسرائيل. و«الاعتراضات» التي تتعالى من بعض التيارات السياسية - خصوصاً في الحزب الديمقراطي - على ما تفعله إسرائيل، والدعوات التي تطالب بإعادة النظر في المساعدات العسكرية التي تتلقاها من الولايات المتحدة، لطالما كانت موسمية ومرتبطة بمنسوب التوتر الأمني الذي يتكرر بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وبالتالي، فهي لم تتحول إلى حركة وازنة قادرة على تحويل تلك الاعتراضات الجزئية إلى حالة تخترق الطبقة السياسية الأميركية كلها، بجمهورييها وديمقراطييها، وحتى المستقلين فيها.
ولعله من نافلة القول أيضاً، إنه بعد أكثر من 10 سنوات... تفشّى «الخراب» في عدد من الدول العربية، وتآكل التضامن العربي نتيجة الحروب الأهلية المُغذّاة بمشاريع هيمنة إقليمية، وأمعنت آلة القتل الضخمة في حصد أرواح المدنيين من قوى محلية. وكل هذا أسهم في الحفاظ على مستوى عال من الانحياز الأميركي لإسرائيل.
يوم 22 أبريل (نيسان) الماضي، أعلن 331 نائباً من الجمهوريين والديمقراطيين (بشبه مناصفة) في مجلس النواب الأميركي - أي أكثر من ثلاثة أرباع أعضائه - أنهم يعارضون وضع أي شروط على المساعدات الأميركية إلى إسرائيل، من بينهم بعض الأعضاء التقدميين من الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي. وأوضح هؤلاء في رسالة إلى رئيسة لجنة المخصصات في المجلس النائبة الديمقراطية روزا ديلورو وكبيرة الجمهوريين في اللجنة النائبة كاي غراينجر، بأن «المساعدة الأمنية لإسرائيل هي في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة». وكان من بين «التقدميين» البارزين الموقعين على الرسالة، النائبان آندي ليفين من ولاية ميشيغان ورو خانا من ولاية كاليفورنيا. وتبرز أهمية الدعم الذي قدّمه «التقدميون» في أنه جاء في ظل دعوات من بعض رموز الجناح اليساري الذين وقعوا في وقت سابق على رسالة تدعو إلى التدقيق والإشراف على كيفية إنفاق إسرائيل مبلغ 3.8 مليار دولار الذي تتلقاه سنويا من الولايات المتحدة. وتزامنت تلك الرسالة مع دعوات مماثلة من السيناتور بيرني ساندرز والسيناتورة إليزابيث وارين، أبرز رموز هذا الجناح في مجلس الشيوخ، إلى تقييد تلك المساعدات كي لا يجري استخدامها ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة. ويومذاك وجه ساندرز ووارين انتقادات صريحة ضد التوسع الاستيطاني، داعين الرئيس جو بايدن إلى اتخاذ إجراءات قوية لمساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين على التوصّل إلى «حل الدولتين».
هذا، ورغم أن عدداً من استطلاعات الرأي يشير إلى أن لدى ثلثي الديمقراطيين وجهة نظر إيجابية من إسرائيل، فإن ثلثيهم أيضا يؤيدون فكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة. ثم إن غالبية الديمقراطيين يدعون الإدارة الأميركية إلى ممارسة ضغوط متساوية على الإسرائيليين والفلسطينيين. بيد أن شيوخ الحزب الديمقراطي، بمن فيهم زعيم الغالبية في مجلس النواب ستيني هوير وزعيم الغالبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، يدعمون المساعدات الأميركية لإسرائيل بحجة أن «لها الحق في الدفاع عن نفسها وعلى الولايات المتحدة تقديم الدعم».
وفي المقابل وجدت الاستطلاعات أن الأعضاء الجمهوريين مهتمون بمساعدة إسرائيل أكثر من سواهم. وهو ما يعكس التأثير السياسي الذي مارسته إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب، في ظل انحيازها التام لإسرائيل، مع أن الاستطلاع أظهر ارتفاعاً في نسبة المطالبين بموقف متوازن من إسرائيل والفلسطينيين، لا سيما من الفئات الشابة في الحزب الجمهوري.

- هاري ترومان... وإسرائيل
شهد مسلسل تجذّر العلاقات الأميركية بإسرائيل، الدولة التي أنشئت بقرارات لم تكن الولايات المتحدة طرفاً رئيساً فيها، محطات تاريخية ترافقت مع تحولات طرأت على ميزان القوى الدولي بعد الحرب العالمية الثانية، وبالأخص، مع تحوّل الولايات المتحدة إلى أبرز قوة عالمية.
في أكتوبر (تشرين الأول) 1948، أعلن الرئيس الأميركي هاري ترومان في خطاب، أنه «من مسؤوليتي أن أرى سياستنا في إسرائيل تنسجم مع سياستنا في جميع أنحاء العالم. إنني أرغب في المساعدة على بناء دولة ديمقراطية قوية ومزدهرة وحرة ومستقلة في فلسطين، تكون كبيرة بما يكفي وحرّة بما يكفي وقوية بما يكفي لجعل شعبها يدعم نفسه بنفسه». وفي ذلك العام وعلى أثر إعلان قيام دولة إسرائيل، وافق ترومان على تقديم مساعدات اقتصادية لدعمها على استيعاب المهاجرين، ووافق على قرض بقيمة 135 مليون دولار، كوسيلة «لتعزيز السلام».
ثم، في العام 1951 صوّت الكونغرس على مساعدة إسرائيل على تحمّل الأعباء الاقتصادية التي يفرضها تدفق اللاجئين اليهود من مخيمات النازحين في أوروبا ومن بعض الدول العربية. ويمكن القول إن إسرائيل تلقّت منذ الحرب العالمية الثانية نسبة مساعدات مباشرة من الولايات المتحدة، أكبر من المساعدات التي تلقتها أي دولة أخرى في العالم. ذلك أنه بين عامي 1949 و1973 تلقت إسرائيل من الولايات المتحدة ما متوسطه 122 مليون دولار سنويا، بإجمالي 3.1 مليار دولار، بينها قروض بقيمة مليار دولار لتمويل شراء معدات عسكرية بين عامي 1971 و1973، لكن منذ ذلك العام، تلقت إسرائيل أكثر من 120 مليار دولار من المساعدات، على خلفية موقف صدر عن الكونغرس الأميركي بعد «حرب 1973»، يقول إنه «ما لم تكن إسرائيل قوية، فإن الحرب في الشرق الأوسط ستغدو أعلى تكلفة على الولايات المتحدة، التي ستتكبّد نفقات مباشرة أكبر بكثير من دونها».
وحقاً، تألفت المساعدات الأميركية من حزم كبيرة أبرزها حزمة بعد توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، حين تلقت 3 مليارات دولار تعويضا لها عن انسحابها من سيناء، و5 مليارات دولار لإعادة انتشار قواتها وقواعدها الجوية في صحراء النقب عام 1979. وجاءت الحزمة الثانية عام 1985 بعد أزمة اقتصادية حادة أدت إلى تضخم بنسبة 445 في المائة، بقيمة 1.5 مليار دولار من المساعدات الطارئة، التي جرى صرفها على دفعتين، في عامي 1985 و1986 كجزء من برنامج الاستقرار الاقتصادي لإسرائيل. بعد ذلك، عام 1996 تحققت الموافقة على حزمة استثنائية لمساعدة إسرائيل في «محاربة الإرهاب»، حصلت بموجبها على 100 مليون دولار. وابتداءً من العام 1987 تلقت إسرائيل سنويا 1.2 مليار دولار على شكل منح مساعدات اقتصادية و1.8 مليار دولار كمساعدات عسكرية. ثم عام 2005 تلقت إسرائيل 360 مليون دولار مساعدات اقتصادية و2.22 مليار دولار كمساعدات عسكرية، ما لبثت أن تصاعدت إلى 2.28 مليار دولار بعد الاستغناء عن جزء من المساعدة الاقتصادية وإضافتها إلى المساعدة العسكرية. ولا بد من الإشارة إلى أنه في العام 1998 جرى تصنيف إسرائيل على أنها «حليف رئيسي من خارج حلف شمال الأطلسي (ناتو)»، ما سمح لها بتلقي معدات عسكرية يرغب الجيش الأميركي في الاستغناء عنها.

- إدارة أوباما أكبر داعم لإسرائيل
غير أن التحول الكبير الذي طرأ على طبيعة المساعدات الأميركية وقيمتها المقدّمة لإسرائيل، والتي تتطلب قراءة استراتيجية عن معناها، هي تلك التي أقرتها إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، التي يتهمها البعض بشكل خاطئ على أنها معادية لإسرائيل. إذ وقّع الطرفان مذكرة تفاهم في نهاية عام 2016 مدتها 10 سنوات، توافق بموجبه الولايات المتحدة على منح إسرائيل 38 مليار دولار كمساعدات عسكرية تغطي السنوات المالية من 2019 حتى 2028. وشكلت إضافة هائلة بقيمة 8 مليارات دولار عن اتفاقية سابقة لمدة 10 سنوات أيضاً، انتهت عام 2018.
وتنقسم مساعدات المذكرة إلى فئتين، 33 مليار دولار من المنح العسكرية الأجنبية، و5 مليارات دولار إضافية للدفاع الصاروخي. ويعتقد على نطاق واسع أن هذه الزيادة كانت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بقرار واشنطن إنهاء «حربها على الإرهاب»، والانسحاب من «رمال منطقة الشرق الأوسط»، والتخفيف من أعبائها عبر تعزيز وكلائها الإقليميين، على رأسهم إسرائيل، لتركيز اهتمامها ومواردها على مناطق التوتر والنفوذ الجديدة المندلعة مع الصين.
واللافت في هذا المجال أنه، منذ الإعلان عن هذه الصفقة قبل نحو 7 سنوات، جاءت الاعتراضات عليها خجولة، رغم الأصوات التي ترتفع بين الحين والآخر من معارضين يساريين، كما حصل خلال الشهر الماضي. ويعزى ذلك إلى نفوذ اللوبي الإسرائيلي والدعم الذي تحظى به من كل الإدارات الأميركية المتعاقبة، ديمقراطية أو جمهورية، ومن أكثرية أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب. وبينما كانت الولايات المتحدة تناقش حزمة المساعدات الخاصة بمواجهة جائحة «كوفيد - 19»، التي تسببت بأكبر أزمة اقتصادية منذ العام 2008، لم يناقش أحد المساعدة السنوية بقيمة 3.8 مليار دولار لإسرائيل... باعتبارها من المحرّمات، وباعتبار أن دعمها كان ولا يزال، أولوية من الحزبين، وضرورة لتوفير عنصر استقرار استراتيجي في أجندة سياسة واشنطن الخارجية.
من جهة ثانية، لا تكتمل الصورة من دون التطرق إلى القواعد العسكرية الأميركية الموجودة في إسرائيل، فضلا عن القرار الاستراتيجي الذي اتخذته «القيادة الأميركية الوسطى» (السينتكوم) بضمها إلى منطقة عملياتها، بعدما كانت جزءا من القيادة الأميركية في أوروبا، ما يشير إلى الدور الاستراتيجي الذي ستلعبه لاحقا في المنطقة.
وفي حين تعَد إسرائيل من أهم الدول الشريكة في برنامج إنتاج الطائرة المقاتلة «إف 35»، وحصلت عليها بأعداد كبيرة منذ فترة طويلة، تحتفظ الولايات المتحدة بستة من مخزوناتها الاحتياطية في قاعدة «إيروينغ 7» في إسرائيل، وبنحو 300 مليون دولار من المعدات العسكرية في تلك المواقع. تلك المعدات تملكها الولايات المتحدة وتستخدمها القوات الأميركية في الشرق الأوسط، إلا أنه بإمكان إسرائيل استخدامها في أوقات الأزمات. كذلك تحتفظ الولايات المتحدة بمقاتلات وطائرات قاذفة، كما يعتقد أيضا أن إحدى القواعد تحتضن مستشفى بسعة 500 سرير لقوات المارينز والقوات الخاصة الأميركية «القبعات الخضر».
ووفق المعلق والصحافي الأميركي ويليام أركين، وضعت الولايات المتحدة ذخائر ومركبات ومعدات عسكرية ومستشفى في 6 مواقع على الأقل في إسرائيل، بينها مطار بن غوريون (اللد) ونيفاتيم وقاعدة عوفدا الجوية وهرتسليا، بعضها يتضمن مستودعات تحت الأرض وأخرى على شكل حظائر مفتوحة. كذلك يستضيف ميناء حيفا على البحر الأبيض المتوسط زيارات منتظمة لقطع البحرية الأميركية التابعة للأسطول السادس (مقره مدينة نابولي في إيطاليا). وللولايات المتحدة منشأة رادار في ديمونا بصحراء النقب في إسرائيل، بالقرب من مفاعل ديمونا النووي، حيث يوجد برجا رادار بارتفاع 120 متراً مصممان لتتبع الصواريخ الباليستية عبر الفضاء وتزويد شبكة الصواريخ المضادة لها، ببيانات الاستهداف اللازمة لاعتراضها. وبإمكان الرادار اكتشاف الصواريخ من مسافة 2400 كيلومتر، وتعد أبراجه الأطول في العالم.
ختاماً، يمثل برنامج التعاون الصاروخي بين الولايات المتحدة وإسرائيل أحد الجوانب الاستراتيجية بينهما، إذ تطوّر إسرائيل برنامج «أرو» المضاد للصواريخ الباليستية. ويزوّد الصاروخ الولايات المتحدة بالبحوث والخبرات اللازمة لتطوير أنظمة أسلحة إضافية، وتراوحت تكلفة تطويره بين 2.4 و3.6 مليار دولار، تتقاسمها الدولتان مناصفة.


مقالات ذات صلة

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

حصاد الأسبوع Chinese Foreign Minister Wang Yi (C) speaks during a press conference with Senegal's Foreign Minister Yassine Fall (L) and Congo Foreign Minister Jean-Claude Gakosso (R) at the Forum on China-Africa Cooperation (FOCAC) in Beijing on September 5, 2024. (Photo by GREG BAKER / AFP)

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

منذ فترة ولايته الأولى عام 2014، كان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أكبر مناصر للعلاقات بين الهند وأفريقيا.

براكريتي غوبتا (نيودلهي)
حصاد الأسبوع نيتومبو ندايتواه... أول امرأة تترأس ناميبيا

نيتومبو ندايتواه... أول امرأة تترأس ناميبيا

سطرت نيتومبو ناندي ندايتواه، 72 عاماً، اسمها في التاريخ بوصفها أول امرأة تتولى رئاسة ناميبيا منذ استقلال البلاد عام 1990، بعدما حصدت 57 في المائة من الأصوات في

فتحية الدخاخني ( القاهرة)
رياضة سعودية السعودية تستمر في تشكيل خريطة مختلف الرياضات العالمية بتنظيم واستضافات غير مسبوقة (الشرق الأوسط)

السعودية ستُشكل خريطة الرياضة العالمية في 2025

شارف عام حافل بالأحداث الرياضية بما في ذلك الألعاب الأولمبية التي حظيت بإشادة واسعة وأربع بطولات قارية لكرة القدم على الانتهاء ومن المتوقع أن يكون عام 2025 أقل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
حصاد الأسبوع فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

بعد 9 أيام من سقوط الحكومة الفرنسية بقيادة ميشال بارنييه في اقتراع لحجب الثقة، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فرنسوا بايرو، زعيم رئيس حزب الوسط (الموديم)،

أنيسة مخالدي (باريس)
حصاد الأسبوع خافيير ميلي (أ.ب)

خافيير ميلي... شعبية «المخرّب الأكبر» لا تعرف التراجع

في المشهد الشعبوي واليميني المتطرف، المتنامي منذ سنوات، يشكّل الصعود الصاعق لخافيير ميلي إلى سدّة الرئاسة في الأرجنتين، حالة مميّزة، لا بل فريدة، من حيث الأفكار

شوقي الريّس (مدريد)

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟
TT

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

بعد 9 أيام من سقوط الحكومة الفرنسية، بقيادة ميشال بارنييه، في اقتراع لحجب الثقة، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فرنسوا بايرو، زعيم رئيس حزب الوسط (الموديم)، على رأس الحكومة الجديدة. يأتي قرار التعيين في الوقت الذي تعيش فيه فرنسا أزمة برلمانية حادة بسبب غياب الأغلبية وهشاشة التحالفات، مما يضفي على الحياة السياسية جواً من عدم الاستقرار والفوضى. كان هذا القرار متوقَّعاً حيث إن رئيس الوزراء الجديد من الشخصيات المعروفة في المشهد السياسي الفرنسي، والأهم أنه كان عنصراً أساسياً في تحالف ماكرون الوسطي وحليف الرئيس منذ بداية عهدته في 2017. تساؤلات كثيرة رافقت إعلان خبر التعيين، أهمها حظوظ رئيس الوزراء الجديد في تحقيق «المصالحة» التي ستُخرِج البلاد من الأزمة البرلمانية، وقدرته على إنقاذ عهدة ماكرون الثانية.

أصول ريفية بسيطة

وُلِد فرنسوا بايرو في 25 مايو (أيار) عام 1951 في بلدة بوردار بالبرينيه الأطلسية، وهو من أصول بسيطة، حيث إنه ينحدر من عائلة مزارعين، أباً عن جدّ. كان يحب القراءة والأدب، وهو ما جعله يختار اختصاص الأدب الفرنسي في جامعة بوردو بشرق فرنسا. بعد تخرجه عمل في قطاع التعليم، وكان يساعد والدته في الوقت ذاته بالمزرعة العائلية بعد وفاة والده المفاجئ في حادث عمل. بدأ بايرو نشاطه السياسي وهو في سن الـ29 نائباً عن منطقة البرانس الأطلسي لسنوات، بعد أن انخرط في صفوف حزب الوسط، ثم رئيساً للمجلس العام للمنطقة ذاتها بين 1992 و2001. إضافة إلى ذلك، شغل بايرو منصب نائب أوروبي بين 1999 و2002. وهو منذ 2014 عمدة لمدينة بو، جنوب غربي فرنسا، ومفتّش سامٍ للتخطيط منذ 2020.

شغل بايرو مهام وزير التربية والتعليم بين 1993 و1997 في 3 حكومات يمينية متتالية. في 2017 أصبح أبرز حلفاء ماكرون، وكوفئ على ولائه بحقيبة العدل، لكنه اضطر إلى الاستقالة بعد 35 يوماً فقط، بسبب تورطه في تحقيق يتعلق بالاحتيال المالي. ومعروف عن فرنسوا بايرو طموحه السياسي، حيث ترشح للرئاسة 3 مرات، وكانت أفضل نتائجه عام 2007 عندما حصل على المركز الثالث بنسبة قاربت 19 في المائة.

مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف (إ.ب.أ)

شخصية قوية وعنيدة

في موضوع بعنوان «بايرو في ماتنيون: كيف ضغط رئيس (الموديم) على إيمانويل ماكرون»، كشفت صحيفة «لوموند» أن رئيس الوزراء الجديد قام تقريباً بليّ ذراع الرئيس من أجل تعيينه؛ حيث تشرح الصحيفة، بحسب مصادر قريبة من الإليزيه، أن بايرو واجه الرئيس ماكرون غاضباً، بعد أن أخبره بأنه يريد تعيين وزير الصناعة السابق رولان لوسكور بدلاً منه، واستطاع بقوة الضغط أن يقنعه بالرجوع عن قراره وتعيينه هو على رأس الحكومة.

الحادثة التي نُقلت من مصادر موثوق بها، أعادت إلى الواجهة صفات الجرأة والشجاعة التي يتحّلى بها فرنسوا بايرو، الذي يوصف أيضاً في الوسط السياسي بـ«العنيد» المثابر. ففي موضوع آخر نُشر بصحيفة «لوفيغارو» بعنوان: «فرنسوا بايرو التلميذ المصاب بالتأتأة يغزو ماتنيون»، ذكرت الصحيفة أن بايرو تحدَّى الأطباء الذين نصحوه بالتخلي عن السياسة والتعليم بسبب إصابته وهو في الثامنة بالتأتأة أو الصعوبة في النطق، لكنه نجح في التغلب على هذه المشكلة، بفضل عزيمة قوية، واستطاع أن ينجح في السياسة والتعليم.

يشرح غيوم روكيت من صحيفة «لوفيغارو» بأنه وراء مظهر الرجل الريفي الأصل البشوش، يوجد سياسي محنّك، شديد الطموح، بما أنه لم يُخفِ طموحاته الرئاسية، حيث ترشح للرئاسيات 3 مرات، و«لن نكون على خطأ إذا قلنا إنه استطاع أن يستمر في نشاطه السياسي كل هذه السنوات لأنه عرف كيف يتأقلم مع الأوضاع ويغيّر مواقفه حسب الحاجة»، مذكّراً بأن بايرو كان أول مَن هاجم ماكرون في 2016 باتهامه بالعمل لصالح أرباب العمل والرأسماليين الكبار، لكنه أيضاً أول مع تحالف معه حين تقدَّم في استطلاعات الرأي.

على الصعيد الشخصي، يُعتبر بايرو شخصية محافظة، فهو أب لـ6 أطفال وكاثوليكي ملتزم يعارض زواج المثليين وتأجير الأرحام، وهو مدافع شرس عن اللهجات المحلية، حيث يتقن لهجته الأصلية، وهي اللهجة البيرينية.

رجل الوفاق الوطني؟

عندما تسلّم مهامه رسمياً، أعلن فرنسوا بايرو أنه يضع مشروعه السياسي تحت شعار «المصالحة» ودعوة الجميع للمشاركة في النقاش. ويُقال إن نقاط قوته أنه شخصية سياسية قادرة على صنع التحالفات؛ حيث سبق لفرنسوا بايرو خلال الـ40 سنة خبرة في السياسة، التعاون مع حكومات ومساندة سياسات مختلفة من اليمين واليسار.

خلال مشواره السياسي، عمل مع اليمين في 1995، حيث كان وزيراً للتربية والتعليم في 3 حكومات، وهو بحكم توجهه الديمقراطي المسيحي محافظ وقريب من اليمين في قضايا المجتمع، وهو ملتزم اقتصادياً بالخطوط العريضة لليبيراليين، كمحاربة الديون وخفض الضرائب. وفي الوقت ذاته، كان فرنسوا بايرو أول زعيم وسطي يقترب من اليسار الاشتراكي؛ أولاً في 2007 حين التقى مرشحة اليسار سيغولين رويال بين الدورين الأول والثاني من الانتخابات الرئاسية للبحث في تحالف، ثم في 2012 حين صنع الحدث بدعوته إلى التصويت من أجل مرشح اليسار فرنسوا هولاند على حساب خصمه نيكولا ساركوزي، بينما جرى العرف أن تصوّت أحزاب الوسط في فرنسا لصالح اليمين.

ومعروف أيضاً عن رئيس الوزراء الجديد أنه الشخصية التي مدّت يد المساعدة إلى اليمين المتطرف، حيث إنه سمح لمارين لوبان بالحصول على الإمضاءات التي كانت تنقصها لدخول سباق الرئاسيات عام 2022، وهي المبادرة التي تركت أثراً طيباً عند زعيمة التجمع الوطني، التي صرحت آنذاك قائلة: «لن ننسى هذا الأمر»، كما وصفت العلاقة بينهما بـ«الطيبة». هذه المعطيات جعلت مراقبين يعتبرون أن بايرو هو الأقرب إلى تحقيق التوافق الوطني الذي افتقدته الحكومة السابقة، بفضل قدرته على التحدث مع مختلف الأطياف من اليمين إلى اليسار.

ما هي حظوظ بايرو في النجاح؟رغم استمرار الأزمة السياسية، فإن التقارير الأولية التي صدرت في الصحافة الفرنسية توحي بوجود بوادر مشجعة في طريق المهمة الجديدة لرئيس الوزراء. التغيير ظهر من خلال استقبال أحزاب المعارضة لنبأ التعيين، وعدم التلويح المباشر بفزاعة «حجب الثقة»، بعكس ما حدث مع سابقه، بارنييه.

الإشارة الإيجابية الأولى جاءت من الحزب الاشتراكي الذي عرض على رئيس الوزراء الجديد اتفاقاً بعدم حجب الثقة مقابل عدم اللجوء إلى المادة 3 - 49 من الدستور، وهي المادة التي تخوّل لرئيس الحكومة تمرير القوانين من دون المصادقة عليها. الاشتراكيون الذين بدأوا يُظهرون نيتهم في الانشقاق عن ائتلاف اليسار أو «جبهة اليسار الوطنية» قد يشكّلون سنداً جديداً لبايرو، إذا ما قدّم بعض التنازلات لهم.

وفي هذا الإطار، برَّر بوريس فالو، الناطق باسم الحزب، أسباب هذا التغيير، بالاختلاف بين الرجلين حيث كان بارنييه الذي لم يحقق حزبه أي نجاحات في الانتخابات الأخيرة يفتقد الشرعية لقيادة الحكومة، بينما الأمر مختلف نوعاً ما مع بايرو. كما أعلن حزب التجمع الوطني هو الآخر، وعلى لسان رئيسه جوردان بارديلا، أنه لن يكون هناك على الأرجح حجب للثقة، بشرط أن تحترم الحكومة الجديدة الخطوط الحمراء، وهي المساس بالضمان الصحّي، ونظام المعاشات أو إضعاف اقتصاد البلاد.

يكتب الصحافي أنطوان أوبردوف من جريدة «لوبنيون»: «هذه المرة سيمتنع التجمع الوطني عن استعمال حجب الثقة للحفاظ على صورة مقبولة لدى قاعدته الانتخابية المكونة أساساً من كهول ومتقاعدين قد ترى هذا الإجراء الدستوري نوعاً من الحثّ على الفوضى».

كما أعلن حزب اليمين الجمهوري، على لسان نائب الرئيس، فرنسوا كزافييه بيلامي، أن اليمين الجمهوري سيمنح رئيس الحكومة الجديد شيئاً من الوقت، موضحاً: «سننتظر لنرى المشروع السياسي للسيد بايرو، ثم نقرر». أما غابرييل أتال، رئيس الوزراء السابق عن حزب ماكرون، فأثنى على تعيين بايرو من أجل «الدفاع على المصلحة العامة في هذا الظرف الصعب».

أما أقصى اليسار، الممثَّل في تشكيلة «فرنسا الأبية»، إضافة إلى حزب الخضر، فهما يشكلان إلى غاية الآن الحجر الذي قد تتعثر عليه جهود الحكومة الجديدة؛ فقد لوَّحت فرنسا الأبية باللجوء إلى حجب الثقة مباشرة بعد خبر التعيين، معتبرة أن بايرو سيطبق سياسة ماكرون لأنهما وجهان لعملة واحدة.

فرانسوا بايرو يتحدث في الجمعة الوطنية الفرنسية (رويترز)

أهم الملفات التي تنتظر بايرو

أهم ملف ينتظر رئيس الوزراء الجديد الوصول إلى اتفاق عاجل فيما يخص ميزانية 2025؛ حيث كان النقاش في هذا الموضوع السبب وراء سقوط حكومة بارنييه. وكان من المفروض أن يتم الإعلان عن الميزانية الجديدة والمصادقة عليها قبل نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2024، لولا سقوط الحكومة السابقة، علماً بأن الدستور الفرنسي يسمح بالمصادقة على «قانون خاص» يسمح بتغطية تكاليف مؤسسات الدولة وتحصيل الضرائب لتجنب الشلّل الإداري في انتظار المصادقة النهائية. أوجه الخلاف فيما يخّص القانون تتعلق بعجز الميزانية الذي يُقدَّر بـ60 مليار يورو، الذي طلبت الحكومة السابقة تعويضه بتطبيق سياسة تقشفية صارمة تعتمد على الاقتطاع من نفقات القطاع العمومي والضمان الاجتماعي، خاصة أن فرنسا تعاني من أزمة ديون خانقة حيث وصلت في 2023 إلى أكثر من 3200 مليار يورو. الرفض على المصادقة قد يأتي على الأرجح من اليسار الذي يطالب بإيجاد حل آخر لتغطية العجز، وهو رفع الضرائب على الشركات الكبرى والأثرياء. وكان فرنسوا بايرو من السياسيين الأكثر تنديداً بأزمة الديون، التي اعتبرها مشكلة «أخلاقية» قبل أن تكون اقتصادية؛ حيث قال إنه من غير اللائق أن «نحمّل أجيال الشباب أخطاء التدبير التي اقترفناها في الماضي».

الملف الثاني يخص نظام المعاشات، وهو ملف يقسم النواب بشّدة بين اليمين المرحّب بفكرة الإصلاح ورفع سن التقاعد من 62 إلى 64 سنة، إلى اليسار الذي يرفض رفع سنّ التقاعد، معتبراً القانون إجراءً غير عادل، وبالأخص بالنسبة لبعض الفئات، كذوي المهن الشاقة أو الأمهات.

وتجدر الإشارة إلى أن فرنسا كانت قد شهدت حركة احتجاجات شعبية عارمة نتيجة إقرار هذا القانون، وبالأخص بعد أن كشفت استطلاعات الرأي أن غالبية من الفرنسيين معارضة له. صحيفة «لكبرس»، في موضوع بعنوان «بايرو في ماتنيون ماذا كان يقول عن المعاشات» تذكّر بأن موقف رئيس الوزراء بخصوص هذا الموضوع كان متقلباً؛ فهو في البداية كان يطالب بتحديد 60 سنة كحّد أقصى للتقاعد، ثم تبنَّى موقف الحكومة بعد تحالفه مع ماكرون.

وعلى طاولة رئيس الوزراء الجديد أيضاً ملف «الهجرة»؛ حيث كان برونو ريتيلو، وزير الداخلية، قد أعلن عن نصّ جديد بشأن الهجرة في بداية عام 2025، الهدف منه تشديد إجراءات الهجرة، كتمديد الفترة القصوى لاحتجاز الأجانب الصادر بحقهم أمر بالترحيل أو إيقاف المساعدات الطبية للمهاجرين غير الشرعيين. سقوط حكومة بارنييه جعل مشروع الهجرة الجديد يتوقف، لكنه يبقى مطروحاً كخط أحمر من قِبَل التجمع الوطني الذي يطالب بتطبيقه، بعكس أحزاب اليسار التي هددت باللجوء إلى حجب الثقة في حال استمرت الحكومة الجديدة في المشروع. وهذه معادلة صعبة بالنسبة للحكومة الجديدة. لكن محللّين يعتقدون أن الحكومة الجديدة تستطيع أن تنجو من السقوط، إذا ما ضمنت أصوات النواب الاشتراكيين، بشرط أن تُظهر ليونة أكبر في ملفات كالهجرة ونظام المعاشات، وألا تتعامل مع كتلة اليمين المتطرف.

إليزابيث بورن (أ.ف.ب)

بومبيدو

دوفيلبان

حقائق

رؤساء الحكومة الفرنسيون... معظمهم من اليمين بينهم سيدتان فقط


منذ قيام الجمهورية الخامسة عام 1958، ترأَّس حكومات فرنسا 28 شخصية سياسية، ينتمي 8 منها لليسار الاشتراكي، بينما تتوزع الشخصيات الأخرى بين اليمين الجمهوري والوسط. ومن بين هؤلاء سيدتان فقط: هما إيديت كريسون، وإليزابيث بورن.هذه قائمة بأشهر الشخصيات:جورج بومبيدو: ترأَّس الحكومة بين 1962 و1968. معروف بانتمائه للتيار الوسطي. شغل وظائف سامية في مؤسسات الدولة، وكان رجل ثقة الجنرال شارل ديغول وأحد مقربيه. عيّنه هذا الأخير رئيساً للوزراء عام 1962 ومكث في منصبه 6 سنوات، وهو رقم قياسي بالنسبة لرؤساء حكومات الجمهورية الخامسة. لوران فابيوس: ترأَّس الحكومة بين 1984 و1986. ينتمي للحزب الاشتراكي. شغل منصب وزير المالية، ثم وزيراً للصناعة والبحث العلمي. حين عيّنه الرئيس الراحل فرنسوا ميتران كان أصغر رئيس وزراء فرنسي؛ حيث كان عمره آنذاك 37 سنة. شغل أيضاً منصب رئيس الجمعية الوطنية. تأثرت شعبيته بعد محاكمته بوصفه مسؤولاً عن الحكومة في قضية الدم الملوّث الذي راح ضحيته أكثر من 4 آلاف فرنسي. كما تكرر اسمه في مفاوضات الملف النووي الإيراني.جاك شيراك: إضافة لوظيفته الرئاسية المعروفة، ترأَّس جاك شيراك الحكومة الفرنسية مرتين: المرة الأولى حين اختاره الراحل فاليري جيسكار ديستان وكان ذلك بين 1974 و1976، ثم إبان عهدة الرئيس فرنسوا ميتران بين 1986 و1988. شغل مناصب سامية، وتقلّد مسؤوليات عدة في مؤسسات الدولة وأجهزتها، حيث كان عمدة لمدينة باريس، ورئيس حزب التجمع الجمهوري اليميني، ووزيراً للزراعة.دومينيك دوفيلبان: شغل وظيفة رئيس الحكومة في عهدة الرئيس جاك شيراك بين 2005 و2007، وكان أحد مقربي الرئيس شيراك. كما شغل أيضاً حقيبة الخارجية ونال شعبية كبيرة بعد خطابه المعارض لغزو العراق أمام اجتماع مجلس الأمن في عام 2003. حين كان رئيس الوزراء، أعلن حالة الطوارئ بعد أحداث العنف والاحتجاجات التي شهدتها الضواحي في فرنسا.فرنسوا فيون: عيّنه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي في منصب رئيس الوزراء بين 2007 و2012، وهو بعد بومبيدو أكثر الشخصيات تعميراً في هذا المنصب. شغل مناصب وزارية أخرى حيث كُلّف حقائب التربية، والتعليم، والشؤون الاجتماعية، والعمل. أصبح رسمياً مرشح حزب الجمهوريون واليمين والوسط للانتخابات الرئاسية الفرنسية 2017، وأُثيرت حوله قضية الوظائف الوهمية التي أثّرت في حملته الانتخابية تأثيراً كبيراً، وانسحب بعدها من الحياة السياسية.